مقترح نتيجة معاناة مريض: دورة تنشيطية في تشابك الأعراض والتشخيص الأمثل

 


 

 

ركن نقاش
التخصصات الطبية:
هي طب وجراحة العيون، النساء والتوليد، الطفولة والأمومة، الباطنية، النفسية والعصبية، الجلدية والتناسلية، القلب والشرايين، الأنف والأذن والحنجرة، العظام، الأسنان، جراحة الأوعية الدموية، التجميل الأشعة التشخيصية، إلى آخره..
أرجو اللا اكون قد تجاوزتو حدودي كمريض عانى كثيرا من التشخيص الخاطئ على مدى فترات طويله من حياتي وانا – لا اوذيعو سرا – حينا اعلن تقديري الشخصي لاطباء السودان عموما وللمتخصصين منهم في مختلف المجالات ولكن عنَّ لي ان اقترح على المجلس الطبي السوداني ان يعمل دورة تنشيطية في تشابك الأعراض والتشخيص الأمثل للاختصاصين من الاطباء كل عدة سنوات، وقد نشأ اقتراحي معاناتي التي ساسردها فيما يلي :

"بلاغ أول":
"رؤى" حفيدة "أخي يحيى" من ابنته "هويدا"، فتاة في مقتبل العمر تعد نفسها لامتحان الشهادة السودانية المؤجلة بسبب جائحة فايروس "كرونا" عانت قبل أيام من عدم الشهية وبدأت في الاستفراغ قبل عشرة أيام أدخلت مستشفى خاصاً معتبرا؛ ثم منظار معوي، تحاليل، النتيجة سالبة، أخرجت إلى المنزل، مع استمرار المعاناة، لجأوا إلى الطب البلدي، يرقان، كيَّة خفيفة، لا تحسن، قالت لوالدتها: "يمة سامحيني، انتو ما فاهمنِّي"، بدأت في ترديد كلام غير مفهوم، دخلت في اغماءة، أسرعوا بها إلى المستشفى، أدخلت العناية المركزة مع الدربات، لاحظت الأم "هويدا" أن الاجهزة توقفت عن العمل، هرعت لأمها "مريم" (الحبوبة): "يمة بتي ماتت"!!..

"بلاغ قديم":
في مصر المؤمنة (1967 أيام الدراسة) عانيت من الـ "سياتيكا"، آلام عرق النسا، (العين بصيرة والايد قصيرة)، رجعت إلى الوطن في مايو 1971، اختصاصي عظام بورتسودان، التشخيص: قضروف، شد على السرير، اختصاصي عظام الخرطوم، أشعة؛ قضروف، شد، رفضت (أسأل مجرِّب ولا تسأل طبيب)، حملت أوراقي وصور الأشعة إلى د. حسبو سليمان (اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية)، و"الضهبان يفتح خشم البقرة"، شاهد صور الأشعة وطمأنني: لا شبهة نفسية، مسيراً إلى صور الأشعة: "توجد علة في الظهر"، خرجت، قابلت اختصاصي أمراض باطنية (عنبر بي ون – مستشفى الخرطوم)، عمل "مايلوقراف"، مادة ملونة في النخاع، أعلى الفقرة الخامسة أسفل الظهر، النتيجة: لا شيئ، سافرت إلى القاهرة، مستشفى خاص، عمل "مايلوقراف"، أعلى السلسلة الفقارية، النتيجة: كيس دهني ضاغط على النخاع، فرحت بالتشخيص مضاعة أضعاف ، واجريت لي عملية بالقصر العيني:

"بلاغ ضروري":
على لجنة تفكيك نظام التمكين أن تحقق مع علي عثمان محمد طه في مشروع توطين العلاج بالداخل، حيث صرف على استجلاب المعدات التشخيصية مبلغ "62 مليار" جنيه سوداني أوان استيرادها، ولم يتم تأهيل لا كادر هندسي لتركيب المعدات والاعتناء بها، ولا تدريب كادر طبي لتشغيلها، وذهبت جميعها أدراج الرياح!!..

"خاطرة":
يبدو لي من تجربتي ومعاناتي مع المرض، أن التخصص أحياناً يحجب المتخصصين من الرؤية الشاملة لعديد الشكاوى التي يعاني منها المرضى، شعرت أن الطبيب العمومي الخريج الذي هو ملم بجميع الأمراض في حدها الأدنى؛ قد يكون أكثر كفاءة من اختصاصيين في مجالاتهم المغلقة على تخصصاتهم، كانت الخاطرة التي تملكتني: لماذا لا يعاد جمع الاختصاصيين بمختلف تخصصاتهم، في جمعية علمية مهمتها اعطاء جرعة طبية شاملة لجميع الأمراض، تعتني بالأعراض وأوجه اللقاء وأوجه الافتراق، لتكون هناك رؤية بانورامية شاملة تجعل المتخصص مزوداً بنظرة عامة تجعله إن لم يحدد الداء قادراً على نصيحة المريض إلى أين يتجه، وطبعاً أهل مكَّة أدرى بشعابها، يمكنهم إما رفض الخاطرة في جملتها وتفنيدها، (فأنا زول زلنطحي ساهي، وكلمة زلنطح عند د. عون الشريف قاسم في قاموسه – اللهجة العامية في السودان طبعة 1972– هي لفظة سودانية، من الألفاظ التي تدل على الاستهبال وعدم المسؤولية. يقولون: (س) زلنطحي، (ولكني صاحب تجربة لا غير) أو استحسانها وتمتين رؤيتها، وتفكيك أبعادها، والاضافة إليها، ولا أذيع سراً أن قلت أنني عرضت الخاطرة على أحد معارفي من الاختصاصيين فاستحسنها!!..

نقطة إيجابية من اختصاصي:
أعاني من تورم في ساقي الأيمن الذي أجريت له عملية جبر عظم أسفل البلية، والساق اليسرى ليس بها تورم، وأنا استعين في حركتي بمشاية حديد، ذهبت لطبيب اختصاصي باطنية كتب لي حبوب "لازكس" مدرة للبول، و"الحال ياهو ذات الحال"، عرضت الأمر على قريب لي اختصاصي أشعة تشخيصية، وهو متابع لحالتي، نصحني بتحريك قدمي من مفصلها ابتعاداً واقتراباً لفترة، بدأت في ممارسة النصيحة وبحمد الله زال التورم، وكلما يعودأبدأ في ممارية نصيحته!!..
واخيرا : هذا بلاغ اخير أذ عانيت قبل أيام من حمى واسهال وحين تحركت بالحديده ( المشاية ) للذهاب الي الحمام شاءت الاقدار ان اسقط على ركبتي اليمنى التي تتورم دائما ويحصل كسر فوق الركبة حملني ابنائي حملا الي المستشفى فقرر الطبيب العمومي ان اذهب لاخذ صورة اشعة للركبه وجاءت النتيجة ان هناك جلطة قديمة في الرجل اليمنى فحمدت الله على الوقوع والكسر فوق الركبة الذي اظهر هذه العلى اذ لو قمت قد ذهبت الى المستشفى لغير الكسر وبالاعراض المعروفة لقام الطبيب العمومي بإجراء الفحوصات تحاليل للفسحه والبول والدم لكتشف وجود تايفويد فيعطيني دواء للتايفويد ولا تكتشف الجلطة : تحياتي ومحبتي

eisay1947@gmail.com

 

آراء