القمة العربية في ميزان الحركات المسلحة
علاء الدين محمود
5 April, 2009
5 April, 2009
الخرطوم : علاء الدين محمود
يبدو ان مرحلة من الخلافات ستدخلها العلاقات بين حركات دارفور المسلحة وعدد من الدول العربية على خلفية مواقف تلك الدول التي برزت في القمة العربية الاخيرة الداعمة للحكومة السودانية وعلى رأس تلك الدول الدولة المضيفة قطر التي استضافت محادثات للسلام بين الحكومة وحركة العدل والمساواة الحاملة للسلاح باقليم دارفور فامس الاول انهت القمة العربية اعمالها بالعاصمة القطرية الدوحة مؤكدة في بيانها الختامي تضامن الرؤساء والملوك العرب مع الرئيس عمر البشير ورفضهم مذكرة الاعتقال التي أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية عندما وصف الرئيس البشير لدى مخاطبته ختام القمة،الخطوة بأنها مساندة قوية تتسق مع موقف الخرطوم الرافض للتعامل مع المحكمة اساساً وفي بيان للقادة العرب حول السودان على بيان حول السودان يتوقع أن يصدره القادة المشاركون في قمة الدوحة العربية التي تنطلق ال دعوا الى إلغاء الإجراءات القضائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير مؤكدين «رفضهم القاطع لهذا القرار الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على وحدة السودان وأمنه واستقراره وسيادته، وعلى جهود السلام بما في ذلك المساعي القائمة في إطار المبادرة العربية الأفريقية ومساعي دولة قطر في هذا الشأن». وحوى البيان تشديد القادة العرب على«أهمية إيلاء الاهتمام اللازم لتحقيق السلام بين الأطراف السودانية المعنية بأزمة دارفور». وفي ختام بيانهم دعوا الحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاق ابوجا للمصالحة الوطنية للانضمام الى العملية السلمية ورغم تلك الدعوة الا ان الحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاق ابوجا فيما يبدو قد حملت على القمة العربية خاصة بذلك التضامن الكبير الذي قدمته للبشير من دعم سياسي ومادي حيث رفضت الحركات المسلحة في دارفور الدعوة التي وجهها القادة العرب في بيانهم الختامي في القمة العربية التي عقدت في الدوحة، معتبرة أن الجامعة العربية منحازة إلى الرئيس السوداني عمر البشير ضد الضحايا. وشددت على أنها «لن تحضر أي تفاوض مع الخرطوم في ظل انحياز الدول العربية إلى البشير». بينما اعلنت عدد من الحركات استياءها من دولة قطر مهددة بانها لن تحضر اي مفاوضات مع الحكومة السودانية تعقدها الدوحة او تتم تحت رعايتها وفي تصريحات صحافية للشرق الاوسط قال رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور إنه لن يذهب إلى الدوحة قبل أن يتم تحقيق شروطه بوقف القتل، والاغتصاب، والتشريد الجماعي، ونزع سلاح الجنجويد، وطرد المستقدمين من دول أفريقية في دارفور، وإعادة النازحين إلى أراضيهم، وعودة المنظمات التي طردتها الخرطوم دون قيد أو شرط.وأضاف « مواقف الجامعة العربية سيئة للغاية منذ الحرب الأهلية في الجنوب.. والآن في دارفور، إنها تنحاز إلى الحكومة في الخرطوم ولا تتعامل بحيادية»، وتابع «الآن يتعاملون مع رئيس أصبح مطلوباً دولياً، كيف يمكن أن نثق فيهم». وقال نور إنه لا يتوقع من دولة قطر أقل مما تقوم به الآن وإن حركته على خلاف جذري معها، وأضاف أن «القادة العرب ينظرون إلى الأزمة السودانية من ناحية توزيع وظائف في النظام وإنها نظرة خاطئة». داعياً قادة دول المملكة العربية السعودية، مصر، المملكة الأردنية والكويت والعقيد القذافي باعتباره رئيس الاتحاد الأفريقي النظر إلى الأزمة السودانية بعيداً عن النظرة القديمة معتبراً مشاركة البشير في قمة الدوحة لا قيمة لها وفي وقت سابق كانت الحركة قد اصدرت بيانا ادانت فيه مجرد استقبال الدوحة للرئيس البشير معربة عن اسفها وادانتها لموقف دولة قطر والجامعة العربية، لاستقبالها للبشير معتبرة ذلك بمثابة تواطؤ محملة دولة قطر جزء من مسئولية تلك الانتهاكات الخطيرة التى تجرى الآن فى دارفور وقالت ان ذلك يثبت صحة موقفها الذي وصفته بالمبدئى والثابت حول عدم أهلية دولة قطر كوسيط محايد ونزيه لحل النزاع السودانى فى دارفور. ولم تكتف الحركة بذلك بل ناشدت اختها حركة العدل والمساواة بالتخلى والتراجع الفورى عن الوساطة القطرية وعدم التفاوض مع البشير مبررة ذلك بأن دولة قطر والجامعة العربية اثبتتا بما لايدع مجالا للشك بانهما يعملان فقط لمساعدة البشير معتبرة فى ذلك استفزاز واهانة بالغة للشعب السودانى ، داعية المجتمع الدولى ممثلا فى مجلس الامن الى ضرورة الاضطلاع بكامل مسئولياته تجاه الزام كل الدول الاعضاء فى الامم المتحدة بما فيهم اعضاء الجامعة العربية والاتحاد الافريقى الى ضرورة الامتثال للشرعية الدولية واحترام القانون الدولى ويبدو ان حركة العدل والمساواة قد ردت تحية حركة التحرير باحسن منها عندما اعرب خليل ابراهيم رئيس العدل والمساواة عن اسفه لموقف قطر محذرا من زيادة العنف من ابناء دافور المحبطين وقال نريد من قطر ان تحترم قرار المحكمة الجنائية الدولية وتحترم القانون الدولي. بينما وصف الناطق باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين آدم لـ«الشرق الأوسط» دعوة القمة العربية لقادة الحركات المسلحة لمواصلة العملية السلمية بالمنحازة إلى جانب الحكومة السودانية. وقال إن حركته غير معنية بدعوة الحضور إلى الدوحة لأنها أتت من أطراف منحازة، وتابع «هم الآن يدخلون السودان في دائرة جديدة من العنف لأنهم يشجعون البشير في التمادي في عدم الامتثال إلى الشرعية الدولية وستجلب عواقب وخيمة لأنهم مع الجلاد ضد الضحية من أبناء دارفور»، وأضاف «هذه دعوة منحازة لصالح النظام.. والجامعة العربية لم تستفد من تجاربها السابقة وقادتها يجلسون في برج عاجي»، معتبراً أن الجامعة العربية تمثل مصالح فئة من الأشخاص وليس مصالح الجماهير العربية.وتابع آدم قائلا «نعتبر حديث القادة العرب ووقفهم إلى جانب البشير ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية بأنهم شركاء مع الجكومة السودانية والى جانب الخروج عن الشرعية الدولية»، وعبر عن استهجانه لعدم تطرق القادة العرب طرد الحكومة السودانية المنظمات الدولية من دارفور. وقال «من المخزي ألا يتحدث قادة العرب عن طرد المنظمات لذلك الحديث عن استئناف التفاوض في الدوحة أصبح بعيداً عن الواقع وسنعتمد على شعبنا وأنفسنا لمواجهة الأوضاع وتحقيق تطلعات الشعب السوداني». ويبدو ان الدوحة التي تدفقت دعما وسندا على الحكومة السودانية ومعها بقية الدول العربية تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه بالمقابل في مواجهة الحركات المسلحة بدارفور والتي ترى في الدعم الذي وجده البشير خصما على قضيتهاالامر الذي ربما يؤثر سلبا على تحركات قطر نحو رعاية مفوضات سلام بين هذة الحركات الغاضبة على الموقف القطري والحكومة السودانية