الحردلو (26) من مغرب الغِنوات..لاعِن شروقن..!!

 


 

 

هنا تزدحم الصور الشعبية وامثال الناس السائرة مع قضايا "عصر القدّال" التي ليست هي قضايا وشؤون "زمن الحردلو":
روِّح يابا
روّح يابا..وابقا قفاك لا تعاين
ولا تعاين على موطاك
ولا تندم علي خَطواً تملّي مشيتو لي قِدام
وابقا العاتي زي سُنطتنا..
زي صبراً نلوك فوق مرّو..زي الزاد
ولا شيتاً نزل في الجوف...
ولا بيرجع..ولا بينزاد
وأركز للتجيبها الريح
تقيف إنتا ويشيلها الريح..!
**
وأبقا العاتي ..أبقا العاتي والدرب الوراك مسدود
شيل شيلتك بقيت لي النص..
لا حلماً يجيب البر...ولا حدّود
وانبليت
أختا الرمله.. ما تقع المكان الهش
الممطوره ما بتبالي من الرش
**
يوم الوَعِد
يا حليوه فيك الدنيا ما كانت شروق
إلا الارض متكشّفه ومتبلّمه
نعمنو من خير الخريف لافحالا شال
يوم الوعَد منطرحه خضرا..وفرحه دوب..تتشابا لي عين الشمس
يوم الوَعِد
من بت حليوه ..النفس بيضا..كذا الحليب
والروح مشحتفه في البلود الفيها ريحتك..
للبعود من فزعة الغربه البساسق فوقا..مو راجع ..
ولا بلحيل قريب
الروح مشحتفه في الحبيب
**
لو شفتي كيف يوم الوعِد
كيف إنو مترامي الغمام
والقمري زغرَد لي البلوم
والنسمه هبّت مرتين
والإيد تسالم في الايدين
والأم تقالد فوق جناها تشمّو زيييييين
وحليوه صاحيه..حليوه صاحيه
حليوة ضاحيه..كذا النسيم يوم الوَعِد
والدنيا غيم
وحليوه جد جد يا ولد..
قول لي البلد: قايل غناوي الحُزن ليش..؟
شايل مساديرك مجامر دمع ليش..؟
ليش يا بلد والناس تريد
والدنيا كُل مانريد..تزيد..
تملا الايدين..تفرح تهِش
تفرح..تهِش..تملا الإيدين...
**
هنا تحدث (المكاتفة) بين الحردلو الكبير والقدّال حتى في نمط المربوع quatrain)) وهو "الاستنازا Stanza ذات المصارع الأربعة) دعك من أنفاس البادية:
مَرَقن صباحاً جيت..من عين بروقِن
خايفات مهاوي الصيد..خايفين حروقِن
هِن فوقنا متسابحات..وعيونّا فوقِن
مرقن من الجايات..ختمًن مروقِن

من مغرب الغنوات..لا عِن شروقن
تابّات مع البنوت..لازمات عشوقِن
شبلنّو متسابقات..متساوي روقِن
شيلاً بلا خيلاً ..والعزّه طوقِن

نخلاً بلا شعراً..والنيل عروقِن
ما برّدن فاترات..يوم حرّ سوقِن
ما قبّلن حارنات..خوف البسوقِن
دَمَرنْ شعاب الروح..في يوم نشوغن..!
**
ويمتح القدال من ترنيمة (البنينة) طقوس العرس و(لكل عريس بنينته) التي تنشدها الأمهات والفتيات وتحمل البسملة والتثنية بذكر النبي ثم (الشكرة) والدعاء والفأل الطيّب..وكأنها ترنيمة تقديم وتقدير لقيمة العريس (appraisal) ومدحه بما ينطوي عليه من شمائل والتغني بمخايل أهله وعشيرته؛ ثم حشد الأمنيات له ولعروسه بالسعادة والهناء والأيام الطيبة..!
وللبنينة تنغيمة ميلودية معروفة تتخلّل جميع مقاطعها جرى الحفاظ عليها على مدى الأجيال:
(بنابنابِن يا بينه يا بنينه هيي.. بنابِن بنيا بينه. يا بنينه هيييييي)
**
ولكن القدال أدخل على هذه المقدمة التنغيمية (الطلسمية) جُملة مفيدة:
بنابن بن يا بينه يا بنينه هي.. (نبني البُنا البانينا) يا بنينه هييي:
بسم الله ابتديت يا ربي يا باريني
والصلاه والسلام للحبّو يوت باريني
الوطن السماح الحبو انا مباريني
قلبي على الولد..قلب البلد باريني
**
ما منعوك من شمس الله..ما منعوني
الكلمه الحقيقه..حقيقه شمس الكونِ
للغُبش السواد..غنوه وشفا المكنونِ
للظالم سياط تجلد قفا الظربوني
**
ما منعوني من ريحتك..وما منعوكا
ما كازوك لو عِرفو الغُنا..وعِرفوكا
الغنوه البِحَجرو عليها بالبازوكا
دوب سجّانا فرّا ..وفرهدت في شروكا
**
فرهدت الأغنية..وهرب السجّان..وأصبح الصُبح على مبدعي بلادنا (الحردلو - القدّال - الفيتوري) فلا السجن ولا السجان باقي..وإذا الفجر جناحان يرفّان عليك..وإذا الحزن الذي كحّل هاتيك المآقي ..فرحةٌ نابعةٌ من كل قلبٍ يا بلادي..من كل قلب يا بلادي..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com

 

آراء