هجرة الطلاب والمرضي الي مصر: دليل علي فشل الدولة السودانية

 


 

 

منذ بدء الجنيه في الانهيار بعد أن ذاق قليلا من العافية في أواخر عهد حمدوك ، بدأ تكاليف العلاج والتعليم في الارتفاع بشكل جنوني لا يتناسب مع هبوط سعر الجنيه أو مع ارتفاع سعر الدولار . فقد ادي جشع اصحاب المستشفيات والمدارس والجامعات الخاصة التي استشرت وانتشرت نتيجة التدمير الممنهج للمستشفيات ودور التعليم الحكومية بواسطة النظام السابق الهالك ، نقول ادي جشع اصحاب هذه المرافق الحيوية إلي أن يعاني المرضي وطلاب العلم من تعثر شديد في الصحة والتعليم طال أغلب المواطنين بما فيهم ذوو الدخل المتوسط وفوق المتوسط . ولم يتأثر بالغلاء عموما وبارتفاع تكاليف العلاج والتعليم خاصة إلا قلة قليلة تشمل رئيس وأعضاء مجلس السيادة والوزراء وكبار ضباط الجيش والشرطة وكبار المسؤولين في الخدمة المدنية واثرياء التجار.
ووصل تضخم تكاليف العلاج والتعليم حدا جعل الكثير ممن لديه الح الادني من الاستطاعة أن يهاجر الي خارج البلاد مستشفيا أو طالبا تعليم أبنائه حيث التكاليف أقل والمعيشة ارخص والكهرباء والنت بلا انقطاع. سافر الجميع الي مصر وتركيا وأوربا لمن له أقارب هنا او هناك . ولا نبالغ إذا قلنا أن من بين كل عشرة أُسر تجد أربعة قد هاجروا .
هذا أمر محزن جدا ودليل صارخ علي فشل الدولة وغيابها التام عن ضبط سوق العلاج والتعليم الذي يتحكم فيه أصحابها ويجنون أرباحا طائلة وللاسف الأطباء والمعلمين لا حظ لهم من هذه الأموال الكثيرة الا حفنات منها لا يتعدي العشرين في المائة بقول أحد الأطباء الاستشاريين حيث ذكر بأن نصيبه من التكلفة الكلية لأي عملية هي عشرون في المائة أو اقل من ذلك.
وللعلم بأن تكلفة التعليم في مصر مثلا أقل بكثير مما في السودان خاصة بعد الأسعار الجديدة المعلنة والتي وصل التسجيل في بعض المدارس الثانوية الخاصة اكثر من مليون ونصف جنيه (مليار وخمسمئة مليون ) !!.

اللهم إنا نشكو اليك كل مسؤول فرط في مسؤوليته وتسبب في شقاء ومعاناة رعيته. اللهم ابدلنا خيرا منهم .

د محمد علي طه الكوستاوي.
ام درمان
kostawi100@gmail.com

 

آراء