في مقالي السابق بتاريخ 24-11-2015 أشرت الى تلك الكذبة البلقاء- البلهاء التي ادعت فيها صحيفة المجهر السياسي السودانية الصادرة في 20-9 -2015 أن وثيقة مفبركة باسم استخبارات المملكة كانت الراكوبة قد نشرتها تحت عنوان : السودان وعاصفة الحزم ) هي السبب وراء اعتقال الأخ وليد الحسين لأن ماجاء بها – حسب الصحيفة – فيه ضرب لوحدة تحالف دول عاصفة الحزم ومصداقية مشاركة السودان فيها !!.. ولكن .. حتى لو سلّمنا جدلاً أن ما تدعيه هذه الصحيفة صحيحاً – وهو ليس كذلك بالطبع – فمَن رصد واستقصى وراء ذلك الخبر وأخبر به السلطات السعودية خاصة – ونحن نعلم جيداً – انه لاسطات عربية ولا أي مسؤول عربي آخر يهتم لهذه الدرجة بأي موقع سوداني وما يرد فيه وهو كله يدور حول الشأن السوداني المحض الا ما ندر.. وهنا – بالطبع – يبرز دور أجهزة الأمن لدى سلطات الخرطوم الانقلابية وما تطلع به من متابعة ومراقبة لكافة المواقع السودانية وما تحفل به أسافيرها من أخبار .. فبالتالي كان لتلك الأجهزة وقطعانها من الفاقد التربوي والمنتشرين في كل مكان دوراً في الايعاز للسلطات السعودية باتخاذ الاجراءات اللازمة بحق الراكوبة ممثلة في الأخ الوليد والذي يبدو انه ضحية تشابكاتٍ أمنية استخباراتية مُضللة .. وهذا ربما هو ما يفسر ارتباك السلطات السعودية وترددها حتى الآن في ما يمكنها فعله ازاء قضية الأخ وليد فاكتفت بالتحفظ عليه ونسيانه في معتقله وتجاهل أمره !!.
اما بشأن هيئة التحقيق والادعاء العام السعودية والتي كنت قد أشرت اليها في مقالي السابق فانني أضيف أن هذه الهيئة – وبحسب تصريحات رئيسها الشيخ المهوس – تقوم بدور يماثل دور النيابة العامة وتتخذ الاجراءات اللازمة لاطلاق سراح المسجونين بدون سبب مشروع استناداً الى الشريعة الاسلامية التي ضمنت للسجين كرامته وحقوقه الانسانية .. كما أن من مهام الهيئة أيضا رفع تقارير منتظمة لوزير الداخلية عن حالة السجناء والموقوفين .. وهنا يبرز سؤال ملح وجوهري : أين هذه الهيئة – بكل تلك المهام المعلنة – من قضية الأخ وليد الحسين ؟ .
ختاماً : في مقال قادم و منفصل – باذن الله تعالى - سأكشف لأحبتي من متابعتي قضية الأخ وليد الأسباب الحقيقية وراء اعتقاله منذ 23- 7 – 2015 وحتى اللحظة !! مشيراً في مقالي ذاك الى تورط أجهزة أمن النظام في عملية الاعتقال فضلا عن ما يفوح من رائحة يشتم منها وجود خيوط دقيقة - لا يكتشفها الا متابع مدقق في القضية - تدل على أن مؤامرة حيكت بليل – أو حتى عملية غدر - ضد الأخ وليد من بعض زملائه في الراكوبة نفسها !! ثم تركوه يواجه مصيره وحيداً في غياهب السجن !!.. وسيكون ذلك وفق مؤشرات مسببة رصدتها وسأوردها لأترك للقارئ الكريم وفطنته الحكم على مدى صدقية ما أقول.