13 November, 2023
الكواكب تهوى تباعا
مثلما مضى كثر من مبدعين وكتاب ومثقفين سودانيين اثناء هذه الحرب، مضى الساحر، ورحلت الاسطورة الفنية والموسيقية النادرة.
مثلما مضى كثر من مبدعين وكتاب ومثقفين سودانيين اثناء هذه الحرب، مضى الساحر، ورحلت الاسطورة الفنية والموسيقية النادرة.
كل الشواهد والمؤشرات المرسلة من مراكز حركتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية السودانية وأطرافها ومنذ وقت طويل تدل وتدلل على أن وعيا مأساويا ما نحمله ويتغذى منا يعيق معرفة التاريخ وما تحت سطوره وعلاقاته المشتبكة ورواياته الخفية.
بما اسجله من ملاحظة عن نفسي اولا، وعن المجتمع السياسي والاعلامي والثقافي استطيع القول باننا جميعا بحاجة الى جلسات من (الدعم) النفسي السريع غير المحدود لبلوغ الشفاء من نوبات ومتفاعلات الصدمة التي لحقت بنا جراء الحرب حتى نتمكن من انتاج عقلي جديد يناسب ويتناسب مع اليوم التالي.
ترى ما المعيار الذي بموجبه تستحق بلدان أو مجتمعات ما أن توصف بكونها تعيش أعلى أو اسفل العالم؟ (عالم اول- عالم ثالث) (عالم ما فوق التنمية- ما تحت التنمية)؟.
بتغطيات قناتي الحدث والجزيرة لحدث زلزال المغرب المأساوي بهذه الايام تنخفض نسبة الاضطلاع والاحاطة والمعرفة بمجريات زلزالنا الوطني العنيف على نحو ملحوظ يكشف عورة اعلامنا وغيابه الفعلي عن حقيقة المعارك تاركا الباب مفتوحا لمروجي الحملات البائسة الشرسة المغرضة، والبروباغاندا الصاخبة من الطرفين المتنازعين.
ليس من باب الصدف ان يحتل شعار المدنية المرتبة الاولى في مطالبات ثورة ١٩ ديسمبر.
لم اشعر بخيبة امل في ثقافتنا الشعبية وحكاياتها المؤسسة على الخزعبلات والاوهام والأساطير مثلما شعرت وانا استمع لتسجيل فيديو بتطبيق الفيس بوك من الممثل والدرامي المعروف محمد شريف على وهو يسرد قصة انتقام (شواطين) بيت امدرمان المسكون الذي يقع بشارع النيل اسفل كبري شمبات.
الحقيقة هى الضحية فعلا في زمن الحروب، وفي اليوم التالي لانتهاء الحرب سنبدا التعرف على حقيقة ما جرى ووقع من كوارث.
الاستثمار في ضعف الراى العام بالثقافة والمعلومات البصرية المتصلة بصناعة الصورة ( متحركة كانت ام ثابتة ) هو ما يدفع المسيلميون لتكذيب الحقائق.
احدى المشكلات الاعلامية المتفاقمة يوما بعد يوم تقوم في آتون المعارك المحتدمة تعبر عن نفسها في ان هنالك من الاعلاميين الذين يصنفون كقادة راى عام ويقدمون انفسهم كحاملي روشتات لا تخطي العلاج لاي معضلة مهما كانت.