بلاغة الكناية في شعر أغنية (الحقيبة) 

 


 

 

الكناية في البلاغة العربية من أبرز أساليب البيان العربي. ونعني بالبيان هنا الاسم الجامع لكل ضروب التعبير البلاغي ولا نعني به فقط القسم الخاص من البلاغة العربية، والمسمى البيان، والذي يشمل المجاز والتشبيه والاستعارة والكناية.

البيان هو الفصاحة والبلاغة مطلقاً. قال تعالى: "خلق الإنسان، علمه البيان". وفي الحديث: "إن من البيان لسحرا". وأول كتاب وضع في البلاغة العربية هو كتاب (البيان والتبيين) لمؤلفه الجاحظ.

والكناية هي أن ترمز لشيء بشيء آخر يقوم مقامه ويفي بالتصريح عن حقيقته لقرينة المشابهة، كأن ترمز للمرأة بالرِّيم والغزال والحمامة والقمر، أو أن ترمز للعلم بالنور، والجهل بالظلام، والحرية بالشمس وطلوع الفجر والصباح إلخ.

ومن أسماء الكناية في البلاغة العربية الرمز والإشارة والإيماءة والتلويح. وتسمى الكناية في الإنجليزية metonymy

يقول امرؤ القيس في معلقته:


وبيضةِ خِــدرٍ لا يُــرام خِباؤها  *  تمتعتُ من لهوٍ بها غير مُعَجلِ


الخِدر والخِباء هو الخيمة أو البيت المخصص لسكن النساء في المجتمع العربي القديم. والبيضة كناية عن المرأة وهي هنا عشيقة الشاعر. وقال شاعر قديم آخر:


ألا  يا نخلةً من ذاتِ عِرقٍ   عليك ورحمة الله السلامُ


يكني الشاعر بالنخلة هنا عن محبوبته. والعرب تكني بالنخلة عن المرأة. وقد ورد في الحديث: "أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خُلِقتْ من فضلة طينة آدم".


ويقول الشاعر (العباسي) الشريف الرضي:


يا ظبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ *  لِيَهنَكِ اليَومَ أنّ القلبَ مَرعاكِ


الظبية كناية عن العشيقة، وقد دلّ على ذلك أن قلبه صار مرعىً ومرتعاً لها.

ويقول المتنبي:


رحلتُ فكم باكٍ بأجفان شادنٍ  *  عليَّ وكم باكِ بأجــفان ضيغـــمِ


الشادن ولد الغزال، والضيغم الأسد. يقول ساعة رحيله بكت النساء لفراقه وقد رمز إلى ذلك بـ(أجفان الشادن) كما بكى الرجال أيضاً وقد رمز إلى ذلك بـ(أجفان الضيغم).

وبالمثل نجد شعراء أغنية الحقيبة قد كنوا عن الحبيبة بالغزال والظبي والريم والشادن والجدي والرشا، ورمزوا إليها بالقمر والبدر والهلال والزهرة والروضة، وإليها وإلى قامتها وخصرها بالغصن والفرع وإلى نهودها بجوز الرمان وجوز التفاح، وإلى نظرات العيون بالسهام والنبال والسيوف إلى غير ذلك من الرموز والكنايات.

وفيما يلي نورد بعض الشواهد الشعرية من قصائد شعراء الحقيبة التي استخدموا فيها بلاغة الكناية، وقد جاء اختيارنا لهذه الشواهد على سبيل المثال فقط وليس على سبيل الحصر، ويمكن للقارىء والمستمع لأغاني الحقيبة أن يرصد ما يشاء من الشواهد الأخرى.


ففي الكناية عن الحبيبة بالغزال. يقول عبيد عبد الرحمن مثلاً: "غـزال البـر يا راحل/ حرام من بعدك الساحل".

ويقول عبد الرحمن الريح: "لي في المسالمة غزال/ نافر بغني عليهُ/جاهل قلبُه قاسي وقلبي طايع ليهُ".

المسالمة الحي أو الفريق (فصيحة) المعروف بأم درمان وكان أغلب سكانه من النصارى: الأقباط والشوام. والغزال النافر كناية عن الفتاة الحسناء الصدود. وأما قوله: "قلبه قاسي وقلبي طايع له" قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي لكلمة "غزال" إذ دلّ بذلك أن الغزال هنا مجرد كناية عن تلك الفتاة الصبية.

والجاهل في اللهجة السودانية القاصر صغير السن، والجمع جُهّال أي أطفال وصبيان. والجهل الصبا. وترد كلمة جاهل بهذا المعنى عند أكثر من شاعر. يقول عبيد عبد الرحمن: "جاهل وديع مغرور/ في أحلام صباه/ نائم خَلِي ومسرور/ ما عِرف الهوى". جاهل يعني صغير السن، وخَلِي يعني قبله خالِ من الهموم لذلك فهو مسرور.

 ويقول علي المسّاح، أحد شعراء الحقيبة: "حليل زمن الجهل/ بين تلال الربى في السهل". والمعنى، ما أحلى زمن الصبا والشباب. وكلمة (جُهّال) بمعنى أطفال لا تزال مستعملة في بوادينا وفي اللهجة العراقية وفي بعض لهجات بلاد الشام وبعض نواحي مصر.

وفي الكناية عن المحبوب بالجدي والرشا: يقول صالح عبد السيد أبو صلاح: "ضامر قوامك لان/ قلبك قسى وجافيت/ ليه يا جدي الغزلان". ويقول: "يا رشا يا كحيل غيثني/ الهوى سباني". والرشا الظبي.

وفي الكناية عن المحبوب بالشادن وهو ولد الغزال، يقول محمد بشير عتيق: "غير شادن الآرام/ لا شك عيشي حرام/ يا نفسي ذوبي غرام".

ويقول عبد الرحمن الريح: "عشقت شادن عيونه ناعسة/ وقوامه لادن/ كأنه زهرة".

ويقول أيضاً في قصيدة أخرى: "الشادن الهالكني ريدُه/ هلك النفوس والناس تريدُه/ مالُه لو يرحم مريدُه".

وفي الكناية عن المحبوب بالريم، يقول محمد ود الرضي في قصيدة (احرموني ولا تحرموني):


طاف خــيالك والليــــلُ كافـــرْ

شـُــــفتَ بدرُه المتجلي ســـــافرْ

صك غاضب لقى دمعي دافرْ

قال لي جملة وعقد الأظافــــرْ

قال لي طبع الرِّيم أصله نافرْ

قـلتــو عــلّ تــــريــم النوافـــــــــــــــــرْ

وعلّ راء الرِّيم يبقى لام


الشاعر هنا يكني عن الحبيبة بالريم وذلك في قوله: "طبع الريم أصله نافر". والرِّيم الظبي وجمعه آرام، والنفور والجفلان طبعه. وأما قوله: "قلتو علّ تريم النوافر"، تريم تدنو وتقترب وتألف في إشارة إلى الوصال. ويريم إذا أقام بالمكان لم يبرحه. جاء بلسان العرب: "ورَيَّمَ بالمكان: أقام به. يقال: ما يَرِيمُ يفعل ذلك أَي ما يَبْرَحُ".

وأما قوله: "علّ راء الريم تبقى لام"، هنا يتمنى الشاعر لو أن الراء في كلمة ريم صارت لاماً. وحين تتحول الراء في ريم إلى لام، تصبح الكلمة "لِيم". واللِيم: وصال الحبيب والقرب منه ورفقته.

وفي هذا المعنى يقول عمر البنا في قصيدة (نعينم الدنيا): "كيف الحياة غير ليمك من بُعدك/ أصبح حظي زي لون هضليمك/ يا نعيم الدنيا/ تشتاق الشمس تظفر بليمك/ تاخذ من نورك تلثم لقِديمك".

وأصل اللِيم من اللَّمة في الفصحى والعامية. نقول في كلامنا: لمّ يلم لَم وينلم ويتلم، من اللَّمة. يقولون: "لَمّة حِبّان". وتقول أغنية (الدلوكة): "يا حبيبي تعال نتلم/ ما دام الريد اختلط بالدم".

ويقول معجم لسان العرب: "واللُّمةُ: الجَماعة من الناس. وروي عن فاطمة البَتُول، عليها السلام، أَنها خرجت في لُمةٍ من نسائها تَتَوَطأُ ذيْلَها. واللُّمة الأَصْحاب، بين الثلاثة إلى العشرة. وفي الحديث: لا تُسافروا حتى تُصيبوا لُمةً أَي رُفْقةً. وفي حديث علي، رضي الله عنه: أَلا وإنَّ مُعاويةَ قادَ لُمةً من الغُواةِ أَي جماعة". انتهى.

والمعنى العام لهذه الأبيات من قصيدة ود الرضي، هو أن طيف الحبيب قد داعب مخيلة الشاعر ليلاً فظهر له بوجه المتجلي السافر كالقمر، وفدار بينهما ذلك الحوار. وأما جملة "والليل كافر"، فالكفر أصلاً الظلام، والمعنى أن طيف المحبوب قد تجلى له في ليلِ شديد الظلمة. كما يجوز أن نقرأ عبارة "والليل كافر"، قياسا على عبارة "الجوع كافر" أي جبّار. وجبروت الليل بالنسبة للعاشق معروف.

ومن أكثر الكنايات دوراناً في شعر الحقيبة، الكناية عن المحبوب وعن قامته، بالفرع والغصن، لا سيما فرع البان لجامع الليونة والتثني والرشاقة. يقول خليل فرح في قصيدة (في الضواحي وطرف المداين):


شوف فريع الشّاو مين أمالُه

القمر خجلان من كمالُه

والصباح لاح بهلّ الوشاح


والشّاو شجر الأراك يكني به عن المحبوب. والشّاو أكثر استعمالاً في كردفان، بينما الأراك هي الأكثر استعمالاً في بحر النيل. وأمالو أي أمالُه. وهذا المحبوب على مستوى فائق من الجمال حتى أن القمر يتوارى خجلا من كماله، وشدة ضيائه الذي يفوق نور الصباح إشراقاً حين يكسو بوشاحه وجه الأرض.

ويقول أبو صلاح في قصيدة (جوهر صدر المحافل):


الفرع البتنى راتل طيرُه ينوح في غصونُه حــاتِل

بهوى نسيم لفكري شاتل والأسد الفي القيد يناتِل

يتاكد ما ليهو كاتل غيــــر مكحــــول ظبي النتيلــة


الفرع الذي يتثنى ويرتل كناية عن قامة الحسناء والتي يصفها بالجوهرة التي تخطف الأضواء وتتصدر المحافل والمناسبات الاجتماعية. وراتل فصيحة بمعنى منتظم ومتناسق من رتل يرتل رتلا. وحاتل أصلها من حثل بالثاء ومنها الحثالة. وحَتَل بمعنى غطس أو استقر في الأسفل أو في قعر الماعون. وحاتل هنا بمعنى ماكث (راك) في الأغصان أي الطير. وكل ذلك إشارة إلى الفرع الذي يكني به هنا عن تلك الحسناء.

كذلك يرمز إلى هذه الحسناء بالظبي المكحول العينين. والأسد المقيد هنا كناية عن الفارس العاشق، ويقصد به نفسه أي الشاعر. والقيد كناية عن التقاليد والأعراف المجتمعية التي تحول بينه وبين الوصال. والمناتلة بمعنى المجابدة، فصيحة من نتل ينتل نتلا. جاء بالمعجم: "نتل الشيء إذا جذبه إلى قدام".

ويقصد بالأسد الذي (يناتل في القيد) محاولات الشاعر غير المجدية في كسر القيود المجتمعية التي تحول دونه ووصال الحبيب. وهذا الفارس العاشق الذي رمز له بالأسد، لا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تصرعه وتجندله، سوى عيون تلك الحسناء الكيحلة.

وأما قول الشاعر: "بهوى نسيم لفكري شاتل" فهو تعبير في غاية الروعة والجمال. فقد شبّه ما يفعله النسيم في نفسه بما يفعله المطر الذي يروي الزرع لكي يثمر. والمعنى أن الشاعر يعشق ذلك النسيم الذي إذا هبّ انعش روحه وقدح قريحته الشعرية ليبدع (يشتل) آيات سحر البيان في وصف المحبوب.

ومن أشعار صالح عبد السيد (أبو صلاح) التي يكني فيها عن المحبوبة بالفرع، ما جاء في قصيدة (قلبي هم مالو) حيث يقول:


قلبي هم مالو خديدك وجمالو/ معذب في هواك مالو

بدري حسنك لاح والقلوب مالو/ لهواك، وشوق قلبي عمالو

يا فريع ياسمين متكي في رمالو/ قول لعاشقك وين ضاعتْ أمالو

ما في مانع لو قتلي حلالو/ أفدي جوز تفاح صدرُه لولالو

الشادن المكحول قلبي يصبالو/ وأخشى من لحظُه ومن رمي نبالو


هنا تلاحظ أن كل شطر في هذه الأبيات ينتهي بالواو. وهذه الواو ليست من أصل الكلمة وإنما ناتجة عن إشباع حركة الضم قبل هاء الضمير فصارت واواً. ففي البيت الأول تجد كلمة (جمالو) وكلمة (مالو) وأصلها جماله وماله، وهكذا.

في مستهل القصيدة يسائل نفسه عن الذي أصاب قلبه بالهم وجعله يتعذب بنيران الهوى قائلاً: "قلبي همَّ ماله". فيجيب بإنه الهيام بجمال ذلك الخد الندي.

وكلمة (بدري) في قوله "بدري حسنك لاح" نسبة للبدر، يشبه حسنها حينما تظهر بطلوع البدر في الليلة الظلماء فتلفت القلوب بهذه الطلعة وتستميلها إليها. وكلمة (عمالو) في قوله: "وشوق قلبي عمالو" أصلها (عمَّ له) من عمّ يعم، أي أن الشوق عمّ قلبه كله ومَلَك جميع أقطار نفسه.

وأما الكنايات، ففي قوله: "يا فريع ياسمين" كناية عن الحبيبة ورشاقة قوامها وليونتها. وقوله "جوز تفاح" كناية عن النهدين. والمعنى أن هذه الحسناء لو استحلت قتله أي جعلته صريع الحب، فلا مانع لديه من ذلك، فهو مستعد للتضحية بحياته فداءً لتلك النهود الفاتنة التي (يلوليها) صدر الحبيب. والشادن المكحول كناية عن الحبيبة التي يصبو لها قلبه. والنبال في قوله "رمِي نابله"، كناية عن اللحاظ ونظرات العيون الجارحة، جعل النظرات ترشقه بسهامها كما تفعل النبال.

ويقول عمر البنا في قصيدة (زهت أيأمي):


أحب إنسان في حسنُه فريد/ بيهُ أقفل باب الريد

فرع الياسمين المال في كثيبُه/ العواذل قالوا لي سيبُه

لــــــــــــو شــــــافوه بالتاكيـــد/ يقولوا لـــي فـــــي حــــبك زيـــــد


الكناية هنا في قوله: "فرع الياسمين". يكني به عن ذلك الإنسان الذي وصف حسنه بالفرادة بالبيت الأول. والكثيب القوز. والقوز فصيحة (انظر لسان العرب). والمال أي الذي مال، من مال يميل ميلاً. وقوله: "أحب إنسان في حسنُه فريد" وقوله: "العواذل قالوا لي سيبُه" إلخ. كل ذلك يمثل قرائن مانعة من إرادة المعنى الحقيقي لـ "فرع الياسمين" ويدل على أن الفرع هنا إشارة بلاغية إلى المحبوب لا غير.

ومن الكنايات في شعر الحقيبة الإشارة إلى العيون والنظرات بالمدافع والسيوف والسهام والنبال. يقول أبو صلاح في قصيدة (خلي العيش حرام):


بنخوض الرماح لو كان تزيد أو تَقِلْ

ونهاب من ضميرُه الأهيف المُنْفقِلْ

ونقابل المدافع بالثبات والعَقِلْ

ونخاف من سيف عيونه اللمعُهُ يبرق صَقِلْ


المدافع في قوله: "ونقابل المدافع بالثبات والعَقِلْ" كناية عن نظرات العيون القاتلة. والسيف كذلك في قوله: "ونخاف من سيف عيونه اللمعه يبرق" كناية عن النظرات الجارحة. وكلمة (صَقِلْ) بمعنى مصقول، يقصد لمع العيون وبريقها. وصَقِل صفة على وزن فَعِل كقولك: مثل فَرِح وتَعِب.

وكلمة (المُنْفقِل) في قوله: "ونهاب من ضميرُه الأهيف المنفقلْ" فهي كلمة سودانية خالصة. من اتفنقل فهو مُنفقِل. واتفنقل يعني وقع أو استلقى على حد قفاه (تعبير فصيح). وهو يقصد بالضمير المُنْفقِل الخصر النحيل المائل.

وأما قوله بالبيت الأول: "بنخوض الرماح" يقصد بالرماح كل العوائق التي تصده عن الوصول إلى الحبيب. كأنه يستوحي هنا قول امرىء القيس: "تجاوزتُ حُراسّاً إليها ومعشراً * علىَّ حِراصاً لو يسّرون مقتلي".

كذلك من أكثر الكنايات دوراناً في شعر الحقيبة، الإشارة إلى المحبوب بالبدر والقمر والهلال والكواكب والنجوم والشمس والصباح إلخ. ونكتفي هنا بالتمثيل إلى ذلك بقول سيد عبد العزيز:


لي نية في قمر السما/ مقاصدي آه ما أجسما


الشاعر يحلم بالطلوع إلى (القمرة) والفوز بوصالها. وما (القمرة) سوى معشوقته. وهو يعلم أن طلبه عزيز المنال يستلزم تضحيات جسام. ولما يئس الشاعر من بلوغ القمر والنيل منه، قنع من الغنيمة بالإياب، ورفع (أمره لله) وختم القصيدة بقوله:


حيّ المسالمهْ ومسلما/ الذِّكراها أنسَى أقلما

لله أمـــــــوري أســــــلِّما/ القمرة مـــا لقيت سِـــــلِما


قوله (ومسلما) أي ومسلمها وعلى غرار ذلك جاءت أُسلِمْها وسِلِمْها. والمعنى إنه يحي أهل فريق المسالة: نصارى ومسلمين والذين إن نسي لن ينسى ذكراهم (قلما أنساهم). ودلّ بذلك على أن معشوقته من أهالي ذلك الحي.

انظر إلى تكرار حرف السين في هذه الألفاظ كيف أضفى بعدا موسيقياً إلى موسيقى الوزن الشعري. وهو ما يعرف في النقد الحديث بالموسيقى الداخلية. والتشابه في هذه الكلمات وتكرار السين فيها يسمى في البلاغة جناس. وهو هنا جناس ناقص وهو أن تأتي بكلمات متشابهة الحروف لكنها تختلف في عدد الحروف وترتيبها.

والحبيب دائما في قصائد سيد عبد العزيز (إنسان) عزيز ومنزه وبعيد المنال، نجد ذلك مثلا في قصيدة (قائد الأسطول) حيث يقول:


مين لسماك يطول/ ما بطولك اللمسان

معناك شرحه يطول/ والله يا إنســــــــــــــان


ويقول في نفس القصيدة:


يا الفي سماك مفصول/ تنشاف عيان وبيان

ما عرفنا ليك وصول/ ومـــــــــا دنيــت أحــــيـان


وسوف تكون لدينا وقفة، بإذن الله، مع قصيدة (قائد الأسطول) عند حديثنا عن الرمز (بمعناه العريض) في شعر الحقيبة.


عبد المنعم عجب الفَيا

الاثنين 31 مايو 2021

abusara21@gmail.com

 

آراء