فوزي وآلاء … لحنٌ لم يكتمل !

 


 

 

manazzeer@yahoo.com

الهدوء الخالص ينسابُ على كل القمم
الحفيف الخافت يغفو فوق اغصانٍ غزيرة
ولحضن الغاب آبت ثم نامت العصافير الصغيرة
وبعد حين .. انت ايضا تهجعين
(الشاعر الالماني جوته مناجيا روحه وهو على فراش الموت).

* لن تكفي كل دموع الدنيا لتغسل حزننا عليك ايها الانسان النبيل، ولا اعرف من اين ابدأ وكيف اعبر عن الم عميق ظل يلازمني منذ رحيلك حزنا على استشهاد وحيدتك وعزيزتك وعزيزة الجميع ابنتك الدكتورة الاء فوزي المرضي برصاصة طائشة من رصاص البؤس والعبث والغدر الذي انطلق في ١٥ ابريل ليسرق احلام شعب ويدمر كل شئ جميل من اجل سلطة زائلة يتصارع عليها غيلان لا يستحقونها.

* رصاصة طائشة غادرة شقت طريقها الى منزل الاسرة بحى المنارة بام درمان لتصيب الام وتتركها بين الحياة والموت ثم واصلت رحلتها المشؤومة ولم تجد مكانا تستقر فيه سوى القلب الجميل للصبية الرقيقة والزهرة اليانعة التي حققت للتو اولى رغباتها في الحياة وحلم ابويها بدراسة الطب والتخرج بنجاح، كان للاسرة وخاصة الام النصيب الوافر فيه.

* لم يتحمل قلب الاسد ما حدث، فتوقف عن الخفقان في نفس المستشفى التى كانت تقضى فيها ابنته فترة الامتياز، واختار ان يلحق بها ويكون بجوارها بدلا من ان يعيش بعيدا عنها في الم وعذاب وهى التي لم تفارقه لحظة واحدة في حياتها.

* فقدناكم ولن ننساكم ابدا ... ستظل ذكرياتكم الجميلة دائما في قلوبنا وفي خواطرنا وفي احاديثنا، وفي كل مشرق شمس ومغيبها، وفي احلامنا وفي يقظتنا، وعزاؤنا انكم في رحاب رب كريم تنعمون في جواره بالامن والطمانينة والسلام، وانكم بيننا وتعيشون فينا باحمد ومدثر فوزي المرضي ووالدتهما الكريمة زينات، وبما تركتموه من سيرة عطرة ستظل تعطر حياتنا ابد الدهر. تقبل تحياتنا يا اعز وارق وانبل الناس، والتحية للزهرة اليانعة التي تنام في حضنك هانئة مستقرة.
ام درمان ٣٠ يوليو، ٢٠٢٣

 

آراء