قبل أن نعرض رأي الوهابية السودانيين وتطبيقهم الحرفي له بامتناعهم عن المشاركة في المظاهرات، لأنه: لا يجوز الخروج على الحاكم.
نسأل: كيف يتم يتم تنصيب الحاكم في عالم اليوم؟ الجواب : يتم انتخابه في عملية تصويت نزيهة حرة، وفي بلد ديمقراطي يحكمه القانون المستظل بالدستور، وتكون للحاكم صلاحيات محدّدة ويحكم لفترة سنوات محددة، وهو مسؤول أمام برلمان منتخب، يراقبه ويحاسبه، وصحافة حرة ، وحرية تعبيير مكقولة، ونظام قضائي مستقل.
أما الانقلاب العسكري فهو مرض يصيب الدولة والمجتمع، ويتحول إلى كارثة ووصمة عار، وقد ثبت ذلك بالتجربة المؤلمة، وصار العالم كله يتجه إلى استئصاله، حدث ذلك في باكستان وتركيا وإيران، وانتهت انقلابات صدام وعيدي أمين وبوكاسا ومنقستو والقذافي و23يوليو ونيجريا. فلماذا يحرم السودان من حقه الذي سعى إليه وحققه مرتين من قبل، وها هو يستعيد عافيته من المرض الوبيل. الوهابيه إنما يدافعون عن نظم حاكمة في الخليج والجزيرة العربية، فإن خرجوا ضد البشير فمعناها أنهم يخرجون ضد أولياء أمرهم. ومقولتهم ليست آية في القرآن. تدل على انعزالهم عن الواقع وأنهم يرددون مقولات قديمة عفى عليها الزمن، وهي أصلاً، مخالفة للدين. وأنهم يخافون من مُموِّليهم ولا يخافون الله. أئمة المسلمين مثل مالك، فقد جُلد لمناصرته ثورة النفس الزكية وقوله بأن لا بيعة في أعناق الناس لبني العباس الذين وصلوا السلطة بالقهر عنوة فقال: ليس على مُكرهٍ طلاق. أبو حنيفة مات في السجن! الشافعي سيق مقيدا ماشيا على قدميه من اليمن إلى بغداد لمناصرته ثورة العلويين.! ابن حنبل جُلد وسجن، لمناوأته الحالم، وما قضية خلق القرآن إلا تُكأةً مفتعلة. وزيد إمام المذهب الزيدي قُتل وصُلب! ابن تيمية مات في السجن. الدولة السعودية التي قاومها محمد علي باشا بفظاظة وقسوة كانت خروجا على سلطان المسلمين الباب العالي في تركيا. الخروج على البشير الظالم الطاغوت الذي جاء قهراً هو أمر واجب على كل سوداني وسودانية. والوهابية الذين امتنعوا عن المشاركة في المظاهرات، باسم الدين، إنما يكذبون على الله، و يقولون للبنات بمفهومهم هم وهو متخلف : أمشن حاربن إنا هاهنا قاعدون. الكهنوت يسقط بس.