نعم "نحن شعب السودان" نحقق موعدنا مع التاريخ ونصنع التاريخ. نحن الان مع هذه اللحظة الثورية القابضة بزمام الحداثة. فقد ظل ذلك الشعب الأعزل على الوعد مع نفسه بانه هو الاقوى والأقدر على استعادة حريته. نعم لقد عانى الشعب السوداني على مدى ثلاثة عقود من الزمن ولكنه لم يستسلم ولم يعطي تفويضا للاسلامويين. وعلى مدى تلك السنين ابتدع الشعب السوداني من وسائل للمقاومة والصمود ما ابتدع. الان كل شئ صلب يذوب في الهواء. الان نري قوة اللاعنف ظافرة في وجه العنف. تهزمة وتجرده من أداته الوحيدة والفتاكة. وبذلك يصبح العنف هوية قاتلة لذاته. لقد ظل نظام الإسلامويين يمارس كل انواع العنف البدني والجماعي واللفظي بعد ان حول دولته الى اداة قائمة بالعنف ضد السودانيين على مختلف مواقعهم وأعمارهم وتوجهاتهم. وبذلك أقام للشر دولة. لم يكتف النظام بتوزيع العنف على السودانيين بلا تساو بل حاول ان يزرع الرعب على القلوب بالتساوي. لا احد بناج من عنف النظام. الآن جاءت اللحظة التاريخية لتكشف كيف يمكن لقوة اللاعنف ان تفسد كل أساليب دولة العنف وتجرد الاستبداد من سلاحه الوحيد وهو العنف. لتجعل من النظام وأهل النظام وسيد النظام يقفون عراة الا من هلعهم الذي ظل ملازما لهم منذ اليوم الاول لانقلابهم المشؤوم. الان وغدا يمكن ان نقول لانفسنا جميعا كسودانيين وللعالم اجمع: ان الثورة ليست بالضرورة التغيير عن طريق العنف. كما ان نظام الحكم لا يمكن ان يكون قائما اويظل مستمرا عن طريق العنف. الثورة تأتي دائما عن طريق تقديم مشروع الحداثة. مشروع نحن شعب السودان. وذلك في اتساق وتناغم كامل وجهه الخاص في طريق التحرر باسقاط النظام القائم اولا ومن ثم يمتد للتحرر وتغيير النظام القديم بأكمله متمثلا في في دولته القائمة على العنف وفي اصلها القائم على الأفكار والممارسة الشمولية. لقد فتح مشروع "نحن شعب السودان" الباب واسعا من اجل ابتكار أساليب متجددة من اجل الوصول بمشروع التحرر الى غاياته الاسمى القائمة على ابتداع نظام جديد يقوم على واجبات ومقتضيات حقوق وواجبات المواطنة وحرية وكرامة الانسان ومسعاه نحو السعادة والرفاهية. وبذلك فان مشروع الحداثة مشروع مفتوح ومتجدد يدخله المواطنون كافة كل حسب طاقته و لكل حسب حاجته. اذ هو ليس بالأمر الجامد او هو بالأمر المكتمل من البداية. هو طريق مفتوح. و يظل مفتوحا ويتكامل بجهد المجتهدين الجماعى ويرحب بالاجتهاد باعتبار ان كل مجتهد مصيب. والحداثة ايضا ان يتأمل الانسان الحياة دون شروط مسبقة او جبر او قهر وان يعيش نتاج تأمله ذلك دون قهر. وذلك ما يعني في الأساس حرية التفكير والاختيار وديمقراطية الاختيار والفعل والمشاركة. علينا ان نقرأ ما حدث وما يحدث الان جيداً : اولا لقد تقدمت المدن السودانية اكثر تجاوبا مع علاقتها المتقدمة مع القضية الوطنية. وذلك احد تجليات اكتوبر ١٩٦٤ عندما قدمت كسلا نفسها كفصيل مساعد للثورة لى الخرطوم. وعلى الرقم من آن ذلك بل وصع علامة بارزة في تاريخ حركة التحرر، الا ان ما يحدث لى المدن السودانية قاطبة هو احد تجليات القضية الوطنية لي أسمى معانيها. فقد قدمت المدن نفسها بداية بعطبرا وبورسودان والنهود ونيالا والرهد والابيض والدامر. وبالطبع لا يعني ذلك حصرا وانما تدليلا من واقع المثال. على ثارت المدن السودانية وهي تقدم وعيا جديدا ليس ضد الاستبداد فقط وانما وبشكل اساسي ضد سياسة النظام القبلية والاثنية والجهوية التي بنى عليها النظام وجوده. لقد التقى الان السودانيون في مدنهم وفي الملاجئ والمهاجر والسجون رجالا ونساءا شيبا وشبابا كسودانيين أولا وأخيرا. ومن هنا تاخذ قضية التحرير معناها فى اطار "نحن شعب السودان."
ثانيا: لقد تقدم شباب السودان الصفوف على مدى البلاد في طولها وعرضها ومن ذلك يتضح لنا ان مشروع شباب السودان علي موعد مع الحداثة. وذلك يعني في الأساس حرية التفكير والاختيار وديمقراطية والفعل والمشاركة. وعن طريق ذلك أعطت وسيلة الاتصال الحديث او الفيس بوك ما شملنا على طول وعرض المعمورة شيئا متساميا من تلك اللحظة الثورية بفيوضاتها المدنية وفتوحاتها النورانية بما فيه البشارة بان في ايدينا ما يمكن ان نجعل من التجربة السودانية تجربة تتسامى على ما سواها و ذلك عن طريق ما سوف تأتي به عبقرية شعب السودان متمثلة في شبابه في افساد منهج ودولة العنف عن طريق منهج الإرادة الجماعية وتعالي وسمو سلطة المواطن على سطوة الاستبداد والمستبد. وبذلك نؤكد ايضا بأننا نخرج على الحاكم لان ذلك فرض عين لا كما يقول الان علماء السوء. تلك بداية فتح التاريخ. ومن هنا يلج هذا الجيل الجديد السودان الجديد بمثل ان لم يكن بأكثر مما دخل به الإباء والاجداد من بوابة اكتوبر الثورة.
ثالثا: الآن على الثوار الارتقاء بما انجزوا في إطار نحن شعب السودان وتقديم شباب السودان لإستلام دورهم التاريخي بداية بتحرير المدن الان من قبضة النظام وتحويلها الى وحدات قائمة بإدارة نفسها وفي اطار الإسهام الفعال في القضية السودانية بعيداً عن نهج النظام القائم على ما ابتدعه وسعى عنصري مكن له بالقهر باسم قبليات بعينها وإثنيات وجهويات. نحن الان نصنع التاريخ ولنا ان نتأمل مليا ما يقوم عليه جهد ديسمبر ٢٠١٨. الآن تقف القوى السودان الحية الهادفة نحو التغيير في أجيالها المختلفة وأحزابها وتنظيماتها في الشارع وفي المعتقلات من اجل وضع طريقة طريق من اجل والانعتاق بالخروج والتحرر قفص السودان القديم الحديدي: سودان دولة ونجت/عمر البشير نحو سودان جديد اساسه "نحن شعب السودان" نريد اسقاط النظام ومن ثم تغيير النظام وفق عقد اجتماعي يشملنا جميعا اساسه صناعة تاريخ جديد يقوم على صناعة سودان جديد: "نحن شعب السودان. الأن يمكن أن تتحد إرادتنا القوية من اجل البدايات الاكبر التي تتمثل في دخول جيل جديد لقيادة سودان جديد ومن اجل صناعة السودان الوطن الممكن. سودان عزيز يعطينا كلنا نحن شعب السودان ما يوحد طاقتنا من اجل الحرية والكرامة والبناء والعزة.
الآن نقول بالصوت العالي: http://sudanvoices.com/?p=37130