ما اجمل ذم الجاهلين، تشاد ومالي والنيجر، قال!

 


 

 

sanous@yahoo.com
27 نوفمبر 2023م
منذ ان قامت هذه الحرب لم تنجوا القبائل العربية ( قبلها كانت القبائل غير العربية) في دارفور وكردفان ولم تفتك اذاننا من سماع هذر المتبطلين والنافقين ذهنيا والجاهلين والمسطحين والصارخين بسبب و بلا سبب ، من سباب وشتم وقذف ولعن تجاه هذه القبائل ومناطقها . السب واللعن شمل هذه العشائر و كل العشائر التي تعيش في هذين الاقليمين وكذلك دول الجوار مثل تشاد وافريقيا الوسطي ودول غير الجوار مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو ونيجريا وحتى سيراليون وساحل العاج. سبب كل ذلك ان التالفين الذين شنوا الحرب الدائرة الان في السودان، هزموا هزيمة نكراء على كل الأصعدة. هزموا ميدانيا وسياسيا ودبلوماسيا وتحولوا الى مجموعة كنساء الهملة تسبب وتشتم بلا ولى و لا ناصح ولا مرشد او لاجم . خلو او فقر مجموعتهم من افراد عاقلين ، لا يمكن ان يكون سببا مقنعا، فهنالك أفعال تنهى عنها النفس البشرية السوية ولا تحتاج الى بشر هاد.
المجموعة المجعجعة هي اشبه بالطفل الذى اسيئت تربيته في صغره وتم تدليله في شبابه واطلق بلا مرشد في كبره. فهي تعتبر هذا السودان كله ملكها هي وهي لها الحق المطلق في تحديد من هم سودانيين، بل وتحديد ومن هم الكيرا ومن هم الكنجارا في قبيلة الفور ومن هي نظارات البجة الحقيقية ومن الذى فاز بالانتخابات في تنزانيا. هذه المجموعة الواهمة لا تتكون من عامة الناس، بل ان الادبيات البلهاء التي تنشرها هي من طبخ عليتهم و الاستخبارات العسكرية وأجهزة الامن . فمنذ قيام هذه الحرب ، لم ننفك ان نسمع من البرهان ان قوات الدعم السريع ، و ضمنيا الحواضن التي تنحدر منها ، مكونة من المرتزقة الذين أتوا من تشاد ومالي و النيجر ، مع انه يعلم علم اليقين ان هذه فبركات واوهام يرضى بها قاعدته من الجاهلين. فلنفترض ان كلامه صحيحا وان هذه القبائل كانت يوما في هذه الدول ، اوليس من العقل ان ينظر البرهان وقاعدته الى هذه المجموعات ومقارنة انفسهم بها. فمنطقة الخرطوم التي يتقاتلون فيها كانت منطقة مسيحية نصرانية تعتقد ان الله ثالث ثلاثة . فمملكة علوة المسيحية قامت في عام 350 ميلادية واستمرت كمملكة مسيحية صليبية من عام ٥٨٠م الى ان سقطت عام 1505م وهو عام خراب وسقوط المملكة وعاصمتها سوبا. فالذين بالسودان الان وخربوا ديارنا باسم الدين الإسلامي المتسربل بالعنصرية و يتباكون على امجاد الاندلس ، كان اجدادهم وقتها من النصارى. فالأندلس ، بلاد الاسبان سقطت و ارجعها أصحابها عام 1492م ، وقت ان كان وسط السودان مسيحيا يسوعيا يرفع الصليب ويجعل الله ثالث ثلاثة. هذه الشرذمة كانت قلوب اجدادهم وقتها معادية للإسلام و المسلمين و داعمة لفيردناد ملك أراغون وايزابيلا ملكة قشتالة ، اللذان طردا المسلمين من الاندلس ، ومن المحتمل ان اجداد المتباكون قد ارسلوا أموالا وزكاة نصرانية لطرد المسلمين من الاندلس، وبالأخص اذا ما تذكرنا ان مملكة سوبا كانت من اغنى الممالك في العالم ، وقتها. هذه البقعة دخلتها اليسوعية المسيحية المثلثة عام 580 ميلادية و لم تري الإسلام الا عام 1505م ، على يدى شلة بسيطة من الطامعين الذين اسقطوا مملكة سوبا وخربوها . فالفئة التي تسب الناس وتقول لهم انكم من تشاد ومالي والنيجر اصلا فئة لم تعرف الإسلام الا قبل خمسة قرون مضت . اما الذين يسبون بانهم من غرب افريقيا فأمرهم لا يعرفه الجهلاء السبابون. فتشاد ومالي والنيجر كانت وقتها مملكة مسلمة منذ عام 800 ميلادية وكانت هي نصير مسلمي الاندلس ودعمتهم بالمال والرجال وان من تلك البقعة الملك منسي موسي . الامبراطور منسي موسي حج بيت الله الحرام عام 1324م وهى تلك الحجة الأسطورية والتي خرج فيها ملك مصر ، ناصر الدين قلاوون و استقبله مع شعبه . منسي موسي حمل الذهب في 200 بعير ووزع منها حمولة 100 بعير على الفقراء في طريقه لبيت الله الحرام ووزع ما حمولته 100 بعير من الذهب ووزعه على الفقراء فى بيت الله الحرام والسكان هنالك. توزيع منسي موسي للذهب ، سجلته الاضابير العالمية وقتها وقالوا انه سبب ركودا عالميا في أسعار الذهب لمدة عشر سنوات. اما منارة علوم الدين ، تمبكتو ، بدولة مالي الحالية ، فكانت هارفارد الاسلام وقتها ولم يصل الازهر ولا الزيتونة مقامها . فان صدق ذم الجهلاء لبعض السودانيين بانهم من تشاد ومالي و النيجر ، فيا له من ذم جاهلون ومسطحون وسذج ، فلا يذم شخص له ما يربطه بمنسي موسي وتمبكتو ومملكة سونغى الاسلامية وخاصة ان كان الذام كل ما نعرفه عنه انه له الوف من الأجداد ، يملؤون جهنم يوم القيامة.
نحن لا نقول هذا القول في الناس جميعا. نعم ، هنالك عدد بسيط من الاسر المسلمة ، وبالأخص جهة سنار ، ولكن اعدادها كانت لا تذكر. اما بعض من الناس فلا نعرف ماذا كان يعبد اجدادهم وقت ان كانت تشاد ومالي والنيجر وغانا دول مسلمة مزدهرة. فاحد كبار الكذابون، واظنه اعلاهم، لا نعرف دين اجداده لان جده اتى من بلاد بونت وبلاد العفر وعيسي، وهى بلاد الصومال وجيبوتي الحالية. واخرون يجعجعون بجهل عن تشاد ومالي و النيجر ونيجريا والكمرون وبوركينا فاسو ومالي، ولا يعرفون ان تلك بلاد اجداهم، غير الاقدمين. المجموعة الأخرى التي تجعجع باحتكار جنسيتنا واخراجنا منها ، فهي المجموعة التي ترجع الى سهول اسيا واتي بها العثمانيون من ضمن ما أتوا به . فنحن نختصر ان العثمانيون أنفسهم لم يكونوا مسلمين ولكن كانوا قبائل بدوية تجوب تلك سهول اسيا تقتل وتنهب وتسلب الى ان وصلت هضبة الاناضول. هنالك وجدوا قوم من اليسوعيين المشركين ويحكمون مجتمعا معظمه من المسلمين، بعد ان ضعفت وانهارت امارات النهب الى كانت تحكمهم. دخل العثمانيون الإسلام فقط من اجل ان تقبل قيادتهم للمجموعات البشرية هنالك. ولم يكن لهم من الإسلام الا الشهادة. فلم يكونوا من المصلين ولا من الراكعين ولا من الصائمين ولا من المتصدقين. وان كانوا بخلاف ما ذكرنا ، فانهم لم يدخلوا الإسلام الا في عام 1456م ، عام سقوط القسطنطينية. فغريب ذلك الشخص الذى يرفع راية الدين ليحتكر به الدنيا وهو واجداده انفسهم حديثو عهد بالإسلام ونظامه وهو في ذاته منافق وكاذب اشر. فمثلا ، الضليل عبد الحى يوسف خير له ان يصلى ويتقي الله ليشفع لأجداده المشركين يوم القيامة عوضا ان يدعم الباطل ويفتى البشير بإجازة قتل ثلث أبناء الشعب ، او نصفه ، لينعم البشير بالحكم المطلق. نفس هذه الدعوة نقدمها للبرهان وياسر العطا وكباشي وعمسيب والانحرافي وعلى كرتي واسامة عبدالله والنباحة حياة عبدالملك وعبد الهادي كجاب وحسن طرحة ورضوان أبو قرون وكامل بسيوني وخالد الأعسر وعزيز سليمان وكبساوي ووزير الخارجية الدرديري ، الذى سب نفسه قال انه من عرب الشتات ، ومن لف لفهم ويهذر هذرهم .
نرجع لكلام علماء الاثار والأنثروبولوجيا . هؤلاء القوم اثبتت دراساتهم ان كل غرب افريقيا ، يعني من الجرف الغربي للنيل الأبيض ومرورا بكرفان ودارفور و تشاد وافريقيا الوسطي ومالي و النيجر وغانا وبنين ونيجريا وتوغو وليبيريا وسيراليون وساحل العاج وغينيا بيساو وغينيا كوناكري والافارقة في موريتانيا ، كل هذه السيل البشري ، بأجمعه أصلا شعب نيلي وخرج من منطقة النيل وتوجه غربا. هذا كلام العلم وليس كلاما على ورقة يشترى من الازهر. علم مصدره أبحاث وحفريات وفحص حمض نووي. اما العرب والبربر والفينيقيون والرومان ، فاتوا كمهاجرين منذ ما يزيد منذ ثلاثة الف عام وبعض منذ الفي عام واخرون منذ الف عام وعاشوا هنالك واختلطوا بالسكان واعطوا واخذوا. اوليس من العيب ان يسب أحدا في الخرطوم سكان غرب افريقيا بأوطانهم ، وهو جهلا لا يدري انهم أبناء اجداده؟ عيب والله.
فيا أيها المجعجع ، انت أصلا من اجداد مسيحيين ، مشركن و مصلبين ، لو ادعيت المحلية او ادعت غيرها ، مثل العباسية ، ووقتها كانت مالي والنيجر وبوركينا فاسو ونيجريا والكمرون ، بلاد مسلمة ، تقول شعوبها ، لا اله الله محمد رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج بيت الله . فلا تسب أحدا من العالمين. انا من جانبي أقول ، كلنا من ادم وادم من تراب ، والتراب هو غبار كوني انزله الله بأمره ، يوم ان فجر ما فجر من خلقه ، وخلق الكون من الغبار الكوني وفيه نقطة صغيرة جدا جدا ، تسمي الأرض ، وامرنا بان لا نفسد فيها ونسفك الدماء وان نمشي في مناكبها وناكل من رزقها و اليه النشور. لا حول ولا قوة الا بالله.
-انتهي-

 

آراء