هل كانت مصر القديمة مدينة أم دولة

 


 

 

morizig@hotmail.com

3 يناير 2023
إن الاهتداء الصحيح لموقع مصر القديمة ومعرفة ماهيتها، سيغيِّر كثيراً في دراسة تاريخ منطقة وادي النيل وشعوبها إلا أنّه لن يغير في الحدود الجغرافية التي رسمها الاستعمار شيئاً، فقد أصبحت هذه الحدود للأسف واقعاً دولياً لن تغيره الدراسات التاريخية التي أثبتت بجدارة أن حدود السودان القديمة كانت عند بولاق في قلب القاهرة وقد أثبت هذه الحقيقة بعض المؤرخون العرب وغير العرب في كتبهم وأثبتت الوثائق الرسمية الحديثة قريباً من ذلك أيضاً، وهذا الإمتداد السياسي والحضاري الممتد في عمق الدولة الحالية لا يدع لمصر الجديدة شيئاً تدعيه. فهذه الحدود التي تقلصت من القاهرة الى أسوان جنوباً ثم أخيراً الى حلفا قد خلفت وراءها آثاراً ظاهرة ومغمورة بالمياه وإهرامات وتاريخ عظيم بنى عليه إخوتنا في مصر الحديثة مجدههم بوضع اليد وقوة السلاح وفرض سياسة الأمر الواقع وهو في الحقيقة لغيرهم.

وفي ماهية مصر نجد ابن منظور يقول: "مِصْر هي المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث؛ والمِصْر: واحد الأَمْصار. والمِصْر: الكُورَةُ، والجمع أَمصار. ومَصَّروا الموضع: جعلوه مِصْراً. وتَمَصَّرَ المكانُ: صار مِصْراً. ومِصْرُ: مدينة بعينها". وقال ابن الأَعرابي: " والمِصْران الكوفةُ والبصْرةُ؛ قيل لهما المصران لأَنَّ عمر بن الخطاب (رض) قال: لا تجعلوا البحر فيما بيني وبينكم، مَصِّروها أَي صيروها مِصْراً بين البحر وبيني أَي حدّاً. والمصر: هو الحاجز بين الشيئين." { مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي مادة "مصر"}
وعليه، هل ياترى كانت مصر القديمة مدينة أم دولة كاملة أم مقاطعة في دولة؟ أم ياترى هي مدينة "ممفيس" التي كانت لها أهمية استراتيجية تتنافس عليها الدول وسميت بها كل المنطقة كما ذكر ذلكMr. Chancellor Williams في كتابه القيِّم "تدمير الحضارة السوداء"{Chancellor Williams, The Destruction of Black Civilization, P. 64}
وعلى كلٍ إنَّ "مصرَ" الدولة أو المدينة من ناحية الإعراب علمٌ ممنوعٌ من الصرف (أي ممنوع من التنوين)، والآية التي تقول {اهبطوا مصراً} وقد أُثبِتَت في المصحف بالتنوين، فيجب أن ينصرف المعنى للفهم العام للكلمة الذي يعني أهبطوا أي مصرٍ من الأمصار بمعنى أي أنزلوا أسواق أي مدينة من المدن فستجدوا فيها الثوم والبصل والخيار إلا أنكم لن تجدوا المن والسلوى في تلك الأسواق.
وفي ماهية مصر يقول صاحب مختار الصحاح: إنّ مِصْر هي المدينة المعروفة، تُذكَّر وتؤنَّث . والمُلاحظ أنَّه وصفها بمدينة ولم يصفها بدولة! وقد لاحظت أن القرآن الكريم يؤيد ما ذهب إليه صاحب مختار الصحاح وابن منظور لأنّه وصفها بالقرية على لسان إخوة يوسف، ووصف القرية في القرآن يطلق على المدينة وليس على الدولة وقد جاء ذلك في قولهم لأبيهم: { وَسْـَٔلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِى كُنَّا فِيهَا وَٱلْعِيرَ ٱلَّتِىٓ أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ} أي سل أهل المدينة التي كنا فيها نكتل ونتاجر وهي مدينة مصر. وسميت المدينة قرية لإجتماع الناس فيها وقريتُ الماء إذ جمعته. ولو تتبعنا الأيات التي ذكرت فيها كلمة قرية بالإفراد أو الجمع سنجد جميعها تعني المدينة وهذه بمثابة قاعدة عامة لا يمكن أن تستثنى منها مصر. والآيات التي ذكرت فيها القرية بمعنى المدينة هي التالي فتأملوها:
1- { وَسْـَٔلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِى كُنَّا فِيهَا وَٱلْعِيرَ ٱلَّتِىٓ أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ}
2- { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} أي كم من مدينة أهلكناها.
3- {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
4- {تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}.
5- {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ}
6- {وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ}.
7- {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ}.
8- {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}والخطاب لأهل مكة.
9- {إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}مدينة قوم لوط.
10- {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ}
11- {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا}.
12- {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ{
13- { وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.
14- {وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم} يعني مكة والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتذكُر التوراة في سفر التكوين في الإصحاح الخامس والأربعين أنّ {.. إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر كانت أربع مئة وثلاثين سنة} وجاء فيها أيضاً في الإصحاح الثاني عشر: (هكَذَا يَقُولُ ابْنُكَ يُوسُفُ: قَدْ جَعَلَنِيَ اللهُ سَيِّدًا لِكُلِّ مِصْرَ. اِنْزِلْ إِلَيَّ لاَ تَقِفْ. فَتَسْكُنَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ وَتَكُونَ قَرِيبًا مِنِّي، أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَنُو بَنِيكَ وَغَنَمُكَ وَبَقَرُكَ وَكُلُّ مَا لَكَ. وَأَعُولُكَ هُنَاكَ، لأَنَّهُ يَكُونُ أَيْضًا خَمْسُ سِنِينَ جُوعًا. لِئَلاَّ تَفْتَقِرَ أَنْتَ وَبَيْتُكَ وَكُلُّ مَا لَكَ) ومن الملاحظ من النصوص وقصص التاريخ أن خروج بني إسرائيل كان من مكانٍ واحدٍ ومدينةٍ واحدةٍ هي مدينة مصر كما كان دخولهم فيها، ولم يذكر التاريخ أبداً أن خروجهم كان من مدن متفرقة أو أنهم عاشوا في مدنٍ متفرقة، وبالتالي عندما يقول سيدنا يوسف لأبويه وإخوته {ادخلوا مصر أن شاء الله آمنين} أو يقول لهم: {قَدْ جَعَلَنِيَ اللهُ سَيِّدًا لِكُلِّ مِصْرَ} فيجب أن يصرف الفهم لمعنى المدينة التي هي مصر والتي كان هو وزير اقتصادِها ثم أصبح عمدتها {أي عزيزها} الذي يصدر الإذن بدخولها.
إما فيما يخص حدود السودان القديمة فقد ذكر المؤرّخ الإسلامي اليعقوبي في كتابه "فتوح البلدان صفحة ص . 40" الذي ألفه في القرن التاسع الميلاي أنّ البجة كانت لها تسع ممالك في المنطقة الممتدة بين ميناء مصوع على ساحل البحر الأحمر وأسوان على النيل. وقد أشار اليعقوبي بوضوحٍ تام لحدود الدولة النوبية فقال: " مدينة أسوان العظمى وبها تجار المعادن وهي في الجانب الشرقي من النيل وهي ذات نخلٍ كثيرٍ وزروع وتجارات مما يأتي من بلاد النوبة والبجة. وآخر بلاد الإسلام من هذه الناحية مدينة في جزيرة في وسط النيل يقال لها "بلاق" عليها سور حجارة، ثم حد بلاد النوبة بموضع يقال له القصر على مقدار ميل من بلاق (بولاق في القاهرة)."

وحدود الدولة النوبية هي نفسها تلك الحدود البيجاوية التي ذكرها المؤرخ الإسلامي أبو اسحاق ابراهيم بن محمد الفارسي الاصطخري في كتابه "المسالك والممالك صفحة 39" حيث قال: "وأما مصر فإنّ لها حداً يأخذ من بحر الروم (البحر المتوسط) بين الإسكندرية وبرقة (في ليبيا حالياً)، فيأخذ في براري (الصحارى) حتى ينتهي إلى ظهر الواحات، ويمتد إلى بلد النوبة، ثم يعطف على حدود النوبة في حد أسوان، إلى ارض البجة من وراء أسوان، حتى ينتهي (الحد) إلى بحر القلزم (البحر الأحمرشرقاً) ثم يمتد على بحر القلزم (شمالاً) ويجاوز القلزم على البحر إلى طور سيناء (أي جزيرة سيناء)."

هذه هي حدود مصر الجنوبية كما وصفها الإصطخري في زمانه الذي كان قريباً من زمن الفتوحات الإسلامية. وفي زمن الإحتلال الروماني المسيحي لمصر هاجمت قبائل البجة مصر العليا عدة مرات دفاعاً عن حدودها التي ذكرها الإصطخري والتي تنتهي في أسوان، وكان أشهرها الهجوم الذي وقع في عام 241 ميلادي في عهد الإمبراطور الروماني دسييوس، ونتج عن هذه الهجمات احتلال البجة لمصر العليا عام 268، وظلت تحت حكم البجة حتى عام 275 م، وهاجموها مرة ثانية في عام 425 م-430 م وتطلبت مقاومتهم جهداً عظيماً ومعارك شرسة، وقد نجحت منهم مجموعة تسمى بالبلميين - وهي تسمية رومانية تطلق على عموم البجة أو قبائل محددة منهم- في احتلال مدناً على نهر النيل لمئات السنين هددت منها الوجود الروماني المسيحي في جنوب مصر، وكان ذلك في القرن الثالث الميلادي وقد طردهم ملك النوبة المسيحي سيلكو من ضفاف النيل التي وجدوا فيها الماء والمرعى إلى الصحراء والجبال الشرقية في عام 540 بعد ميلاد السيّد المسيح، وقد قال أ. بول في كتابه "تاريخ قبائل البجة، ص. 51" معلقاً على طردهم: "ولذلك فإنّ منطقة جنوب مصر التي كانت عرضة مستمرة للهجمات البجاوية، أصبحت تتمتع بنوع من الإستقرار"

واستناداً على هذه الحقائق التاريخية قال عالم الآثار والاس بدج: "من أراد أن يتعلم اللغة المصرية القديمة عليه أن يجيد لغة البجة في شرق السودان" { عبد الله أوبشار، الإكنشاف العظيم: الشواهد والدلالات البجاوية والفرعونية، ص 30}. وقال العلامة أ. بول أيضاً في حديثه عن قبيلة العبابدة المصرية تاريخ قبائل البجة، ص. 51: ".... أنّ مجموعاتهم الرعوية في مصر تتحدث لهجة من البداوييت...." والبداوييت لغة من لغات البجة الحيّة وهذا الأثر اللغوي دلالة قوية وتأكيد على ما ذكره المؤرخون العرب فيما يخص وجود البجة السودانيين في تلك المنطقة.

أما بخصوص أصل سكان مصر القدماء فقد ذكر الدكتور أحمد الياس حسين في كتابه المسمى "السودان الوعي بالذات وتأصيل الهوية صفحة 37" في معرض مناقشته لرأي ديودورس الصقلي وبلايني عن الأصول الأثيوبية (السودانية) للمصريين قائلاً: " أما ما ورد في النص عن رأي الأثيوبيين في أصل سكان مصر والذي يقول: "أن الأثيوبيين (أي السود، ويريد هنا السودان الحالي) يقولون إن مصر مستعمرة من مستعمراتنا على اعتبار أن سكانها القدماء جاءوا إليها منهم" فهو رأي مشهور بين الباحثين الذين يرون أن سكان مصر في الأساس نزحوا من جنوب الوادي. وأورد الباحثون الكثير من الأدلة على ذلك ليس من الناحية العرقية فحسب بل كذلك من ناحية حضارية. فتوحيد شطري مصر وبداية عصر الأسرات والحضارة المصرية بدأت في الأساس – كما يرى بعض الباحثين – في منطقة وادي حلفا الحالية ثم اتجهت شمالاً، وقد أثبتت الأدلة الآثارية أن ثقافات وحضارات ما قبل عصر الأسرات في السودان أقدم منها في مصر "
بداياتهم! هل جاءوا من أفريقيا الوسطى أو من داخل آسيا؟ وفقاً لشهادة قدماء المؤرخين شبه الإجماعية فإنّهم ينتسبون إلى سلالةٍ أفريقيةٍ إستقرت أولاً على ضفاف النيل الأوسط، ثم اتجهت تدريجياً (شمالاً) نحو البحر، متتبعة مجرى النهر حتى البحر. لإثبات ذلك فإنَّه يمكن الإستناد على التشابهات الواضحة بين عادات وديانة مملكة مَرَوي وعادات وديانة المصريين. ما هو معلوم بشكلٍ قاطعٍ أنَّ أثيوبيا التي يعرفها الإغريق، والتي لم تسعمرها مصرُ، كانت هي قد استعمرت مصرَ من قبلُ، إبتداءً من الأسرة الحاكمة الثانية عشر ولقرون... " (المؤرخ الفرنسي"ماسبيرو" في كتابه (التاريخ القديم لشعوب الشرق) (المصدر: الأصل الأفريقي للحضارة: أسطورة أم حقيقة، Sheikh Anna Diop)
وفي الختام نقول وبكل بساطة وثقة وفخر أن الآثار التي في مصر الدولة المعاصرة هي جميعها إمتداد للحضارة السودانية القديمة بكل مسمياتها (كوش، أثيوبيا، البجة، النوبة، مروي، سوبا، المقرة...الخ). وإذا كانت كتب التاريخ والوثائق قد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن حدود تلك الدولة السودانية القديمة كانت في بولاق في قلب القاهرة على بعد كيلومترات من الإهرامات، فمن ذا الذي يستطيع أن يقنعنا من بعد ذلك أن تلك الآثار بما فيها أبو الهول صاحب الأنف المشرومة عمداً للتنكير أنّها غير سودانية؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. ومقبل الأيام والسنين ستثبت الكثير والمثير والمدهش في هذا المجال إن كان ذلك من ناحية البحوث العلمية التاريخية أو من ناحية الحفريات والآثار، وكلها ستؤكد بما لا يدع مجالاً للإنكار أو الجدل أن حضارة وادي النيل هي حضارة كوشية سودانية وأن السودان كان مهبط التوراة ومجمع البحرين ومسرح أحداث سيدنا موسى كلها.

 

آراء