كلنا جند الوطن
د. عبدالمنعم عبدالباقي علي
16 November, 2021
16 November, 2021
نشر في سودانايل بتاريخ 25 أبريل, 2019
بسم الله الرحمن الرحيم
منشورات حزب الحكمة:
abdelmoniem2@hotmail.com
الجُند هم الأنصار والأعوان الذين يدافعون عن سلامة وأمن الوطن، ويتعاونون على بنائه وتنميته، كلّ جندي منهم يحمي ثغراً، ويواري عورة، ويزرع شجرة للأمل والنماء.
فمثلاً المعلمة والمعلّم على ثغرهما يدحران ظلام الجهل ويغطيان عورته بنور العلم، وكذلك الطبيبة والطبيب على ثغرهما يقاتلان المرض ويغطيان عورة الداء بالصحة، والمزارعة والمزارع على ثغرهما يحاربان كفر الجوع ويغطيان عورته بالغذاء، والاقتصادية والاقتصادي على ثغرهما ينحران غول الفقر ويغطيان عورته بالكفاية، والجندية والجندي على ثغرهما يحاربان عدو الوطن ويغطيان عورة الخوف بالأمن. فالملاريا فقط تصيب تسعة ملايين في العام يموت منهم ما يقارب الخمسين ألف فتأمّل كم من الملايين ماتوا من مرض واحد ناهيك عن بقية الأمراض الأخرى وقارن ذلك بضحايا الحرب.
إنّ حلف الأعداء من الفقر والجهل والمرض يقتل أكثر مما تقتل الحروب التي تقوم بسببه وتؤدّي إليه. فتأمّل لو أنّ الجماهير أدركت هذه الحقيقة لكانت قد ثارت على نظام الإنقاذ، الذي أفقرها وتركها ضحية للجهل والمرض، منذ زمان بعيد، ولذلك فحقيقة أنّ الصمت يقتل أكثر من الرصاص حقيقة لا جدال حولها.
وهذا ينطبق على الأم في بيتها، والصيدلانية في صيدليتها، والمهندس في مصنعه، والعالم في معمله، والتاجر في متجره، والعامل في موقعه، فكلّ منّا جندي على ثغر من ثغور الوطن نتعرض للخطر، وندفع عنه الضرر، ونغطّي عورةً، ونبني وطناً، لا يستغني أحد عن أحد، ولا تزيد قيمة أحد على أحد.
وإذا فهم الناس ذلك أدركوا أنَّه لا مساحة للغرور، لأنّ كلُّ فرد مُسخَّر لخدمة الآخر، ومحتاج إليه، واختيار مجال العمل يعتمد على موهبته أو دراسته أو مصدر رزقه كلّ حسب ظرفه.
ولذلك لا يملك أي شخص منّا حقَّاً أكبر في الوطن من الآخر؛ إن كان شيخاً، أو زعيماً، أو قائداً، أو موظفاً، أو عاملاً، والذين ظنّوا أنّهم أسياد الناس يفعلون بهم ما يشاؤون واهمون، ولئن سمحت لهم الظروف في الماضي فورثوا الملك، نتيجة الجهل وضعف الوعي، فهذا زمان آخر يقوده العلم والفهم لا القداسة والرئاسة.
ولن نستطيع أن نبني وطناً، وننمّيه تنمية مستدامة متطورة إلا بإدراك أنّ لكلٍّ منّا دوراً مختلفاً يلعبه، ولا يقلُّ أهميّة أو قيمة عن دور الآخرين، وأن تكاتف المواهب تخرج من تفاعلها العبقرية، وتزداد القوّة، وتتحسّن المهارة، وتنمو الخبرة، وتنشأ الحكمة.
فليقدِّم أبناء وبنات الوطن أفضل ما عندهم، بأخلص نيّة، وأسمي تضحية، وفهماً لأنفسهم بما فيها من قوّة وضعف، وليضعوا واجبهم قبل حقوقهم وحينئذ لسوف يرون وطناً عملاقاً أخلاقاً، وتنمية، وعلماً، وزراعة وصناعة وعافية. ولسوف يجدون في وطنهم جنّتهم المفقودة التي خرجوا يبحثون عنها في أطراف الأرض.
ودمتم لأبي سلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
منشورات حزب الحكمة:
abdelmoniem2@hotmail.com
الجُند هم الأنصار والأعوان الذين يدافعون عن سلامة وأمن الوطن، ويتعاونون على بنائه وتنميته، كلّ جندي منهم يحمي ثغراً، ويواري عورة، ويزرع شجرة للأمل والنماء.
فمثلاً المعلمة والمعلّم على ثغرهما يدحران ظلام الجهل ويغطيان عورته بنور العلم، وكذلك الطبيبة والطبيب على ثغرهما يقاتلان المرض ويغطيان عورة الداء بالصحة، والمزارعة والمزارع على ثغرهما يحاربان كفر الجوع ويغطيان عورته بالغذاء، والاقتصادية والاقتصادي على ثغرهما ينحران غول الفقر ويغطيان عورته بالكفاية، والجندية والجندي على ثغرهما يحاربان عدو الوطن ويغطيان عورة الخوف بالأمن. فالملاريا فقط تصيب تسعة ملايين في العام يموت منهم ما يقارب الخمسين ألف فتأمّل كم من الملايين ماتوا من مرض واحد ناهيك عن بقية الأمراض الأخرى وقارن ذلك بضحايا الحرب.
إنّ حلف الأعداء من الفقر والجهل والمرض يقتل أكثر مما تقتل الحروب التي تقوم بسببه وتؤدّي إليه. فتأمّل لو أنّ الجماهير أدركت هذه الحقيقة لكانت قد ثارت على نظام الإنقاذ، الذي أفقرها وتركها ضحية للجهل والمرض، منذ زمان بعيد، ولذلك فحقيقة أنّ الصمت يقتل أكثر من الرصاص حقيقة لا جدال حولها.
وهذا ينطبق على الأم في بيتها، والصيدلانية في صيدليتها، والمهندس في مصنعه، والعالم في معمله، والتاجر في متجره، والعامل في موقعه، فكلّ منّا جندي على ثغر من ثغور الوطن نتعرض للخطر، وندفع عنه الضرر، ونغطّي عورةً، ونبني وطناً، لا يستغني أحد عن أحد، ولا تزيد قيمة أحد على أحد.
وإذا فهم الناس ذلك أدركوا أنَّه لا مساحة للغرور، لأنّ كلُّ فرد مُسخَّر لخدمة الآخر، ومحتاج إليه، واختيار مجال العمل يعتمد على موهبته أو دراسته أو مصدر رزقه كلّ حسب ظرفه.
ولذلك لا يملك أي شخص منّا حقَّاً أكبر في الوطن من الآخر؛ إن كان شيخاً، أو زعيماً، أو قائداً، أو موظفاً، أو عاملاً، والذين ظنّوا أنّهم أسياد الناس يفعلون بهم ما يشاؤون واهمون، ولئن سمحت لهم الظروف في الماضي فورثوا الملك، نتيجة الجهل وضعف الوعي، فهذا زمان آخر يقوده العلم والفهم لا القداسة والرئاسة.
ولن نستطيع أن نبني وطناً، وننمّيه تنمية مستدامة متطورة إلا بإدراك أنّ لكلٍّ منّا دوراً مختلفاً يلعبه، ولا يقلُّ أهميّة أو قيمة عن دور الآخرين، وأن تكاتف المواهب تخرج من تفاعلها العبقرية، وتزداد القوّة، وتتحسّن المهارة، وتنمو الخبرة، وتنشأ الحكمة.
فليقدِّم أبناء وبنات الوطن أفضل ما عندهم، بأخلص نيّة، وأسمي تضحية، وفهماً لأنفسهم بما فيها من قوّة وضعف، وليضعوا واجبهم قبل حقوقهم وحينئذ لسوف يرون وطناً عملاقاً أخلاقاً، وتنمية، وعلماً، وزراعة وصناعة وعافية. ولسوف يجدون في وطنهم جنّتهم المفقودة التي خرجوا يبحثون عنها في أطراف الأرض.
ودمتم لأبي سلمي