نيالا، أميرة المدائن.. بقلم محمد الربيع

 


 

محمد الربيع
18 December, 2023

 

————
بهدي سلامي لدارفور وللغرابة - بهدي سلامي للنازحين لسة غلابة
بهدي سلامي للبستقبلوك طرابة - ناس الخلوة والنقّارة والتقّابة
،،،، رغد يوسف تبن ،،،،

✍️مدينة نيالا "البحير" حاضرة ولاية جنوب دارفور، تعتبر بحق أجمل مدن السودان حيث حباها الواحد الوهّاب بكل ما في الجمال من صفاتٍ ونعوت وكل ما في الطبيعة من تنوع وسحر نادراً ما تجتمع في مكانٍ واحدٍ ألا لذي حظٍ عظيم ،،
فهي تتوسط إقليم دارفور الكبير تقع جنوب العاصمة التاريخية فاشر السلطان بمسافة 200 كيلومتر وشرق جبل مرة ب 100 كيلومتر ، ويحدها من الشرق جبل نيالا المعروف بالجبيل لذلك تسمي (نيالا البحير غرب الجبيل) ويمر بمنتصفها وادي برلي الجبّار المنحدر من مرتفعات جبل مرة كغيره من الوديان العملاقة كلٍ يجري لمستقرٍ لها "ذلك تقدير العزيز العليم" ويقسم المدينة إلي نصفين شمال الوادي حيث توجد غالبية المؤسسات القومية مثل أمانة الحكومة والوزارات والقيادة العامة للجيش ورئاسة الشرطة والجهاز القضائي وبلديتي نيالا ونيالا شمال والمستشفي المركزي وجامعة نيالا والسكك الحديدية ومطار نيالا الدولي الذي يقع شرق الجبيل ،، فضلاً عن السوق المركزي ،،، وكذلك الإستاد وناديي الهلال والمريخ وبعض الأسواق الفرعية مثل الملجة (مركز توزيع الخضر والفاكهة) وسوق المواشي أقصي الشمال
وأعرق أحيائه (حي الوادي، الجمهورية، المزاد، السد العالي، الكنغو، الخرطوم بالليل، طيبة التضامن وآخريات ،،، والنصف الجنوبي وتوجد بها الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وبعض كليات الجامعة والمدرسة الفنية العريقة وكذلك السجن المركزي (كوبر) وسوق جبرونا وأعرق احياءه كرري وتكساس وغرب الإذاعة والجير والوحدة وآخريات ،،،،،
وادي برلي الجبّار الذي يتدفق بمصاحبة هديره المدوّي يعبر المدينة كمرسال الشوق يطوف بالحبّان في كل مكان،،، تحيط بضفتيها الحدائق الغنّاء وأشجار المانجو والبرتغال والليمون وجنائن الجروف الممتدة التي تنتهي غرباً في دوماية وشرقاً في موسيه وبليل مشكلاً لوحة فنية غاية في السحر والجمال الخلّاب لو رإها إبن خفاجة الأندلسي لقال فيها:
يا اهل "نيالا" لله دركم - ماءْ وظلٌ ووديانٌ وأشجارُ
ما جنة الخلد إلّا في دياركمُ - ولو تخيّرتُ هذا كنتُ اختارُ

🔥تعتبر مدينة نيالا ثاني مدينة في السودان من حيث الكثافة السكانية بعد العاصمة المثلثة وتعتبر "سودان مصغّر" لانها تحضن كل قبائل السودان وهي اهم مركز إقتصادي في السودان بعد العاصمة وتعتبر الجسر الحيوي لربط السودان بغرب أفريقيا ومنها تنطلق الشاحنات المحملة بالبضائع إلي دول تشاد، أفريقيا الوسطي ونيجيريا وكل غرب القارة السمراء وتستقبل من هناك كل البضائع التي تغذي السوق السوداني خاصة العطور ومستحضرات التجميل وكذلك البن وبعض الألماس ، لذلك إذا عطست نيالا سيصاب السودان بالزكام،،،
عاشت مدينة نيالا ومواطنيها شهوراً عصيبة بسبب الحرب العبثية حيث نزح غالبية المواطنين إلي القري والبوادي وفقد المئات من الابرياء أرواحهم وتلاشت البني التحتية ومعالم المدينة الساحرة الجميلة ،،،،
كيف الأرامل فيك بعد رجالها - وبأيّ حالٍ أصبح الأيتامُ
عشرات البيوت أقفرت وإنتابها - بعد البشاشة وحشة وظلام
وعلي وجوه الثاكلين كآبةٌ - وعلي وجوه الثاكلات رغامُ

☀️قبل أسابيع تم دحر الفلول ودانت المدينة لسيطرة قوات الدعم السريع وتنفس المواطنون الصعداء وبدأت الحياة تدب في جسد المدينة الواهن رويداً رويداً لكن هذا لم يعجب "العوازل" الذين أشعلوا الحرب والساديين الذي لا يعجبهم رؤية الحق والخير والجمال في وجوه البسطاء فأغاروا علي المدينة مرة اخري بالطيران الغاشم في هجوم بربري وحشي يحمل كل معاني الحقد والكراهية الذي لا يخرج إلا من أنفسٍ مشوّهة وقلوبٍ صدئة لم تغتسل بماء الطهر وارادوا حتي مصادرة البسمة من شفاه الأطفال …
والذي نفسه بغير جمالٍ - لا يري في الوجود شيئاً جميلاً
لكن نيالا أميرة المدائن الشامخة ونوارة البلدان سوف تنهض من تحت الركام كما نهضت هيروشيما وناجازاكي وتعود أجمل مما كانت بفضل أرادة أبناءها وسواعدهم المفتولة وتعود كل دارفور أرض الفراسة والشجاعة والكرم ويتجمع عقدنا المنثور ويتبيّن حقنا المهدور ،،، ويتوحد شعبنا المقهور وتعود دارفور مارد عنيد وجسور أحفاد التعايشي والسحيني وعلي دينار ودبكة وتاج الدين ومادبو والغالي و …….
وقبل الختام
شمال دارفور حبابا فاشر السلطان ….
جنوب دارفور نيالا منارة السودان……
وسط دارفور زالنجي المليانة حنان…..
،،،،،. ،،،،،،. ،،،،،،،،
غرب دارفور الجنينة دار أندوكا …..
شرق دارفور عديلة العامرة بالدلوكا …..
بلادٌ فيها بعد المولي تلقي أخوكا ……
ديل أهلي …….

 

m_elrabea@yahoo.com

 

آراء