خطل معاداة الثورة في شخص الحرية والتغيير .. ومناصرتها دون وعي أو دلي

 


 

 

لقد ارتكبت قوى الحرية والتغيير، الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية، أخطاء كبيرة، كانت من أسباب الأزمة الحالية، وهذا أمر معلوم ومشهود ومن حق الناس رفضه واستنكاره، لكنه لا يبرر معاداة الثورة ومناصرة الشمولية، كما فعلت الحركات المسلحة التي شاركت في الإنقلاب وظلت تدعمه بحجة خلافاتها مع (ق. ح. ت).!!

ولا يعد مسوغاََ لأعضاء الأجهزة العدلية وغيرهم من الموظفين الذين ناصروا الثورة، وعندما إستهدفتهم لجنة التفكيك بالفصل من الخدمة دون مبرر، اصيبوا بالإحباط وفقدوا حماسهم تجاه الثورة .!

إن الثورة ليست (ق. ح. ت) أو غيرها، بل هي مجموعة قيم ومبادئ وأهداف، تضع العلاج لمشاكلنا التاريخية : (الصراع حول السلطة، الحروب، الجهوية، القبلية، التمزق، الفقر، عدم الاستقرار و .. إلخ)، بخيار الدولة المدنية الديمقراطية، كأساس للتداول السلمي للسلطة، ومن ثم السلام والوحدة وسيادة القانون والإستقرار والتنمية والتطور والنهوض بالوطن والمواطن.

ويبقى على كل وطني غيور أن يحمل قيم ومبادئ الثورة حلماََ في داخله، ثم يسعى لتحقيقها من اي موقع كان، فمن يفشل فإن الفشل ينسب له وليس للثورة، فالقيم والمبادئ لا تفشل .

ولكي نتجنب الفشل نحتاج للتسلح بالوعي، بأن نعي معاني وأبعاد الشعارات التي ننادي بها .. ما هو مفهومنا للحرية والعدالة والمساواة ؟ ماذا نعني بالدولة المدنية الديمقراطية؟ ماذا نعني بمطلوباتها.؟ ما هي أسهل واقرب الطرق وأقلها تكلفة لتحقيقها ؟

هذا الوعي يعلمنا الموضوعية لنتجنب المناكفات في الصغائر والمكابرة في الحق.

ويعلمنا التواضع وإحترام الرأي الآخر، لنتجنب تكرار الأخطاء والاندفاع في الرأي وتبوأ كرسي القضاء لتخوين الآخرين .

ويعلمنا أهمية الرؤية بتحديد الهدف والتخطيط لبلوغه، لنتجنب التخبط، فقد خرجنا وهتفنا بسقوط الإنقاذ، ولعنا وشتمنا كل جرائم أنصارها في حق الوطن، فلما سقطوا وقفنا في ذات المكان وواصلنا ذات الهتافات والشتائم لا ندري ماذا نفعل!

لا أدعي الحكمة ولا الوصاية، لكن ما تتعرض له هذه الثورة العظيمة من انتكاسات، وما نمر به من محن ومصائب، يستوجب منا جميعا أفراداََ وكيانات، وقفة مع النفس، لمحاسبتها قبل محاسبة غيرنا، ثم لننطلق بالثورة للأمام .. (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.) صدق الله العظيم.

aabdoaadvo2019@gmail.com

 

آراء