عن تحالف كاودا أو (الجبهة الثوريه السودانيه للتغيير): أقول

 


 

تاج السر حسين
23 December, 2011

 


royalprince33@yahoo.com
نظمت (الجبهة الثوريه السودانيه للتغيير) المكونه من تحالف يضم (الحركه الشعبيه – قطاع الشمال، حركة العدل والمساواة، حركة تحرير السودان بجناحيها – عبد الواحد/ منى)، ندوة ناجحة ومحضوره فى القاهره دشنت بها عملها فى مصر.
وعن هذا التحالف الثورى (الجاد) اقول انه فعل ثورى يجب أن يؤيد ويساند ويدعم وينقد بصدق ويقوم بأمانه اذا كان فيه ما يستحق النقد أو التقويم من كل سودانى وطنى غيور على وطنه ويسعى لرؤيته شامخا يتبوأ مكانته التى يستحقها بين الدول، لا ضعيفا ومنهكا تسوده الحروب والنزاعات ويتسول لقمة عيشه من الآخرين.
وأتمنى الا يجابه هذا التحالف بالغيره والخصومه والمحاربه، كما ظلت تواجه كثير من المبادرات السودانيه الجاده، فالتغيير مطلب اساسى وحيوى لابد أن يتحقق .. لا يهم على يد من يتحقق.
وما يجب أن يقال عن الندوه الناجحه التى أقيمت بالأمس، هو تحدث جميع أعضاء (التحالف) وهذا امر مقبول فى البدايات من أجل تعريف الحاضرين بأهداف التحالف والكيفيه التى تأسس بها، لكن يجب الا يستمر الحال هكذا وأن يكتفى التحالف بناطق رسمى فى كل بلد يتم أختياره عن طريق (الكفاءة) والقدره على توصيل فكر (التحالف) لا من خلال التوازنات وحدها، اضافة الى ذلك فأن بعض المتحدثين من أعضاء (التحالف) اسهبوا وأطالوا فى الحديث دون داع مما سبب بعض الملل والضجر للحضور، والسودانيون يريدون عملا وفعل أكثر من حديث (المنجيات) السبع و(الموبقات) العشر الذى ملوه والذى لم يقصر فيه قادة الأحزاب القديمه.
اما عن (التحالف) بصوره عامه وشامله، وما أستنبطته من حديث اعضاء التحالف ورددوهم التى ركزت  معظمها على تخوف بعض القوى السياسيه التقليديه، من أن يتجه التحالف اتجاها عنصريا أو اثنيا ويكرر ما حدث من قبل من قتل ودمار وتصفيات عرقيه فى دول مثل راوندا والكنغو.
والتطمينات التى ساقوها ، اقول يجب أن تأتى التطمئنات للقوى المشككه فى شكل (فعل) لا (قول) فقط، وقد جاء فى الآيه الكريمه (اعملوا آل داود شكرا)! – أهو ليبراليين بنستشهد بالقرآن.
والتطمين الفعلى يتحقق بأن يفتح (التحالف) ذراعيه بكل ترحيب لأى سودانى وطنى (جاد) من اى جهة كانت،  وأن يكون (التحالف) مستعد من أجل الوطن للتحالف والتنسيق مع أى قوى أخرى جاده طالما كانت تعمل فى نفس الخط الذى يعمل فيه وهو (التغيير) واسقاط النظام، لا أن تبتعد وتنأى عن ذلك من منظور خاطئ يمارسه البعض (بالتخوف) من التنظيمات والجبهات التى تتبنى مشروعا أو فكرا مشابها لفكر (التحالف).
وما يطمئن (المتخوفين) والمتشككين وجود عضو فى التحالف له مكانته فى الخريطه السياسيه السودانيه ويتمتع بخبره جيده وهو (الحركه الشعبيه – قطاع الشمال) التى تستمد أدبياتها من فكر الراحل المقيم (جون قرنق) الذى ما كان يميز بين سودانى وسودانى الا من خلال وطنيته وأيمانه (بالسودان الجديد).
اضافة الى عضو آخر هو حركة (العدل والمساواة) التى أثبتت  من خلال محاولة اسقاط النظام السابقه ودخولها (ام درمان)، انها حركه مسوؤله وناضجه ولم تتعرض للمواطنين المدنيين بسوء كما أكد شهود عيان صادقين مرت بهم أو عبرهم الحركه فى طريقها الى تنفيذ عمليتها، رغم المعاناة التى وجدتها وفقدانها لبعض افرادها مدنيين وعسكريين.
ودون شك سوف يواصل باقى اعضاء التحالف فى نفس النهج وذات الطريق ويمكنهم الأستفاده من علاقات (عبد الواحد) الدوليه وتجربة (منى) مع (النظام) التى ما كنا نتمناها، فكل من دخل وأتفق مع النظام خرج خاسرا، لكن العوده للحق فضيله.
وما نود أن ننصح بها الأخوه فى هذا (التحالف) ان جاز لنا أن ننصح هو الأستفاده من افكار الآخرين والتوقف عند تجاربهم والأخذ بما هو ايجابى وترك السلبى والا يكون (القتال) مرغوب فيه لذاته من أجل (التغيير) وانما عاملا  مساعدا يضطر له (التحالف) لمواجهة نظام متشبث بالسلطه وقابض عليها بالقوه ورافض لحل (مليشياته) علنا وجهارا نهارا.
وليت عمل (التحالف) العسكرى تكامل مع (مشروع) مواز لأسقاط النظام من خلال الحراك السلمى الجماهيرى الذى يقوده الطلاب والشباب والعمال والموظفين بالخروج فى مظاهرات وأعتصامات يوميه بحسب ظروف السودان، وأن يكون (التحالف) جاهز من خلال وسائل مدروسه لحماية ارواح المتظاهرين اذا واجهوا عنف أو قمع متوقع من النظام، وهذا الدور من المفترض أن يقوم به جيش وطنى وقومى ينحاز لشعبه لا لجلاديه، لكن وللأسف اختار النظام أن يؤدلج الجيش وأن يسيسه ويجعله جيش (حزب) لا جيش (دوله)، ورغما عن ذلك حملت البشريات تمرد سريه بقيادة ملازم أول ومعه جنود وضباط صف.
وهذا امر متوقع تزائده فى الأيام القادمه فى جميع القطاعات المدنيه والعسكريه بعد أن تسبب هذا النظام الفاسد فى فصل الجنوب وفى تدهور
الأوضاع المعيشيه والأقتصاديه وتدنى قيمة العمله المحليه، مما أدى الى تململ وسط كافة قطاعات الشعب ووصلت الخلافات داخل (المؤتمر الوطنى) ولم يتبق للنظام غير الخائفين والراجفين من (المحكمه الجنائيه) الملطخه اياديهم بدماء الشهداء الأبرار .. و قلة من (المؤيدين) داخل وخارج السودان فى حقيقتهم مصلحجيه وأرزقيه لا تربطهم بالأنظمه رؤى فكريه أو قناعات سياسيه وأنما مصالح شخصيه وذاتيه.
مرة أخرى ومن خلال رؤيه سياسيه عميقه وقراءه جيده لما يدور فى العالم حولنا ، فأن المناداة لأسقاط النظام وتغييره (سلميا) مع الأستعداد للتدخل  من قبل (التحالف) لحماية المتظاهرين وتحييد الجيش – اذا لزم الأمر – يطمئن المجتمع الأقليمى والدولى ويجلب تعاطفا ودعما (معنويا) من هذه المجتمعات ويبطل معارضتها أو اعاقتها لعملية (التغيير) ومكابر من يظن بأن (الثوره) يمكن أن تنجح (بالشعب) وحده مع قناعتنا بأن (اردة) الشعوب تأتى فىالمقام الأول لكن لابد من توفر قناعة وقبول أقليمى ودولى بشكل (التغيير) المطروح، اضافة الى (قوه) تحمى الثوره السلميه وتبطل قمع النظام الطاغى المستبد، وأفضل مثال لدينا، هو ما يدور فى (سوريا) الآن.
وعلى المثقفين والكتاب والأعلاميين ، دور مهم يجب أن يقوموا به وهو دعم الثوره والترويج لمفاهيمها وأدبياتها وتعرية النظام وكشف فساده واستبداده وابطال حججه وأكاذيبه.
ومن النقاط التى وردت فى برنامج (التحالف) وتحتاج لمراجعه مايلى:-
1- مدة الست سنوات المقترحه للفتره الأنتقاليه كثيره جدا ويمكن أن تؤدى الى استبداد ومحاولة للأنفراد بالسلطه والبقاء فيها، ويجب الا تزيد الفتره الأنتقاليه عن سنتين كأقصى حد، توفق فيها الأحزاب أو ضاعها الداخليه وتصحح مسارها على نحو (ديمقراطي) متعارف عليها فى جميع دول العالم الحديث.
2- شكل الدوله القادمه يجب أن يكون مدنى ديمقراطى فدرالى أساسه المواطنه المتساويه فى الحقوق والواجبات وأن تكون السياده للقانون وأن تحترم حقوق الأنسان.
لا نظام (لا مركزى) كما ورد فى حديث أحد أعضاء (التحالف) وتلك تجربه فاشله كانت قائمه خلال فترة (النميرى) ولم تقدم للسودان غير الديكتاتوريه والشموليه.
3- أن تحدد علاقه (الدين بالدوله) بصوره واضحه ترضى (العلامانيين) و(الليبراليين) وفى ذات الوقت لا تشكل هاجسا عند من لايفهمون (العلمانيه) الا بأعتبارها كما يروج لها (الظلاميون) بأنها كفر وأباحيه وفوضى أخلاقيه وعدم احترام للعادات والتقاليد.
وفى هذا الجانب أفضل صيغه يمكن أن تطرح هى التى تنص على (احترام كافة الأديان والمعتقدات وتقف الدوله السودانيه منها مسافه متساويه ويمنع اقحامها فى السياسه بأى شكل من الأشكال).
4 - مع الأٌقرار بمبدأ المساواة بين كافة المواطنين كما ورد فىالنقطه رقم (2) أعلاه، لكن لابد من اقرار (تمييز ايجابى) للمرأة وللأقاليم المهمشه لفتره محدده لا تزيد عن عشر سنوات حتى يعاد التوازن المجتمعى وتحظى تلك الفئات والأقاليم بظروف مماثله لغيرهم من المواطنين وتصبح قادره على المنافسه والأبداع.
5- اتاحة الفرصه لقطاعات الشباب والطلاب من الجنسين لتأسيس منظمات مجتمع مدنى تحمى الديمقراطيه وتدافع عن الدوله المدنيه الديمقراطيه الفيدراليه حتى لا يضطر الشعب للجوء للجيش كما هو حادث فى (تركيا)، وهذا هو السبب الرئيس فى الأنقلابات العسكريه التىعانى منها السودان كثيرا وأن يحدد دور الجيش فى حماية حدود الوطن والمحافظه على الدستور وابتعاده مع (الشرطه) وباقى القوات النظاميه من الدخول فى اللعبه السياسه.
وأن يعاد تأسيس هذه القطاعات (الجيش) و(الشرطه) بصوره احترافيه تماثل ما يحدث فى دول العالم المتقدم مزودين بالعلم والتكنولوجيا.
وللحديث بقيه.

 

آراء