الحقوق الأساسية وواجب الحماية واين نحن مما يدور

 


 

 

تكمن فكرة الحق غير القابل للتصرف في صميم الديمقراطية الأمريكية - وهو حق يولد الناس به ولا يمكن إلغاؤه أبدا والحقوق الطبيعية هي تلك التي لا تعتمد على قوانين أو عادات أي ثقافة أو حكومة معينة، وبالتالي فهي عالمية وأساسية وغير قابلة للتصرف ولا يمكن إلغاؤها بموجب قوانين وضعية، على الرغم من أنه يمكن للمرء أن يفقد التمتع بها من خلال أفعال الفرد، مثل انتهاك حقوق شخص آخر وممتلكاته فإن أهمها غير قابلة للتصرف لأنه لا يمكن منحها أو ان تسلب من قبل الحكومة(لا مصادرة) وبدلاً من ذلك فإن مهمة الحكومة هي حماية الحقوق غير القابلة للتصرف والتي لا يسمح لأي جهة بانتزاعها او التعدي عليها او انتقاصها بأية صورة وهي حقوق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة
Inalienable rights are: Life, Liberty, and pursuit of happiness
اما الحقوق القانونية هي تلك التي يمنحها نظام قانوني معين لشخص ما ويمكن تعديلها وإلغائها وتقييدها بموجب قوانين وضعيةويرتبط مفهوم القانون الوضعي بمفهوم الحقوق القانونية وهناك حقوقًا مهمة يحتفظ بها مواطنو الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم والتي لا تعتبر غير قابلة للتصرف - مثل الحق في المحاكمة أمام هيئة محلفين وحتى الحق في الملكية

وكلنا نعلم انه يولد جميع الأشخاص أحرارا بطبيعتهم ومتساوون في حقوقهم المتأصلة وغير القابلة للتصرف. ولقد قالها قديما الخليفة عمر بن الخطاب متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا.ولا فضل لعربى على عجمى ولا ابيض على اسود والمعيار التقوى والعمل الصالح المفيد وعبر عن ذلك مالكوم ْاكس ومارتن لوثر كنق واليكس هيلى فى كتابه الجزور
واجب علينا ان نقولها ولا خير فينا ان لم نقلها ان الاسلام قد سبق الجميع بما يسمى بمبدأ الكليات الخمسة او الضروريات الخمسة اصطلاحا وهذه المقاصد الضرورية هي الدين، والعقل، والنسل، والنفس والمال ومقصود الشرع أن يحفظ عليهم دينهم وأن يحفظ عليهم أنفسهم وأن يحفظ عليهم عقولهم وأن يحفظ عليهم نسلهم وأن يحفظ عليهم أموالهم فهذا عما جاء في الشريعة لحفظ الضروريات الخمس، التي لا تقوم الدنيا والآخرة إلا بها دين ونفس وعقل ونسل ومال وكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول الخمسة فهو مفسدة
والدولة أي دولة وتحت مسمى العقد الاجتماعي واجب عليها ان تضمن هذه الحقوق لمن هم تحت رعايتها في حالتي الحرب والسلم Social Contract
فلا حرابة وسطو على مال.. لا قتل وازهاق لروح.. لا نزع لملكية فرد.. لا افساد لعقل.. ولا هلاك لنسل وزرع

واستحضارا لما يدور في السودان الان من اقتتال وفوضى خلاقة وغير خلاقة يجوز لك ان تدافع على من اعتدى على بيتك او على نفسك ان استطعت لذلك سبيلا واما ان اثرت السلامة فاضرب في الأرض ولك في السودان متسع واهل وعشيره وابواب مشرعة وكرم فياض. و تذكر ان من مات دون عرضه وماله مات شهيدا وتذكر ايضا ان القانون الجناءئ السودانى يقيد حق الدفاع الشرعى عن النفس بعدم استعمال القوة المفرطة
Proportionate reasonable force
ولحفظ النسل أتيح لك الزواج مثنى وثلاث ورباع حتى لا تقع في رذيلة الزنا وهتك اعراض الغير ولحفظ العقل طلب منك ان تطلب العلم وتتفكر في الكون وتتدبر.. وفى صنع الله آيات للموقنين وان تحكم العقل اجتهادا فان اصبت فلك اجرين وان اخطأت فلك اجر ولعمرى هذا تشجيع للتفكير خارج المألوف وخارج الصندوق
Out of the box and out of the comfort zone
ولقد شددت العقوبة لمن أزهق روحا وقتل نفسا ظلما وبهتانا" ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما" وكمن قتل الناس جميعا

دارت بذهنى كل هذه الافكار وانا اتابع اخبار الوطن المكلوم نفوسا بريئة ازهقت ونساء ترملت واطفال تيتمت واسر تركت الدار وبعيدا نزحت فى غربة نفسية عن دار الفتهم والفوها واتسائل هل هذه هى الفوضى الخلاقة او الفوضى البناءة التى تدمر كل شئ ابتداء لتاتى بمبتكر جديد يخالف النمطية والمالوف ام اننا صرنا كالثور فى مستودع الخزف ندمر ونهدم ولا ندرى لما قتل القاتل ولا المقتول يدرى فيما قتل

د. محمد حمدان عيسى
المنطقة الشرقية، المملكة العربية السعودية

mohammedeisa@gmail.com
//////////////////////////

 

آراء