ماذا تريد منا روسيا (1) ؟

 


 

 

sanous@yahoo.com

9 فبراير 2023م

1- السياسة الروسية تجاه الدل الضعيفة و القارة الافريقية

منذ ازاحة الرئيس الروسي السابق بورس يلتسين و صعود فلاديمير بوتن لسدة الرئاسة الروسية في عام 2004م ، أظهرت روسيا وجها للعالم من الشوفينية و الامبريالية و الفاشية و النازية والتسلط و الاستهتار و العبث بأرواح خلق الله و جيرانها لم يره فيها من قبل ، سواء ان كانت امبراطورية بحالها او جزء من الاتحاد السوفيتي . اما بالنسبة للافارقة ، فقد اتتهم روسيا بعقلية الانسان الأوربي في القرن الخامس عشر مدعوما بمفاهيم دينية توراتيه – إنجيلية عبثية تحط من قيمة الانسان الافريقي و لا تعتبره بشرا و انه لا قيمته له و ان رب الأوربي منحه خيرات الأرض التي وجد عليها الافريقي لان رب الأوربي متفوق و جيد وحاذق وذكي ويحبه حبا جما وعادل لأنه يعطى كل جنس بشري ما يستحق .

روسيا لها معادلة تتعامل بها مع كل الدول الضعيفة و بالتحديد في اسيا و أفريقيا. فروسيا لا تقرض مالها او تهبه للدول الأخرى وليس لها شركات تشييد الطرق و الجسور و الانفاق و ليس لها شركات تجارية تبيع المركبات و طائرات نقل الركاب والات الزراعة و العدد و الادوات و الكمبيوترات و التلفونات و الثلاجات و ليس لها منهج دراسي تريد الاخرين الاستفادة منه. فمعادلة روسيا مبنية على إيجاد دولة ذات موارد طبيعية هائلة وبها حكم دكتاتوري معزول عن الشعب او اغضب الغرب ، و بها نزاع داخلي . هنا تدخل روسيا كطرف مساند للحكم ، فتبيعه كل السلاح اللازم لقتل كل ما يرغب الحاكم في قتله من الشعب وتبيعه تكنلوجيا مخابراتية متطورة ليتجسس بها على كل شعبه حتى يمكنه معرفة ماذا تناول كل فرد من افراد الشعب في وجبة العشاء لأي ليلة . روسيا تعطي الحاكم و اسرته حماية كاملة من الشعب والجيش و كذلك تكون له المحامي في المنابر الأممية تحميه من الشجب و الادانة و فرض العقوبات و الملاحقة ، ما لم يأتي يوما تقايض صوتها هذا بمنفعة اعلى تحصدها من الدولة صاحبة القرار الاممي . مقابل كل هذا العطايا للحاكم ، تقوم روسيا بوضع يدها على موارد الدولة كلها و بالأخص المعادن. تقوم روسيا بإعطاء شركة فاقنر كل السلطة و الصلاحيات اللازمة لإدارة رئيس الدولة و موارد دولته وتوريد الأسلحة و العمل الاستخباري و تقوم بإدارة شركات التنقيب الروسية و انشاء المطارات الخاصة والتي منها تنقل الى روسيا كل ما تنهب من الدولة وتعطي أرقاما من عندها و تخصم منها قيمة السلاح الذى وردته للرئيس واسرته وقيمة الخدمات الاستخباراتية و المصاريف الأخرى و يمكن قيمة شحنة او شحنتين من القمح التالف الذى لا تستطيع روسيا بيعه في السوق العالمي بدولار حقيقي. روسيا تكره شعوب الدول التي تعمل بها ولذلك لا يمكنها ان تمارس افعالها هذه في ظل نظام ديمقراطي. روسيا تكره الدول الافريقية التي فيها طبقة متعلمة ومستنيرة و تحب بلدها لذلك هي لا يمكنها العمل في دولة مثل نيجيريا او كينيا او تنزانيا او زامبيا او اثيوبيا. عندما تدخل روسيا بلدا فأنها تديره بعقلية ماكرة تتمثل في تباعد الشعب و خلق البغضاء بينه وهدم البنية التحتية ، كالتعليم ، ليبقي الشعب كما هو. فمثلا تستغل روسيا التكنلوجيا الرقمية لمعرفة اتجاهات الشعب الضحية و تأجج فيه نيران التعصب الديني و العنصرية و الجهوية و لطائفية و القبيلة و بث الفتن و الاخبار المفبركة و مهاجمة الأحزاب و الروابط المجتمعية و الطبقة المستنيرة و كل ذلك بغرض تشتيت مقدرات الشعب لتحدى سلطة ارجوزها الذى بالسلطة . فاذا اخذنا سوريا و الدويلات المجاورة لروسيا نجد هذه السياسية تطبق عليها هنالك حرفيا. فالكثير لا يعلم ان الإنتاج اليومي لسوريا من النفط بلغ 600 الف برميل يوميا في عام 1998م واحتياطيها يقارب 3 مليار برميل. والسبب الأساسي لدخول روسيا حرب سوريا هو نهب هذا النفط والمحافظة على قواعدها البحرية في ميناء طرطوس و الضرورية لعمل أسطولها هنالك بالبحر الابيض وقطعها البحرية بالبحر الأبيض و الأحمر و تلك التي ترود وترابط بالمحيط الأطلسي غربا و المحيط الهندي شرقا . الهدف الثاني لدخولها سوريا هو قطع الطريق لتمديد اى انابيب للغاز من الخليج العربي الى اوربا . السبب الثالث هو ان لها حساب تصفيه مع الجماعات الإسلامية الشيشانية ومن الجهوريات السوفيتية السابقة و الذى أتوا الى سوريا من اجل جهاد يقيمون به امارة إسلامية تكون فردوسا في الأرض و منطلقا لفتوحات إسلامية اخري. فروسيا لن يرجف لها جفن لو ابيد الشعب السوري كله ، ان كان ذلك ثمن حماية هذه المصالح . في ليبيا دعمت حفتر ووضعت البلد في حالة موت سريري الى ان يجعل الله امرا كان مفعولا. في افريقيا الوسطي اخذت الامر بالتدرج. فالبرغم من ان الرئيس منتخبا انتخابا حرا ، الا انه اضطر للتعاون مع روسيا بسبب الطمع الفرنسي غير الملجم و اساليبهم القديمة في اذلال الشعوب الافريقية . فروسيا بدأت بدعم الدولة بطريقة عادية ولكن تطور الامر وحصلت على نفوذ اكبر حجما وطردت الفرنسيين ونزلت في الدولة تنهش فيها كنهش الضباع لجدي غزال . فالان روسيا تنهب في الذهب و الماس واليورانيوم والفضة و النحاس. في بوركينا فاسو تعمل مخابراتها مع النقيب إبراهيم تراوري وبدأت تدريجيا بفصله عن النفوذ الفرنسي لتبدا بالتحكم في الدولة و من ثم نهبها .. من بوركينا فاسو عينها على مناجم اليورانيوم في النيجر. فالنيجر فيها حكم مدنى و متخب منذ عام 2010م. فبعد انقضاء الدورتين الرئاسيتين للرئيس محمد يوسفو ، تم انتخاب الرئيس الحالي محد بازوم في عام 2020م. فبالرغم من ان الحكومة لها سند شعبي وجيشها فاعل في حماية دستور بلاده ، الا ان جوارها لليبيا المضطربة ووجود الروس هنالك وجوارها لبوركينا فاسو المضطربة و مالي المطربة و انتشار الجماعات الإرهابية من مثل الدولة الإسلامية و جماعات بوكو حرام و السياسة الفرنسية التامرية الغبية و الدعم العسكري الروسي السخى من الناحية الأمنية ، قد تجبر النيجر ، بحكوماتها الديمقراطية او عن طريق حكومة انقلاب تامر عسكري تدعمه روسيا ، تندفع تجاه روسيا و من ثم تقع ضحية بالصورة التي وجدت افريقيا الوسطي نفسها ضحية. بالنسبة لدولة مالي المجاورة فان سياسية فرنسا المرتبكة والتآمرية و النهمة و ترددها في دعم الحكومة ، أدت الى تذمر أوساط المدنيين و السياسيين و انتهى بقوع انقلاب عسكري في البلاد في مايو 2021م. الانقلابيون الماليين محاصرون من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا و محاصرون من قبل الدول الغربية و لذلك وجدت روسيا ثغرة للتفاوض مع الانقلابيين للتعاون وفق المبدأ الروسي و هو السلاح و الحماية العسكرية و الدبلوماسية مقابل موارد البلاد. سوف يزور وزير الخارجية الروسي دولة مالي خلال هذه الأيام و لا ندري كيف تنتهى المفاوضات. دولة مالي تجاور كل من النيجر بوركينا فاسو و الجزائر و موريتانيا وساحل العاج وغينيا كوناكري و السنغال. هذا الموقع الجغرافي ليس له منفذ على البحر و لكنه يمكن ان يشمل خيره او شره عديد من الدول. اما في تشاد المجاورة للسودان فان روسيا تعمل مع مجموعات من القبائل القوية جدا لقلب نظام الحكم وقطع الطريق على الحكومة الانتقالية التي يرأسها ابن ادريس دبي و تشاد معروفة بموارد لا حصر لها و بالأخص الذهب و اليورانيوم. روسيا لن تتردد في قلب اى حكومة افريقية منتخبة او تحويل اى حكومة مستبدة نوعا ما الى حكومة مستبدة بإفراط. روسيا لن تترد بقلب ديمقراطيات راسخة منذ فترة في دول مثل غانا و نيجيريا وليبيريا وديمقراطيات حديثه من بعد عقود من الاضطرابات و القلاقل في دول مثل سيراليون وغامبيا وساحل العاج ونحوها. روسيا تحاول الدخول الى وسط القارة و لكن ذلك لن يتم الا لو تحالفت مع الحكومة في الخرطوم ووطدت الحكم في افريقيا الوسطي ودخلت وسط القارة من الناحية الجنوبية الغربية عن طريق زائير. لكن في جنوب القارة لن تجد روسيا رواجا لبضاعتها. فمثلا لا يمكنها ان تقلب نظام الحكم او تجد لها دكتاتورا تتعاون معه في جنوب افريقيا او ناميبيا او موزمبيق او زيمبابوي او نحوها.

بالإضافة للجهد العسكري و الاستخباراتي الذى تسخره روسيا لإيجاد موقع قدم لها في القارة و تثبت المواقع التي ها فيها نفوذ ، فإنها من حين لأخر تقوم بدعم هذا الجهد بعمل دبلوماسي. فبوتن لم ولن يزور دولة افريقية سوداء ولذلك على الافارقة زيارته في مكانه. ففي أكتوبر 2019م عقدت روسية قمة روسية افريقية شاركت فيها جميع دول القارة ال 54 بمستويات مختلفة من التمثيل و لكن معظمة بأعلى مسئول في الدولة. في تلك القمة قال بوتن انه صدر سلعا مدنية لأفريقيا بمبلغ 25 مليار دولار و سلعا عسكرية بمبلغ 15 مليار دولار و استورد سلعا بمبلغ 5 مليار دولار . طبعا المعادن تحديدا ، المنهوبة و المشتراة لم تدخل في هذا الرقم. فالذهب الذى ينهبه الروس من السودان لوحده تتخطى قيمته السنوية هذا الرقم.

2- روسيا وعرض للبشير وفتوي علماء السوء التي لا يتشرف الشيطان بتدنيس لسانه بها

لعلم المخلوع عمر البشير بما تنهبه روسيا من السودان، ذهب الى فلاديمير بوتن في كرميلنه و قال له بلا خجل انه يريد من بوتن ان يحميه من الولايات المتحدة. الحق هو ان الولايات المتحدة لم تكن تنوي غزو السودان ولكن البشير استعمل اسمها بدل ان يقول ان تحميه من الشعب السوداني. فالبشير كان ينوي إعطاء روسيا كل الموارد السودانية ، المختبرة جدا ، مقابل ان تحمي الكرسي الذى كان جالسا عليه.

المشهد أيام المظاهرات التي سبقت سقوط البشير هو ان وقت اشداد الثورة ، شكت المخابرات الروسية في فاعلية ونوايا اللجنة الأمنية للبشير . لذلك اجتمعت المخابرات الروسية بالبشير وقالت له ان لجنتك الأمنية غير موثوق بها ، وسلمنا الملف الامني وسوف نأتي بالقوة العسكرية اللازمة لقمع هذه المظاهرات و نضمن لك باننا سوف نقضي على كل المتظاهرين هؤلاء . البشير يعرف ان الذين يتظاهروا ضد نظام حكمه التعيس ليسوا كلهم من (العبيد) ، كما يصف شرائح كبيرة من الشعب السوداني ، واعداد القتلى سوف تكون بعشرات الألوف و لا يستطيع تبرير ذلك الا باستعمال الدين الاسلامي ولذلك استدعي المعيوفين ، علماء السوء والذين يسمون انفسهم بهيئة علماء السودان ، قاتلهم الله جميعا في الدنيا و الاخرة . طلب البشير من هيئة علماءه إيجاد الفتوى اللازمة ليبرر بها ما ينوى الروس فعله بأبناء الوطن . لا نعرف بالضبط ماذا قالوا له وكل ما عرفناه هو من تقاذفهم التهم واللوم بعد ان طاح الصنم الى كان يعبدوه ، من اجل العطايا ، وهو البشير . فرئيس هيئة الملعونين، محمد عثمان صالح ، عند مخاطبته لبعض الحضور في مسجد المهندسين بجوار بيته ، قال انه نائبه الملعون المسمى عبد الحى يوسف هو من افتى البشير بان الامام مالك أجاز قتل ثلث الشعب ، وبحضورهم والبشير بحدائق بيت الضيافة . واسترسل رئيس هيئة المفسدين أنهم أنكروا على الشيخ عبدالحي تلك الفتوى التي قالها للبشير خلال ذلك اللقاء، إلا أن عبد الحى قال: إنه لن يكتم العلم الذ علمه له الله . نعم هكذا ،، عندها انفض الحضور وطلب البشير من عبد الحى البقاء. وقال إن عبد الحى أصر على صحة الفتوى، داعيًا البشير الى تطبيق حكم الشرع على المتظاهرين ، وفي ذلك هو مأجور بإذن الله. اعوذ بالله انا من ذلك و اظن ان البشير عرف ان هذا العمل قد يؤدى الى قتل عشرات الألوف من الناس في وسط العاصمة و الذين لن يستطيع إخفاء جثثهم كلها وسوف تسيل دماء لا حدود لها و لن يستطيع الحكم ان قتل في الخرطوم 100 الف او اكثر . فأعداد المتظاهرين في الأيام من 5 الى 11ابريل 2019 قد تصل الى 3 مليون – 5 مليون ... ولا ندري كم منهم سوف يقتل ان رمت عليهم روسيا براميل متفجرة او قنابل نابالم او غيرهما من أسلحة القتل الجماعي . فما هي المصالح التي تجعل دولة تقدم عرضا هكذا وجعلت البشير يدرس فتوي من ملاعين حتى الشيطان لا يتشرف بتدنيس لسانه بها .

3- المصالح الروسية في السودان

الان راينا الصورة السريعة لمطامع روسيا في القارة و مساعيها الحثيثة لزيادة نفوذها في كل انحاء القارة. هنا علينا التذكير باننا نتكلم عن روسيا و ليس عن الاتحاد السوفيتي و التى كانت احد جمهورياته الكبرى. السؤال الأهم ، ماذا تريد منا روسيا؟ الفقرات التالية تلخص اجتهادنا للإجابة على السؤال:

أولا: روسيا تريد من السودان مال النفط السوداني وذهب السودان ومعادنه الأخرى وفق معادلة السلاح والدعم العسكري والاستخباراتي الروسي مقابل الدولارات و المعادن السودانية . فعلاقة روسيا التسليحية بالسودان ممتدة منذ زمن الاتحاد السوفيتي ولكن زادت زخما بعد اعلان العقوبات الاقتصادية على السودان من قبل أمريكا و الدول الغربية في عام 1993م ووضعه لاحقا فى قائمة الإرهاب. فهذه الاحداث السلبية تزامنت مع استخراج السودان للنفط في التسعينيات واشتداد الحروب في جنوب السودان و من ثم اندلاع حرب دارفور في 2003م والمقاطعة الغربية للسودان . ففي تلك الفترة كان للسودان إيرادات من النفط ، يبيع النفط ويستورد السلاح والذخيرة والدبابات والرشاشات والمدافع و الطائرات الحربية من روسيا و معظم الدفع نقدا عن طريق شحن دولارات على طائرات من السودان الى روسيا. معظم مال السودان من النفط بددت في هذا البند. دولارات النفط لم تستمر ودخل الجنوب كشريك فيها و قطع معظم تدفقها بانفصاله في عام 2011م.

من بعد زوال نعمة نفط الجنوب من السودان تحولت روسيا لنهب ذهب السودان. هذا التحول أيضا املته ظروف فرض الدول الغربية لعقوبات على روسيا بسبب غزوها و احتلالها لشبة جزيرة القرم الأوكرانية و التي تطل على البحر الأسود وبحر أزوف. فتلك العقوبات جعلت من تحويل الأموال الروسية بالعملة الأجنبية شبه مستحيل ولذلك جعلت كل تعاملاتها مع السودان، وبالأخص في الأسلحة و غيرها ، بالذهب. نقل الذهب السوداني كان ناجعا في تفادى روسيا لكثير من العقوبات وعن طريقة راكمت مئات الاطنان ببنكها المركزي ، حتى صار اليوم من كبار مكتنزي الذهب على مستوي العالم، بعد البنك المركزي الصيني. نهب روسيا لذهب السودان لم يكن مصدره فقط المعاملات في السلع العسكرية بين الدولتين و لكن مصدره الأساسي هو ذهب ينهبه الروس عن طريق شركات تعدين خاصة بهم تنقب عن الذهب في السودان و تستخرجه و تنال منه بعض الجهات السودانية حصة و الباقي تنقله روسيا بطائراتها الخاصة و مطاراتها الخاصة في السودان الى بنكها المركزي . ففي عام 2014م وقع وزير الكيزان لنهب المعادن و اسمه احمد الكاروري اتفاقا مع وزير المعادن الطبيعية الروسي لإنتاج الذهب والنفط و المعادن و المعادن الأخرى. وبناء على ذلك دخلت عدد من شركات التنقيب الروسية السودان واستولت على ما تريد من المناجم. وبما ان الامر كله سري وبعيد عن الشعب السوداني وشراكة حصرية بين الروس و الأجهزة العسكرية للكيزان و شيوخ الكيزان ، فلا احد غيرهم يعرف كم عدد الشركات الروسية التي تعمل في التنقيب و لا عدد مناجمها و لا مساحة مناجمها و لا نوع المعادن الأخرى بخلاف الذهب التي تنتج بهذه المناجم و لا كمية الإنتاج ولا قيمته . فكل مناجم هذه الشركات تحرسها الأجهزة العسكرية للكيزان وشركة فاقنر ، حراسة اشبه بحراسة المواقع العسكرية. من ضمن الشركات التي استولت على مناجم الذهب في السودان هي شركة سيرين الروسية .فعقد شركة سيرين تم توقيعه بحضور المخلوع البشير شخصيا و فيه تعهدت الشركة بإنتاج 46 كنا من الذهب مل 6 اشهر ، أي بواقع 92 طنا من الذهب كل عام. طبعا تلك الشركة ما كان لها ان تعطي تعهدا مثل ذاك الوعد لولا انها متأكدة من انتاج 90 طنا كل ستة اشهر. فتقديراتها اكيد بنيت على الكشف الجيولوجي لمخزون الذهب وامكانياتها التكنلوجية و المالية لاستخراجه. وكالعادة ، أحيانا يختلف اللصوص في انصبة بعض بعد الفوز بالغنيمة . ففي عام 2018م تم الغاء عقد هذه الشركة بحجة انها لم تنتج الكمية التي و عدت بها. ولا ندري ما الشركة التي خلفت شركة سيرين. وفي عام 2017م دخل عدد غير محدد من اكبر الشركات الروسية سوق التنقيب عن الذهب في السودان . هذه الشركات اخذت تنهب الذهب السوداني في ولاية نهر النيل و في الولاية الشمالية و في ولاية البحر الأحمر و لا يعرف سرها الا الثلاثي النهم وهم الروس و الأجهزة العسكرية للكيزان و شيوخ الكيزان. التطور اللاحق لدخول هذه الشركات يعطى القارئ لمحة عن حجم الذهب الذي ينهبه الروس من السودان. ففي عام 2017م قام مالك فاقنر العسكرية و المسمى يفغيني بريغوزين بالدخول في انتاج الذهب في السودان عن طريق شركة التنقيب الخاصة به و هي شركة مروى جولد. من عادات المافيا وشركات الاجرام ان لا يتخل الزعيم في عمل الجنود الشغيلة و لا يستثمر ماله. و لكن ان راي ان الامر مربحا جدا فانه يدخل بنفسه ويستثمر ماله لكي يحصل على كل العائد . فعائلات المافيا الكبرى في أمريكا ، وهى كولمبو و جامبينو ,وبنانو و وليوكيزي و جينوفيزي تركت العمل للجنود و لكن عندما تم السماح بإقامة اندية القمار في لاسفيجاس بولاية نيفادا و تحت توقعات بجنى أرباح جنونية ، قام رؤساء المافيا باستثمار مالهم الخاص و عينوا احد كبار المجرمين واسمه بقسي سيجال لإدارة اول نادى قمار لهم وهو نادى فلامنجو. فنحن نعرف كيف تعمل المجموعات المجرمة وكيف تتحرك. فألذى جعل مالك فاقنر نفسه و يفغيني بريغوزين بدخول قطاع التنقيب عن الذهب بالسودان عن طريق شركته ماري جولد ، هو الأرباح الجنونية. فمال ذهب السودان هو ذهب سائب يمكن للص السوداني القناعة بجزء بيسير منه و الباقي منه هو حصة السراق الاجانب.

المساكين وناس قريعتي راحت من مثلنا لا يعرفوا عدد الشركات الروسية العاملة في مجال التنقيب عن الذهب في السودان؟ ثانيا : لا نعلم اى من المعادن الأخرى تستخرجه هذا الشركات في السودان؟ ثالثا : لا نعلم كل مواقع تنقيبها عن الذهب؟ رابعا : لا نعلم كم مساحة المناجم التي تنقب فيها؟ خامسا : لا نعلم شيء عن مدد امتيازها؟. سادسا : لا نعلم عن نسب تقسيم الغنيمة بينها و بين الأجهزة الأمنية للكيزان و سماحة شيوخ الكيزان؟ سابعا : لا نعلم عن كم كمية الذهب الذى انتجه الروس منذ دخلوهم هذا المجال؟ ثامنا : لا نعلم الأثر البيئي لإنتاج الذهب و حجم التلوث و الاضرار بصحة السودانيين؟

فمن أراد ان تترمل زوجته ويتيتم ابناءه وتثكله امه، فليقترب من هذه الملفات؟ فان الروس والجيش وجهاز الامن والمخابرات والكيزان وكتائب الظل له بالمرصاد. وافيد له ان يطالب بتكوين لجنة تحقيق في الشاشة التي اخذها وجدي صامولة وسفة خالد سلك .

نواصل –

 

 

آراء