على النائب العام بالمناطق المحررة استصدار مذكرة اعتقال بحق الإرهابية عفاف كافي تاور … بقلم: عبدالغني بريش فيوف

 


 

 

bresh2@msn.com

    بسم الله الرحمن الرحيم..
    كلما قلنا ، شوفنا العجب العجاب خلال الست وعشرين عام من عمر الرجعية الإنقاذية ، إلآ أننا نتفاجأ مجدداً بما هو أعجب من العجب ، وأغرب من غريب من حيث الفعل والعمل والسلوك عند أهل الإنقاذ ومن والاهم من حلفاءهم الشياطين.

    مباشرةً بعيد رفض الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال التوقيع على خارطة الطريق التي قدمتها الوساطة الأفريقية. أعلنت القيادية بالحزب الحاكم وبالبرلمان عفاف تاور استعدادها لتنفيذ عملية انتحارية لاغتيال قيادات قطاع الشمال «عقار والحلو وعرمان» حال وجدت الفرصة لذلك.

    وقالت إنها تحمل غلاً وحنقاً غير محدود تجاه القيادات المذكورة. كما أبدت أسفها الشديد لما يحدث من حرب واستنزاف للدماء بجنوب كردفان ، مؤكدة أن أي منزل وأسرة نصبت سرادق العزاء أمس لمقتل أحد أبنائها في حرب النوبة وقطاع الشمال. وقالت عفاف خلال منبر في «سونا» لوفد أبناء جبال النوبة العائد من المهجر والمشارك في الحوار ومفاوضات أديس، قالت إن رغبتها في تنفيذ عملية انتحارية ضد الحلو وعرمان وعقار لا تتناقض مع منهج حزبها الساعي لحسم الصراع عبر الحلول الأمنية والعسكرية.

    شخصياً ، لا أفهم سر هذا الغضب وهذا الحقد الدفين تجاه الحركة الشعبية لتحرير السودان من العانسة عفاف كافي تاور وقد اختارت هي بإرادتها الحرة عضوية المؤتمر الوطني بينما اختارت الحركة الشعبية حمل السلاح بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى !!.

    ما قالته عفاف تاور كافي في حق عقار والحلو وعرمان وغيرهم ، يعتبر تهديد صريح وخطير يستدعي التعامل معه بجدية سيما وأن لسيدة عفاف خلفية "سلفية جهادية وهابية" -أقصد أصحاب الأحزمة والعبوءات الناسفة ، ولا نستبعد أن تقوم بهذه العملية الإرهابية ونتفرّغ ذات مساء أو صباح لمشاهدة الأخبار على القنوات الفضائية تشير إلى مجموعات من الجثث المتناثرة للرفاق بعد تفجير نفسها بواسطة حزام ناسف.

    المنطلق الذي يحرك عفاف لتهديد الرفاق هو منطلق انتهازي ، فعقيدة الصراع عند أهل الإنقاذ عقيدة انتهازية دنيوية يسترونها بدوافع دينية اسلامية داعشاوية ، وان عوامل أنانية شخصية ضيقة تدفعهم دائماً وأبداً للمعركة من أجل البقاء ، وليس أي بقاء بل البقاء الذي يضمن لهم حياة الرفاهية والترف بدون منغصات. فأهم مبادئهم السياسية هو مبدأ المصلحة ، وهذا المبدأ لديهم لا يخضع مطلقاً لأي قيمة أخلاقية ، بل ان كل المبادئ الأخرى تتبعه.. الصداقة أو العداوة.. السلم أو الحرب.. تتحدد جميعاً طبقاً للمصلحة.  

    تقول عفاف تاور انها أسفة لما يحدث من حرب واستنزاف للدماء بجنوب كردفان ، وأن أي منزل وأسرة نصبت سرادق العزاء لمقتل أحد أبنائها في حرب النوبة وقطاع الشمال...لكن السؤال الذي هربت هي من الإجابة عليه هو : من الذي يدفع بأبناء السودان الى ميادين القتال ويستخدمهم كوقود في حربه الدينية العنصرية...ومن الذي يستخدم البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة لإستهداف الأطفال والنساء والعجزة حتى في كراكيرهم التي لجأوا إليها منذ 2011 .

    العانسة عفاف تاور ومن معها من أبناء النوبة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، شركاء في الجرائم والعدوان على الشعب النوبي ، ذلك انهم وبعد كل هزيمة مجلجلة لجيش البشير ومليشياته ومنذ يونيو 2011 على ارض المعارك في جبال النوبة/جنوب كردفان تجدهم يقومون بتقديم خدمةً لأسيادهم في المركز وذلك من خلال تجميع أبناء النوبة في كل ارجاء السودان للدفع بهم مجدداً الى ميادين القتال مقابل وعود كاذبة وحفنة من جنيهات البشير وهكذا دواليك حتى يومنا هذا رغم الفشل الذريع للعدوان الغاشم على شعبنا.

    تقول العانسة عفاف وهي ليست بعفيفة ، إنها تحمل غلاً وحنقاً غير محدود تجاه الحركة الشعبية وقياداتها ، ونحن لا نشك في هذا الكلام ابدا ابدا ، لأن المدرسة التي خرجت منها والعقيدة التي تؤمن بها هي عقيدة شريرة عنيفة شيطانية اقصائية. كما ان عفافا هذه ولأنها مستلبة أصلا وتخاف كمان على مصالحها الخاصة كان لابد لها ان تعمل شوية حركات قردية وتدلي بتصريحات دعشاوية لإرضاء ولي نعمتها الجنرال السوداني قاتل النوبة عمر البشير.

    قلنا تكرارا ومرارا ، إن الجيش الشعبي ولد ليبقى ما دام السودان باقي ، فإن الحملات العسكرية والأمنية للنظام في جبال النوبة/النيل الأزرق نتيجها الفشل الفاضح سواء نجحت العانسة عفاف كافي تاور في تنفيذ عملية انتحارية ضد عرمان والحلو وعقار وجقود وكوكو وغيرهم أم لا إذ أن القضية ليست قضية قيادات أو اشخاص.

    لم تعتدي الحركة الشعبية على مناطق سيطرة الحكومة في المعارك الأخيرة ، لكن مليشيات عمر البشير هي التي بدأت كالعادة بمهاجمة المناطق التي تتواجد بها قوات الحركة ، فكان التغلغل داخل ام دورين والأزرق وتروجي وغيرها ، وارهاب وترويع فظيع للناس. وكانت الجريمة الكبرى بمنع الغذاء والطعام عن المواطنين المحاصرين في مناطق النزاع للإجهاز على الحركة الشعبية، بعد ان يكون البراميل المتفجرة قد انهكها وفتك بها، وحولها الى رجل مريض لا يقوى على شيئ ، فتصبح سهلة المنال ، وتجريدها يوفر على الخرطوم العناء ، ويقلل من خسائرها.

    إذا كانت العانسة عفاف فعلاً مهتماً ببكاء الأهل المثكولين بأبنائهم وآحبتهم وهذا شيء لا يغشيه ظلام الليل ولا يسكته صرير البرد. ففعلا كل بيت وأسرة مكلومة بفقيد يزف إلى الموت بدلا من فرح كان منتظر..كانت عليها ان تفجر نفسها في مكتب الجنرال عمر البشير لإغتياله لأنه هو سبب الموت والمعاناة المستمرة للنوبة لرفضة حلاً سياسيا في جبال النوبة/جنوب كردفان واصراره على الحلول الأمنية والعسكرية.

    على العموم ، تهديدات العانسة عفاف بتفجير نفسها لقتل قادة الحركة الشعبية يجب أن يؤخذ بجدية ليس لأن هذه الإرهابية ستتمكن من تفجير الأشخاص الثلاث ، لكن قد يكون المستهدف تجمعا للأطفال أو حفلا للزواج او مكانا للعزاء او غيره ، لأن الذين يفكرون في تفجير أنفسهم لا يهمهم من المقتول ، إنما يقومون بهذه الأفعال لسبب معروف وهو الطلب للذهاب الى "الفردوس" والتمتع بحور عينه وخمره وجنات عدن التي تجري من تحتها الأنهار تلك القصة التي تشبه حكاية ألف ليلة وليلة ، أو ألف لذة ولذة ، مكتوبة بخيال جامح يتخطى الواقعية السحرية بكثير.

    اليوم ، العالم كله يشتكي من دواعش وتهديداتهم المستمرة لحياة الآمنين في كل مكان وعليه يطلب من النائب العام بالمناطق المحررة استصدار مذكرة اعتقال بحق الإرهابية عفاف تاور كافي في حال حطت قدماها أراضي جبال النوبة ، واستصدار مذكرة أخرى لتذكير الدول التي قد تزورها هذه الداعشاوية بتصريحاتها لأن القتل وسفك الدماء عند أنصار البغدادي سواء.

    والسلام عليكم..

 

آراء