بطلٌ من بلادي (العراق) الفريق الركن نجيب أبتر عمر

الكاتب اللواء ركن ضرغام زهير الخفاجي
د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي. – عن زميلي دكتور أحمد نجيب أبتر

بعث لي زميلي وصديقي دكتور أحمد هذا المقال المرصع بنجوم الجدارة والنجاحات والإنجازات التي حققها والده في الخدمة العسكرية الشريفة مواطنا وفيا لوطنه العراق. إمتد عطاؤه ليشمل تدريب كوكبة مهولة ومحترمة من ضباط السودان الأجلاء ليتخرجوا من كلية الأركان العراقية أذكر منهم الشهيد خالد الزين رحمه الله ومن زملائه الطيارين حامد عمر وعربي و عبدالوهاب محمد وآخرين أيام عهد الرئيس نميري. نقل لي دكتور أحمد تحيات من والده الذي عرف علاقتي بإبنه وبتخرجي من كلية طب جامعة بغداد العريقة، وقال كان للوالد صديق يتذكره من الضابط السودانيين المحترمين والشطار إسمه عبدالماجد حامد خليل وذكر أنه كان أول دفعته من الكلية الحربية السودانية وكانت بينهم مراسلات حتى وهو نائبا لرئيس الجمهورية السودانية.

أنشر هذا المقال بعد إذن زميلي ، الإبن أحمد وفي ذيله بحثت عن مختصر سيرة الراحل الفريق ركن أول عبدالماجد خليل أولا إهداء لولد الدكتور أحمد وثانيا للتشابه في نبوغ ونقاء الإثنين وصدقهم في تجويد عملهم جندا من عيار الذهب في خدمة أوطانهم

الأخ د. أحمد حفظ لكم وللعراق الحبيب الوالد والمعلم الفريق ركن نجيب أبتر عمر، والشكر للسيد كاتب السيرة العطرة التي ما هي إلا دروسا وعبرا يستفاد منها

عبدالمنعم

هنا نص السيد اللواء الركن ضرغام زهير الخفاجي
قائدٌ جمع بين العلم والميدان …وبين صنف المدفعية والفكر العسكري النبيل
في مسيرة الجيش العراقي الخالد تبقى أسماءٌ لا تمحى من ذاكرة الوطن رجالٌ لم يكونوا ضباطاً فحسب بل مدارسُ قائمة بذاتها في الفكر والانضباط والمبادرة والمهنية. ومن بين هذه القامات الرفيعة يبرز اسم الفريق الركن نجيب أبتر عمر الضابط الذي اختار طريق الجندية بإرادة لا تعرف التراجع وحمل العلمَ سلاحًا لا يقل قيمة عن البندقية في ميادين الشرف.

هو واحد من أبرز قادة الجيش العراقي الذين جمعوا بين الكفاءة والاحتراف والانضباط وشكّلوا قدوة للأجيال العسكرية المتعاقبة في تاريخ العراق الحديث.

الميلاد والنشأة والتعليم
ولد الفريق الركن نجيب أبتر عمر في كركوك – محلة بكلر لأسرةٍ عسكرية تركمانية عريقة نشأ أبناؤها على أخلاق الجندية وقيم الشرف والانضباط. أنهى دراسته الإعدادية عام 1948بدرجة ممتاز وكان الأول على مستوى القطر فتم ابتعاثه إلى بريطانيا لدراسة هندسة النفط على نفقة الدولة لكنه ترك الهندسة طوعاً ليجيب نداء الجيش الذي رافقه عشقاً منذ الطفولة متأثراً بمسيرة والده الضابط المهني.

المسيرة العسكرية

•ولد في كركوك – محلة بكلر.

•تخرج من ثانوية كركوك بمعدل 82%وقُبل في بعثة إلى بريطانيا لدراسة الهندسة.

•التحق بالكلية العسكرية عام 1948– الدورة 27وكان الأول على الدورة وكرّمه الملك في حينها.

•عُيّن ضابطاً في الفرقة الثانية الجبلية /كركوك.

•اشترك في دورة مدفعية بقيادة الجنرال لاشينكتن لمدة عام ثم أُرسل إلى بريطانيا في دورة ضباط الكتائب.

•بعد عودته للعراق عُيّن في معسكر الوشاش لتدريب ضباط المدفعية.

•في أحد المناسبات حضر رئيس الوزراء نوري السعيد باشا إحدى محاضراته فأُعجب بأدائه وأرسله إلى بريطانيا في دورة أركان المدفعية والصواريخ لمدة سنتين شملت:

•أركان عامة 6 أشهر

•أركان الصنوف

•أركان المدفعية

•عاد للعراق تزامناً مع انقلاب 1958فلم يتم الاعترف بشهادته البريطانية.

•التحق بكلية الأركان العراقية – الدورة 25 وتخرج الأول.

•عُيّن ضابط ركن الفرقة الأولى لمدة عام ثم معلماً في كلية الأركان.
•أُحيل على التقاعد بين 1963– 1966.

•أُعيد للخدمة عام 1966 معلماً أقدم في كلية الأركان.

•التحق بكلية الدفاع الباكستانية.

•أصبح عميد كلية الأركان 1970 – 1971.

•أكمل كلية الدفاع الوطني في الهند وحصل على ماجستير في العلوم العسكرية.

•تولّى عمادة كلية الأركان مرة أخرى 1972– 1973.

•تعيّن قائداً للمنطقة الجنوبية.

•تعيّن مديراً للمدفعية و أسس لواء الصواريخ.

•شغل منصب معاون رئيس أركان الجيش للإدارةو الميرة .

•شغل منصب معاون رئيس أركان الجيش للتدريب وغير تدريب الجيش العراقي إلى مستوى الدول المتقدمه.

•أُحيل إلى التقاعد عام 1984.

مآثر وذكريات

من أبرز محطات حياته تولّيه منصب عميد كلية الأركان خلال سنوات مهمة وكان هو من وقّع شهادة تخرج الشهيد الفريق الركن عدنان خيرالله طلفاح برتبة ملازم ثانٍ في مشهدٍ يجمع رمزية الجيلين من كبار قادة العراق.

الكفاءة والانضباط

تميّز الفريق الركن نجيب أبتر عمر بانضباطه العالي والتزامه الأخلاقي والوطني. جمع بين الدقة العلمية والإنسانية في التعامل فكان صارماً في الحق عادلاً مع مرؤوسيه قريباً من هموم الميدان بعيداً عن أي انتماء ضيق.

عرفه زملاؤه كضابط ركن تركماني الأصل عراقي الهوية مخلص لوطنه مؤمن بأن الجيش هو بيت جميع العراقيين بلا استثناء.

أثره في تطوير المؤسسة

بعد عودته من الهند كأول ضابط عراقي يتخرّج من كلية الدفاع الوطني في وقتٍ كانت معظم الدول تمتنع عن منح العراق أي مقعد عاد وهو يحمل رؤية استراتيجية لتطوير التعليم العسكري والمدني في البلاد. بدأت رحلته حين التحق أولًا بـ كلية الدفاع الوطني في باكستان ثم واصل دراسته في كلية الدفاع الوطني الهندية وهناك أدرك بعمق أهمية هذه الكليات في إعداد القيادات القادرة على إدارة الدولة في السلكين العسكري والمدني على حدّ سواء.

ومن هذا الإدراك توصّل إلى ضرورة إنشاء كلية دفاع وطني عراقية أسوة بما هو معمول به في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا. وقد أشار على الرئيس الراحل احمد حسن البكر حال عودته من الهند بإنشاء هذه الجامعة واقترح تسميتها جامعة البكر تقديرًا للدعم الذي قدّمه الرئيس أحمد حسن البكر له و الذي تواصل شخصيًا مع السيدة أنديرا غاندي لضمان حصول العراق على المقعد الذي أصبح بوابة لهذه التجربة النوعية.

ومع تأسيس الكلية استُقدم نخبة من الخبراء والمعلمين من الهند والباكستان لبناء قاعدة تعليمية حديثة تُخرّج كوادر مدنية عليا من سفراء ووكلاء ووزراء إلى جانب كوادر عسكرية مؤهلة لقيادة الدولة وإدارة مؤسساتها العليا.

لم يتوقف أثره عند هذا الحد فقد لعب دورًا محوريًا في تطوير مناهج كلية الأركان بإدخال مفاهيم حديثة في القيادة والسيطرة وشارك في ندوات تدريبية أسهمت في تحديث الفكر العسكري العراقي. وبفضل جهوده تكوّن جيل من القادة الميدانيين الذين حملوا قيم الانضباط والاحتراف والانفتاح على التجارب العالمية ليبقى واحدًا من أبرز من رسّخوا أسس التعليم العسكري الحديث في العراق.

ختامًا

يبقى الفريق الركن نجيب أبتر عمر مثالاً للضابط العراقي المثقف والقيادي الواعي الذي أدرك أن العسكرية ليست رتبة تُعلّق على الكتف بل مسؤولية تُعلّق على الضمير.

سلامٌ عليه يوم اختار طريق الجندية ويوم علَّم الأجيال معنى الولاء للوطن …علماً وشرفاً وسلوكاً.

أطال الله عمره وحفظه للعراق وأهله.

اللواء الركن

ضرغام زهير الخفاجي

باحث في قضايا الأمن الإقليمي – خبير في شؤون الدفاع والتدريب والعلاقات الدولية

كل الشكر والتقدير للأخ أحمد نجل الفريق الركن نجيب أبتر عمر على مساهمته الكريمة في تحقيق و تدقيق هذه السيرة العطرة …سيرةٍ يفوح منها عطر الوطن الواحد العراق

-قوقل حسب -)ويكيبيديا من( خليل حامد الماجد عبد ركن الفريق الراحل سيرة مختصر

الميلاد تاريخ

عام موليد من1935/1/1م

الفريق أول عبد الماجد حامد خليل، عسكري سوداني، ونائب رئيس جمهورية السودان في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري.

الفريق عبد الماجد حامد خليل أول الدفعة الخامسة من خريجي الكلية الحربية السودانية .

تخرج معه في تلك الدفعة عبد الرحمن سوار الذهب، عمر محمد الطيب، عزالدين علي مالك عبد اللطيف دهب نورالدين محمد المبارك

عرف عنه الانضباط العسكري الصارم. وتدرج في الرتب العسكرية في مختلف وحدات الجيش حتى صار رئيسا لهيئة الأركان

ثم قائدا عاما للجيش ووزيرا للدفاع في عهد الرئيس نميري 1982-1979والذي أسند إليه أيضا منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية

زائدا المناصب الرفيعة المصاحبة لم يعد نميري يحتمل الكثير من القرارات التي أصدرها عبد الماجد سواء في الجيش أو في التنظيم السياسي أو في الجهاز التنفيذي وكان سرعان ما يلغي تلك القرارات.

في يوم 25 يناير 1982. اصدر نميري قرارا بإعفاء نائبه الأول من كل مناصبه بصورة مفاجئة، وأبعد معه مجموعة من كبار الضباط الذين اعتبروا من الموالين له، علي خلفية اجتماعات عقدها الفريق خليل مع عدد من ضباط القوات المسلحة في ذلك الشهر وتداولوا فيها أمرا سياسية وبعد أيام من إعفاء الفريق عبد الماجد من منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية و أعلن نميري تعيين رئيس جهاز أمن الدولة اللواء عمر محمد الطيب خلفا له.

اتجه عبد الماجد إلى العمل في مجال الصناعة، حيث أنشأ مصنعا لمنتجات الأسمنت في ضاحية الخرطوم بحري ومن بعد استعان به الصادق المهدي في حكومته وزيرا للدفاع حتى تقدم باستقالته العام15ابريل 1989.

توفي الفريق عبد الماجد حامد خليل في يوم الإثنين الموافق 12أبريل 2021عن عمر يناهز 86 عاما عليه رحمة الله
aa76@me.com

عن د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي

د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي

شاهد أيضاً

أسلوب الخطاب عبر التواصل الإجتماعي “وتبادل الآراء” صار سلاحاً ذو حدين

بقلم د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي مقدمة:هذه الحرب اللعينة القائمة ناهيك عن ما فعلته من …