محمد وردي مفكر أم فنان؟!
د. محمد وقيع الله
24 July, 2011
24 July, 2011
(1من 2)
يعرف السودانيون المحبون للفن الأستاذ محمد وردي باعتباره مطربا وموسيقارا. ويعرفون من تاريخه أنه فنان لكل العهود.
بمعنى أن أغانيه المعتقة ظلت طازجة في كل العهود، وأنه غنى لكل العهود، وغنى أيضا ضد كل العهود!
وفي عهد الانفصال الذي حل بالوطن أخيرا شاء البعض أن يُبرزه باعتباره واحدا من أهل الفطنة والرأي الخطير.
فقال أحد المحررين الصغار: شارك الفنان محمد وردي في مراسم واحتفالات ميلاد دولة الجنوب، وشكل حضورا كبيرا في هذه المناسبة وبوصفه من الفنانين الذي لهم دور كبير في الدفاع عن وحدة السودان وترسيخ مفاهيم التنوع الثقافي والدعوة لاحترام كل ثقافات وعادات أهل السودان.
ولهذه القيمة الفكرية الخاصة لمحمد وردي حرص المحرر اليساري على رؤيته والاستماع إليه واستطلاع رأيه في مستقبل شمال السودان!
ويا سبحان الله تعالى الذي لا يحمد على المكروه سواه!!
كيف أصبح مستقبل شمال السودان وقفا على رأي واحد من المغنين المطربين، لا على آراء المواطنين الحادبين، والسياسيين المحنكين، وعزائم الشباب المجاهدين المخلصين!!
ذبح الثئران
وقال وردي وهو يعلمنا ويتفلسف علينا: إن انفصال جنوب السودان حدث سياسي في المقام الاول ولكنه لا يخلو من أبعاد ثقافية واجتماعية!
ثم وعظ وأغلظ في الموعظة فقال: إن المجموعة الصغيرة التي ابتهجت بانفصال الجنوب، و(ضبحت) التيران في الشوارع، لا تحدد هوية البلاد ولا يمكن أن يقرر البعض في موضوع معقد كهذا بهذه السذاجة والسطحية.
ومع أني لست عضوا بمنبر السلام، كما أني لا أنتمي إلي أي حزب آخر، ومع أن لي اختلاف موقف من منبر السودان، سبق أن عبرت عنه في مقام قبل هذا المقام، إلا أني أقول الآن إن منبر السلام قد عبر عن آرائه باستفاضة خلال أعوام طويلة بمقالات كثيرة، عبر صحيفته التي أصبحت الأكثر انتشارا و(مقروئية) وتأثيرا في السودان، ولم يعبر عنه أمس فقط بذبح الثئران!
فإن كان محمد وردي لا يقرأ أو لم يقرأ، أولا يعلم أو لم يعلم، فعليه إذن ألا يتكلم!
كما أن الذي قرر أمر الانفصال لم يكن منبر السلام، وإنما قرره الجنوبيون بمحض إرادتهم.
فعلى وردي أيضا أن يتأمل ما يهرُف به قبل أن يُفضي به!
ما تقوله هو العنصرية يا وردي!
ولكنه حالما أوهمه الصحفي اليساري بأنه قد أصبح من أصحاب الرؤية والمقال فقد استطال وقال:" أنا مثلا شمالي نوبي وهنالك البجة في الشرق والفور، المساليت والزغاوة في الغرب وقبائل النيل الأزرق وغيرها، هؤلاء ليسوا عرب، (يقصد عربا) والإسلام دين واسع لا يقوم على العنصرية".
وظن أوردي أنه قد جاء بفكرة محترمة من حصاد اللغط اللفظي اللاغط والتخليط الذهني الخابط الذي خبط به.
وإلا فكيف يجرؤ قائل عاقل على الزعم بأن الانتماء إلى الأرومة العربية المجيدة والنطق بلغتها الخالدة يعبر عن نزوع عنصري؟!
فهل ينطوي نطق أهلنا من النوبة والبجة والفور والمساليت والزغاوة وغيرهم من السودانيين الكرام بلغة الضاد الكريمة على أي مضمون أو معنى عنصري؟
ولندع النطق باللسان العربي الفصيح جانبا ولنسأل وردي: هل إذا أصبح هؤلاء القوم الأماجد الذين مثلت بهم من أهل السودان عربا، أو أحسوا يوما بأنهم عرب، هل في ذلك أي توجه عنصري؟!
كلا! وإنما العنصرية هي على النقيض من ذلك. فهي أن يؤاخذ أحد مثلك يا وردي الناس ويعيرهم ويناهضهم ويناجزهم على اختيار ما اختاروه لأنفسهم من انتماءات.
ومن جانب العرب الأقحاح والأقوام الناطقة بالعربية فلم يحدث أن ذموا، وهم أغلبية سكان السودان، من تخلف عن التزام اللسان العربي، واتخاذه أداة للتعبير، وبقي على لهجتة المحلية القديمة، ولم يعيروه بلسانه الأعجمي.
ولم تقسر الأمة العربية في تاريخها أحدا من العجم على تعلم لغتها أو تضطره إلى هجر لهجته المحلية.
ولكن اقتنع العجم في أكثر البلاد التي دخلها العرب بوحي من بتقديراتهم الدقيقة لمصالحهم الشخصية، واستشفافهم لمستقبلهم القريب والبعيد، بأن تعلم اللغة العربية ضرورة من ضرورات الترقي والتحضر.
فاندفعوا إلى تعلمها اختيارا لا اضطرارا.
الحلفاويون ليسوا عنصريين يا وردي
وما أظن أن أهلنا الكرام من (الحلفاويين) الذين يحاول وردي أن يتحدث باسمهم، وينصب من نفسه زعيما ممثلا لهم، يشاطرونه نفوره المصطنع من لغة الضاد، أو يشايعونه تشيعه للشيوعيين، الذين ظننا أنه انخلع منهم في انعطافته التي أنجزها في سنواته الأخيرة.
ولكنه أبى إلا أن يصدِّق نظريتي القائلة إن سموم التشيع (من الشيوعية ومن الشيعة الباطنية الرافضة سواء) قل أن تبرح نفسية من تلبست به بالكلية.
فلابد أن تبقى بقية (باغية) فيها. وهكذا لا تزال هذه الآثار السُّمية المنكرة تُعاور وردي و (تُتاور) وعيه ولا وعيه بين الحين والحين.
وآية ذلك أن الشيخ الطاعن في السن محمد وردي الذي يستقبل عامه الثمانين بعد شهور لا يزال يصدر عن نخوة جاهلية قبلية أضحى يعافها عوام السودانيين.
وهي نُعرة متخلفة لولا تشجيع زمرة من نخب التقدميين الشيوعيين الآثمين الضالعين في حركات التمرد والتخريب وتمزيق الوطن لها، واستماتهم في إحيائها، ما كانت لتعد إلا أثرا من آثار الجاهلية السودانية السحيقة.
محمد وردي مفكر أم فنان؟!
محمد وقيع الله
(2من 3)
هل كان سيبلغ الأستاذ محمد عثمان وردي، الذي يحاول أن يتلبس إرضاءً لحركة التمرد، واسترضاء الجماعات الشيوعية بلبوس العنصريين الشعوبيين عَدَاة العروبة وكارهيها، ما بلغ من الشهرة والمجد الفني لو أنه لم يؤد أغانية الشجية بلغة الضاد المجيدة!
اللغة العربية سر شعبيته العريضة
أغلب الظن أنه لم يكن في مقدور الأستاذ وردي أن ينال هذه الشعبية العريضة الضاربة وسط السودانيين، وهم في عمومهم ناطقون بالعربية، لو بقي أعجميا صرفا كما وصف نفسه بافتخار في حديثه لمحرر اليسار.
ولو أصر الأستاذ وردي على أداء أغانية العذبة بلغته النوبية لانحصرت شعبيته بحدود امتدادات أفراد الأمة النوبية لا تعدوها؟!
ولفقد إعجاب أكثر الأقوام غير الناطقين باللغة النوبية وهم أغلببية سكان البلاد.
فما كان السودانيون ليتجشموا صعوبة تعلم اللغة النوبية، ويتشربوا معانيها بعمق، ويحسوا بأجوائها ويلموا بطرائقها الخاصة في التعبير، من أجل أن يتفهموا بمعاني أغاني محمد وردي، وينعموا بها، ويطربوا لها.
فما سمعنا بأحد تعلم لغة جديدة من أجل أن يستمتع بالأغاني ولو كانت أغاني أبي الفرج الأصبهاني!
ليس استهتارا بلغة النوبة
وبالطبع فلسنا ضد اللغة النوبية التليدة ولا ضد اللهجات المحلية السودانية التي تبتعد أو تقترب أو من لغة الضاد.
فقد علَّمنا آى الذكر الحكيم أن تعدد الأعراق مقصد جليل من مقاصد الخلق العليا.
وتعلَّمنا من الدين الحضاري الإسلامي العظيم أن تعدد الألسن معجزة من معجزات الخلق التي ينبغي أن نتأملها إذ فيها الكثير من العجائب والفرائد والفوائد.
ولم يعلمنا تراثنا العربي الإسلامي أن نتحامل على الشعوب الأخرى كما يزعم الشعوبيون المغرضون.
وإنما علمنا أن نصبر عليهم لأن مصيرهم أن ينتهوا غالبا إلى تبني العروبة والإسلام.
وهم يتجهون إلى هذه الوجهة طوعا لأن فيها تحقيق مصالحهم ورغائبهم بالحد الأقصى.
ثم إنا نعلم أن لغة النوبيين هي إحدى أقدم لغات بني الإنسان.
وقد حملت سرَّ حضارة عظيمة حكم أهلها البلاد الشاسعة الممتدة من أكسوم إلى الإسكندرية.
وقد سبق أن كتبت في هذا المعنى عندما أنشأت مقالات بعنوان (هل اكتشف السودانيون أمريكا قبل كولومبس؟).
وهي مقالات أ‘جب بها جل السادة النوبيين الكرام ما خلا صديقنا الصحفي الفطن المقتدر محمد كارة الذي مارى وشغب علينا على مستوى العنوان وقال إنه كان ينبغي أن يجئ على التخصيص لا على التعميم، فيكون (هل اكتشف النوبيون أمريكا قبل كولومبس؟)
وربما كان على حق فيما طلب، ولكنا لم نخضع لطلبه مهما كان وجيها، وذلك حتى لا نحرم عموم السُّودان من شرف اكتشاف بلاد الأمريكان.
ولاهتمامي العلمي بأمر اللغة النوبية (المَرَوِية) سبق أن أرسلت إلى البروفسور جعفر ميرغني قائمة تضم خمسا وأربعين ومائتي كتاب جديد صادر في أمريكا عن اللغة النوبية (المَرَوِية) لما علمت بأمر انشغاله بفك أسرارها.
وأبديت إليه استعدادي لتزويده بأي عدد من هذه الكتب يشاء.
فالذي يكتب هذا الكلام لا يمكن أن يكون متعاليا على لغة النوبيين أو ساعيا في تهميشها.
ولكنه بالمقابل لا يرضى أن يستغل أحد موضوع هذه اللغة النوبية الشريفة، أو غيرها من اللهجات المحلية الكريمة، استغلالا إيديويوجيا حزبيا ديماغوغيا، ليطاول ويناوش بها المقامات العلى للغة الضاد، هذه اللغة المعظمة الشأن، بتعبيرها عن آي القرآن.
كل الأرض منفى!
فليكف إذن هذا الفنان البائس (المسيَّس) عن متابعة هذه المساعي المشبوهة.
وليكف عن المشاركة في هذا البث المبرمج، للغو السوقي اليساري الشعوبي، الذي لا يني يكرُّ ليطرق على موضوع التعددية الثقافية السودانية.
هذه الثقافة المتينة التي يزعمون أنها في خطر عميم.
ويدعون أن العروبة تعتدي عليها وتهمشها وتكاد تهدمها وتأتي عليها من القواعد.
فهذا أحاديث عدائية خبيثة مغرضة، أحرى بها أن تتردد على ألسنة الآباء الرهبان الدومينيكان، والفرنسيسكان، والمعمدان، والإنجيلكان، الأمريكان.
وأما ما جاء على لسانك أيها الفنان الفتَّان، في هذا الشأن، فما كان إلا وسوسة من وحي شيطان الإنس والجان، وضربا من (الدغمسة) التي ما عاد لها في السودان مكان.
فخير لك ولقبيلك من اليساريين أن تحتكموا لدواعي العقل والمنطق وحقائق الواقع المعيش. وهي كلها تنكر ما تزعمه من البهتان!
ومن الخير لك خاصة أيها الفنان، أن تترك الحديث في أي شأن، ليس لك به سلطان أو عرفان.
فأنت إنسان مجيد بلا نواع في مجال الفن، وخير لك ألا تبرح مجالك الذي تحسنه. فقيمة الإنسان هي فيما يحسنه لا فيما يزعمه ويدعيه!
وخير لك أن تكون وفيا للإطار الحضاري العربي الذي يحتويك.
وهو إطار لا يتنكر له إلا مشبوه أو غِرٌّ يدفعه مشبوه!
ومن يتنكر لهويته العربية الإسلامية أيها الفنان، يعيش غريبا مريبا أنى توجه وأني كان، وتبقى له (كل الأرض منفى) بل منفيان!
محمد وردي مفكر أم فنان؟!
محمد وقيع الله
(3من3)
صدق الفنان محمد وردي ما أوهمه به المحرر اليساري من أنه مثقف كبير لا مجرد مغن كبير.
ولذا اندفع منتشيا ليؤكد على وهمه ويؤصله، فذكر أنه ظل منذ زمن طويل يدأب على تطوير الثقافات السودانية الأصيلة.
وحتى لا أتهم بالتقول على الفنان محمد وردي والتغول على مكانته فهذه كلماته بنصها وفصها. وهذه دعواه:"منذ الاستقلال وطوال السنوات الفائتة، كنا حريصين على تطوير الثقافات المختلفة في السودان والاعتراف بها كعنصر اساسي في تكوين النسيج الوطني، وكنا نعلم ان فرض اللغة الواحدة والهوية الواحدة امر خطير جدا بالنسبة لمستقبل السودان ولا يحتاج المرء لعبقرية ليتوقع ما حدث وما سوف يحدث اذا لم يحدث تغيير في العقليات التي تدير البلد، يجب ان تعطى أية منطقة في السودان كامل حريتها في ادارة شؤون حياتها وفقا لثقافتها المحلية وخلفيتها التاريخية وغني عن القول أن الثقافة والفنون هي الانسب لانصهار وتفاعل هذه الثقافات تحت مظلة الوطن الواحد ويجب ان نحمي ما تبقى من الوطن عبر هذا المفهوم. لا يمكن لجزء بسيط من السودانين او حزب او جماعة ما ان تفرض رؤيتها على كل الناس".
وهذه الدعوى أشبه بالفرية منها بالفرضية. إذ لم يحدث أي تضييق على قبيلة سودانية فيما يتصل بلغتها, فلم تمنع أي قبيلة من الحديث لسانها المحلي، على غرار ما جنى الأتاتوركيون القوميون العلمانيون على الأقليات في تركيا، حيث منعوا الأكراد من النطق بلسانهم لأكثر من سبعين عاما حتى رفع عنهم هذا الحيف الإسلاميون الذين يحكمون تركيا الان!
وردا على فرية وردي هذه نقول إنه لم يحدث أن طلبت أي قبيلة سودانية، من ذوات اللهجات الخاصة، أن تصبح لهجتها المحلية لغة رسمية، تستخدم في التعليم وفي المعاملات الديوانية الرسمية.
فلم يصل الأمر بالقبائل السودانية ذات الرطانات الخاصة إلى هذا الحد الغالي، الذي يتمادى فيه العلمانيون اليساريون العنصريون، الذين اتخذوا من الفنان وردي لسانا لهم ينطق بالافتراء والبهتان.
ومن العجيب حقا أن يتزعم الشيوعيون السودانيون تيار الدفاع عن الأقليات، باسم حماية التنوع الإثني والثقافي كما يدعون، ذلك مع أن نظريتهم التي يدينون بها لا تؤمن بشئ إسمه التنوع الثقافي، بل تعده آفة برجوازية، ونتاجا منحطا لأنماط الإنتاج الإقطاعية والرأسمالية المتخلفة، موعده الاندحار النهائي مع شروق شمس الاشتراكية ومجتمعها الأممي التقدمي!
وقد كانت للدولة السوفيتية البائدة جرائرها التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا في التضييق على الأقليات، وقهرها، ونزعها وترحيلها من أراضيها، وفرض اللسان الروسي عليها.
فمن كان شأن مذهبه ومن دأب أسلافه أن يرتكبوا كل هذه الآثام، وأن يقترفوا كل هذه الأوزار، أنَّى لهم أن يدعوا حماية الأقليات، إلا إن كانوا يبتغون الفتنة في البلاد!
وغريب أن يدعو وردي بالذات بدعوى الحرية والديمقراطية لأن تاريخه العملي على هذا الصعيد غير ناصع، ولا يشهد له بأي دفاع جدي عن الحريات!
ولا أظنه نسي ماضيه هذا، بل تناساه وهو يجيب عن سؤال عن دور المبدعين وأجهزة الإعلام في إدارة تنوع ثقافي مثالي يقطع الطريق أمام أي انفصال جديد.
وهنا سمح لنفسه أن يقول: "هذا سؤال كبير يستوجب الرد عليه طرح العديد من الاسئلة: هل نحن نعيش في مجتمع حر وديمقراطي بالمعنى الحقيقي لهذه العبارة ؟ هل يستطيع الصحفي او الشاعر او الفنان التعبير عن أفكاره المبدعة بكل حرية؟ هل تقبل السلطة بكل وجهات النظر، حتى تلك التي تختلف معها، وتعطيها المساحة الكافية لإيصالها والتحاور حولها؟ هل يستطيع احد ان يعبر عن وجهة نظره تجاه ما يحدث بذات الطريقة التي عبر بها الذين ذبحوا الثيران؟ وهل يعبر الفنانون الذين "تلمهم " السلطة في أي زمان ومكان عن نبض الشارع؟ بالاجابة على هذه الاسئلة يتضح شكل مستقبل السودان ".
قال وردي هذا وكأنه نسي أنه غنى مليا للدكتاتورية اليمينية من أواخر الخمسينات إلى منتصف الستينيات.
ثم غني للدكتاتورية اليسارية من نهاية الستينيات إلى أوائل السبعينيات.
وأنشد في طرب ثوري وحشي طائش من أشعار شاعر التحريض على القتل وتمجيد القتلة السفاحين المجرمين صديقه الشيوعي محجوب شريف نشيده القائل:
حبابك ما غريب الدار
وماك لي حقنا الودَّار
كنا زمن نفتش ليك
وجيتنا الليلة كايسنا
يا حارسنا
جيتنا وفيك ملامحنا
بعد يا مايو ما يئسنا
بنرجع ليك توصينا
بنسمع ليك تحدثنا
بيك يا مايو
يا سيف الفدا المسلول
نشق أعدانا
عرض وطول!
وما أظن وردي قد نسي هذا التاريخ، بل يتناساه، ويود أنه لم يكن قط، ويود ألو كان بإمكانه أن يشطبه من صحائف التاريخ!
ولكن خير له من (الصهينة) والتجاهل والتمادي في الأماني والأحلام، أن يتقدم بشجاعة ليقدم الاعتذار الصادق للشعب السوداني، على تفوهه بهذه الألفاظ البشعة، من على أجهزة الإذاعة والتلفاز السوداني.
فلعله يكفر بذلك عن جنايته العظمى في التحريض على قتل أعداء مايو من الإخوان الأنصار، وغيرهم من جموع الأحرار، ممن فتك بهم الثوريون المايويون وأقطاب اليسار!
mohamed ahmed [waqialla1234@yahoo.com]
\\\\\\\\\\\\\\