البرهان يتعلق بقشة القبلية
أبوبكر خليفة
30 January, 2022
30 January, 2022
ABUBAKER2@msn.com
هذه ردة تاريخية بمعنى الكلمة... ما كنا نعتقد بان هناك شخص يعيش في عالم اليوم ثم يتعقد بانه من الممكن أن تعود الدولة في القرن الواحد والعشرين الى عهد القبلية، ولكنه البرهان، والكورجة التي تتبعه من الشيالة من أمثال أبوهاجة، والتوم هجو، وبرطم، ومسار، واردول، وجبريل، ومعهم بعض الذين تم تجهيزهم للقنوات التلفزيونية تحت مسمى محلل استراتيجي. لا ندرى من أين خرج لنا هؤلاء ومن أين جاءوا بهذه الجرأة على الحق، وعلى الاخلاق، وعلى الوعى، في هذا الوقت الذى يعانى فيه جميع السودانيون؟
آخر ما تفتق عنه تفكير البرهان، أن صح أنه يفكر، هو التعلق بالقبلية، فاندفعت كورجة الشيالة، لا تلوى على شيء، للتسبيح بحمد القبلية، ولتتنافس في استجداء العواطف القبلية والعنصرية، الفطيرة، المهترئة، التي أكل عليها الدهر وشرب، ولم يبق منها الا أضغاث أحلام ظلت تراود قلة من الفاشلين من بعض قبائل السودان فصاروا يرددونها كمخدر يوهمهم بأن ليس هناك من هو مثلهم بين بقية البشر. وهاهو الفريق البرهان، مع جماعته، يتعلق بقشة القبلية، التى يسمونها هم بالإدارة الأهلية، يتودد الى أولئك الفاشلين بالعطايا ليشترى منهم بيانات مضحكة - نحن القبيلة الفلانية ونحن نؤيد البرهان في كل ما يقوم به - وما درى هؤلاء، ولا أولئك، ان الزمن قد تجاوز سلطة القبيلة منذ أمد بعيد يخطئه العد.
القبلية التي كانت في الماضى كانت لديها السلطة على الأرض، وكانت تحفظ أمن افراد القبيلة بعصبية الثارات، وكانت لا تسمح للأغراب بالتواجد في مناطق سيطرتها، ولا تسمح لهم بالاستفادة من مصادر المياه، او المراعى التي توجد في حرم مناطقهم، ولا تسمح للقبائل الأخرى حتى بالمرور عبر مناطقهم الا بعد اخذ الاذن منهم لقاء مقابل. وكانت القبيلة تأتمر بأمر شيخها، لا معقب عليه، فاذا مات الشيخ آلت السلطة الى أحد أبنائه أو أخوانه. وكانت سلطة هؤلاء مطلقة، لا تحدها حدود، حتى قال قائلهم أذا لم ينصفك الشيخ فليس لك غير الله سبحانه وتعالى. وشيخ القبيلة الذى يتحكم في القبيلة ليس لديه فقهاء قانون، ولا جمعية تشريعية، ولا محكمة استئناف، ولا جمعية حقوق انسان ولا مواثيق أمم متحدة، فهو وحده الآمر الناهى، فاذا أصدر امراً تداعت القبيلة جميعها لتنفيذه فوراً. وشيخ القبيلة لا ياتى لمنصبه بالترشيح وانما بالوراثة، كما يحدث في أنظمة الملك العضوض، وشيخ القبيلة له مطلق الحرية في سن القوانين، ومطلق الحرية في تنفيذها، وهو الذى يحدد حقوق الاخرين، ان شاء اعطاهم، أو شاء منعهم. والقبلية بصورتها تلك كانت امتداد لقانون الغابة، ولقد نهى عنها الإسلام قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، ولذلك فان دكتاتورية العساكر، والحكومات الشمولية التي ليس فيها أدني فرصة لمعارضة، أو حرية، أو ديمقراطية، تعتبر تطوراً كبيراً، وتقدماً هائلاً، اذا ما قيست بنظام القبلية، وفى حقيقة الأمر، فان الدول المعاصرة، ومنذ مئات السنين، لم تأخذ شكلها كدول، لها رئيس، وشعب، وحدود، الا بعد أن تحررت من نظام القبلية.
اليس غريباً أن يقوم البرهان، في هذا الوقت، بهذا الانقلاب، مستعيناً بكورجة من الجهلاء الذين أعتادوا سرقة أموال الشعب، ليعلن بانه هو من يحدد شكل حكومة السودان، وهو، وحده، من يحدد أعضاء مجلس سيادة السودان، ثم يسعى بكل تصميم لإجهاض كل مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة، ثم لا يجد في عقله ما يقوله للناس غير أنه يريد تصحيح مسار الثورة لتدخل سلطة القبلية المسماة الإدارة الاهلية في مكونات الحكم؟ وفى مؤسسات الدولة؟ الم يسمع البرهان بان الدول لا تقوم الا على أنقاض سلطة القبائل؟
هذه ردة تاريخية بمعنى الكلمة... ما كنا نعتقد بان هناك شخص يعيش في عالم اليوم ثم يتعقد بانه من الممكن أن تعود الدولة في القرن الواحد والعشرين الى عهد القبلية، ولكنه البرهان، والكورجة التي تتبعه من الشيالة من أمثال أبوهاجة، والتوم هجو، وبرطم، ومسار، واردول، وجبريل، ومعهم بعض الذين تم تجهيزهم للقنوات التلفزيونية تحت مسمى محلل استراتيجي. لا ندرى من أين خرج لنا هؤلاء ومن أين جاءوا بهذه الجرأة على الحق، وعلى الاخلاق، وعلى الوعى، في هذا الوقت الذى يعانى فيه جميع السودانيون؟
آخر ما تفتق عنه تفكير البرهان، أن صح أنه يفكر، هو التعلق بالقبلية، فاندفعت كورجة الشيالة، لا تلوى على شيء، للتسبيح بحمد القبلية، ولتتنافس في استجداء العواطف القبلية والعنصرية، الفطيرة، المهترئة، التي أكل عليها الدهر وشرب، ولم يبق منها الا أضغاث أحلام ظلت تراود قلة من الفاشلين من بعض قبائل السودان فصاروا يرددونها كمخدر يوهمهم بأن ليس هناك من هو مثلهم بين بقية البشر. وهاهو الفريق البرهان، مع جماعته، يتعلق بقشة القبلية، التى يسمونها هم بالإدارة الأهلية، يتودد الى أولئك الفاشلين بالعطايا ليشترى منهم بيانات مضحكة - نحن القبيلة الفلانية ونحن نؤيد البرهان في كل ما يقوم به - وما درى هؤلاء، ولا أولئك، ان الزمن قد تجاوز سلطة القبيلة منذ أمد بعيد يخطئه العد.
القبلية التي كانت في الماضى كانت لديها السلطة على الأرض، وكانت تحفظ أمن افراد القبيلة بعصبية الثارات، وكانت لا تسمح للأغراب بالتواجد في مناطق سيطرتها، ولا تسمح لهم بالاستفادة من مصادر المياه، او المراعى التي توجد في حرم مناطقهم، ولا تسمح للقبائل الأخرى حتى بالمرور عبر مناطقهم الا بعد اخذ الاذن منهم لقاء مقابل. وكانت القبيلة تأتمر بأمر شيخها، لا معقب عليه، فاذا مات الشيخ آلت السلطة الى أحد أبنائه أو أخوانه. وكانت سلطة هؤلاء مطلقة، لا تحدها حدود، حتى قال قائلهم أذا لم ينصفك الشيخ فليس لك غير الله سبحانه وتعالى. وشيخ القبيلة الذى يتحكم في القبيلة ليس لديه فقهاء قانون، ولا جمعية تشريعية، ولا محكمة استئناف، ولا جمعية حقوق انسان ولا مواثيق أمم متحدة، فهو وحده الآمر الناهى، فاذا أصدر امراً تداعت القبيلة جميعها لتنفيذه فوراً. وشيخ القبيلة لا ياتى لمنصبه بالترشيح وانما بالوراثة، كما يحدث في أنظمة الملك العضوض، وشيخ القبيلة له مطلق الحرية في سن القوانين، ومطلق الحرية في تنفيذها، وهو الذى يحدد حقوق الاخرين، ان شاء اعطاهم، أو شاء منعهم. والقبلية بصورتها تلك كانت امتداد لقانون الغابة، ولقد نهى عنها الإسلام قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، ولذلك فان دكتاتورية العساكر، والحكومات الشمولية التي ليس فيها أدني فرصة لمعارضة، أو حرية، أو ديمقراطية، تعتبر تطوراً كبيراً، وتقدماً هائلاً، اذا ما قيست بنظام القبلية، وفى حقيقة الأمر، فان الدول المعاصرة، ومنذ مئات السنين، لم تأخذ شكلها كدول، لها رئيس، وشعب، وحدود، الا بعد أن تحررت من نظام القبلية.
اليس غريباً أن يقوم البرهان، في هذا الوقت، بهذا الانقلاب، مستعيناً بكورجة من الجهلاء الذين أعتادوا سرقة أموال الشعب، ليعلن بانه هو من يحدد شكل حكومة السودان، وهو، وحده، من يحدد أعضاء مجلس سيادة السودان، ثم يسعى بكل تصميم لإجهاض كل مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة، ثم لا يجد في عقله ما يقوله للناس غير أنه يريد تصحيح مسار الثورة لتدخل سلطة القبلية المسماة الإدارة الاهلية في مكونات الحكم؟ وفى مؤسسات الدولة؟ الم يسمع البرهان بان الدول لا تقوم الا على أنقاض سلطة القبائل؟