موضوع عن تعليق د. محمد محمود حول واقعة – اضربوهن- فى جامعة الاحفاد

 


 

 

 


- رغم ان البعض ظن ان الحديث عن حادث ضرب البروفسير قاسم بدرى لاحدى الطالبات، حادث عابر ، لا يستحق كل هذا الكم من التعليقات ، و عد لدى البعض وكأنها محاولات لصرف الانظار عن القضايا الاخرى الملحة ، وعلى الرغم من ( الاعتذار الحضارى ) الذى قدمه البروف و موافقة مجلس امناء الجامعة لهذا الاعتذار...رأيت كتابة هذا الموضوع ( من زاوية أخرى )، أساسها التعليق الذى أبداه د. محمد محمود مدير - مركز الدراسات النقدية للاديان بلندن - عن هذه الواقعة..لان فى تعليقه ..موضوع يهمنا كسودانيين ومن ورائه هموم و ملاحظات لا بد ان نتناولها بوضوح والاجهار بها ، للوقوف على أرض صلبة لاتمس مسكن هويتنا.

- اضافة لما كتبته باقتدار الاستاذة سعاد ابراهيم عيسى ( جامعة الاحفاد للبنات المفترى عليها- و دفاعا عن مديرها)- لا يختلف اثنان بأن الاحفاد مفخرة الجامعات المتخصصة للبنات، الآولى فى افريقيا فى هذا المجال، و لاتماثلها الا جامعة - بوسطن - بالولايات المتحدة. و هى ثمرة نضال ابى التعليم المستنير بابكر بدرى ، منذ أن أسس مدرسة - علمانية - للبنات فى مسقط رأسه رفاعة لتتطور عاما اثر عام..الى ان قيض الله لها ابنه يوسف لتتحول الى كلية خلال الستينيات من القرن الماضى و تتحول الى جامعة كاملة الاركان عام 1995، وتتسع تخصصاتها لتشمل الطب-الصيدلة-التنمية الريفية -الادارة-علوم الاسرة -علم النفس- التربية - العلوم - التكنلوجيا والحاسوب، و أصبحت الاحفاد منارة شارك فى انطلاقاتها شخصيات عدة كما أشار مؤرخ ام درمان شوقى بدرى بتجرد هى سمة من سمات أل بابكر بدرى..

-حادث الضرب اعتبره حادثا عرضيا ، ولكنه تصدر الانباء و تناولته أقلام عدة ، و خصصت له فضائية البى بى سى حلقة كاملة بمشاركات مكثفة فى برنامج حوارات حفلت بتعليقات و تحليلات هامة ، هذا الاهتمام بالحدث ينم على المكانة السامية لهذه المؤسسة الرمز.

- يخيل لى ان البروفسير قاسم الذى عرف عنه تقديره لطالباته وابوته لهن ، حين سمع الهرج والمرج داخل فناء الجامعة ، خرج ليستطلع الامر ،و كان فى ظنه ان مجرد خروجه سيجعل الفتيات فى حالة هدوء ، من باب الاستماع الى مايريد قوله ، ولكنهن فى موجة الحماس الذى يعترى الشباب فى مثل هذه المواقف .. واصلن الهتافات مما اثار حفيظة المدير ليخرج من اطواره..
-تبريرا لما قام به و تحت ظلال الانفعال قال ان الدين الحنيف قد أوصى ( بضربهن ) ..امتثالا لما ورد فى للاية الكريمة 34 من سورة النساء ، ليثير بذلك سؤالين:- هل خروج الفتيات للاحتجاج على موجات الغلاء يعد ( نشوزا ؟)- و هل مثل هذه الاحالة لنص مقدس سيعد تصديقا مفتوحا ضد النساء.

-مجرد اشارة البروف الى صيغة - اضربوهن- دفع د. محمد محمود مدير مركز الدراسات النقدية للاديان.. بلندن_للادلاء بدلوه عبر تعليق مثير..ليفتح أمامى المجال لمسح عابر عما دأب د محمد من طرحه من اراء حول النصوص الدينية ، و للاجابة على سؤال مفاده . هل من أولويات اهتمام النخب المفكرة بث النقد السلبى حول حقائق الاديان .. ام من الاولويات ترك المقدس مقدسا بين البشر ؟ والبحث بين ما يجمع بين كافة المعتقدات فى حوارات تحفظ للانسان أدميته فى حياته الفصيرة هذه ..ليعيش قى هدوء و سكينة وطمأنينة ، متمتعا بشعائره التى يؤمن بها.. دون مس شعائر الاخرين

(2)
ماذا قال د. محمد محمود عن واقعة - اضربوهن:-

ماحرك كوامن د. محمد الاشارة الى الآية 34 فى سورة النساء فى القران الكريم ، و هو المعروف حسبما اشار فى كتابه المثير للجدل ( نبوة محمد - التاريخ والصناعة- مدخل لقراءة نقدية ) الصادرمن مركزه بأن القران ليس صادرا من الاله ..انما هو صنع بشرى .
- خلص للقول ان ضرب النساء غير مقبول اخلاقيا و يسنحق المقاضاة ، و يعتقد ان بوصلة البروف الاخلاقية قد انكسرت و تغلبت عليه روح الادارى على التربوى ، و أضاف ان الآية التى استشهد بها البروف حسبما ورد فى مصادر عديدة قد ادت لحركة احتجاج واسعة وسط نساء المدينة مما اضطر امحمد للقول لهن ( لن تضرب خياركم )... و يصر د. محمد على ايراد اسم الرسول محمد .. مجردا .. دون الاشارة اليه كرسول .. او حتى الاشارة بشىء من التبجيل له و هذه ملاحظة قد اثارت حفيظة كثير من المسلمين.

(3)
من هو د. محمد محمود مدير مركز الدراسات النقدية للاديان
- هو استاذ جامعى كان استا ذا للغة الانجليزية فى جامعة الخرطوم و غادرها عام 1989 واستقر بالمملكة المتحدة استاذا بالجامعات هناك..وأصبح مديرا - لمركز الدراسات النقدية للاديان-و يقال انه كان منتميا لجماعة الجمهوريين تحت راية الشيخ محمود محمد طه..و لكنه انسلخ منهم (هذه معلومة سماعية)
-كان يصدر ابان الانتفاضة فى ابريل 1985 نشرة تحت اسم - اليقظة -نطبع بالرونيو و توزع للجمهور، يدعو فيها المسلمين على ضرورة نقد المسلمات التى يؤمنون بها واخضاعها للنقد بما فى ذلك القران الكريم.و كان يكتب فى مجلة تسمى - المحتوى- لم يتسنى لى الاطلاع عليها.
-كتابه ( نبوة محمد-التاريخ- الصناعة -مدخل لقراءة نقدية) صدر عام 2003، و تعرضت اطروحانه لكثير من التعليق والنقد، ولاحظت ابان سفريات خارجية لى حرص الكثيريين لاقتناء هذا الكتاب ومعرفة محتوياته.
-اعتمد فى دراسته على مراجع تعود الى اكثر من 150 سنة من هجرة الرسول (ص) منها :- الواقدى صاحب المغازى(ت 247ه ) عبد الملك بن هشام:- سيرة بن هشام(ت 218ه ) و تاريخ الطبرى (310ه) :- تاريخ الرسل والملوك- الحوارزمى (ت 538ه ) ابو بكر الرازى ( 250ه )
كل فرضياته حسب منتقديه لم تخرج عما قاله مستشرقون قبله ، بمعنى انه اعاد اطروحانه فى قنان جديدة ، و قى ردوده اكثر من المطالبة بضرورة الغاء المادة 126 من القانون الجنائى السودانى لانها تكرس لديكتاتورية فظيعة بأسم الاله

(4)
- اذا صحت الرواية ان د. محمد محمود كان عضوا فى جماعة الجمهوريين تحت راية الشيخ محمود محمد طه...ربما كانت دعوة الشيخ الى رؤية جديدة و تفسير جديد للرسالة ...دافعا له لمزيد من التبحر مع اطروحات اخرى ابعدته من مرفأ الايمان ، وفى رأيى لم يكن الشيخ محمود من الداعيين الى رفض أيات القران أوالمتشككين فى مصداقية رسول الاسلام محمد (ًص) ، فهو منذ كتابه لا اله الا الله ومرورا برسالة الصلاة وكيف تصلون و معركته مع محكمة الردة حتى كتابه الشهير الرسالة الثانية من الاسلام ، أراد ترسيخ فكرته بأن الرسالة الاولى قامت على فروع القران من الآيات بينما(الرسالة الثانية) تقوم على الاصول، و رسول الرسالة الاولى هو المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم و هو رسول الرسالة الثانية. ايات الاصول هى المكية ، وأيات الفروع هى المدنية ، قائلا ان ايات الاصول ارجئت حتى تستعد البشرية لتطبيقها فهى قائمة على المسؤلية فكانت ايات اسماح " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر" وايات الفروع قائمة على الوصاية " و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين..و يرى ان ايات الاصول منسوخة بأيات الوصاية ...الخ
وخلاصة القول ان الشيخ محمود كان مؤمنا بكتاب الله وسنة رسوله ويطلق على الرسول محمد (ص)..المعصوم ، اتهم الشيخ محمود بالغنوصية .وادعاء الالوهية وسقوط الصلاة عنه ، و هوالذى انقطع فى صلاة دائمة ردحا من الزمن .. و مارس الصوم الصمدى .. و غاب عن الكثيرين ان الشيخ محمود من اسرة صوفية .. و للمتصوفة رؤاهم التى ربما تبدو للبعض خارجة عن المألوف.. و ربما كان اعدامه تحت تهمة الردة من الاسباب التى ابعدت د. محمد محمود من ساحة الايمان الرحيب...الى غياهب الرؤى المتناقضة مع الدين .. و تماهى مع اراء ناقدة كانت و مازالت تحفر للخروج بدراسات تزلزل قناعات الناس...وهم فى امس الحاجة الى الطمأنينه بايمان راسخ.
-وقد راجت مؤلفات لمستشرقيين وحتى لغيرهم ..اعتبرها العمود الفقرى لمركز الدراسات النقدية للاديان..استعرض بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر:- ابتداءا من لودفيكو مراشى (ت 1602) فى كتابه( سيرة الرسول-المصادر العربية ) و ترجمته للقران الى اللاتينية ، و سلسلة اخرى من المؤلفات شملت ( ارى جفرى )- ( ارنست رينان )- ( جوستاف لون)-( الاب لامنس )--( كاردى هو )-( جون بيرك -) - ( بالمر)-( فشنك )- ( جب )-( جون بريدك)..فى فترات مختلفة الى ماكتبه المؤرخ البريطانى مونتقمرى واط ( 1909-2006) فى كتابيه ( محمدفى مكة ) و ( محمد فى المدينة) والذى اعتبره البعض المرجع الاساس الذى اعتمد عليه د. محمد فى كتابه عن صناغة النبوة.
- و فى موجات الطعن لرسالة الاسلام أو ابداء النقد ظهرت مؤلفات عدة اورد منها على سبيل المثال مؤلفات :- شاهدورت جافان (فلينزع الحجاب)- كامل النجار ( قراءة نقدية للاسلام) أبو موسى الحريرى (قس و نبى - علم العجزات -نبى الرحمة- اعربى هو .)- عبد الرزاق الجبرات (نصوص الله انقاذ اليوتوبيا الاسلامية )- سامى لبيب (ماذا يؤمنون وكيف يعتقدون)
شاكر فضل الله النعمانى( محمد ملك العرب -والفرفشات تبيح المحظورات - بما لايخالف شرع الله -وهمية الاسلام - النقد الكتابى للقران- الفقه الاسلامى نموذج للطبيعة المطاطية للشريعة الاسلامية ..الخ )--مصطفى جحا( محنة العقل فى الاسلام، لديه 5 كتب اخرى )- عباس ابو النور ( محنتى مع القران )- رمسيس عوض (ملحدون محدثون و معاصرون )-- دور جولد( مملكة الكراهية )-- العفيف الاخضر ( من محمد الايمان لمحمد التاريخ ) - الفة يوسف ( ناقصات عقل و دين-نساء و ذاكرة -الاخبار عن المرأة فى القران والسنة - تعدد المعنى فى القران و كتاب بالفرنسية0 مقاربةنفسية روحانية للقران ...الخ ) -وفاء سلطان ( نبيك انت! لا تعش داخل جبته )--ميشيل اونفراى( لديه 5 مؤلفات منها نفى اللاهوت)-نصر حامد ابو زيد( نقد الخطاب الدينى- التكفير فى زمن التفكير-الاتجاه العلمى فى التفسير ...الخ )-ميشيال مسلان 0 علم الاديان مساهمة فى التأسيس)- محمد شحرور 0 (الكتاب والقران قراءة معاصرة - الدين والسلطة- فقه المرأة ...الخ )-- رشاد خليفة( الاعجاز العددى فى القران و الحديث فى الاسلام)--حسين السراج (جرائم ارتكبتها حين كنت حارسا لدين الله )-- سيد القمنى ( من مؤلفاته انتكاسة المسلمين الى الوثنية- أهل الدين والديمقراطية -الجماعات الاسلامبة ،رؤية من الداخل -حروب دولة الرسول ...) سامى الذيب له مؤلفات عدة منها القران الكريم ، الاخطاء والناسخ و المنسوخ والقراءات و المصادر )--جورج طرابيشى( من اسلام القران الى اسلام الحديث- المعجزة او سبات العقل فى الاسلام...)-- فرج فودة ( قبل السقوط -الحقيقة الغائبة -الملعوب- الطائفية الى اين -حوار حول العلمانية )--محمد كامل الخطيب( حرية الاعتقاد الدين- مساجلات الايمان والالحاد منذ عصر النهضة) محمد امين زكى ( رزقى تحت ظل رمحى-دراسة تحليلية فى شخصية محمد) --حماد نصر ( غربلة المقدسات )...هكذا ارتال من المؤلفات .و هى بلا شك ترفد مركز د. محمد محمود..بمعلومات.ليتحول النقد.. الى نقد يهدم و لا يبنى، يثير الطغائن . و يمضى فى طريقه..مزهوا..فما اسهل الهدم و ما اصعب سلوك طريق البناء.. و تقديم ما يعين الانسان فى حياته هذه المليئة بالصعاب ... و نعيينه ان يتقبل مصيره المحتوم ان اجلا او عاجلا..فى غباهب رمس مظلم ...

(5)
مفكرون مستشرقون و غيرهم منصفون للاسلام:_
النقد من أهم مستلزمات و مقتضيات التطور،وو ظيفة الناقد ضرورة لازمة لتقويم و ترشيد مسار الافكار والمعتقدات ، و لكن أهم مهام النقد، تفحص الشىء و تمحيصه ، و محاولة التعرف على سلبيات وايجابيات ما يتناول من مادة، فاذا اتجه النقد الى جانب سلبى احادى دون النظر لمجمل ما يتناول من مادة يكون نقدا سلبيا لا يقدم فائدة ، و لا ينتظر خيرا منه، بل يسبب كثيرا من الاضرلر النفسية والمعنوية ، و من هنا يأتى اعتراضى على الهجوم الضارى على مقدسات الناس يمختلف اتجاهاتهم ، لان العقل يدعونا الى ان نترك للناس قدسية اديانهم و معتقداتهم.. و يكون الهم الاكبر تنقية هذه المعتقدات من الشوائب والسعى الدؤؤب للبحث عن القواسم المشتركة التى تجعل الناس بمختلف مشاربهم بعبشون فى سلام ووئام.
فاذا كانت دراسات د. محمد قد قامت فى استدلالاتها و فرضياتها على ما اختاره من مراجع و ما سكن فى قناعاته من أقوال..رأيت ابداء أراء طائفة من مستشرقين و غيرهم..أنصفوا الاسلام و الرسول محمد (ص) ...منهم المستشرق شيبس الذى قال ( يعتقد بعض العلماء ان القران كلام محمد ، و هذا هو الخطأ المحض، والقران هو كلام الله تعالى الموحى على لسان رسوله محمد وليس فى استطاعة محمد ذلك الامى فى تلك العصور الغابرة أن يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء، و يهدى به الناس من الظلمات الى النور، و جدت فى القران المعانى العالية والنظام المحكم و تلك البلاغة لم ار مثلها قط، فجملة واحدة تغنى عن مؤلفات)- و يقول الاب روبير كاسمار( ان الغرب لم يفهم الاسلام على حقيقته ابدا، بل لم يحاول ذلك مطلقا، حتى المسيحيين القلائل الذين كانوا على مقربة من الاسلام امثال - يوحنا الدمشقى-ثيودور ابى قرة- بولس الصيدونى لم يتمكنوا من ادراك جوهر الاسلام و عظمته، لعل ذلك يرجع الى ان الغرب المسيحى عمل قرونا طويلة بتشويه صورة الاسلام دون ان يكلف نفسه عناء دراسة هذه العقيدة، فأول ترجمة للقران لم تظهر الا فى القرن 12، اى بعد حوالى 5 قرون من ظهور الاسلام ، و تمت بناء على مبادرة من بطرس المبجل ، كما ان غالب الترجمات لم تكن لها هدف سوى توجيه مزيد من الادانات للقران، تلك الادانات التى امتدت سلسلتها على مدى قرون).
-و تقول -لورا فيشيا فاغليرى-فى كتابها : دفاع عن الاسلام ( كيف يكون هذا الكتاب المعجز من عمل محمد، و هو العربى الامى، وعلى الرغم ان محمدا دعا خصوم الاسلام الى ان يأتوا بكتاب مثله او على الاقل بسورة ، وعلى الرغم من ان اصحاب البلاغة والبيان الساحر كانوا غير قلائل فى بلاد العرب، فان احدا لم يتمكن من ان يأتى باى أثر يضاهى القران، و لقد قاتلوا النبى بالاسلحة، لكنهم عجزوا عن مضاهاة السمو القرانى )
- و تقول الصحفية الامريكية - دبيرا بوقر- التى اعتنقت الاسلام عام 1980 ( كيف يستطيع محمد الرجل الامى الذى نشأ فى بيئة جاهلية ان يعرف معجزات الكون التى وصفها القران، والتى ما يزال العالم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها، لا بد ان يكون الكلام هو كلام الله عز و جل، وسارت على نفس المنوال الانجليزية -افيلين كوبولد- التى اسلمت بدورها .
- و من اقوال البروفسير اليابانى يوشيورى مدير مرصد طوكيو( لا أجد صعوبة فى قبول ان القران كلام الله ، فان اوصاف الجنين فى القران لا يمكن بناؤها على المعرفة العلمية للقرن السابع..الاستنتاج الوحيد المعقول هو ان هذه الاوصاف قد اوحيت للرسول )
-و جواهر لال نهرو رئبس الهند و احد اعظم القادة السياسيين فى عالم القرن العشرين قال (فاقت اخلاق نبى الاسلام كل الحدود، و نحن نعتبره قدوة لكل مصلح يقود العالم الى سلام حقيقى)
- المستشرق الهولندى اسنوك هور جرونج قال:- ( الحقيقة انه لا توجد أمة فى العالم اظهرت مثلما فعل الاسلام لتحقيق فكرة وحدة العالم )
- بينما اعتبر - جوته- الرسول (ص) بأنه نبى وليس بشاعر ، و على ذلك يعتبر القران قانونا مقدسا و ليس كتابا بشريا ترفيهيا.
- و الزعيم الهندى المناضل مهاتما غاندى صرح لصحيفة ينج اندياز(أردت ان اعرف صفات الرجل الذى يملك بدون منازع قلوب ملايين البشر ، لقد اصبحت مقتنعا كل الاقتناع ان السيف لم يكن الوسيلة النى من خلالها اكتسب الاسلام مكانته. بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول وعلى دقته و صدقه فى الوعود و نفانيه واخلاصه لاصدقائه واتباعه و شجاعته مع ثقته المطلقة فىربه وفى رسالته،هذه الصفات عى التى مهدت الطريق و تخطت المصاعب، ...)
-وقال الكاتب الروسى الشهير - ليوتولستوى-( يكفى محمد فخرا انه خلص امة ذليلة من العادات الذميمة ، و فتح لهم طريق الرقى والتقدم و شريعة محمد تنسجم مع العقل والحكمة....)
-و من اشهر المفكرين الذين اعتنقوا الاسلام - روجيه غارودى- الماركسى و مؤلف كتاب - ماركسية القرن العشرين-، ليؤلف كتاب - و عود الاسلام-انتقد فيه الانسان الغربى المادى، ليضيع العالم فيما وصفه بفردانية الغاب و شمولية النمل و كان له نفسير جسور لاهداف الاسلام متمثلا بمقولة :- ان الاخلاص للاراث والسلف والاجداد لا يكون بنقل الرماد من موقدهم ، بل بنقل الشعلة، فالنهر حين يتجه الى البحر انما يفعل هذا و فاء لمنبعه...الى ان يقول..اننا لا نسعى مطلقا الى اعتبار جميع منجزات المجتمع الاسلامى التاريخية مثالية ، بل نعتقد الرغبة فى استنباط نشريعات صالحة لجميع الازمنة...الخ و كان قد دعا الى وحدة الاديان السماوية الثلاثة تحت راية - الابراهيمية- من خلال حوار عميق بين مفكرين عقلاء .
خلاصة القول ان هناك ادبيات عديدة ايجابية فى النظرة الى الاسلام ونبيه، من هنا كان سيكون مقبولا لو بنى د. محمد محمود دراساته الى نقد الجوانب السلبية التى اعترت كافة المعتقدات التوحيدية منها والوضعية والتى تعد عوائق امام حياة الانسان ليعيش فى وئام مع بيئته...اما اذا انصب النقد فى محاولات الغاء ما يؤمن به الانسان ..فان هذا النقد لن يحقق اية نتيجة ايجابية سواء على الصعيد الفردى أو الجمعى..،و يثير الاحن و نيران الغضب ليكون عنصرا اضافيا..لتوسيع ادوار شياطين الفتن لندور فى دوامات المواجهات التى يروح
ضحيتها الآلآف بل الملايين من البشر..ففى رأيى من اهم ادوار الاديان التأطير الاخلاقى للانسان..حتى لا يكون عدوانيا للآخر المختلف معه
.... و لا ادرى اى الصفات يمكن ان نطلقها على د. محمد محمود. مدير مركز الدراسات النقدية للاديلن. هل هو :- كافر-ملحد- زنديق - من اللاادريين ام لا دينى
والدكتور المشهود له بالصبر على البحث و سبر اغوار الافكار والمعتقدات التى عرفها الانسان منذ بدء الخليقة .. يستحق الاحترام ولو سمح لى اختيار وصف له فهو - لا دينى - لان لفظ الملحد لا يناسبه ...الملحد هو الناكر لوجود الله....واخال ان د. محمد محمود لم ينكر وجود الله عز وجل .. واللادينى قريب ان يكون دينيا.. ولاسيما اذا كان من شاكلة شاعرنا الراحل التجانى يوسف البشير...الذى شك وألمه شكه واقترب اكثر لقناعة المتصوفة...و قد قرأت قصة عن د. طه حسين..فهو كان كثير النقد على جمود شيوخ الدين فى الازهر .. بل و ذهب الى التشكيك فى ما اورده القران غن سيدنا ابراهيم وولديه اسحق واسماعيل ..و اصدر كتابه عن الشعر الجاهلى و حورب من الازهر ؤ رجال الدين ،.... تقول القصة ان الدكتور ذهب الى الحج خلال ايامه الاخيرة ، وشوهد والدموع تنهمر من تحت نظارته السوداء و هو يطوف حول الكعبة.


salahmsai@hotmail.com

 

آراء