في تحدي الإعاقة ومقاومة الصعاب !!

 


 

 

siddigelbashir3@gmail.com

(1)
بأزياء مصممة بعناية فائقة، متتزينة بألوان تسر الناظرين، وحناجر تصدح بأهازيج الفرح النبيل، بمحبة وأمل وتفاؤل بغد مشرق تسوده دعائم الأمن والسلام والإحترام للأشخاص ذوي الإعاقة، هي زفة تنطلق نهار الثالث من ديسمبر، عام ألفين وثلاثة وعشرين تشهدها مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، احتفالا باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، جاء المحتفى بهم من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، تبدأ بإحترام حقوقهم، وتنتهي بإدمامجهم في المجتمع، وصولا إلى مجتمع خال من العنف المبني على النوع
(2)
قاعة (أماسي) بمدينة كوستي، تزينت هي الأخرى بحلة زاهية في عرس المعاقين، الإضاءة كانت مريحة للأبصار والعقول، الطاولات والمقاعد وضعت بعناية فائقة، وكذا المنصة الرئيسة، كلها كانت تراعي حقوق المعاقين حركيا، بصريا، سمعيا، وعقليا، والضيوف من فئات المجتمع المختلفة، توزعوا على أمكنة تمكنهم من متابعة فقرات الحفل المقدم من مسرح داخلي، فقرات تبدأ بالنشيد الوطني السوداني (نشيد العلم)، وتنتهي بأشعار وأوتار مستوحاة من تراث سوداني، فريق مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية، من دراميين وموسيقيين وإداريين وإعلاميين، كلهم كانوا يعملون بجد وإحتهاد ومحبة، بهدف إخراج احتفال مميز يليق بالأشخاص ذوي الإعاقة تعزيزا لدورهم المرتجىفي مختلف المجالات.
(3)
ويأتي الإحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الثالث من ديسمبر من كل عام، استجابة لإعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبروتوكولها الإختياري في عام 2006م، ليكون بمثابة وسيلة لتحسين إحترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يمثلون 15% من سكان العالم، حيث يصنفون إلى 4 أنواع وهي، الإعاقة الحركية، السمعية، البصرية، العقلية، ليأتي الإحتفال بيومهم العالمي، لتجديد المطالبة بحقوقهم، في العلم والعمل، وتوفير الحماية اللازمة لهم من كل أشكال العنف، بهدف تعزيز دورهم في المجتمع،ما يحتم على كل العاملين في الحقل الإنساني من السعي الحثيث إلى إحداث تغيير جذري في واقع الأشخاص ذوي الإعاقة، بمختلف وسائل التغيير، وصولا إلى مجتمع يعزز دور الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة العامة.
(4)
الإحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، يأتي متزامنا مع فعاليات حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة، حملة تنفذها مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية بشراكة ذكية مع مؤسسة تنمية الأطفال ووحدة مكافحة العنف ضد المرأة بولاية النيل الأبيض ودعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، شراكة تترجمها مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية في إنتاج أعمال فنية، تناقش قضايا النساء والفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة، تعزيزا لدورهم في مختلف المجالات، عبر مشروع أسمته كل الخير الطوعية (التغيير عبر الفنون)، مشروع وجد الثناء الحسن من الفاعلين في الحقل الإنساني، وذلك لما للفنون من قدرة على عرض قضايا حقوق الإنسان بقوالب مختلفة، بما يمكن من إحداث تأثير كبير على الناس.
(5)
(نحن مختلفون .. نحن متساوون)، هو شعار مميز للإحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة، لعنوان يضئ، علما ومعرفة، والذي كان يزين خلفية مسرح قاعة (أماسي)، والذي أبدع المحتفى بهم على خشبته فقرات ثقافية أحدثت التغيير المنشود في الأسماع والأبصار والعقول، وشكلت حضوراً مميزا في فعاليات اليوم، يوم تحدت فيه المذيعة سحر عبدالرحمن من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، الصعاب بتقديم فقرات الحفل الممتد لأربع ساعات متواصلة، مشكلة ثنائية مميزة مع الزميل عثمان أبو قرون من إذاعة النيل الأبيض، حفل رسمت لوحاته بألوان الثقافة والفنون والآداب، بوئام ومحبة للأشخاص ذوي الإعاقة، تعزيزا لدورهم المرتجى في مختلف المجالات.
(6)
فالأشخاص ذوي الإعاقة، المحتفى بهم في الزمان والمكان وبالمناسبة، أسهموا بصورة جيدة في إخراج يوم زاخر بإبداعات مختلفة، تنوعت بين شعرية ومسرحية وغنائية وترفيهية، إلى جانب كلمات تحمل معاني الحب والوفاء لذوي الإعاقة، ودعوات لرد حقوقهم في العلم والعمل والإندماج، تعزيزا لدورهم المأمول في قادم السنوات.
فالعروض المسرحية المقدمة في الاحتفال، ناقشت هي الأخرى العنف ضد المرأة ومناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة والعنف المبني على النوع،وصولاً إلى مجتمع خال من كل أشكال العنف.
(7)
سلام .. سلام يا بلد الخير
أهو إنت الخير
وكل الخير
عمل حمل توقيع الشاعر إبراهيم جابر ولحن جماعي عذب نتاج ورشة جماعية من مبدعي (دكتور محمد العصامي + إيهاب جعفر)، لتتخذه المؤسسة شعاراً لها، ليقدم لأول مرة ضمن أكثر من خمس عشرة فقرة في فعاليات اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
هو ذاته إبراهيم جابر الذي كان أحد فرسان برنامج (ريحة البن) التلفزيوني، ليقدم نماذج من قصائده، بنكهة تراثية سودانية خالصة، تخاطب العقول والقلوب، بصدق ومحبة للأم والوطن، وعلى أرض الوطن ما يستحق الإحتفاء، إحتفاء بالنساء والأطفال والفتيات الأشخاص ذوي الإعاقة.
(8)
وتزين الحفل بكلمات مضيئة، علماً ومعرفة، لتحمل قيم الوفاء للأشخاص ذوي الإعاقة، والتذكير بحقوقهم وبعث رسائل للجميع بضرورة المضي قدما في برامج التوعية بقضاياهم، مناصرة لهم، وتعزيزا لدورهم المأمول في المستقبل، كل ذلك عبر الفنون، لكونها من أهم أدوات التغيير.
(التغيير عبر الفنون) مشروع تنفذه مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية بشراكات استراتيجية مع الجميع، لتكافح به كل أشكال العنف المبني على النوع، وقضايا أخرى، بهدف إحداث التغيير المنشود في مختلف المجالات.
*صحافي سوداني
//////////////////

 

 

آراء