كن بدراً على ليل الكلام … بقلم :عماد محمد بابكر

 


 

 

IMAD BABEKIR [imadbabekir@gmail.com]

      ( كن غير ما اعتلفت عيون الناس من ورد

وكن اطلالةأخرى

وكن بدراً على ليل الكـلام )    خالد فتح الرحمن

 

          هاهو خالد فتح الرحمن الشاعر الأنيق يستنهض همته ويخاطب ذاته الشاعرة ليجعلها كما قال ( ضد الاعتياد ) راحلا بها بعيداً عن مستنقع الآسن ووحل المكرور المفتقد للبريق والقدرة على الإدهاش فصار غير جدير بان ينسب للإبداع والذي هو في أقل تعريفاته القدرة على الإتيان بكل ما هو جديد ومبتكر .

     والمتأمل لمشهدنا الثقافي يحس بعوزنا الشديد لهذه الروح الوثّابة ,حتى لا نركن لغباء الاعتياد – أستعير هذه الجملة منك يا نايل – وأخص النقد الأدبي والذي هو في الأصل عمل إبداعي لا تكتمل لوحة دون أن تمر فرشاته واضعة سمته ولونه ليكتمل المشهد وتضج الصورة بالحياة فلا يصلح بحال من الاحوال أن يصيب النقد والنقاد هذا السبات – والذي يراه البعض موات – فالنقد روح الإبداع رغماً عن كونه عملاً لاحقاً في الأصل_ والكلام لاينجرعلى الجميع فالأصل أن لكل قاعدة شواذها – هذا السبات أورث الكتابة النقدية خدراً غير محبب جعلها تجتر  منتوجها السابق وفي أحسن الاحوال تجتر مواضيعها القديمة برؤية قديمة ايضاً وما زالت الصفحات والأوراق النقدية تعلك وتمضغ ما فقد جدته وفارق نكهته, شبعنا من سرد سجالات قديمة  ومن إفريقانية وعروبية شبعنا غابة وصحراء . أقول ذلك ولست ضد اثارة هذه المواضيع لكن برؤية جديدة لناقد يصيح بنا (اني أرى ما لا ترون )

     ليس الضير في الحديث عن من سبق فباب النقد لايوصد وثمة شيء لم يرصد في الغالب فلا كمال ولا إكتمال  ولكن الضير كل الضير أن تكون الكتابة ضرباً من التكرار الممل ووقع حافرٍ على حافر ليس غير .

   هنالك منتوج أدبي ضخم (على اختلاف أجناسه ) يحتاج لأقلام نقدية اشبعت بحب الادب والنقد ونأت عن ما هو نفعي أقلام لا ترتهن للادواء القديمة من أثر السياسة وربقتها والذاتيه والهوى أقلام متحرره من عبث الشلليات ومصلحة الجماعات نحن في أمس الحاجة لهذه الاقلام علّنا في المقام الاول نضمن إنزواء اقلام اخرى لم يفتح الله على أصحابها بالموهبة اللماحة  ولابالأكاديمية المتخصصة , وما هي الا أرفف ملئت بمعلبات (مصطلحات) سئمنا من تكرارها ووضعها فيما يصح ولا يصح ومن الاحكام المسبقة و القوالب الثابتة الجامدة والمقرف أنه في بعض  الاحايين تكون تلك القوالب من صنع ( ساس يسوس) في ممارسة غربية للإرهاب الفكري والإقصاء القبيح حتى كاد الأدب وكتاباته _لولا أثارة من علم ورجال يمسكون على جمره_ يتحول عبثاً محضاً فلكل أهل طيف سياسي شعراؤه وكتابه ونقاده الذين لا يرون خيراً او جميلاً فيمن خالفهم .

     اقول هذا رغم علمى التام ان هناك أسماء_لا أود ذكرها حتى لا أفضي بما هو عام لما هو خاص _ نذرت نفسها للكتابة والنقد والإبداع يسبقهم يقين أنهم خدام علم ومعرفة وأدب في المقام الاول وما لهم من غاية سواه تعرفهم بسيماهم ستحفظ لهم ذاكرة الثقافة والادب حسن عطاءهم وكبير جهادهم ولن ينالوا في الغالب –ما تناله البوقات والطبول الجوفاء – من سقط الدنيا  وماذاك مرادهم ولا هي غايتهم .

  اننا نحتاجهم لقراءات جديدة سواء كانت في متون قديمة او إبداع جديد لم يجد حظه من النقد إننا نحتاجهم ونحتاج لمن يزيل رتابة الكتابة ويكسبها بعضاً من حرارة علّها تطرح تلك الدثر وتمنح بعد أن تكتسب روحاً جديدة لمشهدنا الثقافي . نحتاج ناقداً .

إطلالة اخرى

بدراً على ليل الكلام

نشيده الذي يردده كلما أمسك قلمه

(انا لا أحبذ ان أكون النهر

كي لا أحتوى في ضفتين

واحب لو أني التدفق ذاته

كي لا أكرر مرتين)

Imadbabekir@gmail

 

آراء