قيدومة بين يدي صدور ترجمتي لكتاب مكمايكل عن وسوم الإبل بكردفان .. تأليف: السير هارولد مكمايكل .. تعريب: خالد محمد فرح
د. خالد محمد فرح
3 December, 2021
3 December, 2021
مقدمة المُترجِم
كان أول عهدٍ لي بكتيب الموظف السامي بادارة الحكم الاستعماري الثنائي في السودان ، وأحد رواد الدراسات السودانية من الغربيين بصفة عامة ، السير هارولد مكمايكل 18 - 19م الموسوم ب " وسوم الإبل المستخدمة في كردفان " ترجمةً للعنوان الاصلي لهذا الكتيب في لغته الإنجليزية الاصلية : Camel Brands Used by the Tribes of Kordofan ، في نحو خواتيم النصف الاول من ثمانينيات القرن الماضي، عندما كنت طالباً حينئذٍ بكلية الآداب بجامعة الخرطوم. وقد أوقعتني محض الصدفة وأنا اتفحص أكداس الكتب والمؤلفات الكثيرة والنادرة والنفيسة التي كانت تنوء بها أرفف مكتبة " التجاني الماحي " الملحقة بمبنى المكتبة الرئيسية بالجامعة ، على نسخة من هذا الكتيب الصغير ، فاستللته من مكانه، ثم أقبلت عليه ، فالتهمته بعينيّ التهاما في زمن قياسي. ومنذ ذلك التاريخ البعيد نسبياً ، خلّف هذا الكتيب انطباعا طيبا في نفسي ، وأعجبتني فكرته وموضوعه ونهجه في الدرس الاثنلوجي والانثربولوجي والفولكلوري أيضاً ، لمبحث لم يكن أيّ من المتعلمين والباحثين والمثقفين السودانيين أن يلقي له بالاً ، ناهيك عن أن يخصه بدراسة علمية متكاملة ، مما يستوجب منا بكل تأكيد ، تسجيل الشكر والتقدير والعرفان للسير مكمايكل ، على هذه الخدمة الجليلة التي أسداها للثقافة السودانية خصوصاً ، وللمعرفة الإنسانية عموما.
ثم مرت الاعوام والسنون وأنا مقيم على إعجابي بكتيب مكمايكل الذي نحن بصدده الآن ، وكنت في غضون ذلك أمنّي نفسي بأن ينبري امرؤ ما لترجمة هذا الكتيب إلى اللغة العربية لأول مرة ، حفظاً لهذه المعرفة الثرة والباذخة في مجالها من الضياع والاندثار ، وتوثيقا تاريخياً لما كان عليه الوضع في هذا الجانب على مستوى اللغة والالفاظ والمصطلحات التي كانت مستخدمة للدلالة على وسوم الإبل خاصة في كردفان قبل أكثر من قرن من الوقت الراهن ، وذلك نظراً إلى أن الكتيب المذكور قد جرى تأليفه في العام 1912م ، مما يتيح الفرصة لرصد مظاهر الثبات والتغيير والتحول والتحوير التي ربما تكون قد حدثت خلال هذه المدة.
وكنت قد أعربت عن تطلعي ورجائي الشخصي في مقال لي منشور قبل بضعة أعوام ، أن ينهض صديقاي الأثيران: الأستاذ الامين البدوي كاكوم ، والاستاذ ابراهيم الدلاّل معاً بترجمة هذا الكتيب وذلك لتوفر جميع العناصر اللازمة لإخراج ترجمة مثالية له في هذين الرجلين الاديبين العالمين النابهين حفظهما الله، ومن ذلك حذقهما للغتين الانجليزية والعربية حذقاً تاماً ، إلى جانب إحاطتهما إحاطة واسعة بموضوع الكتيب ، ألا وهو موضوع وسوم الابل في كردفان، الذي يوشك أن يكون محض رشفة من " كوب شايهما " المُترَع ،كما يعبّر الانجليز مجازاً في لغتهم.
ولكن أياً من ذلك لم يتحقق ، وبقيت تطلعاتي محض أحلام لم يتح لها أن تتحقق على أرض الواقع، فاخترنت هذا الامر في ركن قصي من ذاكرة انشغالاتي واهتماماتي ، وتغافلت عنه مليّا.
ثم إذا بصديقٍ لي آخر ، هو الدكتور الحاج سالم مصطفى ، استاذ علم الوثائق والمكتبات بجامعات السودان والامارات ، يرسل الي منذ بضعة أشهر فقط من الآن، نسخةً الكترونية من كتيب مكمايكل المومى إليه ، ويطلب مني أن نشترك معاً في ترجمته. وقد اقترح علي الدكتور سالم بالتحديد ، ان اترجم أنا الجزء المتعلق بالقبائل التي تقطن في الاجزاء الشمالية والشرقية من كردفان ، على ان يعرب هو الجزء الخاص التي تسكن الاجزاء الغربية والجنوبية من ذات الاقليم، فتحمست لهذا العرض ، غير أنني اقنعته بان اتولى انا تعريب الكتيب كاملاً ، على أن يقوم هو بمراجعة الترجمة كاملةً ، وذلك حتى تكون الترجمة متماثلة ومنسجمة ، وفي نفس أسلوبي واحد ، فوافق مشكورا.
ولما لم أكن أنا من أهل البادية ومربّي الابل ومعرفة وسومها المختلفة أصلاً، بحكم المولد والنشأة ، فقد عمدت الى التواصل مع عدد من المعارف والاصدقاء ممن لهم باع طويل ومعرفة مكينة بهذه الاشياء ، فأفدت مما عندهم من العلم في هذا الجانب وخصوصا فيما يلي اسماء الوسوم وطريقة هجائها ورسمها الصحيح ، وكذلك اسماء كثير من الاعلام ومسميات فروع القبائل وبطونها وافخاذها المختلفة ، ضبطاً للترجمة وإحكاماً لها. ولا غرو في ذلكً، فإن من أعسر العقبات التي تواجه اعادة تعريب ما نقل أصلا من العربية الى اللغات الاخرى كالانجليزية مثلاً ، هي استعادة الرسم الصحيح لاسماء الاعلام خاصة ، حيث تبرز بعض الاشكالات التي يواجهها المترجمون عادة ، مثل معرفة الصوت الحلقي المعني خاصة في اللغة او اللهجة العربية المصدر، وعما اذا كان هاء مثلاً في الاصل أم حاء ، وعما اذا كان عينا ام مجرد همزة، وهلم جرا.
وهنا ، لا بد لي ان اعرب عن شكري الجزيل للاخوة الاعزاء: الاستاذ ابراهيم الدلال ، والاستاذ محمد التجاني عمر قش ، والاستاذ بشير عساكر ، على ارشادهم وتصويبهم لي في ضبط كتابة الكثير من المصطلحات والالفاظ ، وأسماء الاعلام ايضا.
ولقد أفدت بكل تأكيد أيضاً ، في نواح كثيرة مما مضى ذكره ، بمؤلّفَيْن عظيميْ الفائدة ، ولا غنى عنهما البتّة في هذا المجال ، ألا وهما كتاب السير هارولد مكمايكل نفسه بعنوان: تاريخ العرب في السودان ، تعريب الاستاذ سيد ديدان المحامي ، وكتاب ثان له هو: قبائل شمال ووسط كردفان ، من تعريب الأستاذ سيف الدين عبد الحميد.
أما عن وسوم الابل بصفة عامة ، فإنها علامات ورموز وشارات توضع على اجزاء معينة من اجساد الابل كيّاً بالنار ، او بحراً بالسكين ، او تخديداً بالمشرط بغرض الدلالة على الهوية والانتماء لقبيلة معينة او فرع معين داخل تلك القبيلة ، وكذلك لاثبات الملكية.
وهذه الممارسة الشعبية ، لا تخرج عن اطار ممارسة أوسع ، ظلت تمارسها كافة شعوب الارض منذ فجر التاريخ والى يوم الناس هذا على سائر الحيوانات التي يربونها ، كالابقار والاغنام والخيول وغيرها ، تكريساً للهوية ، ودلالة عليها ، واثباتا للملكية ، وحرصا على تمييزها خوفا عليها من الضياع والسرقة وغير ذلك من عاديات الزمن.
ولئن كانت هذه العادة تمارس في السابق بقدر كبير من القسوة على الحيوان المعني خاصة ، لانها تتضمن الكي بقضبان الحديد المحمي ، والشق بالمشارط ، وبتر بعض الاطراف كالآذان مثلا ، فلقد تطورت هذه الاساليب في العقود الاخيرة وخصوصاً في البلدان المتقدمة ، وصارت اكثر رفقاً بالحيوان ، مثل استخدام بعض الاصباغ والمحاليل الكيماوية التي تغير لون الصوف والوبر في مواضع محددة ظاهرة ، وصولا الى ادخال الشرايح الالكترونية تحت جلد الحيوان المعني، التي تشتمل على جميع البيانات الضرورية المتعلقة به.
وأما عن المنهج الذي اتبعته في تعريب هذا الكتيب ، فإنني قد انتهجت نهجا يكاد يكون حرفيا في تعريب ما هدف اليه المؤلف ، حيث توخيت الدقة في النقل ما وسعني ذلك ، وان كنت قد توسعت بالشرح في مواطن قليلة متى ما كان ذلك لازماً. وفي ذلك سيجد القارىء إشاراتي لتدخلي بالشرح وكذلك التصويب والتعليق متبوعة بكلمة - المترجم ، فحيثما وجد القارىء كلمة المترجم ، فمعنى ذلك أن الحديث من عندي وليس في النص الاصلي للمؤلف. وهنالك تعليقات وعبارات وألفاظ شارحة أخرى ، موضوعة بين أقواس أيضا، ولكن من دون ورود الاشارة الى المترجم ، فهذه من عمل المؤلف نفسه.
وفي الختام ارجو ان ازجي الشكر الجزيل لصديقي الدكتور الحاج مصطفى سالم على تشجيعي على تعريب هذا الكتيب النفيس حقاً، وعلى قيامه بمراجعة الترجمة
، ونتمنى أن يجد فيه الباحثون وسائر القراء شيئاً من الفائدة والمتعة.
والله وليّ التوفيق
هذا ، ومن المنتظر أن تصدر الترجمة قريباً عن دار المصورات للنشر بالخرطوم.
خالد محمد فرح
الخرطوم
khaldoon90@hotmail.com
////////////////////
كان أول عهدٍ لي بكتيب الموظف السامي بادارة الحكم الاستعماري الثنائي في السودان ، وأحد رواد الدراسات السودانية من الغربيين بصفة عامة ، السير هارولد مكمايكل 18 - 19م الموسوم ب " وسوم الإبل المستخدمة في كردفان " ترجمةً للعنوان الاصلي لهذا الكتيب في لغته الإنجليزية الاصلية : Camel Brands Used by the Tribes of Kordofan ، في نحو خواتيم النصف الاول من ثمانينيات القرن الماضي، عندما كنت طالباً حينئذٍ بكلية الآداب بجامعة الخرطوم. وقد أوقعتني محض الصدفة وأنا اتفحص أكداس الكتب والمؤلفات الكثيرة والنادرة والنفيسة التي كانت تنوء بها أرفف مكتبة " التجاني الماحي " الملحقة بمبنى المكتبة الرئيسية بالجامعة ، على نسخة من هذا الكتيب الصغير ، فاستللته من مكانه، ثم أقبلت عليه ، فالتهمته بعينيّ التهاما في زمن قياسي. ومنذ ذلك التاريخ البعيد نسبياً ، خلّف هذا الكتيب انطباعا طيبا في نفسي ، وأعجبتني فكرته وموضوعه ونهجه في الدرس الاثنلوجي والانثربولوجي والفولكلوري أيضاً ، لمبحث لم يكن أيّ من المتعلمين والباحثين والمثقفين السودانيين أن يلقي له بالاً ، ناهيك عن أن يخصه بدراسة علمية متكاملة ، مما يستوجب منا بكل تأكيد ، تسجيل الشكر والتقدير والعرفان للسير مكمايكل ، على هذه الخدمة الجليلة التي أسداها للثقافة السودانية خصوصاً ، وللمعرفة الإنسانية عموما.
ثم مرت الاعوام والسنون وأنا مقيم على إعجابي بكتيب مكمايكل الذي نحن بصدده الآن ، وكنت في غضون ذلك أمنّي نفسي بأن ينبري امرؤ ما لترجمة هذا الكتيب إلى اللغة العربية لأول مرة ، حفظاً لهذه المعرفة الثرة والباذخة في مجالها من الضياع والاندثار ، وتوثيقا تاريخياً لما كان عليه الوضع في هذا الجانب على مستوى اللغة والالفاظ والمصطلحات التي كانت مستخدمة للدلالة على وسوم الإبل خاصة في كردفان قبل أكثر من قرن من الوقت الراهن ، وذلك نظراً إلى أن الكتيب المذكور قد جرى تأليفه في العام 1912م ، مما يتيح الفرصة لرصد مظاهر الثبات والتغيير والتحول والتحوير التي ربما تكون قد حدثت خلال هذه المدة.
وكنت قد أعربت عن تطلعي ورجائي الشخصي في مقال لي منشور قبل بضعة أعوام ، أن ينهض صديقاي الأثيران: الأستاذ الامين البدوي كاكوم ، والاستاذ ابراهيم الدلاّل معاً بترجمة هذا الكتيب وذلك لتوفر جميع العناصر اللازمة لإخراج ترجمة مثالية له في هذين الرجلين الاديبين العالمين النابهين حفظهما الله، ومن ذلك حذقهما للغتين الانجليزية والعربية حذقاً تاماً ، إلى جانب إحاطتهما إحاطة واسعة بموضوع الكتيب ، ألا وهو موضوع وسوم الابل في كردفان، الذي يوشك أن يكون محض رشفة من " كوب شايهما " المُترَع ،كما يعبّر الانجليز مجازاً في لغتهم.
ولكن أياً من ذلك لم يتحقق ، وبقيت تطلعاتي محض أحلام لم يتح لها أن تتحقق على أرض الواقع، فاخترنت هذا الامر في ركن قصي من ذاكرة انشغالاتي واهتماماتي ، وتغافلت عنه مليّا.
ثم إذا بصديقٍ لي آخر ، هو الدكتور الحاج سالم مصطفى ، استاذ علم الوثائق والمكتبات بجامعات السودان والامارات ، يرسل الي منذ بضعة أشهر فقط من الآن، نسخةً الكترونية من كتيب مكمايكل المومى إليه ، ويطلب مني أن نشترك معاً في ترجمته. وقد اقترح علي الدكتور سالم بالتحديد ، ان اترجم أنا الجزء المتعلق بالقبائل التي تقطن في الاجزاء الشمالية والشرقية من كردفان ، على ان يعرب هو الجزء الخاص التي تسكن الاجزاء الغربية والجنوبية من ذات الاقليم، فتحمست لهذا العرض ، غير أنني اقنعته بان اتولى انا تعريب الكتيب كاملاً ، على أن يقوم هو بمراجعة الترجمة كاملةً ، وذلك حتى تكون الترجمة متماثلة ومنسجمة ، وفي نفس أسلوبي واحد ، فوافق مشكورا.
ولما لم أكن أنا من أهل البادية ومربّي الابل ومعرفة وسومها المختلفة أصلاً، بحكم المولد والنشأة ، فقد عمدت الى التواصل مع عدد من المعارف والاصدقاء ممن لهم باع طويل ومعرفة مكينة بهذه الاشياء ، فأفدت مما عندهم من العلم في هذا الجانب وخصوصا فيما يلي اسماء الوسوم وطريقة هجائها ورسمها الصحيح ، وكذلك اسماء كثير من الاعلام ومسميات فروع القبائل وبطونها وافخاذها المختلفة ، ضبطاً للترجمة وإحكاماً لها. ولا غرو في ذلكً، فإن من أعسر العقبات التي تواجه اعادة تعريب ما نقل أصلا من العربية الى اللغات الاخرى كالانجليزية مثلاً ، هي استعادة الرسم الصحيح لاسماء الاعلام خاصة ، حيث تبرز بعض الاشكالات التي يواجهها المترجمون عادة ، مثل معرفة الصوت الحلقي المعني خاصة في اللغة او اللهجة العربية المصدر، وعما اذا كان هاء مثلاً في الاصل أم حاء ، وعما اذا كان عينا ام مجرد همزة، وهلم جرا.
وهنا ، لا بد لي ان اعرب عن شكري الجزيل للاخوة الاعزاء: الاستاذ ابراهيم الدلال ، والاستاذ محمد التجاني عمر قش ، والاستاذ بشير عساكر ، على ارشادهم وتصويبهم لي في ضبط كتابة الكثير من المصطلحات والالفاظ ، وأسماء الاعلام ايضا.
ولقد أفدت بكل تأكيد أيضاً ، في نواح كثيرة مما مضى ذكره ، بمؤلّفَيْن عظيميْ الفائدة ، ولا غنى عنهما البتّة في هذا المجال ، ألا وهما كتاب السير هارولد مكمايكل نفسه بعنوان: تاريخ العرب في السودان ، تعريب الاستاذ سيد ديدان المحامي ، وكتاب ثان له هو: قبائل شمال ووسط كردفان ، من تعريب الأستاذ سيف الدين عبد الحميد.
أما عن وسوم الابل بصفة عامة ، فإنها علامات ورموز وشارات توضع على اجزاء معينة من اجساد الابل كيّاً بالنار ، او بحراً بالسكين ، او تخديداً بالمشرط بغرض الدلالة على الهوية والانتماء لقبيلة معينة او فرع معين داخل تلك القبيلة ، وكذلك لاثبات الملكية.
وهذه الممارسة الشعبية ، لا تخرج عن اطار ممارسة أوسع ، ظلت تمارسها كافة شعوب الارض منذ فجر التاريخ والى يوم الناس هذا على سائر الحيوانات التي يربونها ، كالابقار والاغنام والخيول وغيرها ، تكريساً للهوية ، ودلالة عليها ، واثباتا للملكية ، وحرصا على تمييزها خوفا عليها من الضياع والسرقة وغير ذلك من عاديات الزمن.
ولئن كانت هذه العادة تمارس في السابق بقدر كبير من القسوة على الحيوان المعني خاصة ، لانها تتضمن الكي بقضبان الحديد المحمي ، والشق بالمشارط ، وبتر بعض الاطراف كالآذان مثلا ، فلقد تطورت هذه الاساليب في العقود الاخيرة وخصوصاً في البلدان المتقدمة ، وصارت اكثر رفقاً بالحيوان ، مثل استخدام بعض الاصباغ والمحاليل الكيماوية التي تغير لون الصوف والوبر في مواضع محددة ظاهرة ، وصولا الى ادخال الشرايح الالكترونية تحت جلد الحيوان المعني، التي تشتمل على جميع البيانات الضرورية المتعلقة به.
وأما عن المنهج الذي اتبعته في تعريب هذا الكتيب ، فإنني قد انتهجت نهجا يكاد يكون حرفيا في تعريب ما هدف اليه المؤلف ، حيث توخيت الدقة في النقل ما وسعني ذلك ، وان كنت قد توسعت بالشرح في مواطن قليلة متى ما كان ذلك لازماً. وفي ذلك سيجد القارىء إشاراتي لتدخلي بالشرح وكذلك التصويب والتعليق متبوعة بكلمة - المترجم ، فحيثما وجد القارىء كلمة المترجم ، فمعنى ذلك أن الحديث من عندي وليس في النص الاصلي للمؤلف. وهنالك تعليقات وعبارات وألفاظ شارحة أخرى ، موضوعة بين أقواس أيضا، ولكن من دون ورود الاشارة الى المترجم ، فهذه من عمل المؤلف نفسه.
وفي الختام ارجو ان ازجي الشكر الجزيل لصديقي الدكتور الحاج مصطفى سالم على تشجيعي على تعريب هذا الكتيب النفيس حقاً، وعلى قيامه بمراجعة الترجمة
، ونتمنى أن يجد فيه الباحثون وسائر القراء شيئاً من الفائدة والمتعة.
والله وليّ التوفيق
هذا ، ومن المنتظر أن تصدر الترجمة قريباً عن دار المصورات للنشر بالخرطوم.
خالد محمد فرح
الخرطوم
khaldoon90@hotmail.com
////////////////////