(بلوم الغرب) رحل بهدوء وترك وراءه الابتسامة والسماحة وحب الجماهير

 


 

 

إبان عملي كمعلم في ( الغرة ام خيرا بره وجوا ) الأبيض في السبعينات كان السودان ( شامة ) في كافة الميادين ففي دنيا الرياضه خطف الأضواء هلال ٧٠ وحاز فريقنا القومي لاول مرة كأس إفريقيا بقيادة نجم النجوم الكابتن أمين زكي وبرز وليم اندرية ومع زملائه الميامين حصل فريقنا في كرة السلة علي كأس العرب بالكويت وفي المسرح تألق مكي سنادة وكوكبة من أبطال الخشبة وخرجت الي العلن مسرحيات كالعقد النضيد طوقت جيد بلادنا الحبيبة المعطاءة ومازلنا نتذوق حلاوة الأعمال العبقرية بنكهة الفل والياسمين والقرنفل ومن منا لم تبهره ( نحن نفعل هذا أتعلمون لماذا ) ؟! و ( البراويز ) وكلنا انفعلنا وتجاوبنا وبكينا مع ( ابو العباس محمد طاهر وصفوان عبد الرحيم وتحية زروق والأسطورة مكي سنادة في ( خطوبة سهير ) وغيرهم الذين أجبروا الشعب بأسره علي اقتطاع جزءا من وقتهم ومالهم لارتياد المسرح ( ابو الفنون ) .
كانت المديريات لا تقل بحال عن الاحوال عن العاصمة الخرطوم في كافة المجالات وفي الأبيض كان جمعة جابر وكان له معهد يعلم فيه النشيء اصول الموسيقي وكان للأغنية الكردفانية فعل السحر في كافة أرجاء البلاد وحمل هذا التراث الغالي الي الإذاعة القومية ليعم خيره الجميع واضطلع بالمهمة ومازال الأستاذ المعلم الدكتور عبد القادر سالم الذي لم يكتف فقط ويحصر درر كردفان داخل حدود الوطن بل عبر الي أوروبا ورأينا الخواجات في النمسا وغيرها يتمايلون معه طربا واستحسانا .
وسط كل هذه الباقات الملونة والفنون والآداب التي كانت متدفقة في بلادنا من أقصاها إلى أقصاها سطع نجم ابن بارا البار بأهله وبني وطنه عبد الرحمن عبدالله وكانت الأبيض به سعيدة وسعيد بها وكم عطر لياليها بصوته الشجي المبهر وأطرب كافة القطاعات وشهدت البان جديد لقاءات زاهية طروبة له مع أبناء خور طقت الذين احبوه من الاعماق ورددوا معه الحانه التي تنفذ مباشرة للقلب من غير بروتوكول ولا استئذان .
توزع عبد الرحمن عبدالله مابين الأبيض والعاصمة ملبيا الواجب الفني هنا وهنالك وبذل الجهد مخلصا ليكون في خدمة الوطن ونجح ايما نجاح وصارت أعماله ذات النكهة المميزة علي كل لسان وقد غني لكافة الاذواق وقلد المعلمة وشاحا من الدر والياقوت والذهب النضار وجاءت ( المعلمة نور لبلادا ) نشيدا متفردا يستحق أن يسمعه التلاميذ كلما أطل فجر طابور الصباح .
الراحل عبد الرحمن عبد الله عاني في الآونة الأخيرة من وطأة الداء العضال وصبر كالجبال وفارق الدنيا الفانية بنفس راضية مطمئنة تحفه دعوات الصالحين وأسرته وعموم أهل البلاد فقد كان نعم الأخ والصديق والفنان الذي سعي في أن يدخل الفرحة علي الجميع رحمه الله وجعل الجنة متقلبه ومثواه .
و ( انا لله و انا اليه راجعون ) .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
يترحم علي ابن البلاد حلو الشمايل طيب الخصال رقيق المشاعر الفنان الذي أسعد الجميع بفنه الراقي وذوقه العالي الراحل عبد الرحمن عبدالله .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء