من المرابيع وداللبيح، قصص وحكايات !!

 


 

 

siddigelbashir3@gmail.com
(1)
بثلاثية الماء والخضرة والوجه الحسن، وبهدوء ووقار ومحبة، هكذا تنام مدينة المرابيع وداللبيح على أحضان الضفة الشرقية للنيل الأبيض، والتي حباها ، لمدينة راسخة في السودان، تأريخا وجغرافيا، تجاور مدينة الجزيرة أبا من جهة الشمال، لبيئة ومناخ ينتج الخضر والفاكهة وأصناف مختلفة من الحبوب الغذائية، لمجتمع يتعايش بسلام ومودة وانسجام، ومحبة، محبة تبدو على وجوه الناس، نشاطاً وحيوية في المساكن والمزارع والمتاجر.
(2)
هي ذات المدينة (مرابيع ود اللبيح)، كانت تستقبل فريق مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية بأهازيج الفرح النبيل من خلال عزف مميز بموسيقى (فرقة الأنصار) عصر ومساء الجمعة الثامن من ديسمبر عام ألفين وثلاثة وعشرين، في يوم زاخر بإبداعات مسرحية وغنائية وترفيهية، تنفيذا لبرامج حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة، برامج تقدمها مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية بشراكة مع مؤسسة تنمية الأطفال ووحدة مكافحة العنف ضد المرأة ودعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان بولاية النيل الأبيض، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية مكافحة العنف ضد المرأة ومناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة تعزيزا لدورهم في مختلف المجالات وتيسيراً لإدماجهم في المجتمع.
(3)
(التعليم) عنوان عرض مسرحي حاولت فيه نخبة من نجوم الدراما بمؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية، ناقشت من خلاله واقع تعليم الفتيات وقضايا العنف ضد المرأة، وذلك لرفع الوعي بأهمية مكافحة العنف ضد المرأة ومناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة تعزيزا لدورهم في مختلف المجالات، وتنفيذا لشعار حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة القائل : ( فلنتحد جميعا لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات في الحرب والسلم)، وصولاً إلى مجتمع خال من العنف.
(4)
يلا يا أطفالنا
نرسم لوحة لوطن
السلام
هي لوحة لوطن السلام، بلحن موسيقي جذاب رسمها دكتور محمد العصامي، لحن يعانق الأسماع والأبصار والعقول والقلوب بمحبة وانسجام، انسجام وتفاعل يبدو على وجوه الحضور الجماهيري الكبير، هذا إلى جانب نماذج ترفيهية، أشبه بمسرح العرائس نجح فيه ثنائي
افرقة (ملوك النيل) الصادق ومصعب، عرض أشاع البهجة والسرور في النفوس المحبة للفنون السودانية، في بعديها، المحلي والكوني.
(5)
ونجح نجوم الدراما بمؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية في تقديم عرض مسرحي ثان، يناقش هو الآخر قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة (البنت المعاقة)، بهدف مكافحة العنف ضد المرأة، خاصة المعاقة، وصولا إلى مجتمع خال من العنف، وتطبيقا لشعار حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة لهذا العام (فلنتحد جميعا لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات في الحرب والسلم).
(6)
يا بلاد النور
صبرك
لو طال ما باقي كتير
يا بلادي
ومن خلال (بلاد النور)، حاوات المغنية أغويرا من فنانات جنوب السودان، في استدعاءت جميلة منها لوطن المحبة والسلام واستشراف مستقبل أفضل للبلاد والعباد، (بلاد النور) صاغه الشاعر والمخرج المسرحي عماد الدين إبراهيم (رحمة الله عليه) ، ألحان عثمان النو، هي ذاتها أقويرا كانت تشدو بصوت عذب
حيلك يا اسمر
أبيث لعيوني تظهر
مانعني الوصال
يا ورد الجناين
يا النوارو باين
أبيت لي ما تعاين
حرمت الوصال
لتذكر الحضور بالسر قدور شعرا والعاقب محمد حسن لحنا وغناء (رحمة الله عليهما)، في خلود للغناء السوداني في العقل والقلب والوجدان، خلود يخترق الحدود، بين جوبا والخرطوم، ليداعب العقول والقلوب.
(7)
جارتنا عشه..
ضي نهارنا الخشه
لو اخرت مواعد القشه
نحن التلاته
اعصابنا بتبوظ
انا..
والحوش ..
والمقشه ..
هكذا كان الشاعر إبراهيم جابر حاضرا في ذات الأمسية ضمن قراءات شعرية، من شعراء منتدى ليالي الجاسر بمدينة الجزيرة أبا،، أشعار تقرظ دور الأم في المجتمع، كانت مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية تكرم مجموعة من الأمهات بمدينة المرابيع وداللبيح رائدات التعليم والعمل الخاص والعام، أبرزهن، الحاجة أم سلمة حسين (أم الكل)، خريجة مدرسة القابلات بمدينة سنار، عام 1975م،وهي والدة الخير أحمد آدم، المهندس /المغني، ومدير مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية، إضافة إلى رائدة التعليم في المرابيع سعدية حسين، وأول قابلة في المدينة فاطمة أمبشو، ثم فاطمة عامر أول من دخل المرحلة الثانوية من المرابيع، إضافة لآمال مكي،
(8)
ونتيجة للأعمال الخيرية والإنسانية العظيمة التي تقدمها، كرمت مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية في ذات المساء شبكة العيادات المجانية للوافدين بولاية النيل الأبيض، ممثلة في شخص رئيسها /مديرها دكتور عامر الفاضل، ذلك لأن الشبكة حاولت في فترة قصيرة تقديم خدمات طبية للمرضى الوفدين إلى الولاية، هربا من نيران القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، خدمات تشمل مقابلات الأطباء العموميين والإختصاصيين، بجانب خدمات الفحص والتشخيص والعلاج، وذلك بتعاون وشراكة مع مجموعة من الأطباء والصيدليات وأطر بشرية مساعدة، إلى جانب خيرين ومتطوعين، أسهموا بتجانس تام ونبل ومحبة في فعل الخيرات، وإنجاز عديد الخدمات لطالبيها.
(9)
بباقة منتقاة من قصائد عاطفية، كان الشاعر إبراهيم جابر حاضراً في تفاصيل الفعالية، زمانا ومكانا ومتاسبة، أشعار تقدم بعامية سودانية مميزة، مزينة باقتباسات من القرآن الكريم، أو من البيئة المحلية، فقط بنكهة القهوة ومذاق الزنجبيل، ليضيف على الأمسية ألقأ وبهاء.
وبريشة الكمان، يبدأ دكتور عاصم الطيب برسم جدارية للوطن العزيز ، لوحة، خطوطها (الوحدة في التنوع) ، وألوانها المحبة والتعايش وأبعادها المودة والسلام، سلام منشود في وطن يسع الجميع، وعلى أرضه ما يستحق الحياة.
*صحافي سوداني

 

آراء