متى يعود البطل على عبداللطيف الى أرض الوطن ؟!

 


 

عدنان زاهر
6 April, 2023

 

1

ثلاث أسباب دعتنى لكتابة هذا المقال :
السبب الأول : هو مشاهدتى لصورة نادرة عرضت فى وسائل التواصل الأجتماعى، لطائرة تابعة لحلف الناتو و بها ضباط بلجيك و هم يقومون بتسليم الزعيم " لومومبا " لعدوه اللدود " تشومبى " فى اقليم كاتنغا، و الذى قام بعد ذلك بمعاونة البلجيك، وكالة المخابرات الأمريكية سى أى ايه وعملاء الأستعمار داخل الكنغو، باغتياله بتاريخ يناير 1961 .
الثانى : خبر يرتبط بالسبب الأول وهو استعادة رفات البطل لومومبا فى يوليو 2022 و المتمثلة فى " سن " واحدة من أسنانه و هى كل ما تبقى منه، بعد تقطيعه الى أجزاء بعد قتله و اذابة جسده فى حامض " الكبرتيك "، وقد تم ذلك بعد معارك قانونية إستمرت لسنوات أمام المحاكم البلجيكية . قامت الدولة بدفن الرفاة فى احتفال ضخم استمر لعدة أيام فى عاصمة الكنغو الديمقراطية " كنشاسا " و مدن اخرى، مع اعلان حداد قومى لمدة ثلاث أيام.
الثالث : محاولة إلغاء الضوء و التذكير بمدى التوحش، القسوة و اللاأخلاقية التى يمكن أن تمارسها الإمبريالية العالمية فى الدفاع على مصالحها و الحفاظ عليها، حتى لو أدى ذلك الى تجاوز كل القيم الأنسانية وقوانين حقوق الأنسان.
هذه الأسباب مجتمعة المتعلقة بالزعيم لومومبا استدعت الى ذهنى من جانب آخر، صورة و سيرة بطل آخر هو على عبداللطيف قائد و زعيم ثورة 1924 السودانية، القابعة رفاته المنسية فى دولة الجارة مصر. للمقاربة بين الزعيمين، و بعد سرد لسيرة الزعيم لومومبا كقائد أفريقى ومناضل، قتل فى الدفاع عن وطنه و حقوق مواطنيه، سوف أقوم بسرد جزء يسير من سيرة بطلنا السودانى، و نحن هنا نستدعيها للانارة و الاستنارة بنضاله.
ولد لومومبا فى العام 1925 فى مقاطعة " ساسكورو " بقرية " أونالوا " بدولة الكنغو الديمقراطية، عمل بالسياسة منذ شبابه مناضلا شرسا و صلدا ضد الأستعمار البلجيكى الجاثم على صدر وطنه.عند نيل الأستقلال أختير بالانتخاب كأول رئيس لدولة الكنغو و هو فى سن الخامسة و الثلاثين. لم يستمر طويلا فى الحكم لتآمردولة بلجيكا عليه و على سياساته الرامية الى الانعتاق من الأستعمار الأقتصادى و ذلك من خلال محاولاته السيطرة على المعادن فى أقليم " كاتنغا " الغنى و المهيمنة عليها الشركات البلجيكة، بالأضافه الى تعرضه أيضا لغضب الولايات المتحدة و ذلك لتقاربه مع الأتحاد السوقيتى ( سابقا ) و ذلك يعنى لديها فتح الباب لسياسات التحرر الوطنى و الانفتاح على الأشتراكية، مما يتعارض و سياسات الولايات المتحدة و الدول الأمبريالية الأستعمارية فى أروبا.
فى سبيل اسقاط حكمه ، سعت تلك الدول و عملت ابتدءا على انفصال اقليم " كاتنجا " الغنى بالمعادن بواسطة العميل " تشومبى "، و من ثم بعد ذلك تدبير الانقلاب على لومومبا الاطاحة بحكمه بواسطة الجنرال " موبوتو ". تم اعتقال لومومبا بعد الانقلاب و سلم الى " تشومبى " عدوه، الذى قام باغتياله و تقطيع جسده و من ثم اذابته فى حامض الكبرتيك !!
هذا العرض الموجز لسيرة الزعيم لومومبا يمهد لنا الطريق لتناول سيرة البطل السودانى على عبد اللطيف. و لكن سأكون أكثر اسهابا هذه المرة لأن المرحلة التى نشأ فيها على عبداللطيف أرتبطت بنمو النضال السرى ضد المستعمر تمهيدا لنشأة الأحزاب السياسية و نيل الأستقلال هذا من جانب، أما من الجانب الآخر فقد عملت سلطة الأنقاذ على طمس تاريخ بلادنا، تزويره و إهالة التراب عليه و ذلك من خلال منع تدريس مناهج التاريخ و الجغرافية السياسية فى المدارس، و ذلك لاشاعة الجهل ووضع حاجز أمام الأجيال اللاحقة تمنعهم عن معرفة تاريخ و طنهم.
و أخيرا، لأن تسليط الضوء على سيرة أبطال هذا الوطن فى هذه الظروف الشائكة و المعقدة التى يمر بها السودان ، تعمل على شحذ الهمم ، تجسيم القدوة أمام الثائرين، لمواصلة النضال و الثورة ضد كل المتراصين لإعاقة نمو و تطور السودان.

2
يقول د القدال أن هنالك عاملان ساعدا على نشوء حركة المقاومة السودانية ضد المستعمر و بشكل مختلف عما كان سابقا، أولهما عامل داخلى هو بروز الوعى القومى وسط بعض السودانيين.....يقول
(برز الوعي و تطور فى المدن حيث تضعف الروابط القبلية و تتوفر العوامل التى تعمل على شحذ الوعى القومى ، و تهيئة المناخ له ليفصح عن نفسه ايدولوجيا.و كان المتعلمون هم الذين يمتلكون قدرات الافصاح و التعبير.و تضعف الروابط القبلية بين أولئك المتعلمين مما يسمح بنشأة روابط جديدة ينفذ من خلالها الشعور القومى ).
- اما العامل الثانى فهو الخارجى..... فقد تمثل فى التأثير المصري - الشريك الأضعف المشارك فى أستعمار السودان - فى الحركة السياسية الناشئة فى السودان المعادية للمستعمر، بالاضافة الى الثورات العربية المندلعة فى فلسطين، سوريا العراق و لبنان، حركة التحرر فى الهند و قائدها المهاتما غاندى و الثورة البلشفية عام 1917 التى اندلعت فى روسيا 1
- كما ذكرنا أعلاه نتيجة لذلك الوعى القومى المتنامى تشكل اول تنظيم سياسى فى تاريخ السودان الحديث فى عام 1920 بأسم جمعية الأتحاد السودانى، و كانت عضويته مكونه من طلبة كلية غردون.الاعضاء المؤسسون هم عبيد حاج الامين، توفيق صالح جبريل، محي الدين جمال أبوسيف، سليمان كشه و أبراهيم بدري.
كان تكوين تلك التنظيم طفرة فى العمل السياسى خاصة ان الانضمام اليه يتم عن طريق الاقتناع السياسى و ليس الكيان الطائفى،المعايير العرقية أو المشاعر الدينية. هدف الجمعية كان استنفار الضمير الوطنى السودانى كما اتخذت وحدة وادى النيل كشعار لها، كان قائد التنظيم أو المجموعة هو عبيد حاج الأمين و كانت أساليب عملها سرياً.
نشأ فى العام 1923 خلافاً بين أعضاءها فى مناهج العمل السياسية، أدى الى خروج نفر منهم و على رأسهم عبيد حاج الأمين الذى كان يرى أن المرحلة أصبحت تستوجب العمل العلنى، و مجموعة محافظة كانت ترئ أن الجمعية لم تصل بعد الى درجة النضوج للعمل العلنى. ابان ذلك الصراع المحتدم بين المجموعتين، نما الى علمهما أن التنظيم قد اخترقت صفوفه مخابرات المستعمر وقد سارع ذلك فى حله.و يقال أن سليمان كشه هو من قام بافشاء أسرارالجمعية2 .
- كونت جمعية اللواء الأبيض فى 15 مايوعام 1924 فى اجتماع تم بمنزل على عبداللطيف و تشكلت قيادتها من على عبداللطيف رئيساً و عضوية كل من عبيد حاج الامين،صالح عبد القادر وكيلا،حسن صالح المطبعجى، و حسن شريف حسن سكرتيراً 3. بنظرة سريعة الى أصول قيادة هذا التظيم الجديد نجدها تنتمى الى مجموعات متنوعة من الوان الطيف العرقى السودانى، و ذلك فى حد ذاته مؤشر لقومية التنظيم و محاولات بناء وحدة سودانية.
- وُلد على عبداللطيف عام 1899 من أب من جبال النوبة و أم من قبيلة الدينكا....يقول القدال (ان بروز على عبد اللطيف يمثل ظاهرة هامة فى مجرى تكوين الأمة السودانية فالعناصر التى تحررت من الرق أو العناصر الزنجية التى لم تسترق أصلاً لم تجد لها مكاناً لائقاً فى الحياة الاجتماعية ، بل كان وضعها فى الدرك الاسفل من السلم الاجتماعى . و ما كان للأمة السودانية أن تنصهر و غالبية أهلها من أصل زنجى،دون أن تتخطى هذا الحاجز العرقى الاجتماعى.و كان على عبد اللطيف نتاج ذلك الوعى الجديد للحركة الوطنية و هى تلامس معالم النضج القومي، بل لعله احد الممثلين البارزين لذلك الوعى).
- تخّرج على من الكلية الحربية عام 1914 برتبة ملازم،اصطدم فى أول سنين خدمته مع أحد الضباط البريطانيين حاول الاساءة اليه فقُدّم الى مجلس محاسبة و تأديب و نقل الى مدينة مدنى. فى مدنى اتضحت ملامح تكوينه القومى و فكره، فكون ( جمعية اتحاد القبائل السودانية ).
- انعقدت فى 14 يونيو 1922 محكمة كبري بمديرية الخرطوم لمحاكمة الملازم أول على عبداللطيف بالكتيبة الحادية عشر السودانية فى التهمة الموجهة اليه و هى أنه أذاع منشوراً يثير كراهية الحكومة فى نفوس الناس و ذلك لنشره موضوع بعنوان " مطالب الأمة " فى جريدة الاخبار القاهرية و فيه هجوم عنيف على سياسة الحكومة، و قد حكمت عليه بالسجن سنة واحدة مع الفصل و التجريد من الخدمة.
أرسل على عبد اللطيف المقال فى الأساس أرسل لجريدة الحضارة التى رفضت نشره كما علمت المخابرات بأمره مسبقاً فهاجمت مكاتب الجريدة و قامت بمصادرة المقال . المقال هاجم الأستعمار البريطانى و نادى بحق السودانين فى تقرير مصيرهم و طالب بانهاء الحكم الاجنبى مستعملاً كلمات ملتهبة. وصف تقرير " ايوارث " الذى رأس اللجنة التى شكلت لدراسة أسباب ثورة 1924 ،المقال بانه لا يحتوى على أى كلمة لصالح مصر، كما روج الإعلام المصرى.
- كانت مالية اللواء الأبيض تتكون من رسم الدخول للجمعية و رسوم العضوية و فى فترة بسيطة تكونت لها فروع فى معظم مدن السودان ساهم فى ذلك تنقلات اعضاءها للعمل خارج الخرطوم و قد ساعد ذلك فى الأنتشار كمدن الفاشر، سنجة و جنوب الفونج، كما ارسل التنظيم بعضا من أعضائه للعمل وسط الجاهير فى اقاليم السودان المختلفة فقد أرسل صالح باخريبة للعمل وسط جماهير المزارعين فى الجزيرة ومحمد عبدالله التعايشى مسئولا عن مديرية النيل الازرق و ملازم أول زين العابدين عبد التام مسئولا عن جبال النوبة و الطيب بابكرعن الشمالية. هذا النشاط المنظم جعل الجمعية تتغلغل وسط الجماهير، كما جلب لها عضوية من مختلف طبقات و فئات المجتمع. 4
الشعارات التى نادت بها الجمعية هى:
وحدة وادى النيل و رفض الحكم الأستعمارى كما اتخذت علما شعارا لها عبارة عن قماش أبيض مرسوم عليه نهر النيل من منبعه حتى مصبه و مكتوب عليه بالأخضر الى الأمام و مرسوم عليه هلال و ثلاث نجوم ( وثيقة كتبها عبيد حاج الأمين و نشرت فى جريدة الأهرام بتاريخ 16 يوليو 1924 بعنوان – " نداء السودان الى الأمة البريطانية " .
- فى نفس العام تم القبض على زين الدين عبد التام و محمد المهدى فى مدينة حلفا فى طريقهم الى مصر لتسليمهم عريضة تحمل توقيعات من الشعب السودانى بتأيد الوحدة مع مصر و نفى ادعاء ماكدونالد من أن 29 فى المائة من الشعب السودانى يريد حكم بريطانيا.
تتالت البرقيات المرسلة للصحف استنكارا لارجاع الوفد.
- فى 19 – 6 – 24 توفى مامور أمدرمان عبدالخالق أفندى مصرى الجنسية و كان متعدد العلاقات، و أستغلت جمعية اللواء الأبيض المناسبة ونظمت موكبا لتشيعه خرجت فيه الآلوف وبعد الدفن سارت الجموع منددة بالاستعمار الانجليزى و بعض الهتافات تنادى بالوحدة مع مصر و تعتبر تلك المظاهرة من أكبر التظاهرات فى ذلك العهد.
- توالت المظاهرات بعد ذلك فى الخرطوم و امدرمان و الخطب فى الجوامع بتحريض من قيادة اللواء الأبيض و قيادات المظاهرات، و توالت اعتقالات قيادات اللواء الأبيض كما أرسلت من بعض السودانين برقيات الى الصحف المصرية مستنكرة عنف البوليس و اعتقال السودانين كما أصدرت جمعية اللواء الأبيض منشورات جماهيرية منددة بالعنف.
- لم تقف القوى التى أرتبطت مصالحها مع المستعمر مكتوفة الايدى، فقد اجتمع زعماء الطائفية عبدالرحمن المهدى،الشيخ على الميرغنى و الشريف الهندى فى يونيو 1924 و هاجموا جمعية اللواء الأبيض كما أعلنوا عدم اعترافهم باتفاقية الحكم الثنائى على أساس أن السودان لم يكن طرفا فيها كما قرروا أن تكون بريطانية هى الوصية على السودان ليتم تطويره حتى منحه الحكم الذاتى.
- نشر فى صحيفة حضارة السودان لصاحبها حسين شريف المنتمى لأسرة المهدى مقالا بتوقيع ود النيلين جاء فيه ( أهينت البلاد لما تظاهر أصغر و أوضع رجالها دون أن يكون لهم مركز فى المجتمع بأنهم المتصدون و المعبرون عن رأى الأمة.....ان الشعب السودانى ينقسم الى الى قبائل و بطون و عشائر و لكل منها رئيس أو زعيم أو شيخ و هؤلاء هم أصحاب الحق فى الحديث عن البلاد.....من هو على عبد اللطيف الذى أصبح مشهورا حديثا و الى أى قبيلة ينتمى ) !! و جاء فى تقرير المخابرات ان كاتبه هو سليمان كشه 5........لاحظ حتى الآن هنالك من يمارسون العمل السياسى بنفس المنطق !!
- فى الثالث من يوليو 1924 أرسل على عبداللطيف برقية الى رئيس وزراء بريطانيا محتجا و منددا بما صدر من بعض المسئولين البريطانين بأن لهم حقوقا فى السودان
- فى 4 يوليو – 1924 تم اعتقال على عبداللطيف بواسطة مأمور أمدرمان فى محطة الترام بامدرمان عندما كان متجها لزيارة صديقه.
بعد القبض على على عبد اللطيف قامت مظاهرات فى الخرطوم منددة بذلك الاعتقال، كما أرسل عبيد حاج الامين الذى انتقلت اليه القيادة بعد اعتقال على تلغرافات احتجاج الى كل من الحاكم العام،السكرتير القضائى،مدير المخارات و نقابة الصحفين فى القاهرة، و أدى ذلك الحراك الى فصله من الخدمة المدنية.
- فى 11 يوليو 1924 تمت محاكمة على عبدالله بسرعة و حكم عليه بثلاث سنوات سجنا ، و بالرغم ذلك فقد استمر نشاط الجمعية فى مدن السودان المختلفة.
- فى 9 أغسطس 1924 خرجت مظاهرة الطلبة الحربين و جابت أرجاء العاصمة و كما ذهبوا لسراى الحاكم العام منددين بسجن الوطنيين، و بعدها اتجهوا الى سجن كوبر و أدو التحية لقادة و زملاء الحركة الوطنية و للزعيم على عبداللطيف، و قد تم اعتقالهم بعد ذلك ووضعوا فى الباخرة البوردين فى منتصف النيل.
- فى 27 نوفمبر 1924 خرجت قوة بقيادة عبد الفضيل الماظ،حسن فضل المولى، ثابت عبدالرحيم،على البنا و سليمان محمد فى طريقهم للخرطوم بحرى و اشتبكوا مع القوة التى اعترضتهم بقيادة " هدلستون باشا " و استمرت المعركة من مساء 27 و حتى ضحى 28 حتى نفذت ذخيرتهم، و ظل عبدالفضيل الماظ المتحصن بالمستشفى العسكرى قرب برى، يصلى الانجليز بنيران مدفعه المكسيم حتى اضطرت قوات المستعمر لنسف المستشفى على راسه بواسطة المدافع الميدانية حتى استشهد.
- تواصلت خروج المظاهرات منددة بالاستعمار و مطالبة باطلاق سراح المعتقلين فى معظم مدن السودان.....عطبرة، بورسودان، شندى، مدنى والأبيض كما توالت الأنتفاضات العسكرية فى كل من حاميات تلودى التى تم قمعها بعنف، بالأضافة الى حامية 13 جى أورطة فى واو و تم قمعها.
- اعتقل الضباط المشتركين مع عبدالفضيل الماظ و قدموا لمحكمة عسكرية و نفذ فيهم حكم الأعدام فى شهر ديسمبر 1924 و هم الضباط حسن فضل المولى، ثابت عبد الرحيم، سليمان محمد و على البنا.
- تمت محاكمة قادة اللواء الأبيض فى فبراير 1925 و صدرت بحقهم أحكام مختلفة و من ثم نفوا الى مدينة " واو " حيث توفى عبيد حاج على بعد اصابته بمرض الحمى السوداء و تم اطلاق باقى المسجونين بعد اتفاقية 1936 ،ما عدا على عبد اللطيف الذى نقل الى سجن كوبر ثم رُحّل سرا فى العام 1938 الى مصر حتى وافاه الأجل وهو مسجون فى العام 1948 .

3
هذا العرض السريع يؤرخ لتاريخ بطل من أبطال السودان الأفذاذ، نادى بالوحدة الوطنية و القومية السودانية فى بلد كانت فيه العصبية و العرقية هى السائدة بل ان تجارة الرق كانت لا زال تمارس فى أرجاء متعددة فى السودان .6 بهذا القدر من اتساع الرؤى، النظرة الثاقبة و التضحية يثار فى الذهن تساؤلا مشروعا الى متى تظل رفات البطل على عبد اللطيف فى أرض مصر ؟! ....أما آن الآوان لاحضار رفاته الى أرض الوطن ليستريح بين أزرع أحفاده الثوار.
رمزية احضار الرفاة ليست صورية كما انها ليست استعراضا، لكنها تعنى تكريم البطل على عبداللطيف و رفاقه..... بل تعنى تكريما لكل ثوار وشهداء الثورة السودانية انتهاءا بثوار ديسمبر 2008 .......سيعتبر ذلك الصنيع دفعة لاستمرار النضال و الوقوف فى وجه كل من يريد لجم تقدم الوطن و تطوره.

عدنان زاهر
ابريل 2023

مراجع :
1 /2 /5 ....... تاريخ السودان الحديث د القدال.
3- ملامح من المجتمع السودانى – الأستاذ حسن نجيلة.
4- ثورة 1924 دراسة ووقائع – د أحمد ابراهيم دياب.
6 – علاقات الرق فى السودان –

elsadati2008@gmail.com
/////////////////////////////

 

آراء