ولاية النيل الأبيض والتحديات الكبيرة..!

 


 

 


الواقع بعض الانفصال فرض وضعاً جديداً أفرز وسيفرز تحديات هائلة في وجه ولاية النيل الأبيض، فهي بحكم الجغرافيا، أصبحت ولاية حدودية مع دولة الجنوب.. ورثت حدوداً متوترة وعليها حراستها.. وضبط جماركها.. فالوضع الجديد يضاعف أيضاً المسؤوليات الأمنية على الأجهزة النظامية حتى على مستوى الخطط وعقيدة التعامل، ففي السابق كانت هذه الأجهزة تتعامل مع مشاكل الولاية أما الآن فهي مناط بها التعامل مع دولة..!
لقد شكلت الحركة الكثيفة في أوخر الفترة الانتقالية ضغطاً عالياً على المرافق الصحية والخدمات  وطرق وبيئة الولاية، فالنيل الأبيض تمثل معبراً لحركة الناس والبضائع إلى الجنوب عبر مينائي كوستي وربك النهريين فضلاً عن  الطرق البرية إلى أعالي النيل وشمال بحر الغزال، فهذه الحركة الكثيفة حتماً أثرت سلباً على طرق الولاية مما يقلل من عمرها الافتراضي ...!
وشهدت أيضاً الولاية حركة نزوح من المناطق المتاخمة للولاية مع الجنوب التي تدهور فيها الاستقرار بعد الانفصال  فالأعداد الكبيرة للنازحين من أعالي النيل إلى عمق الولاية خاصة إلى ربك  بأسرهم وأبنائهم وضعوا أمام الولاية مسؤولية إيجاد مدارس لأبنائهم بالإضافة إلى مهمة رفع القدرة الاستيعابية  للمستشفيات إلى جانب توفير خدمات المياه و الكهرباء وغيرها من الأساسيات المطلوبة يومياً للناس...
فالارتفاع المفاجئ للكثافة السكانية بسبب النزوح أو عبور المغادرين إلى الجنوب من شأنه رفع معدلات الجريمة أو الاحتكاكات والبطالة وأحداث تلويث هائل للبيئة خصوصاً في حال قلة المرافق الصحية (الحمامات)، فالمعطيات المشار إليها تضاعف الأمراض والجهد على عاتق الأجهزة الشرطية والصحية معاً ...
إن التحديات المشار إليها ستؤثر بشكل مباشر على مشاريع التنمية بالولاية وستكون خصماً على ميزانيتها وتؤدي أيضاً إلى تدني مستوى الخدمات في بقية مناحي الاحتياجات الضرورية لإنسانها..
إذن الوضع الجديد والتحديات الماثلة الآن أمام حكومة الولاية يتطلب تعاملاً استثنائياً وذلك بتوفير ميزانية خاصة كميزانية موازية لميزانية الولاية ويتم ذلك بالتنسيق مع الحكومة المركزية حتى لا يتضرر إنسان النيل الأبيض من الوضع الجديد وتضيع ميزانية تعليمه وصحته وتنمية وتطوير ولايته.
ولتحقيق ذلك، يجب على حكومة النيل الأبيض عقد ورشة علمية  متخصصة لبحث  وضع النيل الأبيض الجديد ما بعد الانفصال، فالولاية الآن بما لديها من إمكانيات في تقديري متواضعة  تعدّ في مواجهة دولة  يقف خلفها المجتمع الدولي ببنوكه الضخمة وترسانته العسكرية الهائلة فضلاً عن أجهزة أمنية معروفة بإمكانياتها التقنية المتقدمة اللامحدودة .. فواجبي أنا ابن النيل الأبيض يحتم على حمل هذا الهم وتنبيه المسؤولين بتلك المخاطر وهي كما أعتقد قد لا تفوت عليهم .   


M. Sharafeldin [msharafadin@hotmail.com]

 

آراء