هل ابو ناموسة اول سائق تاكسى اجرة فى السودان؟
خالد البلولة
1 September, 2022
1 September, 2022
*اذكر إننى إلتقيت الاستاذ عبد الحميد عثمان محجوب فى فى العام ٢٠٠٢م بالمنطقة الصناعية بالخرطوم والرجل من منطقة تبج بالولاية الشمالية وعمه حسن محجوب اول عضو لمجلس الشيوخ بالسودان وكان حينها ينتظر انتهاء سيارته من الصيانة وبعد التعارف سالنى مارايك ايها الإعلامى ان تلتقى اقدم سائق تاكسى فى السودان ؟؟ لم اتردد قلت له:(طوالى) وكانت من اجمل الصدف .
*اثناء الونسة عرفت انه علم من اعلام التربية والتعليم فى بلادنا ومن تلامذته الصحفى البارع حسن ساتى ورجل الاعمال حسن تاج السر الذى هدى اليه منزلا بضاحية السجانة يتجاوز سعره يومذاك ٧٠٠ مليون ج والطبيب النطاسى عبد السلام جريس اختصاصى النساء والتوليد واخرين كثر .
*يقول الاستاذ عبد الحميد عثمان محجوب( فى شارع السجانة بالنص وبالقرب من استديو (فوتو جونيك) يقع منزل محمد الحسن ابو ناموسة وهو منزل سودانى بسيط، اشتراه ابو ناموسة بمبلغ ١٨ ج ،زرته فى ذات العام ٢٠٠٢م مع برنامج مساء الخير فى تلفزيون السودان ويومها قد بلغ ابو ناموسة من العمر تسعين عاما ..ويعد مم اوائل سائقى التاكسى فى السودان .
سر اسم ابو ناموسة :-
*يحكى محمد الحسن ابوناموسة انه ولد فى منطقة المحمية بديار جعل عام ١٩١٢م وجاء الخرطوم صغيرا وبدا يبيع بضاعته على حمار ويضع على ظهر حماره قطعة من القماش اشبه بالناموسية تفاديا للشمس ومن هنا جاء اسم ابو ناموسة ولست مستيقنا من صحة رواية اللقب لتقادم السنوات ..
*يروى ابوناموسة انه شهد مولد عدد من القيادات السياسية منها مولد محمد عثمان الميرغني وحضر عقيقته وكان ينقل الناس بسيارته لمباركة المولود وذكر انه كان ينتظر الشريف حسين الهندى لساعات طويلة واحيانا الشريف يسرح مع (جماعته)على حد قوله واظل منتظره حسب طلبه(انتظرتى ماتفوت).
الرخصة الحديد :-
*عمل محمد الحسن سائقا للتاكسى فى مطلع ثلاثينيات القرن واستخرج اول رخصة سنة ١٩٣٦م وكانت الرخصة من الحديد، ودائرية في شكل ريال،وعليها أرقام باللغة الانجليزية والعربية، وفي العام (1949) تم تغيير الرخصة الحديدية إلى دفتر ورقي، به ثلاث لفات.
*يحكى ابو ناموسة (أن حركة التاكسى فى منطقة الخرطوم كانت بين برى حيث سرايا الشريف الهندى وبين مناطق الخرطوم الديوم ومستشفى الخرطوم وشارع الجمهورية والمشاوير الى امدرمان عن طريق كبرى النسل الابيض او الى مدينة بحرى عبر كبرى الحديد حيث تذهب الى السادة الميرغنية.
ويقول ابوناموسة :-تعد ام ضوابان هى ابعد منطقة يذهب اليها التاكسى يومذاك فى الثلاثينيات والاربعينات.
*يسكن ابوناموسة فى حى السجانة ويتذكر انه اشترى هذا المنزل الذى يقيم فيه مع اسرته بثمانية عشر جنيها وكان أخر منزل فى حى السجانة.وبعده لا توجد الا بيوت الرى المصرى.
ملاحظة من الكاتب :- هناك مناطق الرميلة واللاماب ..هل هى مناطق قديمة ام حديثة ؟!!
#التفرغ للمرضى والموتى :-
*اشتهر عن ابو ناموسة انه لايسمح لاى امراة أن تركب بجواره فى المقعد الامامى،قلت له سمعت أنك لا تسمح للمراة أن تجلس فى المقعد الامامى قال ( ايوه)!
سالته :لماذا؟
قال :-(المراة اذا ركبت بجوارك ممكن تعمل ليك مشكلة ولذلك لا اسمح لاى امراة ان تركب بجوارى ويمكنها ان تركب فى المقعد الخلفى بوجود محرم.)
*ويتفرغ ابوناموسة منذ العاشرة ليلا حتى السادسة صباحا لليوم التالى لحمل المرضى الى المستشفيات او الوفيات فالمتوفى يجب اكرامه والاسراع فى دفنه.
وقال:- (اقف من العاشرة ليلا الى السادسة صباحا فى باب المستشفى لمساعدة الناس ،قد تجد امراة فى حالة مخاض وقد تكون اسرتها ليس لديها أموال لإستجار سيارة فواجبى ان اقوم بمساعدتها وقد تجد اسرة توفى شخص عزيز لديها بعد مكوث فترة فى المستشفى ولا اتقاضى اجرا مقابل الحالات التى ذكرتها مهما كلفنى الامر ..فالمرؤة واجبة.
موقف انسانى لابى ناموسة :-
*ويروى فى هذا السياق موقفا ظل عالقا بذاكرته (كنت اقف فى المستشفى وطلب منى مرافقا ان احمل له جثمانا الى قريته بالجزيرة والجو كان ممطرا وشاتيا ولَم اتردد فى ذلك وحملتهم الى وجهتهم وكانت المسافة بعيدة جدا،فوصلنا مع الفجر وتم قبر الرجل)وبعد ضيافتى واكرامى سالونى عن أجرتى فقلت:- لهم لا اتقاضى اجرا عن حمل الجثامين او المرضى ،وحلفت طلاقا ان لا اتقاضى مليما واحدا او اى شيئا اخر وصارت بينى وبينهم علاقة ممتدة الى اليوم وصاروا يغشون منزلى كلما عادوا الى الخرطوم لانجاز مهمة من المهام فيحملون الذرة والقمح والسمن وخروف الاضحية.
* وظلت شرطة المرور بولاية الخرطوم تكرم ابو ناموسة كل عام باعتباره السائق المثالى حيث لم تحرر ضده اى مخالفة مرورية منذ العام ١٩٣٦ الى لحظة تقاعده ١٩٩٦م.وكان سيارته التاكسى تعود الى ماركة الهيلمان.
* كرمه الاعلامى متوكل كمال فى برنامجه امسيات بعد اختياره السائق المثالى فى العام ١٩٨٧م .
* ترك منهجا فريدا وتجربة انسانية وسيرة حسنة يحكى بها للاجيال القادمة .. .له الرحمة والمغفرة .
khalidoof2010@yahoo.com
///////////////////////
*اثناء الونسة عرفت انه علم من اعلام التربية والتعليم فى بلادنا ومن تلامذته الصحفى البارع حسن ساتى ورجل الاعمال حسن تاج السر الذى هدى اليه منزلا بضاحية السجانة يتجاوز سعره يومذاك ٧٠٠ مليون ج والطبيب النطاسى عبد السلام جريس اختصاصى النساء والتوليد واخرين كثر .
*يقول الاستاذ عبد الحميد عثمان محجوب( فى شارع السجانة بالنص وبالقرب من استديو (فوتو جونيك) يقع منزل محمد الحسن ابو ناموسة وهو منزل سودانى بسيط، اشتراه ابو ناموسة بمبلغ ١٨ ج ،زرته فى ذات العام ٢٠٠٢م مع برنامج مساء الخير فى تلفزيون السودان ويومها قد بلغ ابو ناموسة من العمر تسعين عاما ..ويعد مم اوائل سائقى التاكسى فى السودان .
سر اسم ابو ناموسة :-
*يحكى محمد الحسن ابوناموسة انه ولد فى منطقة المحمية بديار جعل عام ١٩١٢م وجاء الخرطوم صغيرا وبدا يبيع بضاعته على حمار ويضع على ظهر حماره قطعة من القماش اشبه بالناموسية تفاديا للشمس ومن هنا جاء اسم ابو ناموسة ولست مستيقنا من صحة رواية اللقب لتقادم السنوات ..
*يروى ابوناموسة انه شهد مولد عدد من القيادات السياسية منها مولد محمد عثمان الميرغني وحضر عقيقته وكان ينقل الناس بسيارته لمباركة المولود وذكر انه كان ينتظر الشريف حسين الهندى لساعات طويلة واحيانا الشريف يسرح مع (جماعته)على حد قوله واظل منتظره حسب طلبه(انتظرتى ماتفوت).
الرخصة الحديد :-
*عمل محمد الحسن سائقا للتاكسى فى مطلع ثلاثينيات القرن واستخرج اول رخصة سنة ١٩٣٦م وكانت الرخصة من الحديد، ودائرية في شكل ريال،وعليها أرقام باللغة الانجليزية والعربية، وفي العام (1949) تم تغيير الرخصة الحديدية إلى دفتر ورقي، به ثلاث لفات.
*يحكى ابو ناموسة (أن حركة التاكسى فى منطقة الخرطوم كانت بين برى حيث سرايا الشريف الهندى وبين مناطق الخرطوم الديوم ومستشفى الخرطوم وشارع الجمهورية والمشاوير الى امدرمان عن طريق كبرى النسل الابيض او الى مدينة بحرى عبر كبرى الحديد حيث تذهب الى السادة الميرغنية.
ويقول ابوناموسة :-تعد ام ضوابان هى ابعد منطقة يذهب اليها التاكسى يومذاك فى الثلاثينيات والاربعينات.
*يسكن ابوناموسة فى حى السجانة ويتذكر انه اشترى هذا المنزل الذى يقيم فيه مع اسرته بثمانية عشر جنيها وكان أخر منزل فى حى السجانة.وبعده لا توجد الا بيوت الرى المصرى.
ملاحظة من الكاتب :- هناك مناطق الرميلة واللاماب ..هل هى مناطق قديمة ام حديثة ؟!!
#التفرغ للمرضى والموتى :-
*اشتهر عن ابو ناموسة انه لايسمح لاى امراة أن تركب بجواره فى المقعد الامامى،قلت له سمعت أنك لا تسمح للمراة أن تجلس فى المقعد الامامى قال ( ايوه)!
سالته :لماذا؟
قال :-(المراة اذا ركبت بجوارك ممكن تعمل ليك مشكلة ولذلك لا اسمح لاى امراة ان تركب بجوارى ويمكنها ان تركب فى المقعد الخلفى بوجود محرم.)
*ويتفرغ ابوناموسة منذ العاشرة ليلا حتى السادسة صباحا لليوم التالى لحمل المرضى الى المستشفيات او الوفيات فالمتوفى يجب اكرامه والاسراع فى دفنه.
وقال:- (اقف من العاشرة ليلا الى السادسة صباحا فى باب المستشفى لمساعدة الناس ،قد تجد امراة فى حالة مخاض وقد تكون اسرتها ليس لديها أموال لإستجار سيارة فواجبى ان اقوم بمساعدتها وقد تجد اسرة توفى شخص عزيز لديها بعد مكوث فترة فى المستشفى ولا اتقاضى اجرا مقابل الحالات التى ذكرتها مهما كلفنى الامر ..فالمرؤة واجبة.
موقف انسانى لابى ناموسة :-
*ويروى فى هذا السياق موقفا ظل عالقا بذاكرته (كنت اقف فى المستشفى وطلب منى مرافقا ان احمل له جثمانا الى قريته بالجزيرة والجو كان ممطرا وشاتيا ولَم اتردد فى ذلك وحملتهم الى وجهتهم وكانت المسافة بعيدة جدا،فوصلنا مع الفجر وتم قبر الرجل)وبعد ضيافتى واكرامى سالونى عن أجرتى فقلت:- لهم لا اتقاضى اجرا عن حمل الجثامين او المرضى ،وحلفت طلاقا ان لا اتقاضى مليما واحدا او اى شيئا اخر وصارت بينى وبينهم علاقة ممتدة الى اليوم وصاروا يغشون منزلى كلما عادوا الى الخرطوم لانجاز مهمة من المهام فيحملون الذرة والقمح والسمن وخروف الاضحية.
* وظلت شرطة المرور بولاية الخرطوم تكرم ابو ناموسة كل عام باعتباره السائق المثالى حيث لم تحرر ضده اى مخالفة مرورية منذ العام ١٩٣٦ الى لحظة تقاعده ١٩٩٦م.وكان سيارته التاكسى تعود الى ماركة الهيلمان.
* كرمه الاعلامى متوكل كمال فى برنامجه امسيات بعد اختياره السائق المثالى فى العام ١٩٨٧م .
* ترك منهجا فريدا وتجربة انسانية وسيرة حسنة يحكى بها للاجيال القادمة .. .له الرحمة والمغفرة .
khalidoof2010@yahoo.com
///////////////////////