نهاية رجل شجاع
24 November, 2009
(كلام عابر)
تابع الناس على القنوات الفضائية المشهد المأساوي لتحطم طائرة شركة عزة جوار مطار الشارقة في شهر أكتوبر الماضي والذي راح ضحيته قائد الطائرة الكابتن محمد علي وطاقمه. وقد طالعت في أحد مواقع الإنترنت إفادات شهود الكارثة وتعليقات بعض المشاركين في الموقع. وقد نقل الموقع عن صحيفة "جلف نيوز" اليومية الإماراتية شهادة طيار اسمه "رامسي ياسين" يقود طيارات تجارية من مطار الشارقة وصادف أنه كان يلعب "الجولف" في مكان قريب من موقع تحطم الطائرة وقال إنه رأى الطائرة وهي تحاول الإقلاع بصعوبة "لاحظتها واتقدت أنها لن تنجح في الإقلاع. يتكرر حدوث مثل هذه الحالات مع طائرات الشحن، ففي العادة،إن كانت الطائرة ثقيلة جدا، يلزم قائدها بعض الوقت ليتمكن من رفع مقدمتها إلى الأعلى" وقال إن الطائرة السودانية من طراز بوينج707 تمكنت أخيرا من الإقلاع ولكن مقدمتها لم ترتفع ويبدو أن قائدها يختار موقعا مناسبا لسقوطها حيث نه نجح في القيام بعدد من المناورات قبل الاصطدام بشارع خال من الناس. وذكر الكابتن ياسين"أنا متأكد من أن قائد الطائرة قرر أن يكون تحطمها في ذلك المكان لأنه علم بأنه لن يتمكن من إنقاذها وكان يريد أن يتفادى تحطم الطائرة في منطقة مأهولة بالسكان لذا اختار أن تتحطم في شارع غير مأهول"
وقال مشاهد آخر"أقلعت الطائرة أمام أعيننا ولكنها لم تتوازن في الجو. لا أعتقد أن اللوم يقع على قائد الطائرة وأرجح أن الطائرة كانت تحمل حمولة زائدة، ولكني لاحظت أن الطيار حاول انقاذ المستودعات التي كان من الممكن أن تصطدم الطائرة بها واتجه بها إلى أرض قاحلة على اليمين".
وعلق أحد المشاركين في الموقع بقوله"نسأل الله الرحمة والمغفرة لشهداء الطائرة الأبطال الذين تفادوا حدوث خسائر في أرواح المواطنين ولكن نطالب بأن يكون هناك تحقيق يحاسب بموجبه المقصرون بأعمال الصيانة والذين سمحوا لمثل هذه الطائرات القديمة بالهبوط في المطارات. وعلمنا أن قوانين السلامة لا تسمح لمثل هذه الطائرة المصنعة في عام 1969م بالهبوط في مطارت دبي وأبوظبي، فلماذا يسمح لها مطار الشارقة بالهبوط؟"
ويستاءل آخر كيف تسمح هيئة الطيران المدني السودانية لمثل هذه الطائرات القديمة بالعمل لتحصد أرواح الناس؟
وأورد فيما يلي تعليقات أخرى في نفس الموقع:
• رحم الله الكابتن البطل وأسكنه فسيح جنانه والهم أهله الصبر والسلوان.
• إن ما قام به الطيار السوداني البطل رحمه الله لهو عمل بطولي يشهد له أمام الله ثم أمام العباد وهذا ليس بغريب من الإخوان السودانيين يتفادون الأرواح البريئة بكل ما يستطيعون ولو بذلوا في سبيل ذلك أرواحهم.
• رحم الله القائد الذي افتدى الآخرين بروحه ورحم الله الجنود البواسل الذين كانوا معه. الله يعوض على السودان الشقيق.
• إنه لطيار شجاع فعلا وإنها لشجاعة لا تقدر بثمن.
• جعل الله الجنة مثواك أيها البطل أنت ومن معك من الشهداء، وليس هذا بغريب على الأشقاء السودانيين.نسأل الله السلامة للمسلمين كافة ومحاسبة جهات الاختصاص حتى لا تتكرر هذه المآسي.
وأختتم بهذه الأمنية الغالية التي نأمل أن تتحقق في يوم من الأيام وهي المحاسبة ، أختتم بها هذه السطور والف رحمة ونور على الكابتن الشهيد محمد علي ورفاقه.
(عبدالله علقم)
Khamma46@yahoo.com