شيخ الامين يمسك ب (الكمشة) وليس ب (الكلاشنكوف)

 


 

 

أعرف أسر كثيرة في حي بيت المال وغيره من الأحياء الامدرمانية يتوجهون الي مسيد شيخ الامين وهناك يجدونه ممسكا ب ( الكمشة ) وليس ب ( الكلاشنكوف ) ومع الابتسامة المشرقة توجد في داره الرحبة جرعة الدواء وقوم يسترون الموتي وتوجد مدرسة وشربة ماء وطمأنينة ومبيت ومس
طبعا من واجب الجيش أن يحرر كل الحاميات والمقررات والبيوت التي دخلها ودنسها الدعم السريع ولكن اشغال الناس و ( الفيهم مكفيهم ) بإشعال حرب ( دونكوشوتية ) ضد انسان أعزل لم يرفع سلاحا ضد أحد وكان كل سلاحه الذي نحتاجه بشدة في هذه الأيام العصيبة هو ( قدح الكسرة والملاح وموية الزير وقيلولة هادئة واسترخاء وسط كل هذا القصف والقصف المضاد من طرفين مازالا يبحثان عن نصر أصبح مستحيلا في ظل حرب كلما مرت عليها ساعة تزيد مثل كرة الثلج وقد أصبحت مثل قصر التيه بكل دهاليزه العديدة المعتمة التي غابت عنها الخرائط واختفت الاتجاهات ومعالم الطريق والدول الكبري لها القدح المعلي في ماساتنا التي استفحلت وشبت عن الطوق وحتي دول الجوار الافريقي صرنا بالنسبة لهم كما مهملا وقد أنكروا علينا يد سلفت ودين مستحق رغم أننا لم يحدث أن امتنينا علي أحد والسودان وأهله لم يحدث أن تقاعسوا عن إغاثة الملهوف ومد يد العون بكل أريحية وكرم وحتي في أحلك الظروف كان شعار اهلنا ( الفقراء اتقسموا النبقة ) وكل العالم وحتي امريكا فهمت مقولة الثوار في ساحة الاعتصام ( عندك خت ، ماعندك شيل ) ورأيت بام عيني الاعتصام الكبير الذي احتشد له السود أمام البيت الابيض احتجاجا علي الجريمة البشعة التي ارتكبها شرطي أمريكي وقد جثم بركبته علي رقبة جورج فلويد وازهق روحه بكل قسوة ، نعم كانت هنالك كراتين كبيرة بها من المال الكثير وضعه المعتصمون بكل اقتناع ومن ليس عنده شيء يأخذ من الكرتونة دون حرج وقد طبق الجميع شعار ثورتنا المجيدة الذي عبر الأطلنطي ووصل الي اسوار البيت الابيض مع توفر الغذاء والماء الصحي والعصائر للجميع في وحدة وطنية رائعة.
نقول لشيخ الأمين لقد قمت بواجب عجز الطرفان المتقاتلان عن القيام به ، وياللعجب تتوفر عند الطرفين ادوات القتل والدمار ويعوزهما طبق الكسرة وحلة الملاح وماء القلة وعنقريب للنوم وعنقريب للتشييع وغسيل من رحلوا بكل ما يستحقه الراحلون من كرامة ودفن يحفظ للإنسان ادميته فيخرج من دنيانا مصانا تحفه الملائكة وتغشاه رحمة الله سبحانه وتعالي باذن الله الواحد القهار.
شيخ الامين تحمل المسؤولية التي هرب منها الجميع ولم يزعم أنه رئيس أو وزير وكان يردد دائما بأنه في خدمة كل من شتته هذه الحرب اللعينة العبثية وأنه سيظل مرابطا في عرينه في الوقت الذي كان بإمكانه أن يشد الرحال لدول يجد فيها الراحة والعيش الرغيد .
لا نريد أن نضفي هالات من الإعجاب بهذا الإنسان الذي أصبحت أعماله في مجال الخير تتحدث عنه وهو يقوم بهذا العمل ورأينا نتائجه ملموسة في وجوه المحتاجين وقد تحولت البلاد كلها محتاجة غنيها وفقيرها والجميع صاروا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وكما قلنا فإن مسيد شيخ الامين كان شمعة أضاءت جحافل الظلام ولكن أن تتكالب السهام حوله فهذا مما لا يمكن فهمه !!.. ومتي كانت خدمة الآخرين في مثل هذه الأجواء القاتمة جريمة تجعل البعض يتركون الكر والفر حيث ميادين النزال ويغيرون علي الاماكن الآمنة حيث لجأ إليها المحتاجون بحثا عن ضرورات الحياة التي عزت علي الجميع.
اتركوا شيخ الامين وأمثاله في حالهم وبلادنا بها من الخير الكثير ياهؤلاء !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء