الإنقلابيون لا يوفرون الأمن.!
الطيب الزين
25 April, 2022
25 April, 2022
الأمن مفهوم كبير يشمل تدابير كثيرة.
ركيزته الأساسية هي (العدل) كما قال الهرمزان، رسول كسرى، الذي وجد سيدنا عمر أبن الخطاب، نائماً تحت ظل شجرة.
فقال مقولته المشهورة: "حكمت فعدلت، فأمِنت، فنمت يا عمر".
إنطلاقاً من هذا الفهم، نتساءل هل من الحكمة أن ننتظر ممن قتل الثوار في مقر الإعتصام، في نهاية شهر رمضان عام ٢٠١٩م، ببشاعة وإنتقام منقطع النظير.
وعطل مسيرة التحول، وحل حكومة الثورة بجرة قلم دون إحترام لإرادة الشعب، ممثلة في الإتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في أغسطس من ذات العام، مدعوماً بوثيقة دستورية التي أتفق على أن تكون حاكمة للفترة الإنتقالية.
وحل لجنة إزالة التمكين وإعتقل أغلب أعضائها.!
ليس هذا فقط، بل ضحى بكل المكاسب التي حققتها الحكومة الإنتقالية، أبرزها إزالة أسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإعادته إلى منظومة التعامل الدولي السياسية والإقتصادية مصحوبة بتخفيف الديون وإلغاء جزءاً كبيراً منها.
هل هناك وصفة للخراب أكثر من هذا ...؟
إذن، ليس من الحكمة أن ننتظر من هؤلاء الإنقلابيين، تحقيق العدل الذي هو نقيض طبيعتهم وعقليتهم وسلوكهم.
الحكمة تفرض على جميع قوى الثورة التنسيق والعمل المشترك للمضي قدماً نحو تحقيق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والسلام، لتخطي عقبة الإنقلاب المشؤوم، وإستعادة سلطة الشعب، كي تتوفر أجواء مؤاتية لمعالجة الخلل البنيوي في هيلكة الدولة السودانية، ونقلها من مفهومها الجغرافي الساكن المتشظي، إلى مفهومها الوطني والإنساني والسياسي الفاعل، القادر على مخاطبة جذور الأزمة الوطنية، التي أقعدت الدولة عن أداء دورها ووظيفتها، الأمر الذي أدى إلى إتساع دائرة الجهل والتخلف والفقر، وتأجيج حدة الصراع مما دفع أعداد كبيرة من السودانيين للغربة والهجرة، بدوافع سياسية وإقتصادية، ما زالت قائمة.!
نتيجة إستمرار نهج الإستبداد والفساد الذي إستأثر بالسلطة والثروة، مدعوم بخطاب ديني إنتهازي ظلامي، يعتمد منطق الغاية تبرر الوسيلة، الذي أوصل الطاغية عمر البشير السلطة في عام ١٩٨٩م، دون تفويض من الشعب، وإستمر في الحكم، حتى تضخمت أناه، وظن نفسه من الخالدين فيها..!
ليس هذا فحسب بل طالب بعض الإنتهازيين بتفصيل دستور يسمح له البقاء في الحكم مدى الحياة.!!!
فقال الطاغية المخلوع، وقتها: نحن جئنا إلى السلطة بالبندقية ومن أراد أن ينتزعها منا عليه مواجهتنا في الميدان.
هذا المنطق المتخلف، القائم على الغدر والخيانة، لم يبن دولة في الماضي، ولن يفعل مستقبلاً، بل يسوقها نحو المزيد من التردي الأمني والتشظي السياسي والإنهيار الإقتصادي.
بناء السودان الجديد يتطلب صحوة وطنية شاملة، تُمكن الشعب من تخطي عقبة الإنقلابات العسكرية وفضح وتعرية الخطابين الديني الإنتهازي الظلامي، والعنصري البغيض.
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
////////////////////////
ركيزته الأساسية هي (العدل) كما قال الهرمزان، رسول كسرى، الذي وجد سيدنا عمر أبن الخطاب، نائماً تحت ظل شجرة.
فقال مقولته المشهورة: "حكمت فعدلت، فأمِنت، فنمت يا عمر".
إنطلاقاً من هذا الفهم، نتساءل هل من الحكمة أن ننتظر ممن قتل الثوار في مقر الإعتصام، في نهاية شهر رمضان عام ٢٠١٩م، ببشاعة وإنتقام منقطع النظير.
وعطل مسيرة التحول، وحل حكومة الثورة بجرة قلم دون إحترام لإرادة الشعب، ممثلة في الإتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في أغسطس من ذات العام، مدعوماً بوثيقة دستورية التي أتفق على أن تكون حاكمة للفترة الإنتقالية.
وحل لجنة إزالة التمكين وإعتقل أغلب أعضائها.!
ليس هذا فقط، بل ضحى بكل المكاسب التي حققتها الحكومة الإنتقالية، أبرزها إزالة أسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإعادته إلى منظومة التعامل الدولي السياسية والإقتصادية مصحوبة بتخفيف الديون وإلغاء جزءاً كبيراً منها.
هل هناك وصفة للخراب أكثر من هذا ...؟
إذن، ليس من الحكمة أن ننتظر من هؤلاء الإنقلابيين، تحقيق العدل الذي هو نقيض طبيعتهم وعقليتهم وسلوكهم.
الحكمة تفرض على جميع قوى الثورة التنسيق والعمل المشترك للمضي قدماً نحو تحقيق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والسلام، لتخطي عقبة الإنقلاب المشؤوم، وإستعادة سلطة الشعب، كي تتوفر أجواء مؤاتية لمعالجة الخلل البنيوي في هيلكة الدولة السودانية، ونقلها من مفهومها الجغرافي الساكن المتشظي، إلى مفهومها الوطني والإنساني والسياسي الفاعل، القادر على مخاطبة جذور الأزمة الوطنية، التي أقعدت الدولة عن أداء دورها ووظيفتها، الأمر الذي أدى إلى إتساع دائرة الجهل والتخلف والفقر، وتأجيج حدة الصراع مما دفع أعداد كبيرة من السودانيين للغربة والهجرة، بدوافع سياسية وإقتصادية، ما زالت قائمة.!
نتيجة إستمرار نهج الإستبداد والفساد الذي إستأثر بالسلطة والثروة، مدعوم بخطاب ديني إنتهازي ظلامي، يعتمد منطق الغاية تبرر الوسيلة، الذي أوصل الطاغية عمر البشير السلطة في عام ١٩٨٩م، دون تفويض من الشعب، وإستمر في الحكم، حتى تضخمت أناه، وظن نفسه من الخالدين فيها..!
ليس هذا فحسب بل طالب بعض الإنتهازيين بتفصيل دستور يسمح له البقاء في الحكم مدى الحياة.!!!
فقال الطاغية المخلوع، وقتها: نحن جئنا إلى السلطة بالبندقية ومن أراد أن ينتزعها منا عليه مواجهتنا في الميدان.
هذا المنطق المتخلف، القائم على الغدر والخيانة، لم يبن دولة في الماضي، ولن يفعل مستقبلاً، بل يسوقها نحو المزيد من التردي الأمني والتشظي السياسي والإنهيار الإقتصادي.
بناء السودان الجديد يتطلب صحوة وطنية شاملة، تُمكن الشعب من تخطي عقبة الإنقلابات العسكرية وفضح وتعرية الخطابين الديني الإنتهازي الظلامي، والعنصري البغيض.
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
////////////////////////