بادرة تستحق الإشادة: إحتفاء سودانايل بفيصل صالح!!
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس
توطــئة:
يفترض عليّ أن أحضر هذا التكريم في قاعة سبها في فندق كورونثيا إلا أن ظروف قاهرة حالت دون حضوري وقد شرحتها لصديقي رئيس تحرير هذه الصحيفة ، وتكريم فيصل محمد صالح إنما هو تكريم لصاحب قلم لم تلن قناته في أن يجهر بما يؤمن به ، وفي هذا ثبات على المبدأ وشجاعة تندر في زمن التدجين ، وزمن تؤلف فيه الأقلام ، لذلك نال فيصل محمد صالح جائزة الشجاعة الصحفية من مؤسسة دولية لها وزنها واعتبارها ، وإنه لأمر مقدر وبادرة راقية تحسب لصحيفة سودانايل الإلكترونية ورئيس تحريرها الأستاذ الصديق طارق الجزولي أن تقيم هذه الاحتفالية.
المتــن:
إن إحتفال سودانايل وإحتفائها بحصول فيصل محمد صالح لجائزة الشجاعة ، إنما هو من باب الإهتمام بما لا يجب أن يهمل ، حتى وإن إن أهمله الآخرون متعمدين ، وليس بهكذا تجاهل نستطيع أن نقبر العطاء المميز والمتميز وإلا فإننا كم يريد أن يحجب ضوء الشمس بكفه . أن تقوم سودانايل كإعلامٍ إلكتروني بهذه البادرة فهذا يثبت مدي فاعلية هذا النوع من الإعلام ، فقد أصبح الإعلام الإلكتروني، أو ما يصطلح عليه، الإعلام الجديد، وما يسمى بصحافة المواطن ، سلاحا قوياً ضد المستبدين والظالمين والفاسدين ، وفيصل محمد صالح قلم مشهر في وجه الفساد والضلال ، وليس بالضرورة أن نتفق معه كلياً أو جزئياً ولكن من الضروري أن لا نقمط مهنيته العالية وشجاعته فى إبداء رأيه ، ويفترض علينا سواء كنا أو مع فكره أن ندافع عن حريته في إبداء رأيه لنثبت للعالم أننا جديرون بإستحقاقات حرية الرأي وإدارة الحوار مع الإختلاف الفكري وهذا هو نوع من أنواع التحضر الثقافي والسياسي والفكري ، ونوع من أنواع المثاقفة التي تثري ولا تفقر!!
الحاشية:
إن في مثل هذه الاحتفالية تذكير باستمرار معاناة الصحفي ، أن هذه الاحتفالية تكرس الأحلام التي أريدت للإعلام السوداني من خلال تكريس حرية حقيقية وتقديم ضمانات الفعل الصحفي وتطوير المؤسسات الإعلامية والحد مع أسلوب التخويف في حق الصحفيين أو توقيفهم أو مصادرة أعداد من صحفهم ، فالمحتفي به كسر حاجز الخوف بشجاعة نال بها هذه الجائزة عن استحقاق!! . باعتقادي أن الوقت قد حان للانخراط في إصلاح واقع الصحافة السودانية والمشاركة بشكل فعال في هذا الإصلاح من خلال فتح حوار مهني حول المهنة وممتهنيها ، وتوفير الضمانات والحريات لهم . فالحقوق تُنتزع ولا تُمنح !! ، وحين يجتمع لفيف من الأدباء و الصحفيين والاعلاميين و وقادة الأحزاب احتفاء بفيصل محمد صالح في هذه الإحتفالية ، فتكون هذه الاحتفالية قد أنتجت لوحات بديعة تتغنى بالحياة في بعدها العميق وأهمها حرية التعبير عن الآراء ، عندها تحتفي الصورة بالأصالة في تفاصيلها الباذخة ، فتطل روح الحريات الصحفية على الحضور بأبوابها و نوافذها و أزقتها، ومتمثلة بأهل الفكر والسياسة والصحافة بناسها رجالا و نساء، في التفاتة جميلة و معبرة بأن لا صاحب عطاء يهمل أو يغض عنه النظر!!
الهامش:
لا ريب أن فيصل محمد صالح شعر في هذه الاحتفالية بالتقدير لقيمة عطائه وشجاعته لتمسكه بحقه في حرية الرأي، فالحرية تغدغ المشاعر ، وتحملك على ذبذباتها و تسيح بقلمك في دروب الجمال الذي لا يكون إلا بالحرية والابداع ، متساوقة مع المعاني الباذخة ، التي تنهمر مدرارا في يومٍ يحتفي فيه كل عاشق لحرية التعبير بفيصل ، الحرية هي الجمال المنهمر كشلالٍ يجود بمائه على مرمى بصر حضور تلك الاحتفالية ، فتهيم في ملكوت الكتابة الصحفية ، فهي قمة الإبداع إذ يكون فيها الكاتب في أجمل لحظات إرتشاف قطرات الجمال . فيصل محمد صالح يشكل فسيفساء مدن البلاد عموما ، لزرقة سماء السودان لها معني الامتداد و الأمل و اللامتناهي كنفس المحتفى به ، تدل حينا على النيل متهادياً، ذلك المدى الأزرق الغاوي ، و حينا آخرعلى الامتداد السماوي بكل معانيه الواقعية و الميتافيزقية ، التي لا شك تغترف منها روح فيصل مواضيعه الماضية مضاء السيف . إن التضييقات العنيفة التي تطال الصحفيين والصحافيات والصحافة والتي شملت الاعتقال وافتعال المحاكمات ضد الصحفيين خصوصا في أقطار كان الاعتقاد سائدا فيها في أن تمثل فرصة لإنقاذ حرية الصحافة من أوضاع التخلف والتضييق التي كانت تتخبط فيها ، يجب أن يعيد من قررها حساباته في عصر أصبح الإعلام والصحافة الإلكترونية هي صحافة المواطن والمظلومين!!.
إن ارتفاع حالات العنف والاعتداءات المستخدمة ضد الصحفيين خلال السنوات الماضية في إقليمنا , تستدعي ضرورة وقف كافة هذه الاعتداءات ووضع حد لحالة العنف والتوقيف الممنهجة بحق الصحافة والصحفيين , وذلك حتى يتسنى للصحفي ممارسة عمله وأداء وظيفته بطريقة سليمة وصحيحة وبدون معوقات او عراقيل او مخاوف تهدد حريته أو حياته ومستقبله الصحفي . وأذكر ببيان إتحاد الصحفيين العرب الذي أعلن عن إصراره العنيد على سيادة الحريات العامة التي تحترم حقوق الإنسان وتضمن شروطا حقيقية لوجود حرية النشر والتعبير.
قصاصة:
شكرا لك طارق الجزولي لقد خلخلت بحق حواسنا، و علمتنا بكثير من التواضع أن الصحفيين ما زالوا قادرين على حب بعضهم البعض ، و الاحتفاء بإبداعات زملائهم بأجمل الطرق الممكنة و أبهاها ، وعذراً فيصل فقد كنت أحرص على الحضور لولا ظرف طاريء ، فإن قصّرت عنك أقدامي فها هي أحرفي تقوم المقام مع تقصيرها .. وحتماً سنلتقي إنشاء الله
تستاهل فيصل محمد صالح وعوافي عليك
Abubakr Yousif Ibrahim [zorayyab@gmail.com]