لما خيل الضل مع الأريل

 


 

 

من أكتر أغاني خليل أفندي فرح إثارة للجدل بإختلاف المعاني واللحن هي أغنية (لما خيل الضل على الأريل)؛ في ظني أقرب نسخة للصحة من الغنية دي هي اللي غناها الفنان الرائد اسماعيل عبد المعين في لقائه مع محمود أبو العزائم لأنو استند على نسخة مكتوبة بخط يد خليل فرح نفسو واللحن ما ليهو علاقة بالألحان السودانية بل أقرب للألحان المصرية في الوقت داك وتحديداً ألحان سيد درويش، لاحقاً غناها سيدي بادي محمد الطيب بلحن سوداني مألوف بتاع حقيبة وغناها كذلك عبد الكريم الكابلي بلحن مختلف تماماً عن لحن بادي وأخيراً غناها سيف الجامعة بلحن مطابق للحن أغنية ميل واعرض كتر أمراضي بتاعة خليل فرح زاتو (شفتوا الغنية دي عجيبة كيف ومتعددة الألحان والروايات)

أما مناسبتها فكما ذكر اسماعيل عبد المعين كانت في حفل زواج "حميدة" حاج الخضر علي كمير أو "محمد" حاج الخضر علي كمير (والد الواثق كمير)؛ وخليل فرح كان صديق العريس وحاضر الحفلة واشتهر بتوقيع اسم العريس والأصدقاء في معظم أغانيه اللي بيرتجلها طازجة أثناء الحفلة (زي مثلاً قوم نادي عنان واتباعا ونهايتها جاملني ولو بي قشة بيت مال وعيال يا كِشة)

الواثق كمير كتب عن الأغنية دي في أبريل الفات وذكر مناسبتها لكنو لم يكن موفقاً في شرح معاني بدايتها (سأورد كلام الواثق في الكومنتات تحت) بالإضافة لإنو قال خليل فرح ما ذكر اسم العريس أو أحد الحاضرين كعادته وهذا غير صحيح لأنو نهاية القصيدة كما كتبها خليل بخط يدو ولم يغنيها أي أحد بما فيهم بادي غير اسماعيل عبد المعين فيها المقطع دا:

حفلة زي العيد وكل صيدة
فيها أبلغ معنى في قصيدة
كل حي شاف انكرب ريدة
عيش وسوي الفوت (يا حميدة)

وحميدة دا واضح إنو اسم تدليل ودلع للعريس محمد الخضر علي كمير

وبرضو قال:

الرأيتو شفى القلب طيّب
والسمعتو وفاتني فاح طيِّب
زيدني خليت قلبي نا عطيِّب
والله طيِّب قلنا (يا الطيب)

والطيب دا اظنو أحد الحاضرين

الواثق كمير قال خيل الضل والأريل دي مقارنة بين بنات الحضر والبادية ودا غير صحيح على الأقل في مطلع الأبيات، متن القصيدة فعلاً قد يكون قاصد كدا:

لمّا خيل الضُّل على الأريل
في مشارعو الصيد وَرَد قيّل
القنيص حين شافن اتخيل
جرى دمعو دمو ساح سيّل
انتفض قلبه وخفق ميّل
فوق جروحو الليل برَق شّيل
(فوق جوانح الليل برِق شيّل)*

*برواية عبد المعين

#خيل_الضل
الخيل كما ورد في القاموس هي السماء العايزة تمطر أو السحاب الشايلة، والضل هنا تحديداً مقصود بيها إنو السحاب الشايلة لما تحجب الشمس بتقوم الواطة تغيّم وتبقى ظليلة (من ظِل = ضُل) يبقى خيل الضل هي السماء ذات الغيوم ..

#الأريل حسب السياق والمعنى العام مافي حل غير إنو يكون نهر النيل

#المشارع هي ضفاف الأنهار أو القيفة أو حواف الآبار حيث ترد الكائنات لشرب الموية أو حملها (وخليل فرح استخدمها برضو في قصيدة نحن ونحن الشرف الباذخ لما قال نحمي نذود مشارع النيل) والصيد هي الغزلان وما شابهها وفي أهازيج البنات ورقيص العروس: "قالوا الصيد ورَد في حلة حمد قرض الناس قرض" في مشارعو الصيد ورَد قيّل يعني على ضفافو الغزلان جات تشرب الموية وفضلت بعض الوقت في القيلولة نصة نهار ..

#القنيص هو الصائد اللي يصطاد الطريدة/الصيدة/الغزالة والبلاغة الشعرية هنا إنو الخليل صوّر الصائد في موقف الضعف قدام الصيدة رغم إمتلاكه أدوات القوة ودا معنى مستهلك بكثرة في أغنيات الحقيبة (الدموع والدم المسفوح ورجفة قبل المحب اللي هو الصائد لمحبوبته المشبهة بالصيدة/الغزالة ..
#انتفض قلبو وخفق ميل وقع في الحب فوق جروحو - أي القلب - الليل برق شيل يا سلام يا سلام على التشبيه .. الخليل هنا شبه البرق بالجروح واللي ما بيحصل إلا لما تكون السماء شايلة دايرة تمطر

المعنى عمييق ومتداخل، خيال الخليل غني وصورو الشعرية بليغة ومتشابكة
اتمنى أكون توفقت في إيصال جزء منو

يلا من هنا وجاي كلو وصف لحسان الحفلة:

طلعن كالأنجم الزُهرِ
واقبلن كالموج في النهر
في ثياب العفة والطهر
وجمال الماء و الزَّهر

الجمال اتجلى في شفوفو
كلو شايل الحنة في كفوفو
جلسن والبُهرة في صفوفو
كالحرير وألوانو في رفوفو
كالحرير الأصلي في رفوفو *

*(برواية سيف الجامعة)

لا حولاااا

حلل الأفراح بدت تبهر
كدي وأنوار الخدود تجهر
البساط الأحمدي الأزهر
كلو در متخفي أو جوهر

حفلن قلنا السما تجلى
والنجم بتضارى في الحلة
كالجناين تلقى كل حُلّة
فيها وردة و نرجسة و فلة

فيهن السلسال شفا الغُلة
فيهن العلة ودوا العلة
كلهن متبلمات/متلثمات إلاّ
من لحاظن ارحم الجُلّة

الكنار صاح والغصون مالت
والرياح صنّت عُقُب شالت
العقود فوق الصدور جالت
والعيون زي السيوف صالت

الرأيتو شفى القلب طيّب
والسمعتو وفاتني فاح طيِّب
زيدني خليت قلبي نا عطيِّب
والله طيِّب قلنا يا الطيب

حفلة زي العيد وكل صيدة
فيها أبلغ معنى في قصيدة
كل حي شاف انكرب ريدة
عيش وسوي الفوت يا حميدة

__
كتابة من الراس والأذن مباشرة اتكتبت على مراحل عديدة وأوقات متفرقة فعذراً لو شابتها بعض الأخطاء ..

معتصم سيد أحمد

 

آراء