في الانباء أن الزميلين الحاج وراق وعادل الباز يقبعان، حتى كتابة هذه السطور، في الحراسة. بالنسبة للكاتبين العزيزين لا بد من القول إنهما أسهما في التحول الديمقراطي الذي يسير بخطى بطيئة، برغم إختلاف مرجعيتهما الفكرية والعملية.
وراق أحد نسور فرد الحقيقة، ولعل علاقته بهذا الأمر سبقت دوره المشهود في التحول الديمقراطي. فكره السياسي قد قاده، يوما ما، إلى معارضة ثوابت في تنظيمه السياسي المؤدلج، ورأى ، من ثم، أنه لا بد من إجتراحات فكرية محددة بدافع إنقاذ مرجعية الحزب والتي تسهم في تفعيل حراكه. قال الحقيقة بطريقته، ثم خرج من إسار التنظيم وفضل أن يسهم مع آخرين لتاسيس تنظيم (حق)، ولما سارت الأمور على غير ما يرام بالنسبة له وآخرين، فضل أن يستقيل بحجة أنه أحد أضلاع محور الخطأ في ممارسة قيادية لحق، آنذاك، ولذلك ينبغي له ولهم أن يستقيلوا جماعيا.
وهكذا وجد نفسه ناشطا بحرية من خلال نشاطات المجتمع المدني. تارة يقود تظاهرات سلمية لإسترداد حقوق ديمقراطية ومدنية ونقابية وجندرية. وأحيانا يقطع البلاد عرضا وطولا، ويأتينا إلى واشنطن ويذهب إلى عواصم أخرى، من أجل المشاركة في ندوات تتناول السياسة بقدر تناولها لحراكات إجتماعية أخرى تتصل بمستقبل البلد. بطبيعة الحال لم يكن الطريق مفروشا بالورد والرياحين لهذا النشاط الواسع والمثابر في ظروف بالغة القسوة. فكان لا بد لقدر وراق أن يقذف به في مناطق تجاذب مع حراس آخرين للحقيقة، كلاسيكيون من حيث السياسة والنظرة الصماء، وأصوليون من حيث التوجه والإعتبار لأمهات القضايا.
تعرض الشيوعي السابق لمحاولات يمينية ويسارية مبتسرة ومنظمة لقتل شخصيته، ووجه ببيانات تشئ بتهديد لقتل ذاته أيضا، ولكنه قدر أن مشوار تسميد بذور الحداثة، فقط، قبل تعديد مسارات وشكل فروعها طويل، طويل، طويل في تربة سياسية وإجتماعية عنواها يقول إن التخلف هو صفة لجوهر نشاطات الحرس القديم، والوسيط معا.
ولا مناص بالنسبة للحاج من التروي أحيانا، والصبر على المكاره، والعفو عن هجوم صحافي نحوه، أو اقاويل تصل إليه، مشككة في دوره السياسي، ليس بعد تركه حق(حق) فقط وإنما منذ الأيام التي أعقبت دوره الماضي في الخروج عن رضا قيادة حزبه القديم.
وراق، معمقا بتجاربه وقراءاته وعصي الظروف، نحى إلى تمثل دور المثقف الرسالي، ولكن المشكلة الأساسية لهذا النوع من المثقفين، أنه بالغ ما بلغ سيكون خصما على كل الأفكار الايدلوجية السائدة. حسبه، وهو هكذا، إما أن يعمق النقد بإتجاه ممارساتها، بصرف النظر عن مردود ذلك عليه، وإما أن يتمثل مصلحة كل هؤلاء الذين يختلف معهم، على أن يجادلهم بالحسنى ما دام أنهم رصيد مجتمعه، مهما شذ كثيرون عن قاعدة الحوار أو إحترام الآخر.
إذن رساليته الفكرية تصب في مصلحة الذين يختلف معهم فكريا أيضا. وتلك دائما هي القسمة الضيزى التي تواجه الرساليون على أرض الواقع. فهم شخوص من لحم ودم، يكرهون كما يحبون، ولكن الرسالي لا يكره مركبات مجتمعه، فدوره أن يصلح عجلة الزمان وليحافظ عليها بناء على صحة رموزه المنقوشة في الورق أو ذبذبات صوته التي يبثها الأثير. عليه أن يجد لهذه المركبات العذر أحيانا إن غاص في خلفيات التاريخ التي أورد تفاصيلها. وأن يتوقع أنها، في واقع الأمر وخاتمه، هي فضيلة الآخر الذي يجب أن يؤخذ بيده برفق لا بكره، بيسر لا بعسر، بحكمة تشبه أحكام شيوخ المجتمعات البدائية، لا بهجوم فوقي سهل للبنيات التحتية والفوقية..ثم ماذا بعد ذلك الهجوم..؟
في الصحافة خطط وراق على ورق، ناصع البياض ــ ربما ــ لسد فجوة لتمثل لاهوتي وناسوتي في الإعتراف بالآخر، ومن خلال موقعه السابق في جريدتي الصحافي الدولي والصحافة، جسر مع آمال عباس وخالد التيجاني ومحمد محجوب هرون وعادل الباز منابرا لإختلاف الراي والحوار، وكانت كلمته الصحفية هي ذات كلمته السياسية. فدخوله لبوابة الصحافة من عالم السياسية أشبع خطابه بأمور تتعلق بقضايا الإلتزام بهدف واحد: دفع السياسة أولا، ثم الصحافة، ومهما تناولت مقالاته قضايا الصحة والأقاليم والتربية والهامش والثقافة..إلخ، فإنها كانت أشبه بنصوص خطاب سياسي، أكثر من كونها معالجات صحفية بلا خيط سياسي رابط بينها.
وحينما إنفتحت أبواب أكثر للتحول الديمقراطي شرع الحاج وراق ومرتضى الغالي وأبكر آدم إسماعيل ومحمد جلال هاشم وفايز السليك وصلاح عووضة، وأخرون، في قيادة تحالف فكري/سياسي لتجسير آخر بين فكر السودان الجديد وقناعات قوى ديمقراطية وجدت نفسها، في ظروف إستقلالها السياسي المعروف والصعب، مجبورة لخوض فضيلة التضام السياسي. ولم يكن يكن مستحيلا من قبل أن تنبني علاقة جديدة بين هذه القوى وتيار السودان الجديد القائم أصلا على أعمدة الديمقراطية والعلمانية وحقوق المواطنة والتسامح والعقلانية وإحترام الآخر، لا أكثر ولا اقل.
تمثل مشروع وراق في أن يخوض مع أولئك النفر تجربة صحافة، جزء منها مستقل وآخر حزبي، وهذه أيضا من مناورات السياسة وتخريجاتها الخصوصية الحميدة، وهي لا توجد إلا في بيئة (الشموقراطية) مثلما إصطلحنا لها من قبل. وإلا لما كان التحول من مربع الشمولية إلى الديمقراطية حادثا في عمل وراق وغير وراق.
(أجراس الحرية) المشروع تحتاج لتقييم أكثر من قبل القائمين على أمرها. ولكن ما يبدو للمتابعين، من على البعد مثلي، أنها تناضل لتقول كلمتها في وسط صحف كثيرة، بعضها يمثل التحول الديمقراطي هما أساسيا لمحرريها وقاعدتها الشرائية. وتلك الأخرى يقضي رؤساء تحريريها ومحرروها سحابة يومهم لتعزيز فرص الرضا فقط من جهات يدركونها.
صحيح أن صحف التحول الديمقراطي معروفة من خلال اسماء رؤساء تحريرها ومحررينها وكتابها، وطريقة عرضها للأخبار، ولكن كون أن تنافس مع صحف مشغولة بما سبق قوله فإن ذلك يجعلها دائما واقعة في محور الشر، وفقا لحسابات محددة لجهات لا تحتاج إلى تسمية. غير أن الأصح أكثر هو أن التحول الديمقراطي لا يأتي من خلال الصحافة وحدها، مهما ناضلت،. إنه عملية مجتمعية، تتضافر فيها الجهود وتختلف ثم تئتلف، ثم تتناحر ثم ترسي إلى بر آمان. المهمة جلل ولكن الحقيقة أنك لا بد أن تتفق مع مضمون(أوقد شمعة ولا تلعن الظلام).
حتى الآن أرى أن الصحيفة التي يصفها بعض الحراس بـ(اجراس الكنائس) فرضت نفسها، وأعطت الديمقراطيين والأخوة الجنوبيين فرصة لأن يسوقوا فكرة السودان الجديد، والشئ الجدير بالذكر والذي قد لا ينتبه له ذهننا الشمالي أن الصحيفة زفت لنا اسماء صحفية جنوبية عديدة ما كان لصحف مهمومة بغير التحول الديمقراطي أن تقدمهم للقراء.
عادل الباز، هو في الأصل ناشط سياسي وصحافي وهناك تقاطعات سياسية ومهنية بينه وقرينه في السجن. فمن ناحية أنه يمثل فكر الإعتدال في الحركة الإسلامية التي إنتمى إليها منذ تفتح آفاقه السياسية في جامعة الخرطوم. عرفته في الفترة الديمقراطية الأخيرة وكان يسعى لتعزيز قدرات الجبهة الثقافية للجبهة الإسلامية من خلال نشاطات في نمارق التي قام بتأسيسها الأستاذ علي عبدالله يعقوب، وهو أحد الإسلاميين الذين بذلوا الكثير من الجهد لتاسيس ما رؤي أنه العمل الثقافي للإسلاميين. وقاد مع آخرين تجربة إصدار صحيفة ثقافية تمثل الرأي الثقافي للإسلاميين آنذاك وحملت إسم “سنابل” وكنت إستمتع بقراءة مقالات للأساتذة المرحوم عبد المنعم قطبي ومحمد محجوب هرون وحوارات ابو القاسم قور ومقالاته في المسرح ومحمد عثمان البارودي ومحمد وقيع الله.
والحقيقة أن صحيفة سنابل كانت تحاول أن تطرح خطابا ثقافيا لمثقفي الجبهة الإسلامية يختلف عن تناول صحف الإسلاميين للواقع السياسي والذي كان شاذا ويسير ضدا على الإسلام، وفيما بعد عرفت سعي الاستاذ عادل الباز لإعادة إصدار سنابل في أوائل أيام تكوين بيت الثقافة في النصف الأول من التسعينات، وساعده الاستاذ السمؤال خلف الله، المسؤول الأول في البيت، فخرجت سنابل وهي أكثر إنفتاحا على كتابات لمثقفين مستقلين وإسلاميين. كتب فيها الاساتذة إدريس حسن سالم، محمد الربيع محمد صالح، أحمد الطيب زين العابدين، بجانب كتاب إسلاميين آخرين. وللحق كنت أحرص على قراءة سنابل وإنتظر صدورها في ذلك الوقت، حيث عمل النظام على تجفيف ينابيع ثقافية لليمين واليسار والمستقلين.
ثم كانت التجربة الأخرى للباز: محاولات لإصدار صحيفة (ظلال) ولكني غادرت البلاد وقتها وعرفت فيما بعد أنها تعثرت لاسباب إدارية ومهنية. وبرغم إنتماء الباز السياسي للحركة الإسلامية أستطيع القول إنه على المستوى الإجتماعي تميز بتمديد جسور علاقاته مع المختلفين معه في الراي. وكثيرا ما كنا نتلاقى عند الأستاذ هاشم صديق أو لدى الأستاذ وقتها والبروفيسور حاليا عثمان جمال الدين، ومثله مثل معتدلين إسلاميين كان الباز يحاول أن يجسر في العلاقة مع المبدعين، ولم يكن يعرف له كثير تزمت في الكتابة أو العلاقة مع الذين لا يتفقون معه سياسيا، ولعل هذا هو الذي قاد الحاج وراق أن يلتقي به في الوسط لتأسيس صحيفة (الصحافي الدولية) التي راسلتها بطلب من الأخوين وراق والباز في بداية الألفية الجديدة.
ثم إنتقلا إلى فكرة جديدة سبقت ببروقاندا صحافية سميت بالشراكة الذكية، أي إتحاد صحف (السوداني، والرأي الآخر، والصحافي الدولي، والصحافة)، والأخيرة تنازل، كما علمت، مؤسسها الأستاذ الراحل عبد الرحمن مختار عن الاسم بمقابل بلغ 100 مليون جنيه، بالسعر القديم، كما يقولون.
الباز نجح أيما نجاح أن يقفز بـ(الصحافة) من نجاح إلى نجاح، وأصبحت الصحيفة في مقدمة الصحف المرغوبة، كما أنها مثلت صحيفة التحول الديمقراطي بلا منازع، حيث إستقطب لها شباب خريجيين في مجال الصحافة وغيرها، وأمدهم بـ(لابتوبهات) لكل محرر، وهو أول من ألغى نظام كتابة المحررين لموادهم على الورق، وعمل على عقد دورات للمحريين لطباعة موادهم وإرسالها للتحرير عبر نظام داخلي جديد لم يتوفر من قبل للصحافة السودانية. الشئ الآخر هو أنه إستعان بكتاب من كل التيارات السياسية حتى أصبحوا الأغلبية مقابل الكتاب الذين ينتمون للحركة الإسلامية. جاء الباز، رئيس التحرير، بحيدر إبراهيم علي ومحمد علي جادين وهاشم صديق، بالإضافة إلى وراق ــ المؤسس، وعبدالله آدم خاطر وعبد العزيز حسين الصاوي وطلحة جبريل ورباح الصادق وحيدر المكاشفي وشخصي الضعيف، ومن الإسلاميين الذين شذوا عن مسايرة التنظيم عبدالوهاب الأفندي ، وخالد التيجاني النورـ المؤسس، والطاهر ساتي والطيب زين العابدين. وبهذه التوليفة إستطاع الباز ومحررينه الذين يمثلون كل ألوان الطيف السياسي، وغالبهم لا ينتمي للتيار الإسلامي أن يجعل من الصحيفة منبرا للأصوات المخنوقة أصلا وما كان لها أن تجد مجالا للتعبير في الصحف الأخرى، وهكذا ظلت (الصحافة) إلى أن غادرها بعد خلافات بينه ومجلس الإدارة، تتعلق بمشروع لتطوير الصحيفة مهنيا، وإتجه لتأسيس صحيفته “الأحداث”.
فكرة توزيع الأحداث مجانيا لم تكن محسوبة بدقة، وفي مقال لي قلت إن “صانع الحدث” مهد لنا معرفة البون الشاسع بين الفكرة المستقبلية عموماً وتحقيق معطياتها في سودان اليوم حيث تمنع “موجوداته” سيادة الحداثة كما يقول رواد قصيدة النثر، ومهد لنا كذلك معرفة ضعف الأداء الإداري في متابعة تنفيذ العمل/الخطة في ظروف بقيت فيها شؤون الادارة في السودان بحاجة إلى مبحث يمظهر أنواع الاخفاق فيها، ومهد لنا الباز، ببعض النجاح النسبي، معرفة كيف أن مجتمعنا يتقبل الجديد من الافكار ولكن يخذله كيفية خلق التضامن لاستدامتها ما دام أنها تخدمه بـ”مجانية المثمن”، وأخيراً وليس آخراً لا ننسى أن التجربة المجانية شكلاً ومضموناً مهدت لنا معرفة حدود الاخلاقي وغير الاخلاقي في الوسط الصحفي، هذا إذا عرف أن تجربة الصحيفة اليومية المجانية والتي لا ينقصها شيء عن زميلاتها عانت حرباً “شعواء وعشواء” والعهدة للرواة، ومؤدى “الحرب المتخوفة” من الاحداث هو نجاحها المتوقع والذي ربما سيخوض إرثاً يتعلق بحركة صناعة الصحف وأسباب إنتشارها..إلخ.
(مستقبلية “الأحداث” المجانية تجئ من بعد قناعة أن الغد سيكون خصماً على الصحافة الورقية والدليل على هذا موجود بكثرة في سوق التأمل، فالفضائيات سحبت البساط من تأثير الصحافة، بسرعتها، وسببت توافراً لبعض حرية في تناول الاحداث كما أن الانترنت، بعد عشرة أعوام تقريبا سيجعل الصحافة الورقية في العالم المتقدم فكرة تليدة لا تستطيع مواكبة الزمن إلا في حالة توزيعها مجاناً. ولذلك ستتجه الصحف الكبيرة إلى إلغاء سعرها الرمزي لتكون مجانية مثلها مثل الـ” Express”” و “Examiner” واللتان تجدان نسبة قراءة في منطقة واشنطن “دي سي” أكثر من الواشنطن بوست والنيويورك تايمز.)
من المهم القول إن الأستاذ عادل الباز أحد الإسلاميين الذين نقموا من التجربة مثله مثل بعض من ذكرت هنا، ورأى أن هناك بونا شاسعا بين الفكرة والمثال، ولكنه فضل أن يعبر عن ذلك عمليا، وليس هتافيا، من خلال التكفير عن التجربة بالمساهمة في خلق تحول ديمقراطي لا بد منه. وقد ساعده أصلا إعتداله السابق والضرورة التي تحتمها الصحافة بأن المهني القائد فيها ينبغي أن يتحلي بقدر من الإستقلال والأمانة في تمثيل كل ألوان الطيف، وإلا أصبح القراء يبحثون عن صحف أخرى تتيح المجال للرأي والرأي الآخر.
إذن يمكن أن نقول إن المنشقين السياسيين الحاج وراق وعادل الباز أرادا أن يبرهنا أن هناك فضاءات واسعة للمنشقين السياسيين عن أحزابهم لأن يلتقوا فيها ويسهموا عبرها في قيادة تجارب فريدة في العمل السياسي والصحافي، وهي حرية بالتثمين مع بحث أسس لتبيان عيوبها.
إنهما تعاونا بما تبقى من مرجعياتهما السابقة والتي ( تهدر لبعضها البعض) ليل نهار، دون أن يتعارض ذلك التعاون مع إحترامهما لمرجعية فردية منظورة لهما…سوغت وجودهما كرموز للجيل الوسيط في العمل السياسي والصحافي. فضلا عن ذلك فإن عامل العمر في تجربتيهما ربما قاداهما للتعرف أكثر على حقيقة الواقع، ليس بناء على أدلوجة صمدة وإنما من خلال واقع يومي يزيد تجربتيهما إختبارا ويجعلانهما حتما في صدام مع قوى هنا وهناك تدفعهما الثمن. نعم إنهما خرقا العادي وعمقا التجريب الفردي الذي يتطلب تشغيل عدة منهجيات، وليس واحدة، لفك مغاليق الأشياء.
أما بعد، إن إحتباسهما معا في الأسر الحكومي، في قضية إن تعلقت بالقانون فإنها تعلقت أيضا بآليات قضائية وسياسية عاجزة عن فهم العقاب اللائق بمحرري الصحافة وكتابها، يحتاج لتضامننا المعنوي. وعلى أية حال، إنهما حتما سيعودان ليكملان مشوار دفع التحول الديمقراطي بكثير من الإصرار المستمد من واقعهما خلف القضبان.
