15 October, 2023
حقول الرؤية لأتباع الأحزاب السودانية الى لحظة إنقلاب البرهان
أسباب كثيرة تحجب رؤية أتباع الأحزاب السودانية عن مراقبة التحول في المفاهيم حول العالم من حولنا.
أسباب كثيرة تحجب رؤية أتباع الأحزاب السودانية عن مراقبة التحول في المفاهيم حول العالم من حولنا.
قلنا الحرية و العدالة؟ يا لها من معادلة عجيبة في عكسية علاقتها فكلما زادت العدالة قلت الحرية وكذلك كلما زادت الحرية قلت العدالة.
في هذا المقال سأحاول ملاحقة آخر صور عالم النخب السودانية المتلاشي و الهدف من هذا المقال هو محاولة توضيح فكرة ربما تساعدنا في خلق رؤى جديدة ناتجة من عالم حديث على أقل تقدير تشكلت ملامحه منذ إنكشاف ملامح الثورة الصناعية عام 1776 و ما لحقها من تغيرات كبرى صاحبت التحول في المفاهيم في جميع حقول الفكر.
في عالم حديث أدرك فلاسفته و علماء اجتماعه و الاقتصاديين أنه عالم متغيّر لا يمكن للوثوقيات أن تمسك به من البديهي أن ينهار و يتداعى عالم المفكريين في السودان حيث لا تجد في أفقهم غير الوثوقيات و الحتمية.
في ملاحظات بعض علماء الاجتماع و الانثروبولجيين نجدهم يسجلون أن هناك تقارب يصل أن يكون توأمة بين القارتين الأوربية و أسيا لدرجة تجعل تقارب الثقافات يتيح فرصة التلاقي و التوافق حتى في أحلك ظروف الإختلاف مثلا نجد الصين رغم نظامها الشيوعي إلا أن ثقافتها و حكمتها قد أفرزتا ريادي يكاد يكون في قمة الريادات الصينية الواعية و هو دينج شياه بينج عندما طرح فكرة الإنفتاح على الفكر الرأسمالي عام 1978 و بسببه ها هي الصين تقطع مسافة معتبرة في خروجها
في هذا المقال أريد أن أنبه الى أن التحول الهائل في المفاهيم في المجتمع الحديث يحتاج لدقة عالية في مراقبته بل التنبؤ به كما نجده في جهود علماء الاجتماع و الاقتصاديين و كيف يمكن طرح الأفكار التي تحتاج لعقود من الزمن حتى تتضح ملامحها مثلا منذ عام 1922 بعد نشر أفكار ماكس فيبر و كيف إنتقد ماركسية ماركس إحتاجت لزمن طويل جدا حتى تتضح الرؤية و ينضج الهدف و ينهار جدار برلين عام 1989 و يصادف إحتفالية مرور قرنيين من
لا شك بأن عبد الفتاح السيسي كعسكري مصري يريد بناء نظام حكم تسلطي ليحكم به مصر و مشروعيته حكم العادة في عقل النخب كما هي في البلاد العربية ذات الثقافة التقليدية و لا يعرف عقل النخب منها فكاك و هي سلطة الأب و ميراث التسلط.
كل يوم يمر يؤكد بأن الشعب السوداني قد كان خبير و أن شعار ثورة ديسمبر الليبرالي حرية سلام و عدالة كان نتاج وعي شعب متقدم على نخبه و لذلك كان شعار الثورة حرية سلام و عدالة يمثل روح الشعب السوداني الذي ينشد الديمقراطية الليبرالية.
لماذا إختفت أفكار ماركس في وسط النخب الفرنسية و أصبحت فرنسا توكفيلية؟ طرحنا هذه الأسئلة لأن النخب السودانية حتى غير الشيوعيين يظنون و هم على خطاء فادح أن الفكر الاشتراكي و نظام الحزب الواحد هو أقرب الطرق للتنمية كما ذكر الدكتور منصور خالد.
الشعب السوداني من أكثر شعوب المنطقة حديثا عن التحول الديمقراطي إلا أن جبار الصدف يقف له بالمرصاد و يغيّب على الدوام الشخصية التاريخية القادرة على مفارقة العقل الجمعي الكاسد و فتح خط فكري جديد يجسر ما بيننا و مفهوم الدولة الحديثة و ممارسة السلطة بالمعنى الحديث.