حميدتي… مسيح الذكاء الإصطناعي الذي ظهر!

 


 

 

ظلت البشرية منذ أكثر من ألفي عام تنتظر ظهور المسيح ليملأ الأرض عدلاً بعدما مُلئت جوراً...وتجلت ظاهرة المسيح عبر حقب في شخصية المهدي المنتظر الذي يظهر في كل قرن أو أكثر لتصحيح مسار العقيدة من الإندثار في مفاتن الدنيا وملذاتها ،فهذه الظاهرة تؤمن بها تقريباً كافة طوائف الديانات السماوية...ففي أعقاب القرن التاسع عشر ظهر مهدي السودان فإلتف الناس حوله وتحركت كتل بشرية جارفة من كافة أركان السودان من أجل مناصرته في تحرير البلاد من الإستعمار التركي ،وقد إستطاع تأسيس أول دولة وطنية على جغرافيا السودان الحديث،فكرة المهدي المنتظر ماهى إلا حالة تأمل وتشبث بأمل الخلاص من واقع مرير،أو حالة يأس ومحاولة التخلص منه،خاصة إذا كانت هناك عوامل قوية أثرت في فقدان دافعية الاستمرار لانجاز عمل ما...وتسيطر فكرة المهدي المنتظر على العقول في حال غياب قائد ما أو إندثار قيم دينية أو إجتماعية تسببت في إزاحتها أخرى لا تتسق ومبادئ وقيم المجتمع ،فتظل أنظار المجتمع متقدة إعتقاداً وإستشرافاً نحو ظهور المهدي المنتظر...
أشعل غياب حميدتي نيران الاشاعات بضراوة فإنتشر خبر وفاته في كل الاسافير مما أثار التساؤلات في وسائل الاعلام دون إجابات فاصلة من مستشاريه ...وإنخرط خصومه في التهكم على منسوبي الدعم السريع لتقليل من معنوياتهم القتالية ،غير أن شراسة المعارك لم تهدأ في لجة الشائعات،بل سارت بنفس وتيرتها وكأن شيئا لم يكن رغم وابل الشائعات التي إستصحبها البعض بصور لشخص متوفى لاضفاء مصداقية للأخبار الكذوبة!
ظهور حميدتي يوم الجمعة،قطع قول كل خطيب،وأخمد نيران الاشاعات حول وفاته،ويعتبر ظهوره دفعة معنوية قوية لقواته كما انها تمثل ضربة وتبين عجز الاستخبارات العسكرية التي إستكانت لما راج في الاسافير فلم تجتهد وتأتي بالخبر اليقين...
يمثل ظهور الرجل بكامل عافيته وفي بحر هائج من جنوده تعتبر هزيمة معنوية وإعلامية داوية لإعلام الفلول وصدمة مروعة لهم...
تشكيك البعض في حقيقية فديو حميدتي أمر متوقع وحتمي يهدف التقليل من قيمته،فقد اجتهد بعضهم في نقد الفديو فنينا،ولكن حتى إذا إفترضنا أن ظهور حميدتي كظهور مسيح إصطناعياً ...! ،فلماذا لا توظف الاستخبارات العسكرية ذات التكنلوجيا لاخراج البرهان من البدروم لخداع الخصوم لفك الحصار عن القيادة العامة ...إن مقدرة انصار حميدتي على إستخدام هذه التقنية تعد ميزة في صالحهم ،وفي تقديري لا يوجد ما يمنع الجيش من إستخدام ذات التكنلوجيا طالما هو من درب هذه القوات وجيشها،فكل هذه المعطيات ،تبين بجلاء أن القتال بين الطرفين في الأيام القادمة بعد ظهور حميدتي، سيزداد ضراوة على المستويين العسكري والسياسي والاعلامي .

msharafadin@hotmail.com
////////////////////////////

 

آراء