نَزْرَغَانِمْ مَعَارِجَ اَلْإِنْسَانِ وَالْفَنَّانِ .. بِقَلَمٍ: طَارِقْ اَلْمَادِحِ

 


 

طارق المادح
15 December, 2023

 

. . . قَلَائِل مِنْ يَسْتَقْطِرُ اَلْعَطَاءُ وَالْإِبْدَاعُ دَوَاخِلَهُمْ . . . فَكُلُّ حَيَاتِهِمْ اِسْتِثْنَاءً . . . بُرُوفِسِيرٌ / نِزَارْ غَانِمْ اَلْيَمَنِيِّ اَلْأَصْلِ . . . سُودَانِيُّ اَلْهَوَى . . . جَسَدُ اَلْعَلَاقَةِ بَيْنَ اَلْيَمَنِ وَالسُّودَانِ فِي مَشَاجِنَة بَيْنَ اَلْمَعْرِفَةِ وَالْوِجْدَانِ وَعَلَيْهَا يُرَاهِنُ . كَانَ كِتَابَةَ اَلْمَرْجِعِ ( جِسْرُ اَلْوِجْدَانِ بَيْنَ اَلْيَمَنِ وَالسُّودَانِ ) اَلَّذِي اَفَتَرْعْ مِنْهُ حَرَاكٍا ثَقَافِيٍّا . . . بِاسْمٍ ( اَلطَّرِيقَةُ اَلسُّومَانِيَّة ) . . . اِخْتِصَارًا لِوَشِيجَةِ اَلصِّلَةِ بَيْنَ السُودَانِ وَالْيَمَنَ فَكَانَتْ ( سُومَانِيَّة ) . ثُمَّ تَلَاهُ عَدَدٌ مِنْ اَلْكُتُبِ وَالْإِصْدَارَاتِ ( جُذُورُ اَلْأُغْنِيَةِ اَلْيَمَنِيَّةِ فِي أَعْمَاقِ اَلْخَلِيجِ ) . ، ( مَصَادِر دِرَاسَةِ اَلطِّبِّ اَلْبَدِيلِ فِي اَلْيَمَنِ ) ، ( أَصَالَةُ اَلْأُغْنِيَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ ) ، ( اَلرَّقَصَاتُ اَلْاَفَرُويمَنِيَّة ) ، ( وَأُغْنِيَاتُ عَبْدُهْ غَانِمْ ) وَدِيوَانٍ شَعَرَ ( تَدَاعِيَاتُ اَلْغُرْبَةِ ) و ( حَمِيمِيَّاتُ صَدًى صَيَّرَهُ ) وَغَيْرَهَا مِنْ اَلدِّرَاسَاتِ وَالْأَوْرَاقِ اَلْعِلْمِيَّةِ فِي اَلطِّبِّ وَالْأَدَبِ وَالْمُوسِيقَى . فَضْلاً عَنْ بَادِرَتِهِ فِي صَنْعَاءَ عَامَ 1992 م مَشْرُوعٍ ( عِيَادَةٌ اَلْمُبْدِعِينَ ) مُرَاعَاةً لِخُصُوصِيَّةِ اَلْمُبْدِعِينَ وَخَلْقِ بِيئَةِ عِلَاجٍ تُنَاسِبُهُمْ . . . إِبَّانَ عَمَلِهِ مُلْحَقا ثَقَافِيٍّا لِلسِّفَارَةِ اَلْيَمَنِيَّةِ بِالْخُرْطُومِ 2002 إِلَى 2006 م . . . كَانَ نِزَارْ ظَاهِرَةً ثَقَافِيَّةً وَاجْتِمَاعِيَّةً شَغَلَتْ مُجْتَمَعَ اَلْخُرْطُومِ وَأَشْعَلَتْ أُمْسِيَّاتِهَا بِالْفَنِّ وَالْإِبْدَاعِ . . . فَتْحُ قَلْبِهِ عَلَى صَالُونِهِ وَأَبْوَابُ دَارَةِ اِزْرَعْ مَرَحَابَة تِحْتَصَنْ كُلَّ اَلْمُبْدِعِينَ . . . فَفِي مُنْتَدًى ( اَلسُّومَانِيَّة ) رَأَيْتُ بِعَيْنِي رَأْسِي كَرَوَانَ اَلْحَقِيبَةِ بَادِي مُحَمَّدْ اَلطَّيِّبْ يُرَافِقُهُ كُوْرَسًا ثُنَائِيًّا اَلْعَاصِمَةَ وَعَبْدْ اَلْقَادِرِ سَالِمْ بِمُصَاحَبَةِ عَازِفِ اَلْعُودِ اَلْبَارِعِ عَوَضْ أَحْمُودِي . . . فَأَكْرَمَ بِهَا مِنْ عَظَمَةٍ . . . وَكَذَلِكَ فِي صَالُونِهِ تَوَطَّدَتْ صِلَاتِنَا بِنُجُومِ اَلْمُجْتَمَعِ مِثَالاً لَا حَصْرًا . . . مُحَمَّدْ خَيْرْ اَلْبَدَوِيِّ وَالشُّعَرَاءِ سِيدَاحَمَدْ اَلْحَارْدَلْوْ وَكَامِلَ عَبْدَالْمَاجْدْ ( سَيِّدْ اَلِاسْمِ ) وَالتَّجَانِي حَاجِّ مُوسَى وَدُكْتُورِ عُمَرْ مَحْمُودْ خَالِدْ وَأَحْمَدْ طه اَلْجِنِرَالِ وَبَدْرِ اَلدِّينِ حَمْدِي وَنَصْرِ اَلدِّينِ شَلَقَامِي وَدُكْتُورِ اَلصَّدِيقِ عُمَرْ اَلصَّدِيقِ وَالشَّاعِرِ مُحَمَّدْ وِدِّ بَادِي وَدُكْتُورِ مُحَمَّدْ اَلْحَسَنْ اَبُوبَكَرْ وَدُكْتُورِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنْ اَلْعَشَا وَدُكْتُورِ أَحْمَدْ فَرَحِ شَادُولْ وَدُكْتُور يَحْيَ اَلتَّكِينَة وَدُكْتُورُ مصطفي عَكُودْ وَأُسْتَاذٍ عَادِلٍ جَابِرْ اَبُوَالْعَزْ وَالْمُوسِيقَارُ مُصْطَفَى شَرِيفْ وَغَيْرِهِمْ . . . اِسْتَثْمَرَ نِزَارْ صِلَاتِهِ اَلْمُمْتَدَّةِ مَعَ اَلْأَكَادِيمِيِّينَ أَمْثَالَ اَلْبُرُوفِسِير بَرَكَاتْ اَلْحُوَاتِي وَغَيْرَةٌ لِزِيَادَةِ مَنْحِ وَعَدَدِ اَلطُّلَّابِ اَلْيَمَنِيِّينَ لِلدِّرَاسَةِ فِي اَلسُّودَانِ . . . وَتَقْدِيرًا لِعَطَائِهِ بَادَرَتْ جَمْعِيَّةً ( اَلْمُثَقَّفُ اَلْحَاضِرُ ) لِتَكْرِيمِهِ عَامِ 2002 م كَأَوَّلِ مِنْبَرٍ ثَقَافِيٍّ يَحْتَفِي بِعَطَاءِ نِزَارْ اَلدِّبْلُومَاسِيِّ . . . فَلَا غَرْوَ أَنْ يَبْتَدِعَ مُبْدِعِي اَلسُّودَانِ بِتَنْظِيمِ حَمْلَةِ تَوْقِيعَاتِ شَفَاعَةِ وَرَجَاءًا لِإِبْقَاء دُكْتُورِ نِزَارْ مُدَّةً إِضَافِيَّةً فِي اَلسُّودَانِ . . . رَدًّا عَلَى تَلْوِيحِ اَلسِّفَارَةِ بِانْقِضَاءِ مُدَّةِ اِنْتِدَابِهِ فِي اَلسُّودَانِ . . . فَحَمَلَتْ صُحُفُ اَلْخُرْطُومِ فِي صَفْحَتِهَا اَلْأُولَى بَعْدَ يَوْمَيْنِ خَبَرًا ( صَنْعَاء تَمَدُّدَ فَتْرَةِ اَلدِّبْلُومَاسِيِّ غَانِمْ فِي اَلْخُرْطُومِ ) اِسْتِجَابَةً لِطَلَبِ مُبْدِعِي وَمُثَقَّفِي اَلسُّودَانِ . . . فَكَانَتْ سَابِقَةً لَمْ تَشْهَدْهَا اَلدِّبْلُومَاسِيَّةُ اَلْعَرَبِيَّةُ . . . فَنِزَارْ وَرِثَ أَرْيَحِيَّةَ اَلنَّفْسِ وَسِعَةِ اَلْمِزَاجِ وَحَمِيمِيَّةِ اَلْمُعَشَّرْ مِنْ وَالِدِهِ اَلْبُرُوفِسِير عَبْدُهْ غَانِمْ اَلَّذِي عَمِلَ مَحَاضِرَ بِجَامِعَةِ اَلْخُرْطُومِ فِي سَبْعِينِيَّاتِ اَلْقَرْنِ اَلْمَاضِي وَهِيَ ذَاتُ اَلْحِقْبَةِ اَلَّتِي شَكَّلَتْ شَخْصِيَّةَ نِزَارْ إِبَّانَ دِرَاسَتِهِ لِلْمَرْحَلَةِ اَلثَّانَوِيَّةِ وَالْجَامِعِيَّةِ بِالسُّودَانِ وَمِنْ ثَمَّ تَخَرُّجُهُ مِنْ كُلِّيَّةِ اَلطِّبِّ جَامِعَةَ اَلْخُرْطُومِ 1984 م . . . فَوَثَّقَ لِعُمْقِ هَذِهِ اَلصِّلَاتِ اَلْعَلَّامَةِ اَلْبُرُوفِسِر عَبْدَ اَللَّهْ اَلطَّيِّبْ صَدِيقُ وَالِدِهِ اَلْبُرُوفِسِير عَبْدُهْ غَانِمْ فَقَالَ عَبْدُ اَللَّهْ اَلطَّيِّبْ : ( وَمُنِيَ لَهُ تَوْقِيرُ شَيْخْ عَشِيرَة تَرَاهُ أَبَاهَا بَيْنَ غَادٍ وَرَائِحٍ * * وَهَذَا نِزَارْ مِنْهُ يُشْبِهُ شِيمَة يَطُول إِلَى اَلْعَلْيَاءِ بِهِمَّةِ طَامِحٍ ) . . . وَتَدُورَ عَجَلَةُ اَلْأَيَّامِ بَعْدَ حَرْبِ اَلْيَمَنِ وَيَعُودُ نِزَارْ إِلَى مَعْشُوقَتِهِ مُقْرِنْ اَلنِّيلَيْنِ اَلْخُرْطُومَ عَامَ 2015 م . مُتَعَاقِدًا مَعَ جَامِعَةِ اَلْأَحْفَادِ اَلْعَرِيقَةِ مُحَاضِرًا بِكُلِّيَّةِ اَلطِّبِّ لِيُشَكِّلَ حُضُورًا عِلْمِيًّا وَثَقَافِيًّا يَنِمُّ عَنْ عَبْقَرِيَّةٍ فَذَّةٍ شَائِعَةٍ مُنَاصِرٍ اَلْعَلَّامَةِ اَلْإِنْسَانِ سَلِيلَ اَلْأَكْرَمِينَ بُرُوفِسِيرُ قَاسِمْ بَدْرِي . . . فَالْوَصْفُ اَلْأَكْثَرُ دِقَّةً لِشَخْصِيَّةِ نِزَارْ كَمَا وَصَفَهُ صَدِيقَةَ اَلْمُوسِيقَارِ اَلْمَاحِي سُلَيْمَانْ : ( نِزَارْ أَدِيبِ دَرْسِ اَلطِّبِّ ) وَأَنَا لَمْ أَجِدْ فِي حَيَاتِي إِنْسَان غَيْرُ مُخْتَصٍّ بِالْأَدَبِ لَهُ كَلَّفَ وَشَغَفٌ بِالْفَنِّ وَالْأَدَبِ كَنِزَارْ . . . فَهُوَ مَسْرَحٌ لِعِدَّةِ مَوَاهِبَ وَهُوَ بِذَا يَصْطَفُّ مَعَ زُمْرَةٍ نَادِرَةٍ جَمَعَتْ بَيْنَ اَلطِّبِّ وَالْأَدَبِ فَصَنَعُوا لَنَا اَلْحَيَاةُ بَيْنَ اَلْمَصْلِ وَالْحِرَفِ اَلرَّقِيقُ كَمَا عَبَّرَ عَنْهُمْ اَلطَّبِيبُ شَاعِرُ اَلْأَطْلَالِ إِبْرَاهِيمْ نَاجِي : ( وَالنَّاسُ تَسْأَلُ وَالْهَوَاجِسَ جَمَّةٌ طِب وَشَعَرَ كَيْفَ يَتَّفِقَانِ * * . اَلشِّعْرُ مَرْحَمَةَ اَلنُّفُوسِ وَسِرَّهُ هِبَةَ اَلسَّمَاءِ وَمِنْحَةِ اَلدَّيَّانِ * وَالطِّبُّ مَرْحَمَةَ اَلْجُسُومِ وَنَبْعِهِ مِنْ ذَلِكَ اَلْفَيْضِ اَلْعَلِيِّ اَلشَّأْنِ ) . وَنِزَارْ يَسْتَمِدُّ طَاقَتَهُ مِنْ حُبِّ اَلنَّاسِ وَالْجَمَالِ وَالْفَنِّ . . . فَاخِر اَلسَّجَايَا وَافِرٌ اَلْوِدِّ فَارِعٍ اَلْمِعْطَفِ يَحْتَوِي شَوَارِدَ اَلْبَشَرِ عَلِي تَبَايُنِهِمْ . . . هُوَ مِنْ صُنَّاعِ اَلْحَيَاةِ وَالْفَرَحِ فَفِي رُفْقَتِهِ اَلْمَثْرِيَّهْ تَحْظِينَ بِالْكَرَمِ وَالثَّقَافَةِ وَالظَّرَافَةِ وَالطَّرْفَةِ اَلْمُوحِيَةِ . . . فَهُوَ مِنْ أَرُومَةٍ نَسَبَهَا فِي اَلْعَلَمِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ عَرِيقٌ . . . وَمَا زَالَ اَلسُّودَانِيُّونَ يُضْمِرُونَ وَفَاءٌ لِوَالِدِهِ اَلْعَلَّامَةَ عَبْدُهْ غَانِمْ وَوَالِدَتُهُ اَلْمُحَسَّنَةُ اَلصَّالِحَةُ / مُنِيرَة لُقْمَانْ . . . وَإِخْوَانُهُ اَلدَّكَاتِرةِ قَيْسْ غَانِمْ وَشِهَابْ يُشَارِكُونَهُ فِي كَلَّفَهُمْ بِالْأَدَبِ . . . نِزَارْ فِي تَرَامِي عَطَاءَهُ وَتَنَوُّعُ مَشَارِبِهِ كَانَتْ أُسْرَتُهُ خَيْرَ ظَهِيرِ لَهُ صِنْوُ رُوحِهِ اَلَّتِي اِصْطَنَعَتْ لَهُ اَلسَّيِّدَةُ اَلْفُضْلَى / أَمِينَة وَأَبْنَاءَهُ اَلنَّوَابِغَ اَلْبَرَرَةَ شَيْمَاءْ وَفَرِيدْ وَأَفْنَانٍ . . . اَلْآنُ بَعْدَمَا أَصَابَتْ نَوَائِبَ اَلزَّمَانِ اَلْيَمَنِ وَالسُّودَانِ . هَا هُوَ نِزَارْ يَتَعَزَّى بِأُمْسِيَّاتِ اَلْقَاهِرَةِ مَعَ صَحِبَ أَمَاجِدْ . (يَغْرَقُونَ اَللَّيْلُ فِي يَنْبُوعِ نُورٍ ). . . اَلْيَوْمُ اَلسَّابِعُ مِنْ أُكْتُوبَرَ يُشْعِلُ نِزَارْ شَمْعَةً أُخْرَى مِنْ عُمْرِهِ اَلْمُبَارَكِ لَيُعَدّ اَلزَّمَان بَنْضَارْ جَدِيد . صَدِيقِي وَحَبِيبِي اَلْغَالِي أَبُو فَرِيدٍ أَكْرَمَكَ اَللَّهُ بِلَطَائِف اَلْمِنَن عَام سَعِيدٍ وَعُمَرْ مَدِيدٍ . عَامِر بِالْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ . . .
********************
كامل عبدالماجد ..سيد الإسم والزمان الزاهي
***************************
بقلم /طارق المادح
كثيرا من استغرقتهم ضروب المهنية الصارمة فأخمدت جذوة إبداعهم. عدا القليل منهم ككامل عبدالماجد إذ ظل وفيا لموهبتة الشعر ..عاش رفاهية اجتماعية واكاديمية درس الثانوية بمدرسة حنتوب العريقة وراهن علي موهبتة في بواكير صباة استاذة الهادي آدم شاعر أغنية (أغدا القاك )لأم كلثوم ثم.درس بجامعة الخرطوم كليه الاداب ونعم بالتتلمذ علي علماء افذاذ أمثال العلامة البروفسير عبدالله الطيب ودكتور محمد ابراهيم الشوش..وغيرهم من جهابذة الآداب والعلوم عاصر أحداث مهمة بجامعة الخرطوم ألقت بظلالها علي كل الحياة السودانية كثورة اكتوبر 1964 م وبداية العنف الطلابي في الجامعات السودانية الشهيرة بأحداث(العاجكو)عام 1968م. ثم هاجر الي بريطانيا مدي ثماني سنوات لنيل الدراسات العليا ليصبح أحد أفذاذ الضباط الاداريين..جاب كل ولايات السودان..مما اكسب شاعريتة فيما بعد بعدا قوميا فكتب للحب وللجمال ولقضايا الوطن دارفور وجنوب السودان والمهمشين.وتنوع عطاؤه بتحرير الملفات الثقافية في بعض الصحف..تفتقت شاعريتة مع أبناء جيلة النصف الثاني من الستينيات مثل محمد عبدالحي، عبدالرحيم ابوذكري، وعلي عبدالقيوم ،ومحجوب شريف، وإسحاق الحلنقي، ومحمد يوسف موسي ،ابوامنة حامد ،وفضل الله محمد، عبدالباسط سبدرات وقبلهم محمد المكي ابراهيم .القصيدة عند كامل شعور محض ترتشف المفردة من أرجاء نفسة رحيق المشاعر فإذا بها أحساس وشعور (خام) دون تكلف ..مفعم بانفاس الجمال والحب وبساطة التعبير..تلحظ ذلك في ديوانية(سيدالاسم والزمن الزاهي)..كما كتب بالشعر الفصيح...أيضا ومما أكسب .اشعارة رونقا..إلقاء حميم ملؤة الشجن والحنين تميز به كامل وكأني بها القصيدة توالي خلقها وتخلقها لحظة القاءها..فتلقي بكل أحمال وأوجاع الدواخل علي الحضور فإذا بالحضور شريك مع الشاعر توحدا وتواجدا معه.. يتألم بألمه.. وينتشي بنشوتة..ناهيك عن دهشة .وأكرم بها من روعة..!!.استمع له في هذا التوله والصبابة في عاميتة الدارجة(هسة انا فيك شين اسو)..ولعشاق الفصحي(ماذا أفعل معك )؟وهي تعبير عن حالة الانبهاروالطرب بالمحبوب ..يقول (هسة فيكي انا شن اسو*.يا سلام لوجيتي ابدر وهل تفيد بالله لو*ياتو غيما نازلة منو وياتو مخمل وياتو جو*والكواكب اية لزوما وانت ماليه الدنيا ضو.)...قلبي فارش ليك أزاهر خشي جوا وشرفي*الا بس شيشك عليهو أجتياحك خففي *وفي الدخول خليك حنينة نبضو أوعي توقفي)..أذكر قبل سنوات مضت في أمسية ثقافية بمركز ام درمان الثقافي كان كامل يلقي في القصيدة أعلاها(شن اسو)ومن الطرائف ان سيدتان مثمرتا النضج في الصف الامامي وانا اجلس خلفهن ..وهن يستمعن لكامل يبث شجنة تقبض أحداهن يد صديقتها وبصوت متهدج استبد به الوجد:(شوفي بالله جنس الوحيح والفحيح ده يا إنتي ؟!! وووب علي ..ده حب شنو ده ؟! ده موت أحمر عديل)؟!🥰 هكذا كامل له في كل جيل .جمهور محب. فقد اتحفنا في أخريات الستينيات مع الفنان حمد الريح (أمانة عليك يا تايه الخصل.*.وياخير عم الدروب.وعمرنا الضايع هطل)ثم كانت رائعتة الجهيرة مع المطرب أحمد الجابري(سيد الإسم )(محبوبي وكتين يبتسم..الدنيا ياناس تنقسم الفرحة تملاها وتزغرد والشوق يرتسم )وغني له المطرب الموسيقار ابوعركي البخيت(الشابة الخضرا وزيتونة لو شفتو الفرح الفي عيونا).ويتداعي كامل في تدفقة متسما بالبساطة و السهل الممتنع؛(كل ما اقول ابتعدت..برضو ماشة علي سهامك*وكل ما اقول انتصرت امتثل مهزوم أمامك *وكل ما اقول انعتقت القي نفسي أسير غرامك**يا سلام انا منو اسرك ومن حصارك واستلامك)..فكامل ذو شاعرية(عتيقية)نسبة لشاعر الحقيبة محمد بشير عتيق..يلقي بكل اسلحتة في حضرة المحبوب ويري كبريائة في تذللة للحبيب ؛(مالو عز علي سلامك *ومالو قل معاي كلامك *تمشي في الناس نسمة نادية..وفيني واقدة جحيم ضرامك *زي ما تقول كنت زولك ودنيتك وأجمل غرامك*خلي باب الريد موارب..يمكن أرجع لي حمامك) وفي قومية مشاعرة يتساءل بحسرة عن دارفور؛(يا عرين أهلي البواسل ما عرفنا الفيك حاصل)؟وعن انفصال جنوب السودان عام 2011م يتملكة الأسي وهو يودع صديقة الباحث والمثقف الجنوبي والسوداني اولا دكتور شول دينق؛(يا صديقي شاءت الأيام أن نشهد عصر الانفصال واقتسام النهر والأرض القديمة والجبال) ويعبر لوعة عما أصاب السودانيين في حرب ابريل 2023م.من قتل ودمار ونهب؛(وهل بكون في الدنيا عودة ليكا يا بيتنا الجميل *وهل بنلقاك ان رجعنا في بهاك الكان قبيل*ام احالوك لي للصحاري ويبسوا الروض البليل *بالسلاح طردونا منك وأجبرونا علي الرحيل)فالمتنزة في ديوانية(سيد الإسم والزمان الزاهي )تأسره بساطة المفردة وصدق التعبير والمذاق السوداني الخالص وكيف لا وهو عاش عطاء القري وزهو العواصم وأمسيات الخرطوم الباهرةمنتصف الستينيات والسبعينيات يقول في رائعتة الشهيرة(الزمان الزاهي) وانا إسمها كرنفال (الانستولجيا )(الحنين الي الماضي).كانت الخرطوم جميله وليلة يلصف بالكهارب *المتاجر الضخمة تفتح لما فجر اليوم يقارب* الشجر ظالي الشوارع النوافير النجايل والملاعب *المحطة الاوسطي كانت ملتقي الناس والحبايب*.الزمان الزاهي مره وعدت ايام المسرة* وفضلت الذكري الحبيبة نارا توقد مره مره)أذكر ذات مرة ونحن بمنزل الحبيب الأديب دكتور نزار غانم( منتدي السومانية )وبحضور عدد من الاعلاميين والمبدعين وكان حضور صديقنا الصحفي الأديب الزبير سعيد وكان رأينا اتفاقا انا والزبير ان قصيدة الزمن الزاهي رغم روعتها وقيمتها الفنية الا ان خلاصة معناها محبطا للاجيال المعاصرة والاحقة فأنبري كامل بسخريتة الودودة وحكية الماتع؛(يا اولاد بلاش فلسفة معاكم انا أحكي ليكم قصة مختصرة تلخص لكم ما أعني وتوضح تمايز عصرنا عن عصركم..أذكر في اخريات الستينيات صحف الخرطوم احتفت بقضية رجل أغريقي يسكن بالخرطوم 2 واثناء سيره بالشارع سقط علي حفرة(منهول)فكسر ساقة.. شرع الاغريقي في مقاضاةبلدية الخرطوم لأنها أهملت في رصف الطريق ومما ساقة محامي الاغريقي في المحكمة ان موكلة بالاضافة لعملة الرئيسي في مطعم كذلك يمارس الرقص في الملاهي الليلية وهذا الحادث.. كسر ساقة.. تسبب له في ضررين. الاول حرمانة من كسب معاشة الأساسي العمل في المطاعم والضرر الثاني اعاقة من ممارسة موهبتة الرقص في الملاهي الليلية لذا اطلب لموكلي تعويضا مضاعفا. وقد كان.. وكسب الاغريقي القضية وأخذ التعويض. )!!ثم يردف كامل بسخريتة.. ذاك زمان عشناه ونحن يفعا في مقتبل العمر لا يضع أعتبارا للحقوق فحسب!؟ بدل يتعداها لأحترام واعتبار للمواهب!!؟ فأنفجر الحضور ضحكا .. ومذ ذاك اليوم صارت هذة الطرفة والمفارقة متلازمة ضحك وطرفة بيني ودكتور كامل كل ما التقينا بمحفل ثقافي او مناسبة اجتماعية يحتويني بسلامة المرحاب البشوش ضاحكا؛(والله يا طارق المادح خوفي تكسر رجلك وتمنعك الرقص وماتلقي زول يعوضك) 🥰😂 .الان بعد ما أصاب السودان ما اصابة من بلاء وابتلاء 😥.أستقر به المقام و صنوة السيدة الفضلي استاذة درية وابنتة دكتورة عبير وبقية اسرتة الناجحة والفالحة .في بلاد الهند ينثر خواطرة عبر السوشيال ميديا بذات دفئة الذي عرفنا..عزيزنا الغالي (الحبوب ) الأديب الفنان دكتور كامل عبدالماجد رمز الزمان الزاهي. لك عاطر التحايا والأشواق والتقدير الي ان نلتقي في وطن معافي ان شاء الله. متعك الله بالصحة والعافية والقافية..🌹.. طارق المادح

#ثقافة
***************

٣.خَلِيلْ فَرَحْ . . . صَوْتُ اَلشِّعْرِ وَنَغْمَةِ اَلْمِزْمَارِ ) ٢.. . . بِقَلَمً / طَارِقْ اَلْمَادِحِ = = = = = = = = = = = * * * أَتْحَفَنِي اَلْمُرَبِّي اَلْجَلِيلُ وَالْأَدِيبُ اَلْأَرِيبُ اَلْأُسْتَاذُ جَعْفَرْ بَدْرِي . . . بِإِصْدَارَةِ مُؤَلَّفِهِ ( خَلِيلْ فَرَحْ صَوْتِ اَلشِّعْرِ وَنَغْمَةِ اَلْمِزْمَارِ ) . . . وَمُذْ ذَاكَ اَلْيَوْمِ وَأَنَا حَفِيٌّ بِهَا أَتَنَزَّهُ فِي فُصُولِهَا وَاقْتَطَفَ لَطَائِفِهَا اَلْجَاذِبَة . . . وَجَعْفَرْ بَدْرِي . . . خَيْرُ مِثَالٍ لِتَوَاضُعِ وَجِدِّيَّةِ اَلْمُبْدِعِ اَلسُّودَانِيِّ دَؤُوبٍ فِي تَجْوِيدِ عَطَائِهِ دُونَ اِدِّعَاءٍ . . . سَقَى مُكْرِمَاتِهِ مِنْ سِعَةِ اِطِّلَاعِهِ وَطَيِّبٌ أَصْلِهِ . . . وِمْرَاسَة لِمِهْنَةِ اَلتَّعْلِيمِ لِسَنَوَاتٍ خَلَتْ . . . فَضْلٌ عَلَى اِعْتِمَادِهِ عَلِي 140 مَصْدَرًا وَكُتَّابًا . مِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَى حِيَادِيَّةِ اَلْمُؤَلِّفِ رَغْمَ صِلَةِ اَلْقُرْبَى بَيْنَهُ وَخَلِيلْ فَرَح . . . كَمَا أَنَّ اِسْتِطْرَادَ اَلْمُؤَلِّفِ فِي سَرْدِ اَلْحَقَائِقِ لَمْ يَكُنْ خَصْمِي عَلِي رَصَانَةَ اَلْعِبَارَةِ وَجَوْدَةِ اَلْأُسْلُوبِ اَلْأَدَبِيِّ . مِمَّا أَكْسَبَ اَلْإِصْدَارَةَ صِفَةَ اَلْمَرْجِعِيَّةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ لِجِيلِ اَلْخَلِيلِ . وَمَوْضُوعَ اَلْكِتَابِ اَلْمُحْتَفَى بِهِ لِلشَّاعِرِ وَالْمُغَنِّي وَالثَّائِرِ اَلْوَطَنِيِّ وَالظَّاهِرَةِ اَلثَّقَافِيَّةِ خَلِيلْ فَرَحْ ( 1892 - 1932 م ) اَلصَّادِرُ فِي طَبْعَتِهِ اَلْأُولَى مِنْ مَرْكَزِ عَبْدِ اَلْكَرِيمْ مِيرْغَنِي اَلثَّقَافِيِّ وَفِي طَبْعَتِهِ اَلثَّانِيَةِ مِنْ دَارِ بَارَكُّودْ لِلنَّشْرِ لِصَاحِبِهَا دُكْتُورِ اَلصَّادِقْ بَدْرِي . . . وَقَدْ بَدَا اَلْكِتَابُ فِي ثَوْبِ قَشِيبْ وَتَصْنِيف لَطِيفٍ يَسُرُّ اَلنَّاظِرِينَ حَوَى 272 صَفْحَةٍ . . . دَنْدَنَ حَوْلَ اَلْكِتَابِ أُدَبَاءُ وَحُذَّاق . . . نَاثِرُو خَوَاطِرِهِمْ اَلْمُتَأَمِّلَةِ أَمْثَالَ اَلْأَدِيبِ وَالْقَانُونِيِّ كَمَالَ اَلْجَزُولِيّ وَالْأَدِيبُ دُكْتُورُ مُحَمَّدْ جَلَالْ هَاشِمْ وَالْكَاتِبِ وَالْأَدِيبِ اَلدُّكْتُورِ عَبْدِ اَللَّهْ عَلِي إِبْرَاهِيمْ وَالْكَاتِبَةِ اَلْأَدِيبَةِ أَمَانِيَ أَبُو سَلِيمٍ . . . وَالْأَدِيبُ عَبْدُ اَللَّهْ حَمَدْ عَقِيدٍ . فَأُضِفُوا إِبْدَاعًا عَلِي إِبْدَاعٍ . . . فَخَلِيلُ فَرَحٍ لَيْسَ مُجَرَّدَ مُغَنٍّ وَشَاعِرٍ ، فَحَسَب ، فَمُدَارَسَةُ سِيرَتُهُ هِيَ مِفْتَاحٌ لِوَعْيِ جِيلٍ كَامِلٍ كَانَتْ لَهُمْ اَلرِّيَادَةُ فِي تَشْكِيلِ اَلنُّخْبَةِ اَلسُّودَانِيَّةِ فِي اَلْقَرْنِ اَلْعِشْرِينَ . . . اَلْجِيلُ اَلَّذِي تَبَلْوَرَ كَنِتَاجِ مَا بَيْنَ اَلْمُؤَسَّسَاتِ اَلشَّعْبِيَّةِ ( اَلْإِدَارَةُ اَلْأَهْلِيَّةُ وَالْقَبَلِيَّةُ وَالطُّرُقُ اَلصُّوفِيَّةُ ) وَالرَّسْمِيَّةُ ( كُلِّيَّةٌ غَرْدُونْ وَالْمَدْرَسَةُ اَلْحَرْبِيَّةُ وَالْمَعْهَدُ اَلْعِلْمِيُّ ) ، وَالْحَيَاةُ اَلْمَدَنِيَّةُ بِصَالُونَاتِهَا اَلْأَدَبِيَّة ، وَظُهُورَ طَبَقَةٍ ( اَلْأَفَنْدِيَّةُ ) خِرِّيجُو كُلِّيَّةٍ غَرْدُونْ اَلتِّذْكَارِيَّةَ . هَمُّ أَبْنَاءِ اَلْجَرَّاحِ اَلْمُثَخِّنَاتْ شُهَدَاءَ وَجَرْحَى مَعْرَكَةِ كَرِّرِي . . . فَأَذْكَيَتُ فِي دَوَاخِلِهِمْ جَذْوَةَ اَلْوَطَنِيَّةِ . . . تَحَدَّثَ اَلْكِتَابُ عَنْ اَلْقَامُوسِ اَلشِّعْرِيِّ لِخَلِيلْ فَرَحَ وَالتَّعْرِيفِ بِبَعْضِ قَصَائِدِهِ اَلْفُصْحَى وَالْعَامِّيَّة ( فِي اَلضَّوَاحِي ، فَلَقُ اَلصَّبَاحِ ، قَدْمُو اَلْمُفَارِقَ ، اَلْخَمْرِيَّاتُ ، وَعِزَّةٌ فِي هَوَاكَ ) اَلَّتِي تَعْتَبِرُ " اَلنَّشِيدَ اَلْوَطَنِيَّ غَيْرَ اَلرَّسْمِيِّ " لِلسُّودَانِيِّينَ . . . إِلَخْ وَشَرَحَ مُفْرَدَاتِهَا وَعَنْ حَيَاةِ اَلْمُدُنِ ، وَجَمْعِيَّةُ اَلِاتِّحَادِ اَلسُّودَانِيِّ ، وَمُجْتَمَعَ ثَوْرَةِ اَللِّوَاءِ اَلْأَبْيَضِ 1924 م . . . وَعَنْ دَارْفُوزْ وَمُجْتَمَعُ اَلنُّخْبَةِ . . . ، مَعَ اِصْطِحَابِهِ لِعَدَدٍ مِنْ مُذَكِّرَاتٍ اَلْمُعَاصِرِينَ وَمَرَاثِيهُمْ . فَالْمُتَصَفِّحُ لِلْكِتَابِ بِقَلِيلٍ اِسْتِنْتَاجٍ يَتَعَرَّفُ عَلَى اَلْمَصَادِرِ اَلتَّثْقِيفِيَّةِ لِخَلِيلْ كَمَا يَتَعَرَّفُ عَلَى مِفْتَاحِ شَخْصِيَّتِهِ اَلَّتِي تَجْمَعُ مَا بَيْنَ اَلصَّرَامَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ فِي مُحِيطِهِ اَلْأَسْرَى مَعَ رِقَّةِ مَشَاعِرِهِ اَلْمُفْعَمَةِ بِالْإِبْدَاعِ وَالْجَمَالِ وَتَمَرُّدِ اَلْفَنَّانِ . . . لِذَا كَانَتْ اَلْغَرَائِبِيَّةُ أَوْ حِدَّةِ اَلْمِزَاجِ إِنَّ شِئْتَ سَمَّتْهُ . . . وَلَيْسَ أَدَلُّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ اِعْتِرَافِ زَوْجَتِهِ " سَلَامَةَ اَلشَّلَّالِيَّةِ " بِأَنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ بِغِنَاءِ خَلِيلْ وَعَزْفُهُ عَلِي اَلْعُودِ إِلَّا بَعْدَ وَفَاتِهِ ؟ ؟ ! فَلَا تَمَكُّنَ وَصْفَةٍ بِالْمَعْنَى اَلْمُبَاشِرِ لِصِفَةِ " اَلْمُغَنِّي " فَالتَّمَيُّزُ وَالْفَرَادَةُ سَمَّتْهُ أَوْ كَمَا وَصَفَهُ أَحَدُ مَجَايْلِيةْ فِي تَأْبِينِهِ اَلْأَدِيبِ عَرَفَات مُحَمَّدْ عَبْدِ اَللَّهِ : " خَلِيلْ يَخْرُج نَغَمًا لَا يُشْبِهُ صَوْتَ اَلْمِزْمَارِ ، وَلَا أَنِينَ اَلْقِيثَارِ ، وَلَا هَدِيلَ اَلْحَمَّامِ ، أَقُولُ وَأَجْزِمُ أَنَّهُ كَانَ لَا يَعْرِفُ بِالْقِيَاسِ عَلَى غَيْرِهِ . بَلْ يَعْرِفُهُ مِنْ دَقِّ حِسِّهِ ، وَصَقْلَ ذَوْقِهِ ، وَلَا تَجِدُ لَهُ مَثِيلاً " كَانَ اَلْفَنُّ عِنْدَهُ أَدَاةٌ تَعْبِيرِيَّةٌ لِعُلُوِّ هِمَّتِهِ اَلْوَطَنِيَّةِ وَرَفِيعً ذَوْقِهِ اَلْأَدَبِيِّ . . . صَفَوِيًّا وَلَيْسَ جَمَاهِيرِيًّا . أَوْ كَمَا عَرَضَ بِهِ أَحَدُ مَجَايْلِيةْ وَالْقَوْلُ مَنْسُوبٌ لِلْمُطْرِبِ سُرُور ؛ ( غِنَاكَ لَا فِيهِ فَدَعْهُ لَا هَزَّةً ) . كِنَايَةٌ لِوَقَارِ أَدَائِهِ وِرَسَالِيتَة بَعِيدًا عَنْ اَلرَّقْصِ . هُوَ مَا يُقَارِبُ فِي ذَائِقَةٍ اَلْمُغَنِّيَيْنِ اَلْمُعَاصِرِينَ اَسْتَثَانْيَّة اَلْمُطْرِبِينَ اَبُوعَرْكِي اَلْبُخَيْتْ وَمُصْطَفِي سِيدَاحَمَدْ . . . وَانْ كَانَ اَلِاخْتِلَافُ بَيْنَهَا بِالْمِقْدَارِ لَا اَلنَّوْعُ . . . وَهُوَ رَائِدُ اَلرَّمْزِيَّةِ فِي اَلْغِنَاءِ اَلسُّودَانِيِّ بِلَا مُنَازِعٍ . ( عَزَّة فِي هَوَاكَ ، وَالشَّرَفُ اَلْبَاذِخُ ) إِلَخْ اَلَّذِي اِتَّخَذَهُ أَدَاةً نِضَالِيَّةً ضِدَّ اَلْمُسْتَعْمِرِ اَلْإِنْجِلِيزِيِّ اَلَّذِي حَكَمَ اَلسُّودَانُ ( 1899 - 1956 م ) . . . بِحُكْمِ اَلْمَجَايْلَة كَانَ خَلِيلاً مَعَ شُعَرَاءِ اَلْحَقِيبَةِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ . ! ! ؟ . كَانَ يَنُوءُ بِحَمْلٍ ثَقِيلٍ ( مَصِيرُ اَلْوَطَنِ ) . . . اَلَّذِي اِقْتَاتَ مِنْ سُنِّيٍّ عُمْرَهُ اَلْغَضَّةَ وَصِحَّتَهُ اَلذَّهِيدَة وَمِزَاجُهُ اَلْمُفْتَنْ اَلْقَلَقُ . . . فَكَانَتْ آهَاتُهُ اَلنَّائِحَةُ مِنْ صَدْرِهِ اَلْمُنْهَكِ بَعْدَ أَنْ اِسْتَبَدَّ بِهِ دَاءُ اَلصَّدْرِ بَعْضَ مَرَارَاتٍ مِنْ نِصَالِ غَدْرِ اَلَّتِي اَنْتَاشْتْ آمَالِ ثَوْرَةِ اَللِّوَاءِ اَلْأَبْيَضِ . ( عَزَّة فِي هَوَاكَ . أَنَا آهٍ آهٍ . . . أَنَا آهٍ أَنَا آهٍ . ) وَهُوَ مَا يَجِبُ فَتْحَ صُنْدُوقِهِ اَلْأَسْوَدِ اَلْآنِ لِمَعْرِفَةِ تَارِيخِ اَلتَّخَابُرِ وَالْفِئَاتِ اَلَّتِي أَدْمَنَتْ إِجْهَاضَ آمَالِ اَلشُّعُوبِ وَتَوْقِهَا لِلتَّحَرُّرِ وَالتَّحَضُّرِ وَالْكَرَامَةِ . . . سِيَّمَا مُرُورٌ مِئَوِيَّةٍ ثَوْرَةِ اَللِّوَاءِ اَلْأَبْيَضِ . أَيْقُونَةُ نِضَالِ اَلشَّبَابِ اَلزَّهْرِ عِصْرَئْذْ . . . وَمِمَّا يُجَمِّلُ قَوْلُهُ أَنَّ اَلْخَلِيلَ بِانْحِدَارِهِ مِنْ جَزِيرَةٍ صَايْ شَمَالَ اَلسُّودَانِ مُسْتَوْدَعَ اَلْحَضَارَاتِ كَانَ مَنْدُوبًا لِلْحَضَارَةِ اَلسُّودَانِيَّةِ فِي بَلَاطِ اَلْوَسَطِ عَاصِمَةَ اَلسُّودَانِ مُذَكِّرًا لِكُلِّ لِلْأُمَّةِ اَلسُّودَانِيَّةِ بِقِيمَتِهَا اَلْحَضَارِيَّةِ وَشَحْذِ هِمَّتِهَا بِمَا يَلِيقُ بِهَا ( عَزَّة قَوْمِيٍّ كَفَاكَ نَوْمُكَ وَكَفَانَا دَلَالْ يَوْمِكَ ) خِتَامًا . اَلْكِتَابُ مُفِيدٌ وَمُمْتِعٌ وَمُؤْنِسْ . . . وَالْمُحْتَفَى بِهِ نَغَمٌ وَشَجَنٌ وَوَطَنٌ . فَقَدْ كَانَ ( خَلِيلْ ) لِلْفَنِّ و ( فَرَحٌ ) لِلْحَزَانَى مِنْ أَبْنَاءٍ . شُعْبَةٌ .
***************
٤.اَلصَّادِقْ اَلْمَهْدِى . وَوَسَائِلُ الاعلام >>>>>>>>>>>>>>>.
. . بِقَلَمً / طَارِقْ اَلْمَادِحِ .
. . قِبَلَ سَنَوَاتٍ مَضَتْ إِبَّانَ عَمَلِيٍّ بِتِلِفِزْيُونِ اَلسُّودَانِ . . . جَمَعَتْنِي لَجْنَةٌ اِسْتِشَارِيَّةٌ مَعَ خُبَرَاءِ إِعْلَامِيِّينَ كِبَار . كَانَ ضِمْنِهِمْ اَلْخَبِيرُ اَلْإِعْلَامِيُّ إِسْمَاعِيلْ طه اَلَّذِي عَمِلَ بِإِذَاعَةِ اَلْبِي بِي سِي لِسَنَوَاتٍ خَلَتْ . . . وَبِطَرِيقَتِهِ اَلْمُفَاجِئَةِ فِي إِعْطَاءِ اَلْمَعْلُومَةِ . . . يَنْظُرَ إِلَى وَيَقُول : ( بِمَا أَنَّكُمْ صُنَّاعٌ مُحْتَوى إِعْلَامِي . يَجِبَ عَلَيْكُمْ اَلتَّفَنُّنُ فِي خَلْقِ قَوَالِبَ إِعْلَامِيَّةٍ مُخْتَلِفَةٍ وَلَا يَنْبَغِي عَلَيْكَ اَلِاعْتِمَادُ عَلَى نُجُومِيَّةِ اَلضَّيْفِ وَخُصُوصًا . . .ان اَلنُّخْبَةَ اَلسُّودَانِيَّةِ مهْمًا تَمَيَّزُت بِوَفْرَةِ اَلْمَعْلُومَةِ إِلَّا أَنَّهُمْ يَفْتَقِدُونَ جَاذِبِيَّةُ اَلْحَدِيثِ . . . وَالْمَعْرِفَةُ بِالْإِيقَاعِ اَلْإِعْلَامِيِّ ) . . . لِلدَّرَجَةِ اَلَّتِي كَدَّنا أَنْ نَتَّفِقَ ضِمْنًا بِإِذَاعَةِ اَلْبِي بِي نَحْنُ كَإِعْلَامِيِّينَ عَرَبٍ . فَضَحِكَ : ( اِسْتِضَافَةُ بَائِعِ طَعْمِيَّةِ مِصْرِيٍّ . . . أَفْضَلَ مِنْ اِسْتِضَافَةٍ بُرُوفِسِيرسُودَانِيًّ ) . . . فَالْمِصْرِيُّ وَانْ ضَمُرَتْ مَعْلُومَاتِهِ إِلَّا أَنَّهُ يَتَمَيَّزُ بِجَاذِبِيَّةِ اَلْحَدِيثِ وَفَنِّ اَلْعَرْضِ وَلُغَةِ اَلْجَسَدِ وَتَلَوُّنِ اَلنَّبْرَةِ . . . وَلِمَنْ لَيْسَ لَهُ دَرْبِهِ وَتَبْصِرَةِ بِالْعَمَلِ اَلْإِعْلَامِيِّ رُبَّمَا ظَنَّ بِعِبَارَةِ إِسْمَاعِيلْ طه اَلتَّجَنِّي عَلَى اَلشَّخْصِيَّةِ أَوْ اَلنُّخْبَةُ اَلسُّودَانِيَّةُ . . . أَذْكُرُ ذَاتُ مَرَّةٍ اِسْتَضَفْنَا أَكَادِيمِيًّا شَهِيرًا . . . وَفِي ثَنَايَا اَلْحِوَارِ سَأَلَهُ اَلْمُذِيعُ عَنْ حَيَاتِهِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ وَزَوَاجِهِ . فَأَسْرَفَ اَلضَّيْفَ فِي اَلْحَدِيثِ وَاسْتَرْسَلَ حَتَّى كَأَنِّي بِهِ يُرِيدُ أَنْ يَحْضُرَ لَنَا قَسِيمَةُ زَوَاجِهِ وَشُهُودِ عَقْدِ قِرَانِهِ . ؟ ! فَكَانَتْ مُدَّةُ اَلْإِجَابَةِ عَلَى هَذَا اَلسُّؤَالِ اَلْبَسِيطَ اَلْمُبَاشِرِ إِحْدَى عَشْرِ دَقَيقة . وَاَلَّتِي تُمَثِّلُ خَمْسَ زمن اَلْبَرْنَامَجِ . . . ! فَتَأَمَّلَ ! ! فِي تَجَاهُلٍ تَامٍّ لحَسَاسِيَةِ اَلْإِيقَاعِ اَلتِّلِفِزْيُونِيِّ . مُتَناسيا أَنَّ اَلْمُذِيعَ أَوْ مُقَدَّمِ اَلْحَلْقَةِ تُطَوِّقُهُ بَقِيَّةُ اَسألة الحوار وَمُلَاحَقَةُ اَلْمُخْرِجِ . . . ثُمَّ يَأْتِي مَشَاهِدَ كَسُولٍ اَلدَّوَاخِلِ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ . . . مُتَّهَمُا مُقَدِّمِ اَلْبَرَامِجِ أَوْ اَلْمُذِيعِ يمَقَاطِعَة حديث الضَّيْف . . . ؟ ! اَلضَّيْفُ أَوْ اَلنُّخَبِ اَلسُّودَانِيَّةِ عَلَى وَسَائِلِ اَلْإِعْلَامِ لَيْسَت لَدَيْهَا اَلْقُدْرَةُ لِعَرْضِ أَجْمَلَ مَا لَدَيْهَا . بَلْ رُبَّمَا تَنْتَزِعُ مِنْهُمْ اَلْمَعْلُومَاتُ اَلْقِيمَةُ اِنْتِزَاعًا . ! ! . نَاعِس اَلْأَدَاءِ ، بَطِيءً اَلتَّفَاعُلِ . وَهَذِهِ سِمَةٌ غَالِبَةٌ إِلَّا اَلنَّذْرُ اَلْقَلِيلُ . وَمِنْ ضِمْنِ هَؤُلَاءِ .. اَلسَّيِّدُ اَلْإِمَامُ اَلصَّادِقْ اَلْمَهْدِي . . . فَفِي شِتَاءِ 2012 م . قَدَّمَتْ لَهُ دَعْوَةٌ لِبَرْنَامَجِيٍّ اَلْحَواري (مرافيء) بِفَضَائِيَّةِ اَلْخُرْطُومِ . كان عنوان الحلقة ( اَلتَّرْبِيَةُ اَلْجَمَالِيَّةُ فِي اَلسُّودَانِ ) بِمُصَاحَبَةِ اَلْمُطْرِبِ مُحَمَّدْ حَسَنْ اَلْجَقْرْ . فَكَانَ اَلْإِمَامُ مِثَالِيًّا فِي كُلِّ شَيْءٍ بَدَأَ بِحُضُورِهِ فِي اَلزَّمَنِ اَلْمَطْلُوبِ ثُمَّ بِأَرْيَحِيَّتِهِ فِي ( اَلدَّرْدَشَاتُ ) قَبْلَ بَدَأَ اَلْحِوَارُ . . . وَيُبَادِرَنِي بِسُؤَالِهِ عَنْ زَمَنِ اَلْحَلْقَةِ ؟ وَعَدَدَ اَلْاَسْأَلَهْ اَلَّتِي يَجِبُ أَنْ أطَرَحَهَا ؟ ثُمَّ يَسْتَنْتِجُ بِكُلِّ شَفَافِيَّةٍ . . . إِذْنُ هَذَا يَا حَبِيبٌ يَتَطَلَّبُ مِنَّا إِجَابَاتٍ مَضْغُوطَةً مُبَاشِرَةً . أَلَيْسَ كَذَلِكَ ؟ ! وَهَكَذَا اِنْسَابَتْ اَلْحَلْقَةُ كَمَا اَلنَّسِيمُ . . . كَانَتْ حُبْلَى بِالْمَعَارِفِ وَاللَّطَائِفِ وَأَرْيَحِيَّة اَلتَّدَاعِي ،وَالطَّرْفَةِ اَلْمُوحِيَةِ .وما ان تضوعت كل الاسألة بعطر حديث الإمام حتي لوحت لنا مخرجة البرنامج بشعار ختام الحلقة فكانت في تمام المثاليه شكلا ومضمونا . . . وكَانَتْ فِي اَلْيَوْمِ اَلتَّالِي حَدِيثُ صُحُفِ اَلْخُرْطُومِ وَبَعْضِ مِنْهَا أحتضنت الخبر بِالصَّفْحَةِ اَلْأُولَى مِنْ اَلصَّحِيفَةِ . . . وَأَذْكُرُ مِنْ ضِمْنِ مَنْ كَتَبُوا بِدِقَّةِ عَنْ اَلْحَلْقَةِ اَلْمُوَثَّقِ وَالنَّاقِدِ اَلْفَنِّيِّ أُسْتَاذُ عِيسَى اَلسِّرَاجِ . . . إِذْ وَصَفَ اَلْحَلْقَةَ بِقَوْلِهِ مِنْ ( أَجْمَلَ مَا قَدَّمَهُ اَلْإِعْلَامُ اَلسُّودَانِيُّ فِي اَلْعَقْدِ اَلْأَخِيرِ . إِذْ إِنَّهَا جَمَعَتْ بَيْنَ اَلْفَائِدَةِ وَالْمُتْعَةِ . وَجُرْأَةُ مُقَدَّمِ اَلْحَلْقَةِ وَرَمْزِيَّةٍ اَلضَّيْفِ بِأَبْعَادِه اَلسِّيَاسِيَّةِ وَالْقَوْمِيَّةِ وَالْمَعْرِفِيَّةِ وَعَفْوِيَّةِ تَفَاعُلِهِ ) . . . تَآنَسَتْ ذَاتِ يَوْمٍ مَعَ الصَدِيقِ اَلْعَزِيزِ الصحفي المميز / ضِيَاءْ اَلدِّينْ بِلَالْ عَنْ أَلْمَعِيَّةِ اَلْإِمَامِ اَلصَّادِقِ فِي تَعَامُلِهِ مَعَ وَسَائِلِ اَلْإِعْلَامِ . . . فَأَرْدَفَ بِقَوْلَةٍ (بَلْ لِلْأَمَامِ قُدْرَةً بِأَنْ يُصَرِّحَ لِعَدَدٍ مِنْ وَسَائِلِ اَلْإِعْلَامِ بِصِيَغِ مُخْتَلِفَةٍ لِحَدَثٍ وَاحِدٍ )! ؟ ؟ . . . وَأَظُنُّ أَنَّ اَلْإِمَامَ اَلصَّادِقْ اِكْتَسَبَ هَذِهِ اَلْقُدُرَاتِ اَلْجَاذِبَةِ بِمْرَاسَة لوسَائِلِ إِعْلَامٍ إِقْلِيمِيَّةٍ وَعَالَمِيَّةٍ مُخْتَلِفَةٍ فَجَمَعَ بَيْنَ دِقَّةِ اَلْمَعْلُومَةِ وَالتَّعْبِيرِ وَالتَّصْوِيبِ عَلَى لُبِّ اَلْمَوْضُوعِ . . . رَحِمَ اَللَّهُ اَلْإِمَامِ اَلصَّادِقْ اَلْمَهْدِي . . . فَقْدُ تَعَدُّدِ فَقْدِهِ فِي مَجَالَاتِ شَتَّى . . .

taregybashir@yahoo.com

 

آراء