خمسون عاما من التعاون بين السودان وبولندا في مجال الآثار

 


 

 


  ahmed.elyas@gmail.com
نظمت الهيئة القومية للآثار والمتاحف لقاءً علمياً حافلاً بمناسبة مرور خمسين عاماً على التعاون بين السودان وبولندا في مجال الآثار في يومي الأربعاء والخميس 27 – 30 أبريل 2011 بقاعة الصداقة بالخرطوم. وحضر اللقاء جمع كبير من المسؤولين والوزراء والسفراء والعلماء سودانيين وبولنديين إلى جانب الباحثين من الهيئة القومية للآثار والأساتذة والطلبة والمهتمين بحقل العمل الآثاري. وتقدم المدعوين الدكتور أحمد بابكر أحمد نهار ممثل ورئيس الجمهورية ووزير السياحة والآثار والحياة البرية.
وخاطب الجلسة الافتتاحية السيد مدير عام الهيئة القومية للآثار والمتاحف حسن حسين ادريس والسيد مدير مركز أبحاث آثار البحر المتوسط بالقاهرة والسيد الوزير د أحمد بابكر أحمد نهار والمشير عبد الرحمن سوار الدهب رئيس اللجنة العليا لتطوير وتأهيل المواقع الآثارية بمنطقة دنقلة العجوز والسيد سفير بولندة بالقاهرة.
وعقدت أربع جلسات خلال اليومين تحدث في الجلسة الأولى - التي ترأسها بروفسور يوسف فضل - الأساتذة البولنديين عن تاريخ التعاون بين بولندا والسودان منذ عام 1819 واستمراره وتطوره حتى الوقت الحاضر. كما تناول الدكتور حسن محمد حسن علاقة السودانيين ببولندا دارسين في جامعاتها ومقيمين في مدنها.
وقُدم في جلسات الملتقى عددٌ من الأوراق العلمية غطت جوانب متعددة من العمل الآثاري، فقدم  Prof. Dr Hab. W. Godlewski  ورقة عن: التعاون في الماضي والحاضر والمستقبل بين متحف وراسو المركزي البولندي بالقاهرة وجامعة وارسو من جهة والهيئة القومية للآثار والمتاحف في صيانة وإدارة اللوحات الجدارية بمتحف السودان القومي ، كما قدم  السيد H. Paner ورقة بعنوان: عشرون عاماً للنشاط الآثاري لتحف قدانسك فس السودان.
وقد حظيت منطقة الشلال الرابع بقدر ملحوظ من الدراسة نسبة لما تم القيام به من إنقاذ للآثار قبل قيام السد، فقدم Dr. B. Zurawski ورقة بعنوان: المسح الآثاري بمنطقة الشلال الرابع، وتناول Dr. Z. Szafranski أعمال الحفريات الآثارية للمركز البولندي في السودان خلال خمسين عاما من فرس حتى الشلال الرابع، وقدم Dr. Mahmoud el Tayeb and Elzieta Kolosowska  ورقة عن: الحفريات الانقاذية بمنطقة الشلال الرابع.
كما يلاحظ أن دنقلة العجوز حظيت أيضاً بقدر من الاهتمام ربما مرد ذلك تركيز البعثات البولندية على آثار الفترة المسيحية، والتركيز بصورة عامة على ابراز آثار دنقلا لإكمال ملفها لتقديمه لليونسكو لضمها إلى قوائم المواقع الآثارية الهامة في العالم التي ينبغي المحافظة عليها وصيانتها.  فقدم  Prof. Dr Hab. W. Godlewski ورقة بعنوان البعثة البولندية: خمسون عاماً من الحفريات بكنائس دنقلا العجوز، وقدم Dr. D. Zurawski المسح والحفريات الآثارية من دنقلة العجوز إلى بنقنارتي وسلب، وقدم Dr. Z. Szafranski ملوك دولة المقرة ونصبهم التذكارية الرسمية بدنقلا.
كما غطت أعمال الملتقى موضوعات أخرى عن: خمسون عاماً من الحفريات في فترة ما قبل التاريخ في السودان قدمها Prof. Dr. Hab. Michal Kobusiewicz وقدم Dr. D. Zurawski ورقة بعنوان: كانت البداية في فرس وقدم د محمود الطيب ورقة عن: مقابر الزومة: أبعاد جديدة للتعاون العلمي، وقدم الاستاذ H. Paner ورقة بعنوان مشروع المسح الآثاري بصحراء بيوضة
وقد تناولت أوراق الملتقى الكثير من المعلومات الجديدة والهامة التي تساهم بدرجة عالية في إعادة  تفسيرنا لبعض القضايا المتعلقة بالفترة التي تلت نهاية مملكة مروي وبداية العصر المسيحي في السودان، وعن القوي السياسية في المنطقة في الفترة السابقة لبروز دنقلا كعاصمة للملكة المقرة. وقد لفت أنظار الحضور بدرجة عالية من التقدير إلتفاف مواطني الزومة حول الكشوف الأثرية في منطقتهم واهتمامهم المقدر بها. وقد يبدو هذا أمراً طبيعياً – ومن المفترض أن يكون أمراً طبيعياً – لكن وأنا من سكان تلك الجهات لاحظت عدم اهتمام المواطنين الجاد بتلك الآثار، بل الكثير لا يرى لهم ارتباط بها، وبغض النظر عن الأسباب هنا إلا أن ما قام بد دكتور محمود الطيب من ربط المواطنين بآثارهم يؤدي إلى تعميق صلتهم بها ودفعهم إلى البحث وتقصي تلك الصلة الي تريطهم بهذا التراث الذي ظلت حلقاته مفقودة في ذكرة الأمة السودانية.
 

 

آراء