خطاب جامعة الدول العربية غير دقيقة ولا يستند إلى الواقع !!

 


 

ايوب قدي
19 January, 2024

 

ايوب قدي رئيس تحرير صحيفة العلم الاثيوبية
اين جامعة الدول العربية من تدمير غزة والقضية الفلسطينة ..واين الجامعة العربية من تدمير السودان ؟! واين كانت الجامعة العربية من الارهاب الذي دمر الصومال اكثر من ثلاثون عاما ؟!
لجأت مصر إلى الجامعة العربية للاحتجاج على نجاح إثيوبيا في الحصول على منفذ على البحر الأحمر من بوابة اتفاقها مع “جمهورية أرض الصومال” في وقت يعتقد فيه مراقبون أن القاهرة لم تتبع مسار الجامعة العربية، وهي تعرف محدودية دورها، إلا بعد وقوفها على غياب التجاوب الإقليمي والعربي تجاه مطالبها.
وبدا انزعاج القاهرة من حصول إثيوبيا على منفذ على البحر الأحمر متفوقا على مخاوفها من قرب انتهاء أديس أبابا من تشييد سد النهضة وازدهارها .
وظهر خطاب وزير الخارجية المصري سامح شكري الأربعاء، أمام الاجتماع الوزاري غير العادي لجامعة الدول العربية لدعم الصومال، حادا بصورة تؤكد حجم القلق من النتائج السلبية التي تنطوي عليها مذكرة التفاهم بالنسبة إلى مصر ورغم أن الحديث عبر الجامعة العربية يبدو شكليا في غالبية القضايا المعروضة عليها، إلا أن شكري حاول توظيف هذا المنبر لتوصيل رسائل إلى إثيوبيا التي تعلم أن هذه الطريقة لن تغير موقفها من المذكرة. حسب العربي
وجاء الرد الاثيوبي "عن رفض إثيوبيا بيان الجامعة العربية، بشأن الإتفاقية المبرمة بين إثيوبيا وأرض الصومال."
أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية ، السفير ملس الم، يوم اليوم الخميس، أن إتهامات وزير الخارجية المصري في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد يوم الاربعاء ، غير دقيقة ولا تستند إلى الواقع. مؤكدا أن إثيوبيا لم تكن يوما دولة مزعزعة لاستقرار المنطقة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية أن مسألة الوصول إلى البحر، والتي تتبع مبادئ الأخذ والعطاء والتنمية المشتركة، تمثل قضية وجودية لإثيوبيا.
أعلن وزير الدولة بوزارة الخارجية الإثيوبية، السفير مسغانو أرغا، عن رفض إثيوبيا بشكل قاطع بيان الجامعة العربية.
ووصف مسغانو أرغا، في بيان مقتضب على منصة “إكس” بيان الجامعة العربية بأنه محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية وسيادة إثيوبيا.
وقال إن “إثيوبيا تتمتع بعلاقات ثنائية ممتازة مع العديد من الدول العربية، لكن الجامعة تخدم مصالح القليل منها”.
وتعلمنا من جامعة الدول العربية دائما الفشل وقد أصدرت الجامعة العربية، سواء على مستوى القمة أو على المستوى الوزاري، عدة بيانات آزرت مصر كثيرا في أزمة سد النهضة ولم تثن أديس أبابا عن عملية البناء وتوليد الكهرباء، ولم توفر غطاء سياسيا محكما للقاهرة.
وعليه قال جوليد محمد ورسمه، عضو برلمان أرض الصومال، أن مذكرة التفاهم للشراكة والتعاون الموقعة بين إثيوبيا وأرض الصومال، ستسهم في تعزيز العلاقات بين الجانبين، والذي بدوره سيلعب دورًا هامًا في تعزيز استقرار القرن الإفريقي وليس هذا فحسب بل أن العلاقات الثنائية بين إثيوبيا وأرض الصومال ممتدة لسنوات طويلة، لافتا إلى أن مذكرة التفاهم التاريخية ستنقل العلاقات إلى أفاق ارحب، بما يسهم في تحقيق التنمية والإزدهار المشترك.
و أن شعب أرض الصومال استقبل بفرح وابتهاج مذكرة التفاهم مع إثيوبيا، مشيرًا إلى أنهم يرون في هذه الاتفاقية فرصة لتحقيق التعاون في مختلف المجالات. ولفت إلى أن أرض الصومال ستستفيد أيضًا من عضوية إثيوبيا في التحالفات والتكتلات الإقتصادية العالمية، معربا عن رغبة بلاده في بناء شراكة استراتيجية لتحقيق التنمية المشتركة.
كما أشار إلى دور مذكرة التفاهم في تعزيز استقرار القرن الإفريقي، الذي يشكل ممراته البحرية شريانًا تجاريًا واقتصاديًا حيويًا للعالم.
وأوضح جوليد أن المنطقة شهدت على مدى الثلاثين عامًا الماضية عدم استقرارًا أمنيًا نتيجة للتدخلات الخارجية ونشوء جماعات إرهابية وحدوث عمليات قرصنة، مما يبرز أهمية التعاون والتنسيق لتحقيق الاستقرار فيها.
وأعرب النائب في ارض الصومال عن استغرابه من ردود أفعال بعض القوى بعد توقيع الاتفاقية التي تستند إلى مبدأ الأخذ والعطاء بين الجانبين.
وأضاف “الأيام ستظهر الدول التي ترحب بالتفاهم التاريخي بين أرض الصومال وإثيوبيا، الذي يشيع النور في منطقة القرن الإفريقي والمنطقة، ويخرجها من دوامة الصراعات والاقتتال الذي أخر التنمية والإزدهار للشعوب الأفريقية”.
مما لا ريب فيه إن إثيوبيا ستواصل تعزيز التكامل الإقليمي على أساس المنفعة المتبادلة، ويجب ان تتذكر الجامعة العربية أن اثيوبيا ساهمت في تعزيز التكامل مع الدول المجاورة من خلال بناء البنية التحتية، ولديها تجارة عبر الحدود مع جميع الدول المجاورة تقريبا وليس هذا فحسب بل لعبت دورا رئيسيا في إحلال السلام في الصومال وجنوب السودان من خلال تطبيق مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، وفي الصومال على وجه الخصوص، كانت مشاركة إثيوبيا في إحلال السلام عميقة، وقد ساهمت بشكل كبير في تعزيز السلام واستقراره اين كانت جامعة الدول العربية" المصرية " ولماذا تقف مصر في وجه التنمية والتعاون وتعزيز السلام في منطقة القرن الافريقي ؟!
ذكر عدد من السفراء الإثيوبيين لـ”فانا”، أن صفقة الميناء التي توصلت إليه إثيوبيا مع أرض الصومال، يعكس بوضوح نجاح البلاد في الدبلوماسية المتعددة الأطراف. وقال سفير إثيوبيا لدى باكستان، جمال بكر، إن مذكرة التفاهم الموقعة مع أرض الصومال تصور قصة النجاح في المساعي الدبلوماسية لإثيوبيا.
من جانبها، سلطت السفيرة بزونش مسرت، مبعوثة إثيوبيا لدى الهند، الضوء على الجهود الدبلوماسية الجارية لحماية المصالح الوطنية للبلاد على المستوى العالمي. وقالت إن الاتفاقية تم إبرامها بما يتماشى مع الأهمية الحاسمة للوصول إلى البحر في العالم الحالي الذي يشهد ديناميكيات متغيرة للقوة العالمية.
وتعهد السفراء بالعمل على توضيح تفاصيل وآفاق مذكرة التفاهم لشعوب وحكومات الدول المكلفين بها، وشددوا على ضرورة تعزيز الجهود في مجال الدبلوماسية المتعددة الأطراف من أجل تحقيق مذكرة التفاهم.والسؤال الذي يطرح نفسه هو مما مدى اهمية هذه الاتفاقية بالنسبة للتكامل الاقليمي بين دول القرن الافريقي خاصة واثيوبيا بصفة عامة ؟!
قال الدكتور هاشم علي حامد لصحيفة -العلم -التكامل الإقليمي يظل هدفا فيما تنشده الدول من تنمية واستقرار ،ومنطقة القرن الافريقي من أكثر المناطق حوجة لتعاون بين دولها في ظل واقع يعاني مشاكل عديدة في مقدمتها الفقر وضعف الامكانيات الي جانب ما يطرأ من كوارث تتسبب في عدم استقرار .إثيوبيا تبنت في سياستها نحو الإقليم الذي يجمعها والعديد من الدول تحقيق التعاون الفعلي بطرح كبرى شركاتها الناجحة كالخطوط الاثيوبية وشركة الاتصالات الي جانب... في ان تكون حافز تعاون حقيقي ونموذج يحتزي تحو شركات كبري مع كل دول المنطقة ،وهذا التوجه ليس محصور تجاه دولة معينة.
قضية المنفذ البحري ومذكرة الاتفاق مع صومالاند ينظر إليها من هذا المنطلق ،ومشروع سد النهضة كذلك ينبغي أن ينظر آلية كمشروع تكاملي ،ومن ثم يمكن أن تتحقق إلفة اقليمية لا تنتصر فيها النظرة والمكاسب ضيقة.
اذا نجحت دول القرن الافريقي في جعل التعاون والتكامل امرا طبيعي في العلاقات فانها تكون قد أرست اهم الأسس لنهضتها واستقرارها.
فليست القضية محصورة في مشروع المنفذ البحري الذي تحتاجه إثيوبيا كأمر حيوي لمسيرتها الاقتصادية وضماناتها الاستراتيجية،بل ينبغي النظر لأفق أوسع تجاه تكامل اقليمي حقيقي بين دول الاقليم وهو ما تنتهجه السياسة والدبلوماسية الاثيوبية.
بالنسبة إلى تركيا، فهناك وجود فعَّال في جمهورية الصومال الفيدرالية يتمثَّل في قاعدة "تُركسوم" العسكرية المنشأة عام 2017، التي تُعَدُّ ثاني أكبر قاعدة عسكرية رسمية لتركيا في الخارج، فضلا عن مبادرات تنموية قدمتها أنقرة بلغت مليار دولار منذ عام 2011، حيث يُعَدُّ الصومال قاعدة أساسية تنطلق منها تركيا لممارسة دورها الإقليمي في القرن الأفريقي لماذا اليوم نقف في وجه اثيوبيا وهي الجار الاقرب ؟! .
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بروك هايلو إن مذكرة التفاهم الموقعة بين إثيوبيا وأرض الصومال تعد بمثابة تغيير في الأمور لصالح دول القرن الأفريقي بأكملها.
وفي مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، قال البروفيسور إن مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين تعد إنجازا تاريخيا.
"ما يجعل الأمر رائعًا للغاية هو أنه يعتمد على موافقة وحسن نية حكومة أرض الصومال. لقد تحدثوا عن الأمر بشكل شامل، وناقشوا فيما بينهم وقرروا منح حق الوصول إلى البحر لإثيوبيا”.وهذا يعني الكثير بالنسبة لإثيوبيا لأن البلاد ظلت حبيسة على مدار الثلاثين عامًا الماضية. وأضاف: "سأسميه (الاتفاق) بمثابة تغيير لتغيير الأمور لصالح إثيوبيا وأرض الصومال والمنطقة بأكملها".
ووفقا له، لا يوجد شيء مجانا في هذا العالم إنه يعتمد على الأخذ والعطاء وسيكون هناك بعض أسهم الخطوط الجوية الإثيوبية سيتم تسليمها إلى حكومة أرض الصومال. وهو يعتقد أن هذا يجب أن يؤخذ كنموذج للتعاون بين جميع دول القرن الأفريقي، وأن بعض البلدان مثل إثيوبيا هي دول غير ساحلية، ولكن معظمها لديه أراض ساحلية.
قال الباحث في العلاقات الإثيوبية والعربية زاهد زيدان الهرري، إن الاتفاق الأخير بين إثيوبيا وأرض الصومال أن يعزز مبدأ الأخذ والعطاء والمنفعة المتبادلة بين الدول الأفريقية في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، أن الاتفاقية الموقعة بين إثيوبيا وأرض الصومال تحظى بشعبية وتعود بالنفع على الشعب اقتصاديا وسياسيا. وأضاف الباحث أن هناك للأسف جهات بعيدة عن المنطقة تعمل على عرقلة تطلعات إثيوبيا التنموية من خلال الحد من دور البلاد في المنطقة وهذا مستحيل نظراً لموقع إثيوبيا في المنطقة وحقيقة أن أديس أبابا العاصمة الدبلوماسية في أفريقيا.
وبحسب زاهد، فإن الحصول على ميناء بحري مهم للغاية بالنسبة لإثيوبيا بسبب عوامل عديدة، بما في ذلك تطلعاتها التنموية.
وقال الباحث، كما أشار رئيس الوزراء أبي أحمد، إن الوصول إلى البحر أمر وجودي ومصيري بالنسبة لـ 120 مليون إثيوبي.
وأشار إلى أن عدم وجود ميناء بحري يؤثر على اقتصاد البلاد وتنميتها، مشيرا إلى أن اتفاق إثيوبيا وأرض الصومال تم من خلال الدبلوماسية ومبدأ الأخذ والعطاء، وبما يفيد التنمية المشتركة للطرفين ويحقق التكامل الإقليمي.
وشدد زاهد على أن الاتفاقية مدعومة أيضًا بالقوانين الدولية في السماح للدول غير الساحلية بالاستفادة من الموانئ البحرية من خلال الاتفاقيات الثنائية.
وقال الباحث إن الجهد الإثيوبي للحصول على الموانئ لا يقتصر على جهة معينة، بل يشمل المناطق المطلة على البحر من خلال تبادل المنافع في المشاريع الوطنية مثل الخطوط الجوية الإثيوبية، وإثيو-تليكوم، وسد النهضة.ومثل هذه التبادلات شائعة بين دول العالم، بحسب الباحث.
وأوضح زاهد أن الرفض والاستنكار للاتفاق لا يستند إلى أساس قانوني، بل إلى سياسة لمنع إثيوبيا من التنمية.
وكشف الباحث أن هناك أطرافا تريد استخدام القومية العربية لتقويض الاتفاق، لكن أين كانت هذه الأطراف عندما عانى الصومال من الإرهاب والأزمات الأخرى؟
وأشار إلى أن إثيوبيا كانت من أوائل الدول التي دافعت عن أمن واستقرار الصومال من خلال محاربة حركة الشباب.
وشدد زاهد على أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يعتبر الاتفاقية مفيدة ليس فقط للدول فحسب، بل للقارة بأكملها.
واخيرا أن القاهرة تتبنى نهجا دبلوماسيا هجوميا مبكرا هذه المرة، على أمل حشد موقف إقليمي داعم لرؤيتها حول رفض المذكرة، لكنها قد تصطدم بعدم التجاوب معها من ضفتَيْ البحر الأحمر الشرقية والغربية والعالم ، فلم تتبن أي دولة من دولهما موقفا يعزز تحركات مصر، ما يجعل تصورها منحصرا في الشق الخطابي الفاشل كما تعودنا في مفوضات سد النهضة العظيم هل ستقف اثيوبيا متفرجة هذه المرة ام تقوم باتخذ قرارات وتحركت ضد العدوان المصري عبر جامعة الفشل؟! .هكذا وصف الخبراء مصر
والسؤال الذي يطرح نفسه قامت مقديشو بتاجير ميناء لتركيا ولم نرى رد فعل من جامعة الفشل ! و ما الضرر أن يكون لإثيوبيا منفذ بحري؟ هناك عدد من القواعد في المنطقة لدول عدة ، لماذا يحرم على إثيوبيا، ما هو حلال للآخرين.؟!

eyobgidey900@gmail.com

 

آراء