بناء جسور الأمل .. قوس الحريات ليمر الوطن
حمد الناير
20 March, 2023
20 March, 2023
alnaierhamad20@gmail.com
اجتماع حزب الأمة القومي والحزب الشيوعي السوداني واتفاقهما على العمل سويا حول قضية الحريات إجتماع يستحق الإشادة ومبعث للأمل والتفاؤل. كما نعلم جميعا، يتفق الحزبان العريقيان حول قضية الديمقراطية وإستعادة الحكم المدني ويختلفان في الوسيلة، فالامة أحد موقعي الاتفاق الإطاري بينما يرفض الشيوعي الاتفاق الإطاري جملة وتفصيلا ويدعو للتغيير الجذري. لم يمنع الاختلاف الكبير حول وسيلة التغيير من الإلتقاء حول قضية الحريات والتعهد امام الشعب وجماهير الحزبين بالعمل من أجلها. يبدو لى أن قضية حق المواطن السوداني في الحياة كأقدس الحقوق ودم الشباب السوداني المسفوح كل يوم في ساحة طلب الحقوق هي القضية التي دفعت قادة الحزبين لهذا الاجتماع وهذا التعهد. هذا ديدن الحكمة السودانية الموروثة فهذا الخلاف (الجذري) لم يمنع رجال ونساء الحزبين من الوقف كتفا لكتف في بيت (البكاء) السوداني العريض لوقف موت الشباب - بلا يومهم - الذى كاد أن يصير ملمحا من ملامح الحياة اليومية في السودان.
وبالتأكيد الحق في الحياة واسطة العقد في سلسلة الحقوق، لذا شكل الدافع لقادة الحزبين للتحرك تجاه قضية الحريات. فحلقات سلسة الحقوق تمسك برقاب بعضها البعض: حق التعبير وحق التجمع وحق االتظاهر وحق حرية العمل النقابي..الخ كلها تلتقى عند الحق في الحياة فمع كل مطالبة بحق من هذه الحقوق كان لشعبنا دم مسفوح وشهيد. الرائع في إجتماع الأمة والشيوعي هو القدرة على العمل سويا رغم الخلاف وهذا في حد ذاته تمرين على الديمقراطية، بل هو جوهر الديمقراطية. ولعل هذا يشجع احزاب وحركات اخرى للجلوس معهم، رغم الخلاف، ومد الايدي لهم والعزم والعمل معهم فقط تجاه قضية الحريات، لا أكثر ولا أقل، وهذا كثير، وفي نفس الوقت ابسط ما يستحقه شعبنا من أحزابه. للاحزاب السودانية بأس عظيم في وحدتها ونفوذ اخلاقي مهول على المجتمع يتفجر عندما تجتمع على قضية واحدة.
في الغالب الأعم أن المنافحة حول قضية واحدة أكثر حظا في التحقق من محاولة الاتفاق حول رؤية كاملة للكون والحياة وقضايا الحكم. لكن في نهاية الأمر يقع النجاح في هذه القضية الواحدة موقعه كلبنة راكنة وراسية في هذا البناء للبيت الكبير الذي يحلم به الجميع كل على طريقته. حركات الحقوق المدنية انتهجت هذا الاسلوب النضالي، التركيز حول قضية واحدة فقط، تحت ظل واقع صعب وموانع ثقافية تليدة لكن في نهاية الأمر انتصرت لانها تمكنت من هز ضمير المجتمع وإيقاظه في هذا الخضم. وفي تقديرى ان مجمل نضال شعبنا واحزابه منذ الدكتاتورية الاولى والى الآن منصب حول قضية الحقوق المدنية والحريات في الاساس. ولعله جدير بالتذكر أن العديد من حركات الحقوق المدنية رغم الاختلاف بينها في الرؤية والتاكتيك والاستراتيجية إنتهجت مرارا نهج الوحدة والنضال من أجل قضية واحدة دون غيرها -ليست متانسية لخلافاتها - وكان انتصارها في هذه القضية خطوة للأمام.
حقيقة أعتقد انه قد بان تاريخيا وفي وقت مبكر بأس الاحزاب السودانية في حالة التوحد من أجل قضية واحدة وبان نفودها الاخلاقي على المجتمع حال وحدتها وإن كان ذلك في لحظات نادرة اذكر منها النضال ضد الجمعية التشريعية عام 1948 بل أن وحدة الاحزاب تجاه قضية الاستقلال نفسه قد كان نضال موحدا تجاه قضية واحدة ولعل في ذاك الخضم برز شعار (تحرير لا تعمير) والذي يمكن القول في قراءة مختلفة له أنه تجلى لقضية التركيز على قضية واحدة. وكأن لسان حال الآباء تحت ظل موجة ثقافة حركات التحرر الوطني آنذاك يقول: " لا احد يرفض تعمير بلده لكن دعونا اولا أن نتخلص من غول الاستعمار ."
مبادرة الحزب الشيوعي وحزب الأمة تفتح الطريق امام بناء الجسور للأحزاب السودانية للعمل سويا رغم اختلافاتها تجاه قضايا الحريات والحقوق وعلى رأسها الحق في الحياة. ينبغى أن تخرج هذه المبادرة من دوائر الحزبين لتضم احزاب وحركات اخرى. إن هذه المبادرة لن تعطل حزب الأمة من المضى قدما في استكمال الخطوات نحو التوقيع النهائي للاتفاق الاطاري ولن تمنع الحزب الشيوعي من استكمال التحضير لما يدعو اليه من تغيير جذري وينطبق ذلك على جميع الاحزاب والحركات التي يمكن أن تنضم اليها. فقط على الاحزاب أن تتحمل وطأة الخلاف حول القضايا الاخرى وأن تعمل بصبر حول القضية التي تواضعت عليه.
في نهاية الأمر الاحزاب هي وحدها القادرة على أن تتجاوز بمبادراتها وتعهداتها حيز القيادة والعبور بها لقواعدها ومؤيديها وجماهيرها وهذه القواعد والجماهير بدورها لا حد لطاقتها عندما تؤمن بعدالة وجدية الخطب الذي تواجهه.
اجتماع حزب الأمة القومي والحزب الشيوعي السوداني واتفاقهما على العمل سويا حول قضية الحريات إجتماع يستحق الإشادة ومبعث للأمل والتفاؤل. كما نعلم جميعا، يتفق الحزبان العريقيان حول قضية الديمقراطية وإستعادة الحكم المدني ويختلفان في الوسيلة، فالامة أحد موقعي الاتفاق الإطاري بينما يرفض الشيوعي الاتفاق الإطاري جملة وتفصيلا ويدعو للتغيير الجذري. لم يمنع الاختلاف الكبير حول وسيلة التغيير من الإلتقاء حول قضية الحريات والتعهد امام الشعب وجماهير الحزبين بالعمل من أجلها. يبدو لى أن قضية حق المواطن السوداني في الحياة كأقدس الحقوق ودم الشباب السوداني المسفوح كل يوم في ساحة طلب الحقوق هي القضية التي دفعت قادة الحزبين لهذا الاجتماع وهذا التعهد. هذا ديدن الحكمة السودانية الموروثة فهذا الخلاف (الجذري) لم يمنع رجال ونساء الحزبين من الوقف كتفا لكتف في بيت (البكاء) السوداني العريض لوقف موت الشباب - بلا يومهم - الذى كاد أن يصير ملمحا من ملامح الحياة اليومية في السودان.
وبالتأكيد الحق في الحياة واسطة العقد في سلسلة الحقوق، لذا شكل الدافع لقادة الحزبين للتحرك تجاه قضية الحريات. فحلقات سلسة الحقوق تمسك برقاب بعضها البعض: حق التعبير وحق التجمع وحق االتظاهر وحق حرية العمل النقابي..الخ كلها تلتقى عند الحق في الحياة فمع كل مطالبة بحق من هذه الحقوق كان لشعبنا دم مسفوح وشهيد. الرائع في إجتماع الأمة والشيوعي هو القدرة على العمل سويا رغم الخلاف وهذا في حد ذاته تمرين على الديمقراطية، بل هو جوهر الديمقراطية. ولعل هذا يشجع احزاب وحركات اخرى للجلوس معهم، رغم الخلاف، ومد الايدي لهم والعزم والعمل معهم فقط تجاه قضية الحريات، لا أكثر ولا أقل، وهذا كثير، وفي نفس الوقت ابسط ما يستحقه شعبنا من أحزابه. للاحزاب السودانية بأس عظيم في وحدتها ونفوذ اخلاقي مهول على المجتمع يتفجر عندما تجتمع على قضية واحدة.
في الغالب الأعم أن المنافحة حول قضية واحدة أكثر حظا في التحقق من محاولة الاتفاق حول رؤية كاملة للكون والحياة وقضايا الحكم. لكن في نهاية الأمر يقع النجاح في هذه القضية الواحدة موقعه كلبنة راكنة وراسية في هذا البناء للبيت الكبير الذي يحلم به الجميع كل على طريقته. حركات الحقوق المدنية انتهجت هذا الاسلوب النضالي، التركيز حول قضية واحدة فقط، تحت ظل واقع صعب وموانع ثقافية تليدة لكن في نهاية الأمر انتصرت لانها تمكنت من هز ضمير المجتمع وإيقاظه في هذا الخضم. وفي تقديرى ان مجمل نضال شعبنا واحزابه منذ الدكتاتورية الاولى والى الآن منصب حول قضية الحقوق المدنية والحريات في الاساس. ولعله جدير بالتذكر أن العديد من حركات الحقوق المدنية رغم الاختلاف بينها في الرؤية والتاكتيك والاستراتيجية إنتهجت مرارا نهج الوحدة والنضال من أجل قضية واحدة دون غيرها -ليست متانسية لخلافاتها - وكان انتصارها في هذه القضية خطوة للأمام.
حقيقة أعتقد انه قد بان تاريخيا وفي وقت مبكر بأس الاحزاب السودانية في حالة التوحد من أجل قضية واحدة وبان نفودها الاخلاقي على المجتمع حال وحدتها وإن كان ذلك في لحظات نادرة اذكر منها النضال ضد الجمعية التشريعية عام 1948 بل أن وحدة الاحزاب تجاه قضية الاستقلال نفسه قد كان نضال موحدا تجاه قضية واحدة ولعل في ذاك الخضم برز شعار (تحرير لا تعمير) والذي يمكن القول في قراءة مختلفة له أنه تجلى لقضية التركيز على قضية واحدة. وكأن لسان حال الآباء تحت ظل موجة ثقافة حركات التحرر الوطني آنذاك يقول: " لا احد يرفض تعمير بلده لكن دعونا اولا أن نتخلص من غول الاستعمار ."
مبادرة الحزب الشيوعي وحزب الأمة تفتح الطريق امام بناء الجسور للأحزاب السودانية للعمل سويا رغم اختلافاتها تجاه قضايا الحريات والحقوق وعلى رأسها الحق في الحياة. ينبغى أن تخرج هذه المبادرة من دوائر الحزبين لتضم احزاب وحركات اخرى. إن هذه المبادرة لن تعطل حزب الأمة من المضى قدما في استكمال الخطوات نحو التوقيع النهائي للاتفاق الاطاري ولن تمنع الحزب الشيوعي من استكمال التحضير لما يدعو اليه من تغيير جذري وينطبق ذلك على جميع الاحزاب والحركات التي يمكن أن تنضم اليها. فقط على الاحزاب أن تتحمل وطأة الخلاف حول القضايا الاخرى وأن تعمل بصبر حول القضية التي تواضعت عليه.
في نهاية الأمر الاحزاب هي وحدها القادرة على أن تتجاوز بمبادراتها وتعهداتها حيز القيادة والعبور بها لقواعدها ومؤيديها وجماهيرها وهذه القواعد والجماهير بدورها لا حد لطاقتها عندما تؤمن بعدالة وجدية الخطب الذي تواجهه.