الجالية السودانية في تورنتو تتشرف بتكريم المبدع المدهش الدكتور بشري الفاضل
حسين الزبير
في البداية لا بد من تحية وشكر مستحق للمكتب الثقافي في الجالية بقيادة الاستاذ احمد الطاهر ولجنتها التنفيذية بقيادة رئيسها الاستاذ نزار عشر، حيث كانت دورتهم حافلة بالمناسبات الثقافية المبهرة، ونشاط لم ينقطع ابدا، لذا فانني اتمني (ولا اطالب) ان ينالوا ثقة الجمعية العمومية لدورة اخري ، اقتداءا بديمقراطية الرئاسة في الولايات المتحدة.
تجربتي الشخصية في قراءة ابداعات الدكتور بشري، انك احيانا تضحك بصوت عال، واحيانا ينتابك حزن لما يصوره لك من صورمن المجتمع السوداني، واحيانا تحتار في معني كلماته فتعيد قراءة الجمل التي حيرتك. واسعدني كثيرا ان اقرأ للاستاذ كمال الجزولي الآتي في تقديمه لديوان "هضلبيم" : (فإذا كنت قارئ بشرى المفضَّل، وأعملت عقلك ووجدانك، سواءً في نصوصه السردية أو في قصائده، فإنك ستلفى نفسك، لا محالة، محتشداً، في لحظة ما، بألم إنساني يهصر قلبك هصراً، حتى لتكاد تشرق بالغصص، وتختنق بالعبرات؛ لكن مفارقة عبثيَّة مشحونة بالسُّخرية اللاذعة سرعان ما تباغتك، وسط كلّ هذا الحزن الثقيل، لتفجّر لديك، لا الضحك وحده، وإنما، أيضاً، الوعي بحقيقة هذا الألم، وبأصله المركوز في صميم العلاقات الاجتماعيَّة المختلة، فما تلبث أن ترتقي بتفكيرك، رويداً رويداً، من مرتبة (السَّاخط العدمي) إلى مرتبة (الثوري الإنساني(!، فهذا تعبير ادق لما اردت ان اقوله.
تتميز ابداعات بشري ، بل تتفرد احيانا، بتناوله الخاص في التعبير عن فكرته ، وذلك ما يسميه اجد اصدقائه بموجته الخصوصيه! انه مبدع لا شك لا ينتمي "للديلفينيين" اؤلئك الذين ينتظرون جائزة الهتاف علي ابداعهم فورا. هو من ذلك المبدعون الذين يحدثون تغييرا في القارئ، مثل ان يكتشف احد اعضاء قبيلة الانسان الحيوان انه يتمرغ في الوحل من حبه لذاته وسيطرة شهواته عليه، عندما يقرأ لبشري، فيغتسل ويهرول لقبيلة الانسان الانسان ويصل لمرتبة (الثوري الانساني).
كانت ليلة التكريم تدور حول هذه المعاني، من المتحدثين الحضور، ومن الذين تمكنوا من الاطلالة علينا من السودان ومن روما بفضل التكنولوجيا.
احد الذين عاصروه في المملكة العربية السعودية ذكر ان بشري كان له صالون يلتقي فيه محبو ابداعه ومحبو الانس الجاد الهادف، وانا اقترح علي الاستاذ احمد الطاهر ان يرتب للقاء دوري مع الدكتور بشري في الجالية.
والآن وقد زال كابوس قبيلة الانسان الحيوان ، نتطلع لقراءة ابداعات تناسب مرحلة البناء، وتربية شباب الثورة علي الايثار ونكران الذات.
نحمد الله علي نعمه لاهل السودان، ونحمده علي اجل النعم: نجابة الابناء ، وما اعظم نجابة الدكتور بشري الذي وصفه الاستاذ كمال الجزولي: (بشرى المشوق الشائق، القلق المقلق). رب نسالك ان تمن عليه بالصحة والعافية وطول العمر ان شاء الله.
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين
hussain772003@yahoo.com