ولدت باسنانها .. وكلها اصرار في اصرار … بقلم: د. ابومحمــد ابوامــنة
ولدت في لندن وباسنانها في ذكري ثورة اكتوبر المجيدة وأكدت يوم منذ ساعة ميلادها اصرارها وتصميها علي اقتلاع نظام الجبروت والطغيان والرمي به في مذبلة التاريخ وتحقق آمال شعبنا في بناء سودان حر ديموقراطي متآخي تحقق فيه كل القوميات طموحاتها في العيش في سعادة ومساواة .. لا تسيطر فيه قومية علي اخري.. سودان دون حروب واقتتال وسفك دماء.
مندوبو المؤتمر التأسيسي للجبهة العريضة يشكلون كوكبة من الفرسان تحمل اعلي نياشين البطولة والثبات علي اكتافها, فيهم خريجو بيوت الاشباح ومعسكرات الاعتقال حيث تعرضوا لصنوف عذاب لم تشهد البشرية مثله عبر التاريخ, تعرضوا لقطع الاطراف والاضراس وفقع العيون ونزع الاعضاء التناسلية والضرب المتواصل دون هوادة وللاغتصاب والتجويع والحرمان من الاكل والماء والنوم والكي بالسجائر والتعرض لصعقات الكهرباء, لكن رغم ذلك ثبتوا علي مبادئهم ودخلوا التاريخ من اوسع ابوابه فعلق التاريخ علي اكتافهم نياشين الجدارة والبطولة.
فيهم ابطال القوات المسلحة رفقاء الفريق نمر، واللواء عثمان ادريس، و الكدرو، وكرار، والعقيد قسام والعميد عصمت ، وخوجلي, ممن قالوا للطغمة الحاكمة لا لاذلال الشعب وحملوا السلاح في وجهها في شهر رمضان من عام .1990 .. وان فشلوا بالامس في اسقاط النظام الاجرامي فهم اليوم اكثر اصرارا علي مواصلة الطريق, هم ليسوا لوحدهم فيقف معهم اليوم مناضلون اشداء يمثلون كل الطيف السياسي السوداني, منهم الاتحادي والماركسي وحزب الامة والبعثي والاتحاد الفيدرالي والبعثي والناصري وفرسان الحركات المسلحة كالتحرير والعدل والمساواة وم.البجا وقوي التحالف الديموقراطي.
تضم الجبهة العريضة الي جانب ذلك مشردي الخدمة المدنية وسياسيين عرفوا بتاريخ ابيض ناصع ممن صارعوا كل الانظم الاستبدادية ووقفوا الي جانب الحركة الجماهيرية, ففيهم حكام اقاليم ووزراء وبرلمانيون وسفراء وقادة نقابيون واعلاميون وقانونيون وطلاب وعمال ومزارعون.
جاءت وفود الجبهة العريضة من كل بقاع العالم ... من استراليا, وامريكا .. واروبا ودول الخليج ..وكل الاقطار الافريقية.
الا انهم حين جلسوا يتفاكرون اختفت الخلافات الايدلوجية والانتماءات الحزبية, وتوحدت الرؤية في ضرورة انقاذ الوطن من هذا النظام المتعفن الاستبدادي. قرروا ان يضعوا يدا علي يد لدكه والرمي به في مذبلة التاريخ مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
كان بينهم الشيوخ ممن تجاوزوا السبعين والشبان دون الثلاثين, الا ان الاصرار والحزم والعزم كان يبدو علي وجوههم جميعا.
قرروا بالاجماع اسقاط النظام, قرروا ولاتفاوض مع عصابة الانقاذ.
كان بينهم احفاد المك نمر والنجومي وبابكر بدري وعثمان دقنة وابوعنجة وسلاطين دارفور والجبال,منهم من سار علي طريق جوزيف قرنق وعبد الخالق, منهم من تربي علي ثورية الازهري وعلي عبد الرحمن ونورالدين, منهم من تأثر بثورية البعث والفكر الناصري.
كما وهب الاجداد حياتهم فداء للوطن فان هذا الجيل أكد سيره علي نفس الطريق الملئ بالتضحيات ونكران الذات, أكدوا اصرارهم لاقتلاع نظام هذه الشرذمة الاجرامية الجشعة, .. اكدوا اصرارهم لبناء السودان الجديد.
مشردو القوات المسلحة وابطال ثورة رمضان تواقون للمواجهة ...
الذراع الطويلة قالت المجرم لن ولن يفلت منا هذه المرة..
ورفاق الشهيد لبسوي من مناضلي البجا قالوا انهم علي نفس الدرب سائرون ولدك النظام جاهزون.
وباونين قال من الداخل نحن معكم...
المزارعون في الجزيرة اول من لبي النداء.
التاريخ يعلمنا انه عندما تتحرك الكتل البشرية في اصرار لدك الديكتاتورية وتقدم التضحيات تلو التضحيات فلابد للظلم ان ينهار .. ولابد للفجر ان يشرق .. ولابد للقيد ان ينكسر.
الويل للانقاذ من ذلك اليوم.
انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
drabuamna [abuamnas@gmail.com]