نور الشريف: أفول بعد إلتماع

 


 

 

لازالت (مسبحة) النجوم متمسكة بذلك الإنفراط ...وبانتظام !. ...وها هى (كهرمانة) أخرى تنفلت إلى ( أعلى)  !!.

اليوم أفلتت المسبحة من حباتها النضرة الفنان العربى القدير / نور الشريف ، ،فعاد الهواء إلى الهواء...وآب التراب إلى التراب. وأبقت لنا منه زكرى عطرة ، وأعمال ولقاءات رسخت فى القلوب ، وحفظتها الوسائل التقنية.

قدراته ، قدرات نور الشريف الكبيرة تمثلت فى عينيه ....والعيون هى مفتاح الشخصية والجسد.

بتلك العينين المعبرتين ، والقدرة على توظيفها ، بجانب الحيوية التى لم تفارقه ، وتمكنه من اللغة العربية ، وسيطرته الكاملة على جسده ولغة ذلك الجسد ، استطاع نور أن يتوج نفسه نجما سينمائيا وتلفزيونيا بدرجة ملك ،وبتناسق تام .

نور كان من النجوم القلائل الذين فطنوا باكرا لأهمية الدراما بجانب السينما ...ولذا نال الحسنيين ،وكان ملكا عليهما..وتقبله جمهور الوسيلتين . وحاول الآخرون مجاراته لاحقا ، لكنه لم يتنازل لهم عن العرش ، وبمعنى أدق ، رفض التاج مفارقة رأسه وجبينه .

الشئ الثانى.... تجلت قدرات نور فى احترامه لمراحله العمرية ،وقدم فى كل مرحلة أعمالا تتوافق وتتسق تماما مع سنه، رغم ملامح وجهه الشبابية والوسامة التى يزيد مقدارها كلما تغيير مظهره (بنظارة طبية أو من غيرها، بشعر شايب أو مصبوغ ،بشعر مسدل أو مقصوص ،بجسد مايل للبدانة أو آخر فيه شئ من رشاقة، بلحية وشارب أومن دونهما).

خصائصه ، نجح نور ، وبإمتياز دون أى منافسة فى أن يلغى شكله وملامح وجهه من أذهان الجمهور وأبقى على شخصيته السينمائية والدرامية المتنوعة بكل أبعادها .

مكانته ، سينمائيا، لم تتزحزح من قائمة الخمسة الكبار فى عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ( نور، وعادل إمام  ،ومحمود يس ،ومحمود عبدالعزيز، وأحمد زكى )...وتفوق سينمائيا على الرباعى فى فترة الثمانينيات ، بجانب تفوقه الدرامى عليهم أيضا حتى لحظة رحيله. ميدان آخر تفوق فيه نور على الرباعى ، وهو المسلسلات التاريخية ، صحيح أن محمود يس شاركه فى أدائها ، لكن نور ولحسن إختياره لأدواره ، بجانب علو كعب الموهبة ، جعل من (يس) يرتضى بالترتيب الثانى ..طواعية واختيارا.

من الناحية السياسية.... ، لم يتزحزح نور عن إلتزامه الإشتركى العروبى العلمانى حتى وفاته ...ما ساعده على ذلك الوعى والثقافة اللذان لازماه منذ شبابه الباكر ، بجانب سعة الأفق و المواكبة وكثرة الإطلاع.

التنوع.... ، ذكاؤه ألهمه لأداء أدوار متنوعة وغير متشابهة، بجانب أن معظمها يتصف بالتعقيد فى التركيبة الفنية  ...وقد اقترن شكل رجل الشارع- الشهم والبسيط والمهزوم أحيانا بسبب الكبار وسياسة الدولة- اقترن هذا الشكل بالشخصيات التى أداها نور .

سيظل (نور ) قنديلا مضاء فى السينما والدراما العربية ، ولن ينطفئ أبدا مهما اهتاجت الرياح  ، ومهما حلقت (طيور الظلام ) كى تفرض هيمنتها على أجوائها.

أفل نجم (نور الشريف)من دنيانا بعد طول إلتماع ، وغاب صاحب الإبتسامة النضرة والمشرقة.. ولكن ، تبقت فى مخيلتنا تلك الإبتسامة ...تشق دنيانا كما  يشق البرق ذياك السماء.

له الرحمة ، ولنا من زكراه وعمله كل جميل وبديع.

                              محمود ،،،،،،،

mahmoudelsheikh@yahoo.com

 

آراء