نحو وضع حد لمعاناة انسان الشرق
د. أبو محمد ابوآمنة
18 August, 2011
18 August, 2011
يجب علي الحادبين من ابناء الشرق تقييم الموقف السياسي تقييما واقعيا ومن ثم السعي لتنشيط تنظيمهم التاريخي ليواكب ما يجري من احداث, واضعين في الاعتبار التفكك الذي حل بالسودان, والذي كما تشير بذلك الكثير من الدلائل قد يشمل جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ودارفور وشرق السودان.
كما تعلمون فان البجا يشكلون اثنية خاصة لها تاريخها وثقافتها وعاداتها ولغاتها الخاصة ولها منطقتها الجغرافية المترابطة, التي تمتد من بئر شلاتين في اقصي الشمال الي خور الخياري جنوبا, ومن ساحل البحر الاحمر شرقا حتي حدود الاقليم الشمالي غربا.
بالرغم ان البجا لعبوا عبر التاريخ دورا فعالا في الدفاع عن الغزاة الاجانب وشاركوا في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني وقدموا عشرات من الضحايا في معركة الجمعية التشريعية وتصدوا لكل النظم الديكتاتورية, الا انهم لا يجدون غير التهميش والاذلال من قبل كل الحكومات سواء كانت عسكرية او مدنية. انهم يدوسون علي وجداننا وعلي ثقافتنا وثراثنا.
ان الحكومات التي تعاقبت علي الحكم منذ الاستقلال وحتي الان سارت في نفس الطريق المتمثل في فرض هيمنة اواسط البلاد علي السلطة، وطبقتها الراســمالية علي الاقتصاد، وبتركيزالتنمية علي اواسط البلاد، وفرض ثقافتها ومعتقداتها الدينية ولو بقوة السلاح علي الاقاليم الاخري وتهميشها. لقد طالب البجا منذ الخمسـينات من القرن الماضي بالحكم الاقليمي وبالمشـاركة في السلطة وبتنمية منطقتهم فاتهموا بالعنصرية والجهوية وعرض وحدة البلاد للخطر.
كلما رفعوا صوتهم بأبسط المطالب انهـالت عليهم مطرقة الاتهام بالعنصرية.
فمرحبا بالعنصرية لو كانت تعني التحرر من العبودية والاذلال والانعتاق نحو حياة حرة شريفة.
فالبجا يعيشون اليوم كما عاشوا قبل قرون وقرون مضت, في فقر ومرض وجهل وانسان الشرق يجاهد في سبيل جرعة الماء ولقمة العيش . فقد اتسع نطاق الفقر، وانتشر الجفاف والتصحر، وتتوالي المجاعات وتعم امراض سوء التغذية وضعف الدم و السل، ونسبة هذه الامراض هي الاعلي في العالم كما تشهد بذلك دراسات هيئة الصحة العالمية ووزارة الصحة..
ان السيطرة والهيمنة والتهميش التي فرضتها حكومات اواسط البلاد هي التي ادت الي الحروب والاقتتال وتفكيك الدولة.
باستغلال الجنوب سيواجه سودان الانقاذ عهدا مظلما.
البجا سيتعرضون لأسوء استغلال,هم مقبلون علي عهد أكثر سوادا. فستزداد معدلات الفقر والجوع بشكل لم يسبق له مثيل في البلاد.
لن تخدعهم مؤتمرات للتنمية كالتي عقدت في الكويت او في غيرها من المواقع, لقد شبعوا وعودا فوق وعود. علي البجا ان يتحركوا اليوم دفاعا عن انفسهم وقبل فوات الاوان..
لابد من التحرك لوضع حد للاوضاع المأساوية التي يعيش تحتها انسان الشرق.
لذلك تنادي القيادات البجاوية في الخارج بضرورة توحيد الصف البجاوي في الداخل والخارج حول الاهداف التاريخية للتنظيم, وبانتخابات للمكاتب في كل المحليات والاقاليم.
لابد من عقد لقاءات بين القيادات في مختلف المحليات ثم علي مستوي اعلي للتفاكر حول قضايا المنطقة التاريخية ورسم الخطط لتحقيقها ثم التفاكر لخلق قيادة فعالة موحدة من عناصر صلبة ومخلصة للقضية.
خلق قيادة واعية وثورية لمؤتمر البجا صار ضرورة لا يمكن تجاهلها.
دون خلق التنظيم الموحد تحت قيادة واعية وثورية سيصبح تحقيق امالنا في شرق مزدهر مجرد احلام..ـ
غياب القيادة الصلبة, المناضلة, المتفانية, سيمهد الطريق للانتهازية لتتسلل محاولة القضاء علي التنظيم وعلي تطلعاتنا التاريخية.
abuamnas@aol.com