كرتي: سرقوا الصندوق يا بشة لكن مفتاحه معاي

 


 

 

لعبة حرّت التي استحوذت عقل وجوانح كل ذي خلافٍ مع مخالفه، صارت كالأفعوانية، تحدف بكل خصمٍ مع ما قدرت له الأقدارمن بقية اللعيبة، فإما اجتاز الإمتحان وإما عاد ملوماً محسورا.
من كان يتوقع أن يكون الجنجويد، وما أًعِدّ ليكون بحرس حدود يغازل ويساوم القارة العجوزمن دول الإستعمار القديم، ثم إلى شريكٍ روسي ضد الإقطاعية وحامي حقوق البروليتاريا، ثم إلى دعم سريع لجيش الصحوة، جيش الكيزان؟ ثم آفةً يجاهد الكيزان لمحوه من الوجود، بنفس زعم إسرائيل لمحو حماس من الوجود، ثم إلى المشهد الحالي الذي تداعت له المليشيات العالمية بغربلة فرنسا والغرب من إفريقيا ولعلعة السلاح النووي في القطب الشمالي بواسطة روسيا وفكرة تؤمة إحتلالها البحر القطبي مع الصين.
ومن كان يتوقع ان تجلد السعودية الرئيس الأمريكي بايدن بكرت الأتو، فتقفل كل شبابيك العرب عليه، ويثور العالم وتشنه الصين برفض إبادة المدنيين، وتشبيه الرئيس الألماني محرقة غزة ب محرقة لننجراد النازية؟
من كان يتوقع ان يكون عبد الفتاح السيسي بطلاً للعرب كسلفه جمال عبد الناصر وبدون منافس، بميزةٍ على جمال عبد الناصر الذي كان من الإخوان المسلمين حينها، والسيسي عدواً للتسييس الديني، عندما تناول قضية ضمير العالم في حالة حماس الإنسانية، التي حُدف بها إليه بفتح مدخل رفح، وكانت الخيارات صعبة وقليلة ومخيفة، فكان ثابتاً بمبدأ رفض تهجير الفلسطينيين، وعدم فتح الباب لحملة الجوازات الأجنبية في غزة لعبور سالم، بما في ذلك الرعايا الأميركان، مالم يُسمح لكونفوي شاحنات العون الإنساني للمرور بدون قصف إسرائيلي؟ من من فطاحلة السياسة من العرب والمسلمين أو من غيرهم، تمكن من فرض موقفٍ شجاع مثل ذلك، حتى بتهديدٍ بابتزاز مصر في حقوقها من تسهيل نجاح كامب دافيد، بحرمانها من استحقاقاتها لتتجرع الكأس مرتين؟
هذه الأفعوانية أخذت القوم على حين غرة بعوراتهم مكشوفةً، فانظر من ناصر الإسلام والإنسانية والعدالة؟ ومن خانها؟
من كان يتوقع فجأةً أن من كانوا عوار القرن الإفريقي ينتصبون لاعبي سياسة و فرض وجود ناجحين؟ عندما ضغط ابي أحمد على أسياسي أفورقي مطالباً بميناء مصوع نظير 30% من خصة سد النهضة مع أخرى من الخطوط الجوية الإثيوبية، ليكون ذا مقبض في القرن الإفريقي:
ومن كان يتوقغ أن ينتفض الحوثيون ويضربون الأسطول الخامس الأمريكي في البحر الأحمر، وسط تواجد شباب الصومال وألعابهم النارية في تلك المنطقة، فإذا بأمريكا يختل برنامجها الميداني لمشروع حماية شاملة لإسرائيل من إيران وقواعدها الجبلية، واحتلال نقورنو كراباخ أرمينيا بواسطة أذريبيجان .
من كان يتوقع ما بين يوم وليلة يرتبك الميدان العسكري في العالم بعد تورط أمريكا في اول دفاع عن إسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية؟ وهذه المرة في حرب اديان مع العرب والمسيحيينن وليس أوروبا؟
في الوقت الذي يعجز فيه مجلس النواب الأمريكي من إجازة الميزانية التي تكبل يدي الحزبين الكبيرين في موسم انتخابات وحرب معلنة، والذي تشير الدلائل إلى أن الرئيس السابق ترامب يتفوق على الرئيس الحالي بايدن ب 20%، وتجري الآن محاكمته وربما سجنه، لكن المهم أن الجيش الأمريكي يضع ولاءة للدستور، وليس للحكام، وفي دولة شعبها كله مسلح، الترشيح هو قيام حرب أهلية ويمتنع منها الجيش على أنه يرى أن ولاء قسمه أهين..
فأين: إن علي إن لاقيتها ضرابها، السوداني؟
تمخض الجبل فولد فاراً
ففي مقالاتي الثلاث السابقة، صهيونية صناعة سودانية، طرحت برامج الكيزان الثلاث لطبخ السودان وجبةً دسمة لأطروحاتهم:
مع قطع الجنوب 1. تعريب وأسلمة دارفور والنوبة والأنقسنة، ثم ضخ ثروات السودان لبناء الخلافة الإسلامية ، او
ب.تتطويع دارفور والنوبة والانقسنا بأرض محروقة ثم بناء دولة الخلافبة الإسلامية، أو
ج. تغيير الجغرافيا العرقية للسودان في غياب دستور دائم، وبالتعاون ممع الإدارة الأهلية، تمليك الأراضي لعرب الشتاب المنتمين لللإخوان المسلمين، أو حسب طلب سوق شراء أراضي السودان بسكانها بفرصة اختيار السكان الذين يرغبون في إسكانهم فيها، لعملية تقرير المصير وايلولتهم للدولة التي شرتهم لضمها لها، ثم جمع ذلك الكنز لبناء دولة داعش في العراق والشام.
وزعيمهم علي كرتي.
فلما طالته يد "أمريكيا روسيا قد دنا عذابها "، فحظرت عليه الأموال تلك، فقد قدر أن عليه "عدم لقائها، أي هرابها"
فإذا به المتخلف الوحيد من الإسلاميين في كل العالم، والذين واتته فرصة حرب دينية تستحق الجهاد فيها ما دام المعتدي فيها إسرائيل بعدوان ديني وليس سياسي.ب
كل المحاربين الدينيين والمحاربين الرافضين للحروب الدينية من حماة الأمانة الإلهية:
كلهم وبدون تقاعس، بسيسيهم وبصينهم، وبشيعتهم وسنتهم، ما عدا الكيزان، وقوفاً طولى
بالهروب،وقد سبق كرتي بشة وإخوان بشة، وأحمد هارون والجاز وعلي عثمان وعدة من الفلول، واكتفى كرتي ما دام مفتاح حسابه معه، بأن يظل مجمداً، لكن ماله الوحيد الخاسر لأنه لا ينتمي إليه، وراحت الأرواح والاستشهادات ودماء وعرق ودموع شركائه من الشعب السوداني، الوريث الشرعي لسفينة نوح السودانية، راحت هباءاً، ديناً عليه يوم يلاقي ربه، في الدنيا مخذولاً وفي الاخرة حسيراً مخذولاً

izcorpizcorp@yahoo.co.uk

 

آراء