مع الأستاذ / محمود محمد طه الذي إغتيل مرتين!!
سلام يا .. وطن
*يصادف اليوم الثامن عشر من يناير 2019 الذكرى الرابعة والثلاثين للإغتيال الأول للمعلم الشهيد الأستاذ محمود محمد طه ، الذى مضى فداءً لهذا الشعب العظيم يوم أن إستحرت على مضجعه شموس القهر المايوي والذي احتاج لمن يتقدم لفدائه،لم ينظر الاستاذ لتلامذته ولا انكفأ على ذاتية تجعله يتعلق بحبال الخنوع ليحافظ على سلامته بل راى ان سلامه في ان يتقدم بروحه فداءاً لهذا الشعب العظيم،وما اشبه الليلة بالبارحة فإن قدر هذا الشعب ان يبقى دائما في حاجة الى فداء فإن سلطة مايو التي اذاقته سوء العذاب تصدى لها الاستاذ محمود بكل جسارة مضى هو وسقطت هي ذلك السقوط المدوي والذي جاءت به الإنتفاضة.
*وخلال ثلث القرن الماضي منذ ذهاب الفداء الكبير وانجلاء الدكتاتورية الغاشمة الا انها اسلمتنا لجماعة جرائم مايو قياسا بها لاتشكل شيئا وجاءت الانتفاضة وكالعادة تمت تصفيتها مكسبا اثر مكسب على ايدي الطائفية والقوى الرجعية التي سلمت البلاد للانقاذ التي اوصلتنا بدورها لهذا المستنقع الذي لم نستطع خروجا منه حتى يومنا هذا ،والانكى والامّر هو ان حفنة من تلامذة الاستاذ محمود الرجل الذي آثر ان يكون الفداء ، خرج قبيل ممن تتلمذوا على يديه ليبشروننا انهم من اهل الهبوط الناعم،ومن المتماهين مع غلاة الاسلاميين قالوا انهم يحاورونهم ويجادلونهم ويؤانسونهم ويفتخرون بحيازة الجنسية الامريكية ببينما شبابنا في الذكرى الرابعة والثلاثين لاغتيال الاستاذ الاول واستشرافه للاغتيال الثاني بالتنكر له ولمواقفه التى أضاءت عمق التاريخ ، ويظل شباب اهل السودان يصفعون الهبوط الناعم ودعاته ورعاته صفعة قوية بمواقفهم الصلبة من اجل التغيير ،ومن عجب ان الجرأة تدفع بهؤلاء الذين تولوا عند الزحف لياتوا الان ويبثوا تسجيلات عبر الوسائط ويحدثوننا عن حكومة تكنوقراط ويتوزعون المناصب ويعتبرون انفسهم المسيح المنتظر لهذا الشعب والشعب المعلم يكتب تاريخه بالدم ويظل شبابنا يواجه العنف بالعنفوان فماذا فعل اصحابنا وهم يوادون الاسلاميين ويبشرون بأنهم فهموا الاستاذ محمود وفكرته وكلهم اعلم بان ما يقولونه هو مجرد لقاح سياسي وليد طموحات كسيرة وحسيرة .
*ان هذه الذكرى التي تمر بنا في هذا الظرف الدقيق من مسيرة اهل السودان فاننا نستلهم روح الشهيد المعلم الاستاذ محمود محمد طه ونقدر انه الان ينظر من عليائه للاغتيال الثاني والخذلان المبين من الذين يزايدون بسيرته ومسيرته ويعملون جاهدين على ان يحيلوا الفكرة الانسانية الكبرى بكل بشرياتها وتحياتها للانسان الذي يمتخض في احشاء البشرية وقد اشتد بها الطلق ليتنفس عن صبح الميلاد،عفوا ابي الاستاذ محمود قد خذلناك مرتين وابن ذي الجوشن فعلها مرتين وظل التوابين يلبسون رداء الحكومة الانتقالية يأتونها من وراء البحار ونبقى نحن من المنتظرين العاملين على ان يأتي الحل من هؤلاء الشباب الملهم والذي يريد ان يصنع من تراب هذا البلد بلد والولد فيهم بألف ولد وسلام عليك يا فدائنا الكبير وضوءنا المنير وبصمة في مسيرة الوجود محمولة في مشاعل النور..ويا سودان اذ ما النفس هانت اقدم للفداء روحي بنفسي..وسلام يا اااااوطن ..
سلام يا
أحبك ياوطن تظل برغم الاوجاع في حواشي القلب متونه والهامش مكتوب على صحائف الملكوت انك انت ظلنا الظليل ومحبتنا الخالدة والكلمات الباقيات الصالحات، فلا زخات الرصاص ولا فساد المفسدين ولا حملة مشاعل الوجع لم ولن يستطيعواعبر التاريخ النيل منك ..وسلام يا
الجريدة الجمعة 18 يناير 2019