يوليو 76 ما اكثر العبر
د. عمار ابراهيم كارا
2 July, 2023
2 July, 2023
يصادف ذكري حركة 2يوليو 1976وهي الانتفاضه المسلحه ان صح الوصف قادتها فصائل الجبهة الوطنيه التي تضم حزب الامه والحزب الاتحادي وجماعة الاخوان المسلمين وهي حركة مسلحه استهدفت السيطره علي العاصمه الخرطوم لتغيير نظام جعفر نميري وتشكلت اغلبية القوات من طائفة الانصار الذين هاجرت اعداد كبيره منهم في اعقاب قصف الجزيره ابا بالطيران في مارس عام1970 الي الاراضي الاثيوبيه ولاحقا الي ليبيا وانتظموا في معسكرات .تصادف هذا العام مرور 78 يوما علي محنة السودان الوجوديه الكبري بالحرب التي اندلعت في الخامس عشر من ابريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في معركه قاصمه لظهر الدوله السودانيه مفتوحه علي اسوا المآلات الممكنه في قطر هش التكوين الاجتماعي .
عند المقارنه بين الحركتين باستصحاب اختلاف السياقات الزمانيه والسياسيه التي حدثت فيها تلك الاحداث يوجد بعض التشابه بينهما يمكن اجماله في النقاط التاليه:-
اولا:كلاهما عمل مسلح استهدف تغيير السلطه في الخرطوم.
ثانيا: تحقق لكليهما في غضون سويعات قليله سيطره علي معظم الوحدات العسكريه في الخرطوم دون ان يؤدي ذلك الي نصر سريع وتحقيق اهداف التحرك.
ثالثا: كلا الحركتين تنظيم خارج الجيش السوداني وإن كان الدعم السريع يعتبر قوه نظاميه .ومن المؤكد انه يوجد تنسيق مع تنظيم او جماعه في داخل الجيش السوداني مكمله لهذا التحرك عجزت لاسباب ما عن دعم التحرك في الوقت المناسب.
رابعا : السيطره علي الاذاعه والتلفزيون الرسميين وهما صوت الدوله وجزء هام من ادوات اسباغ الشرعيه والسيطره لكن كلا الحركتين لم تستفد من ذلك .لجات حركة 76. لاستخدام مكبرات الصوت المحموله والدعم السريع الي وسائل التواصل الاجتماعي.
خامسا: تم وصف تحرك 76 بالغزو الاجنبي او المرتزقه وهو وصف وجد صدي كبيرا حتي انها لازالت توصف بذلك حتي الان كانه اسم رسمي لها ويمكن ان يصنف ذلك الوصف للحركه -مستفيده من ان معظم جنود الحركه من اطراف السودان وانهم غريبون عن المركز ربما بسحناتهم او السنتهم – من اسباب هزيمة الحركه وتكوين جدار نفسي اعاق التلاحم الشعبي.يتكرر ذلك الوصف الآن ضد مقاتلي الدعم السريع وهو ادعاء لا يمكن الاستيثاق منه لان الحدود السودانيه مفتوحه ويوجد تداخل سكاني كبير ومجوعات اثنيه مشتركه لكنه ايضا يجد صدى كبيرا وتاثير سلبي ضد الحركه في المركز فهم يبدون غرباء عليه.
سادسا: كلا الحركتين ترفع شعار الديمقراطيه كهدف لتحركهما.
سابعا: نجاة راسي النظام نميري والبرهان والمجموعات القياديه من التصفيه او الاعتقال .
هذا التشابه الجزئى لا يعني ان الحركتين متشابهتان انما اوردته ليستبين الفوارق الجوهريه بينهما لا احصيها لكني اعدد منها التالي.
اولا : كانت حركة 76حركة منضبطه جدا رغم انها ليست نظاميه فاستخدمت القوه العسكريه في اضيق نطاق وانعدمت فيه التجاوزات فلم تسلب مواطنا حقا او تتخذ المدنيين دروعا بشريه وحتي حين ظهر قصور في الامداد لم تلجا للنهب او السرقه بل صبروا علي حساب ارواحهم.
ثانيا: كانت القوه المسانده بالاسلحه الثقيله قادره علي تحقيق نصر بكلفه عاليه باقتحام الخرطوم او اطالة امد الصراع والتحصن مثلا باحد عواصم غرب السودان لكن فضلت حقن االدماء وقد كان ذلك اختيارا مسئولا وليس اضطرارا.
ان الاختلاف في سلوك الحركتين يرجع لاسباب بنيويه في التكوين والتسليح والعقيده القتاليه واسباب قياديه فوجود قياده سياسيه مسئوله في 76 جنب البلاد اراقه الدماء والتدمير وتقييم وتقويم التدخل الاجنبي لصالح الوطن وما انفك الكثيرون يبدون اعجابهم بنماذج قياديه من خارج الوطن وبين ظهرانينا تجارب سياسيه طاهرة وفريده نسهو عنها.
لا بد من التشديد ان هناك حدود للحرب النفسيه فاستخدام عبارات مثل اجانب ومرتزقه في السودان مثل استخدام قنابل نوويه فاثرها لا يدمر العدو فقط بل يرتد اثرها الي الابرياء والي مطلقها نفسه في بلد كالسودان ثري التنوع ويملك قوميات واثنيات مشتركه .سيؤدي الامعان في استخدام هذة المفردات الي اتساع الحرب اكثر من حسمها .
من المؤسف انه لا توجد مراجعه نقديه شامله لحركة 76 بمشاركه من فصائلها مجتمعه او بواسطة حزب الامه الفصيل الرئىسي وراس الرمح في الحركه حتي الآن بل روايات متناثره كل من وجهة نظره ان من المهم جدا مثل هذه المراجعات ليست محاكمه لافراد عن قصور في عمل او سوء تقدير بل للاعتبار بها وحفظ الدور لاولئك الابطال الذين اظهروا نموذجا قيميا رفيعا وشجاعة وتضحيه وبلاء .
ammarmohammed2@gmail.com
//////////////////////////
عند المقارنه بين الحركتين باستصحاب اختلاف السياقات الزمانيه والسياسيه التي حدثت فيها تلك الاحداث يوجد بعض التشابه بينهما يمكن اجماله في النقاط التاليه:-
اولا:كلاهما عمل مسلح استهدف تغيير السلطه في الخرطوم.
ثانيا: تحقق لكليهما في غضون سويعات قليله سيطره علي معظم الوحدات العسكريه في الخرطوم دون ان يؤدي ذلك الي نصر سريع وتحقيق اهداف التحرك.
ثالثا: كلا الحركتين تنظيم خارج الجيش السوداني وإن كان الدعم السريع يعتبر قوه نظاميه .ومن المؤكد انه يوجد تنسيق مع تنظيم او جماعه في داخل الجيش السوداني مكمله لهذا التحرك عجزت لاسباب ما عن دعم التحرك في الوقت المناسب.
رابعا : السيطره علي الاذاعه والتلفزيون الرسميين وهما صوت الدوله وجزء هام من ادوات اسباغ الشرعيه والسيطره لكن كلا الحركتين لم تستفد من ذلك .لجات حركة 76. لاستخدام مكبرات الصوت المحموله والدعم السريع الي وسائل التواصل الاجتماعي.
خامسا: تم وصف تحرك 76 بالغزو الاجنبي او المرتزقه وهو وصف وجد صدي كبيرا حتي انها لازالت توصف بذلك حتي الان كانه اسم رسمي لها ويمكن ان يصنف ذلك الوصف للحركه -مستفيده من ان معظم جنود الحركه من اطراف السودان وانهم غريبون عن المركز ربما بسحناتهم او السنتهم – من اسباب هزيمة الحركه وتكوين جدار نفسي اعاق التلاحم الشعبي.يتكرر ذلك الوصف الآن ضد مقاتلي الدعم السريع وهو ادعاء لا يمكن الاستيثاق منه لان الحدود السودانيه مفتوحه ويوجد تداخل سكاني كبير ومجوعات اثنيه مشتركه لكنه ايضا يجد صدى كبيرا وتاثير سلبي ضد الحركه في المركز فهم يبدون غرباء عليه.
سادسا: كلا الحركتين ترفع شعار الديمقراطيه كهدف لتحركهما.
سابعا: نجاة راسي النظام نميري والبرهان والمجموعات القياديه من التصفيه او الاعتقال .
هذا التشابه الجزئى لا يعني ان الحركتين متشابهتان انما اوردته ليستبين الفوارق الجوهريه بينهما لا احصيها لكني اعدد منها التالي.
اولا : كانت حركة 76حركة منضبطه جدا رغم انها ليست نظاميه فاستخدمت القوه العسكريه في اضيق نطاق وانعدمت فيه التجاوزات فلم تسلب مواطنا حقا او تتخذ المدنيين دروعا بشريه وحتي حين ظهر قصور في الامداد لم تلجا للنهب او السرقه بل صبروا علي حساب ارواحهم.
ثانيا: كانت القوه المسانده بالاسلحه الثقيله قادره علي تحقيق نصر بكلفه عاليه باقتحام الخرطوم او اطالة امد الصراع والتحصن مثلا باحد عواصم غرب السودان لكن فضلت حقن االدماء وقد كان ذلك اختيارا مسئولا وليس اضطرارا.
ان الاختلاف في سلوك الحركتين يرجع لاسباب بنيويه في التكوين والتسليح والعقيده القتاليه واسباب قياديه فوجود قياده سياسيه مسئوله في 76 جنب البلاد اراقه الدماء والتدمير وتقييم وتقويم التدخل الاجنبي لصالح الوطن وما انفك الكثيرون يبدون اعجابهم بنماذج قياديه من خارج الوطن وبين ظهرانينا تجارب سياسيه طاهرة وفريده نسهو عنها.
لا بد من التشديد ان هناك حدود للحرب النفسيه فاستخدام عبارات مثل اجانب ومرتزقه في السودان مثل استخدام قنابل نوويه فاثرها لا يدمر العدو فقط بل يرتد اثرها الي الابرياء والي مطلقها نفسه في بلد كالسودان ثري التنوع ويملك قوميات واثنيات مشتركه .سيؤدي الامعان في استخدام هذة المفردات الي اتساع الحرب اكثر من حسمها .
من المؤسف انه لا توجد مراجعه نقديه شامله لحركة 76 بمشاركه من فصائلها مجتمعه او بواسطة حزب الامه الفصيل الرئىسي وراس الرمح في الحركه حتي الآن بل روايات متناثره كل من وجهة نظره ان من المهم جدا مثل هذه المراجعات ليست محاكمه لافراد عن قصور في عمل او سوء تقدير بل للاعتبار بها وحفظ الدور لاولئك الابطال الذين اظهروا نموذجا قيميا رفيعا وشجاعة وتضحيه وبلاء .
ammarmohammed2@gmail.com
//////////////////////////